Monday, May 09, 2011

دمعة على مئذنة

" إلى روح صديقي وليد أبو حسنين "
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem16@hotmail.com
( 1 )
أتذكر يوم اشتعلت الطمأنينة في عينيك وأنت تمشي إلى جوار رائحة البرتقال ، وتذكر شاطئك الطويل الذي يمر في " كبدك " ، وتترحم على " الحلم " ، ... والوقت الذي ينمو خميلة يديك يوم كنا توأمين نكحل رموشنا بأشعة " التاريخ " و" الفارس " يسيل خارطة نعناع ...
( 2 )
من كثرة الوداع ، رأيت وجهك " مئذنة " ! ، والعشب في روحك قدر الفقراء ...
هكذا ، تلتقط هجرة الريح ، وتفتح عينيك على الندى ، وتتواجد في ذاكرة الفجر كلما قرأت " ولا تحسبن " لتصير نايا يكحل صوت الشجر وهو يصقل حلمك ! ...
دموعك تكتب سواحل العشاق فيما ابتسامتك تحرسني وظلي من الغثيان لئلا يتفتت القمر بين أصابعي ! ...
( 3 )
... وصلاتك تحاصر الأفعى خلف طعم " المكان " ، والزيتون أوسمتك الفضلى في أروقة الروح ..
نومك صلاة
صمتك عبادة
توجعك صيام
خريرك قيام
ابتسامتك هيام
فتؤدلج العابرين نحو الغيم ، والحكمة تنضج على شفتيك ذاكرة تؤرق الأفعى فيما ابتسامتك تفهم العابرين نحو النرجس ! ..
( 4 )
شجرة على القمر الفضي ، يخطط وردة في فنجان قهوته ، صمته حلم غيابه الطويل من أجل صباح متوهج أكثر رقة ، وذكريات تتكامل في زوايا السماء ، والقلب يحسده الحمام ، فينشق الرمل ، وتبدأ الآيات المعطرة من فمك كفيض لا ينهزم ، تمضي تقرأ أهداب الخيول التي تتوق إلى الخجل وصباحات القدس العتيقة المتوجة بآلامك الزرقاء ليبدأ عرسك المرسوم على خد الماء المنعنع مع غابة الفضة لتقول أسطورتك ، وترحل في خضم القلب الذي يرسمك سيفا في قلب الأفاعي ! خبزا للعصافير الطالعة من آتون " كبدك " في انتظار " الحور " كلما مررت ككتاب ندى أصيل يصعد من الصوان الفاخر الذي يقسمك إلى موج وشاطئ فيما الفراش يتخاصم على جواربك لتلملم سؤالك الذي يبدأ ولا ينتهي حول المعنى والذاكرة ، والقوى الآسرة للشمس .. الطاردة أو المبطئة للقمر في آتون الطقوس التي تحتل الأسماء التي تتبخر في سماءك ، وتحت وطأة نعلك على كتف مدينة الياسمين التي تستعمر الورد الطازج باقات الندى لتدفع النار إلى الخضرة الملتهبة ! ...
( 5 )
هب يتأمل خجله فكان موزعا بين السحر الغياب ، تناديه الأشجار كي يطمئن حلمه ، يلملم الليل صلاة ، والشمس ترتبك أمامه مثل قصص مشاعره التي تزاحم رائحة النعناع ، وفي رأسه خرير الصحو الذي يستطرق مع الذاكرة ، فيكلم الشجر ببراءة الورد على أرض الغياب ليقرأ خجله الصوفي أمام الموت وشجاعته الحورية ليعلم الماء دلالة العشق كلما مشى على " كبده " ، فيطمئن إلى الوحي كفلق الصبح ، وحور العين التي لا تكف عن مداعبته بين أحضان زرقة السماء ، فيسافر كفكرة القمر الصائب ! ... فالموت ينعش الذاكرة كمشهد رومانسي مع الحوريات ، وحلمه الذي يحفر على الجدار صوته ! ...
ما زلت أسمع صلاتك وأنت تزوج الغيث لليمام ، وبوح الحوريات زادك كلما هممت بالسماء وهمت بك ! ... فتزداد رحيقا ، والذاكرة امتلاء ، واللون نهما إلى الشهادة ! ...
أناديك ،
والورود تمشي خلفك
حولك
تحملك السماء على دموعها وكفوف الندى
فتنطلق إلى فيضانك الكوثري
ونومك الحورية ! ...
الخطى خلفك تزحف كرائحة الورود
المدى حورية !
يصعد إليك الندى من قاع النعش كنجمة مسائية
فيستقبلك القمر على أحر من الجمر ! ،
وجثتك ربيع الذاكرة ! ...
( 6 )
أتذكرني ، يوم غدونا سنبلة
ريحانة
ومرحلة
هكذا تنجو الشمس من العتمة
والندى بلور يديك
فيتذكرك الشجر – الآن – على ملأ من الشهداء والسماء شديدة الخضرة ، فتعلو ونعلو بك والطمأنينة صديقتك في الغياب ! ...
( 7 )
على مهل ، لا تتعجل الوداع ، لا تثريب عليك اليوم ، نحسبك تؤأما للسماء ، فالصلاة زادك ، والصيام كحلك ، والزكاة عطشك ! ... فتوسد " الفاتحة " وعيناك قمر يضئ المطر في حلكة " الياسمين " وعنفوان " البنفسج " ...
( 8 )
سيدي ، نم
الدمع يحبس العتمة ، ويفرج عن الشمس التي تغمرها برحيقك النوراني ! ...
9 / 5 / 2011م






No comments: