Tuesday, March 31, 2009

في ضيافة القسام

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
أ/ل/م ،
القمر لا ينام
البحر لا ينام
والسماء تبلغ أطراف روحك الصباح
وأنت كرؤيا نبي بين البحر والسماء
( 2 )
غدا
رأيتك كما شجر السرو والصفصاف
الدموع تراود جفنيك
أخضر الوجه كما الريحان
بري الملامح كما القرآن
جمر كما الصوان
جبتك قصيدة للطريق
أنفاسك آخر العشق
قدمك حزن منتصب ، وفرح كأشجار اللوز
( 3 )
وحدك أمام الليل والبحر والقمر
وحدك أمام أمواج الزبد والضباب
وحدك تصعد لوعة الرماد
وتقف كما الدهليز
قلبك يخترق الرصاص
والمسامير
بابك صدى غرائبي
جلست كشمعة وسط أكوام الصمت
ورحت تحفر في الصدى ظلك
والخيول خلفك تترى
فأسمع الكآبة قرع نعلك
وخبز الجهاد سر ضيافتك / المئذنة
يتقلب الجمر عليك صحو يقظة
( 4 )
طاهرا كما الشتاء
فياضا كما الخريف
دمك خمر واستشهاد
ابتسامتك باب ونافذة عنبر
قلبك عواصف التاريخ
ترى المستقبل بعيون القمر
والغد بجفون المطر
رياحك رياحين
غبارك ناموس
صيحتك تكبيرة وشهادة
تغسل قلوبنا بالكوثر
وتصنع لنا من نعلك مدفعا
ومن جوعك قذيفة
تملأ عطشنا بالحلم الوردي
والزيتون يقين الأرض
تكتب بدم الألم ، ونقاء الشهادة
وعواصف البنفسج
لفظك رصاص
لسانك مدفع
تغسل رجلها في البحر
وتدفئ الشمس بعمامتك
( 5 )
أشتهيك كما شمعة في الظلام
ونورس يشعر بالطمأنينة
ويرقى الورد
ويترك في خطاه دمه
يلعن السراب
وعيناه كستناء ، وتفاحة جبلية
يخاطب الأرض الصغيرة والسماء
لأراك شلالا للضمير
والوجود يسبح في فضائك
وأنت تنظر في عمق الليل
الكلام يزهر على شفتيك
ويتطاول رياحين
ويدك خضرة الشهادة
قال أنا ذاهب للتجول مع الشتاء
وخرج الليل مسرعا يجر ذاكرته
ويشعل نور الريح
كما صباحات الغيوم
كما الرعد طلوع الشمس
وكما الحصى وقع قدميك
وأنت توقظ عسل الاستشهاد
فاشرب من خمرك لأصحو من خمرة أخرى
وجهك فارس وصوفي
وعمامتك شجر أخضر
وأنا بعدك مجرات النمل
الكون ذرة رمل على شواطئك المجرة
أنت الشعلة والنار
تنمو حول وجهي ثريا وثرى
فأرى عمق الروح ، وعمق الأرض
كطرفة عين أدرك حلمك الكوني
ونارك حبات مسك ، ورمل مقدسي
فأمشي خلف تكوينك الشمسي
أرقب شكل طعامك / إنشاد الجنادب خلفك
وأنت فاكهة الشتاء الشهي
أدلق خطاي
أسير خلف طيوفك البيضاء
أصادق طرقات الخيول
بظل صوتك أحفظ الندى
واستعجل كمواويل العشق
صليل غربتنا سواحل
وهواجس تبادلني طعم الشوق
كموشح أندلسي يفتح أفق العتمة
ويلقي ابتسامته على المدى
قابلت شيخا وقورا / يجلس على التل
وفي أروقة الجامعة
" كأنك القسام " ... قلت له بخشوع
قال : هنا جدودي .. التاريخ يمضي خلفي
سأبدأ الكتابة الثانية في يعبد
وأدرس في جامع الاستقلال
قلت له : أرى كلماتك أطول من النخيل
أعطر من القرنفل والجاردينيا
بمرتين أو ثلاث مرات
قال : العصافير لا تدرك البوصلة ، وكانت لهجته قوية كالعسل
وقورة كما الرمح ،
شفافة كما السيف
عنيفة كما المطر
رهيفة كما الرصاص
ذكيا كأهل البيت
فقلت : أخبرني عن دمك في خوابي الماء ، وفي خبز الطابون
وفي تغريد الشحارير
وفي عصارة الزيتون
وفي ... وفي .. الخ الخ
قال : أنا خيول سوداء وبيضاء تؤمن بالسماء ، وتعيش خلافة الأرض
جسدي مطر الفقراء
دمي خبز المستضعفين
روحي طول وعرض البلاد
الزيتون بضعة مني
أحيانا أنقب في التاريخ فأجد نفسي هنا آية في القرآن
البحر رأسي
النهر قدمي
بينهما عصاراتي
قلت : إني سأرافقك
دمي يتدفق عبر صوتك ،
وعمامتك
أنهض مملوءا بشظايا جرار الفخار
وألقى عليك السلام
وقبلة اللقاء أنت
سأرافقك كما الخضر
كما التل يمضي
كما السماء تجئ
من جبلة إلى يعبد نسري كما الإسراء ،
