Thursday, December 16, 2010

عطرك الزعتر

" إلى المجاهد الكبير الدكتور محمد الهندي – أبو عمر "
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
... وتضئ الصمت فتمر عبر روائحك العطور
تدس في أحلامنا الأولى السماء
وخيلا تسبح بحمد الزعتر البلدي
تسرج رصاصات الدوالي
وعلى يديك تفاصيل الصلاة ، المدى
هي كسرة للعشق ،
رفعت للسما خندقا
وشمعة على أجفانها دالية
تقول لي :" تعال نصلي انتفاضة المطر
والريح تزرع القمر
لنمر إلى ملح الجراح ، عطر الديار
ونرسم هبة القمح ، براءة الشجر
وتسألني عن حدود المطر
وهذه الريح برق الخميلة
( 2 )
... والقرآن يضيئك في أنفال الشهداء
والخيول الصافنات
فأوقن بأنك دفء الغيوم
كلما شعت البسمة
تبحث عن بدايات لزهر اللوز
فتنحني الطريق إليك
فسبحان الذي صاحب
وسبحان المطر على مشارف الدمع
أبوس الملح على جمر يديك
أعانق الخنجر
والزيتون خبزك اليومي
فقل للمطر أن يرضع الشجر
وللدمع أن يخبز الألم
فتلبس عباءة الشمس الأنيقة
وتناغي الرصاص ، المقصلة
الخيول جدران السنبلة
ولوزك في جفن الريح غنوه
فترتل :" سبحان ... " وتشعل الطرقات
والشهداء مناديل القصائد
تترى مفاتيح الموج ، الزرازير
وتقطف من خواطري بسمة
صلاتك أرضعت السروج
فتؤاخي خمائل الدم الشهي
والزيتون آلام الجراح
نسمة من تضاريسك فتواري الليل