ومن يعبد تعرج إلى السماء ( ! ) ...
فأتسلق جدران العطش
أغوص في خرائط الغربة
ميناؤك جبلة ...
مرفأك يعبد ...
وأنت تفترش أحداق البحر ، والنهر شرايينك
الدم سكين رغبتك
بوصلتك عناوين الدمع
كنورس يدرك خد الأندلس
ويمسح عريي سلالة من الخيول ، والشعراء
لفظك أنيق كما القافية ...
عشقك رشاقة كما السنونو ...
خطاك تغري الحصى المطرز بالكهرمان
جسور كما القلعة ...
ليوث كما الندى ...
تتسلل إلى قلبي كما الذهول
وأنا الذي في هواك جن
يا أمير المجاهدين أنت ...
يا إمام النجوم أنت ...
أأنا مدارك ؟ ...
سأحمل عمامتك واشتهي الظمأ
لأراك كما ليلة القدر
في عينيك الصهباء
والقدس قلعة صدرك تباهي بها السماء
تنبض تربتك بقيامة الصعود
وتكتب روحك على بوابات القدس ،
وفي تربة الأقصى
وعلى حجر مشع في يعبد
وعلى قلب نورس يبكيك كما اليوم
وأنت تباركني ، والعشق أميري
توابلك لوعة الفراق
يا سليل أهل البيت
افتح لي سهول الأفق لأرى خمرة السماء
دمك خمر الخيول
وفي قراطيس القلب ندفع نصلك العذب
وأنت ترانيم وجع المحاربين
يا سليل تربة الحسين ...
بين يعبد وكربلاء أربي الدمع
وأترنح خمرة الفارس
تعال ،
كي نتبارك بغبارك
وتربتك
سيسجد لك الشجر ، والنخيل
وأنت تسقي برحيقك فضاءاتي ، وصلوات روحي
وجرحي المعفر باسمك
تربتك بلوط حريري
جسدك مغارة بستان
ألق بمرساتك على تبر سفوح قلبي
وأسكن بيارق جفوني
أنهض كي ألقاك
أهلا .. يا أمير الشهداء
يا أمير القلب المعتق
اقترب ...
كي نشتعل بفروسيتك الفذة
كالزيزفون تنتصب
دلنا على حدائق أفلاكك أيها السوسن الشهي
أميري الجميل ، أحبك
ضع كفك على صدري
وأكتب أنفاسي في قاموسك
إنك فرحي القادم من جبلة
أيها الأمير الفارس ، لقد غبت طويلا
عيناك يفضحهما دمك
وأنت تجالسني
تفرش معاطف الغيم الأليف
فتسيل كالخيال
مديحك يقظة أنفاسي
مديحك عسل السفوح
تعال : " نسابق الوقت " كشهقة قرميدك
زن برحيقك صلواتي
زن بسكرك الصوفي شقوتي
أميري الجميل ، دمك مبارك
يا نديمي المسافر في دمي
لك أضلعي ...
لك عطشي ...
لك قدح أدمعي ...
سألملم جهادك الأبيض وأشتله في روحي
وأرتوي برحيق اليعسوب ضوء زنابقك
كوميض اللوز
تقترب أكثر ، اقترب
لأراك مليون ومضة في القلب
يقودني نبضك المتوهج بالريح
والقمر
آت إلى سعة ضياءك كي نصلي ركعتان في العشق لا يصح وضوءهما بغير الدم
امنحني دمك ترتيله
كمنجة
على كتفيك أنهض
وأمشي
رشيقا ، تعال
إلى مديح الاعتراف في دمي / دمك
وأنا أدور بين أشجار زيتونك
هاهو يانع كماء عيني
جفني بساط لك ...
تعال ، وصلي في محراب صدري
اغسلني بالطيب
امسحني بزيت رحيقك
امنحني خميرة روحك لتباركني السماء
وحنجرة الينابيع
أنا مثلك غريب
أنا مثلك مطر
وبين المقدس ورد يديك
فأحتمي بهضاب ظهرك الموشوم بالقمر
يا نبوءة تستقر في قلبي
وأطراف شراييني ...
ترفو بيتي بجناح سنونو
فأرى جمر مائدتك
لتسقيني من كأسك المترعة مديح الملح
ها تفتح بيادر العشق ، وبواكير الدم
والشهادة آية في ملكوتك
انثرني على بركة دربك
لتقترب المسافات فسيلة أخرى
قبلاتي على عمامتك لوز فراشات
ونجوم تراوغ الليل الفضي
يا ملح أمي ...
يا ملح توابلي ...
رش ملحك في طريقي ليراني النور
كما النور
كم تشبه الزنزلخت
جبتك جميزة لامعة
بغواية
أهفو إلى جمر يديك
في دمك قبلات ثلاث تشتهي البوح
مسكك في فمي ...
شهد في ثغري ...
ثلاثة بيادر عطشى
وأنا جنون الحبق
بزيتك الحر تطهر جراحي
وروحي جسدك الغض
طيفك طريد ...
بيتك وجد ...
قبلة أولى
على جبينك العالي
قبلة ثانية
على كتفيك بزيت البلوط
قبلة ثالثة
على يديك بزيت الاترنج
عمدني بخمر مريديك
سأرفع كؤوسا إليك
فأشرب ما أشتهيه
وأدعو لمعشوقتي بالبركة والضوء
للغيوم ليل طويل ...
للمطر طعم الأبوة ...
للشهادة حكمة الأنبياء
كلماتك جبال والشجر يسعل
وأنت المخضرم تعرف سلالة النار
والبارود
والقمر الأخضر الفضي
وما تبقى من سر الضياء
فأجمع يديك واضرب الخوف
والتردد
ألق في النهر جثت البحر الأحمر
وتيمم من دمي / دمك
فأنت صنو الحسين
بياض كفيك مجد وحريق
فلا تخشى سواد الليل ، وعتمة السراب
شفتاك نار كربلاء
يا ابن جبلة ...
يا ابن يعبد ...
ورثت ذكاء الخيول ، وعشق الصحابة
وجنون المطر
الثلج مرماك القدسي
التاريخ نبع خطاك
في تضاريس وجهك أرى براكين النبوة
وملامح الاستشهاد
تؤرخ ليقين "وليدخلوا "
فنلتقي مع معجزة سفرك
خيط دمك وجه الصباح
أقول كلامي ، ودمك يغمر البحر إلى النهر
والطغاة يغربون
غبارك أضحى زمزما ، وشهوة الشمس
وخيط الثورة
أرضعتك جبلة سر الرؤى
فنهلت أسماءك الحسنى
فاصطفيتك موجة تعري الغيم الأحمق
وتستكين إلى عمق الصلاة أبجدية
ومسافة الحلم أرخت يديك
ودمك سر الجنون الصوفي
لك شرارة البرق ...
لي مهد الرمال ...
خذ نار النبوءات ، وكن عطش الفقراء
كن سر الريح في مرابض الشجر الصوفي
فأعد أسئلة الصمت مرة تلو الأخرى
وأتلو " وجاسوا " ...
وشوكة في ردهات الغياب
فأراك في السماء الدنيا
وموج الأرض بضعة منك
يعتريني – الآن – جرحك
وخمرك فرح اليقين القادم
يلبس جبته الغزال كرائحة النعناع
ويدخل جناح الفراشات
وحجه الأكبر
يتعلق بأشعة الشمس ، وبأستار الصخرة
يجمع أطراف البحر ، وجسد النهر إلى صدره آية
ويفتح سؤاله الوعر
يا عز الدين ...
يا شيخ الواجب لا الإمكان
دربك النوارس ... والقرآن تخومك
وعصافير تتعلم المشي ، ولغة القمر
فأصعد باتجاه يعبد ...
وابسط زرقة السماء نحو الشروق
غبارك يحفظ عن ظهر قلب تعب الصباح
وشروق القمر الفضي ! ...
فتردم حفر الوقت ، ولون الخريف
وتفكك فوضى مرآتي
خيالك يسكن حواف قهوتي
وكلماتك ذرات عطر أقحواني
أشارك السفر ما بين الجيم والياء ،
وتعدو كخيل الرسول
أصدقاؤك حقائب الشجر
وحدائق تمتلئ بالمطر
فتسافر إلى بيتك القدسي
وتحتضن رائحتي الزيتون
فأرتشف حنينك
ها هو حلمي الآن أنت
وهذا الحب الجارف للعشب
ولهدهد يبدو قويا
ولصقر ما زال حائرا بينك وبينك
الشهادة واضحة
مثل عسل في شهر آب
هكذا هو الاستشهاد
وأنت تحاول الإخلاص للشتاء وللبرتقال
شهادتك تحتضن الرياح
وجهك محفور كالقمر على التراب
وجذوع الشجر
وخصر الحجارة
وفي سفوح القصيد
والوديان
أسمع صوتك :" لعنة الله عليك يا بريطانيا ... "
على بساط الدم تطرز يومك العادي
وخبزك المعفر بالتراب العسل
وأنت تسير تحت الشجر
وتصادق أشجار البرتقال
خلف الشجر يومك
أمامك القمر
خلفك الشمس
وما بينهما وجه أمي
وأبي الذي يهجي اسمك الوردي ، ويضحك بسنه الذهبي
تبحر صوب العشق
أقول لكم ... هكذا قال : عز الدين
فأربي الحنين في القصيد
والأمل شموع البرتقال والزيتون
تذكرت الطرق التي تقودني عبر الليل لأتذكر الصباح
هكذا ، أنت وحيد
وأنت تهاجر نحو البحر
الزيتون يستيقظ في الجنوب
هنا
تقف كأشجار البرتقال
وأمواج التين البلدي
تكتب على صدر الرمال أوصالي
فأتسلق القمر الدائري
البحر يحفظ أرقك ، وجنوني
وأبي رذاذ الذكريات
رياح باردة تهب عبر الشباك
من صباح إلى صباح يتحدث مع السماء
وعمامتك بركان الجنوب
ماذا كان ...
شهادة ونار
أضمك مثل باقة ورد
تحاول ترتيب ملامحي
ويداك موال للمطر
تداهم الخريف ، ودروبا جديدة
حلمي شفتاك الكلام
اليوم
نهارك تجاعيد
ليلك ضيق
قدماك لحن الوتر
أصابعك تسكن الألم
بكفاءة تعرفك السماء
فأمارس هواية الشوق وأنا أحترق
حين تضمني عيناك
25 / 12 / 2008م







Saturday, March 28, 2009

المطر الذي هرب مني مرتين

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
ويظل الشجر يغني
أين الليل في ؟!
والنهار مني ؟!
وأين المطر الذي تاه في ؟!
أودع النسيان
وهذا النحل ضرير
وهذا الحمام يسكن سخونة حرفي
فأخبئ زيت النهر ...
والنهر قضبان جسدي
هي القوافي إذن
هي النهر الذي يعشش في عيوني
شهيقي حدود المكان
مرة أخرى
هي الذاكرة الضريرة ومواسم حصاد الصدى
ومدائن التفاح
مسجون في زفيرك
وهذا النبض بلا أجنحة
فأفترش معاني القلب
أودع الليل وأبكي
الابتسامة التي تحالفت ضدي
فأخبئ القمر
وأهدي يدي إلى النجوم
( 2 )
أعمق من ضحكة السرير
والغيوم موس حلاقة
ودبوس في عروة قميصي الأحمر المكوي بلعابك
هو الصدى يشدو ..
يشدني
وتختارني حضن المجرة
فأودع سلم القهوة المرة
وأنتمي إلى مخدعي دمعة
هل أرثي السؤال ؟!
وأهدم البحر
أساكن الشمس
ووسادتي تدمع رؤاي
أكبر من القمر
أدنى من المجرة


Saturday, March 21, 2009

فحولة المطر

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
جسد مرصع بالسحاب
والسماء رائحة الأرض
هو المطر إذن
وبؤبؤ الروح
في وجع يغني كبرياء
وخطوة ساحرة كالرمح
هكذا ...
أنقش النسيم صوت بلبل
مع مرآة مطلية بيقين لحاء الزيتون
( 2 )
عند عتبات صوتك ...
والمعنى لحظة الكتابة بدمعة تحرث رائحة القرنفل
وجنون يروي القمر الشتوي
من جديد ... ويل للريح
ولموسيقى تلد حبات المطر أو تولد باسم الطلح
قبلة تقشر عطري كمنتصف الليل
تغذي بلل الأرض الزرقاء
وشهوة النحل كثيفة تنمو
فأخرج من بين شفاهك نرجسا ينحت اسمه العاشق ابتسامتك
والحنون يلون الغيوم
غيوم
غيوم
ارتشفنا ...
عطشنا ...
ثملنا ...
والسحاب عباءتي الخضراء
والسرير تحتي عائم كموج السنابل
وأوتار الرجولة رائحة المطر
ابتسامتك تذبحني من الوريد إلى الوريد كغزلان برية
( 3 )
على شفتيك يترقرق المطر الذهبي
والبرق يثمر سجادة حمراء
بيننا شاطئ الحنين
والشوارع وهي تسعى
كوني فيض بئر وجرح دلع
لأمشي إلى نهر الفرح الأنيق
وأستقبل ذاكرتي وهي تحاور الحناء
ها حروفي مدورة
وكأس خمري شمس ترمم فتنة القنديل
وتدعوني لأملأ حروفي بحرقة المطر العزيز
هل ما زلت مشدودا إلى إبطيك ؟!
أستجير من الشفاه إلى الشفاه إلى ..
ودمعك يحرسني من الإجهاض
والحمل السريع
مخضرة مآذن جسدينا
واللؤلؤ من جروحنا
وجروحنا تصادر النعناع وحبر نهدك الفضي
ها أتقانص كوثر شفتيك
وهيأت جرحي للكلام الحلو والنعناع
ولبذرة تنمو صباحي
لأرى بداية أغنيتي ماء ملونا
والنخيل يؤمني في الصلاة
فأطلق العنان لظلي
عصفور يسبح باسمي القدسي
وروحي سفرجلة الحنين
والصدى يشهر جرحه للغة
بعد خمس دقائق سوف يدركنا الطوفان
وهذا النهر يختبئ خلف الحروف
والصهيل يقترب من رؤانا
فأحترق أو أكاد أنقاض ذاكرة
وموجة حبلى بالهديل
فما جدوى الزيت يرتل الأفق وينز برقا
نعبر سياج الأرق إلى مزامير تصلي
أتلفع بحنون المطر
هاك دمعي ...
فأملأ ابتسامتك بالحريق
ونخلة تنجب القصيد
ويذوب ظمأي على الوسائد الخضر
فيترقرق الخيط الأبيض من الخيط الأسود
والفجر يقاسمني جمر الهديل
2 / 3 / 2009م




Wednesday, March 11, 2009

الشهادة

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
فكرت يوما بالشهادة ، فامتلأت سجداتي بالخمور
وكان يكفي أن أصوم
وأناجي الليل بين الشجر
صديقي المطر
( 2 )
على حجر كأن الكون لي
وهذا القمر
( 3 )
في كل مرة كنت أتذكر الورد الجريح
فأحسب أن ظلي رشيق
وأحيانا يخيل لي بأني حصان أخضر
تغدو على صدري أقداح قزح
( 4 )
كأني ألمح القمر في عينيه
فيتراكض الصمت نحوي
أقبل كأسي الجائع تماما كهذه الأرض
وأتأمل حدقات الشتاء
فأعبئ الشمس في أصواتهم
وأنادي الليل لكي نتقاسم الرصاص
وأخطبوط الخبز !
فيسكن الفخار في ظلي
أصدقائي ، أزهار السنتيفوليا
هنا نشأنا قريبا من زهرة ألموص
نصطاد البحيرات الزرقاء
ونقتفي الشهب
يعلب الظل معنا
نلعب
نصلي
( 5 )
ويكفي أن أصحو مبكرا لترى وسادتي المسدس
وسجادة الصلاة
فيحرس الشجر الشجر
فأرى ثيابي كالنسيم معفرة بالنسيم
ويدي مقطوعة من شدة الزحام !
لوح لنا المطر !! ...
لوح لنا السراب !! ...
ويدي تحفظ الهديل وأغنية المطر
وهذا الحصاد لي
فأنشأ الحصار لنا خريطة
ومنفى
والوطن زهرة الرمان
كي أفسر الخيام للخيام .. للمطر
أمي أضحت متبرجة !
ما زلت فارسا يوقظ الطحين ،
وسنابل حطت على صدري
وصدري سجود العصر
( 6 )
أعرف ما يحطم المطر !
وهذا الدلال شعاع مشكاة صوتي
وصوتي عندليب العشب ، هذا الحصار
( 7 )
دمية في صوتك
لنعرف كيف ننقح السماء
وهامش الذكرى
وهذا المزراب حصان
( 8 )
أمي تبكي غصنها الخلخال
كن واقعيا كالسحاب ... كرائحة الغزال
ولزوجة الصحراء
وهذا المهر اتساع الحلم خلفك !
أمامك !
11 / 3 / 2009م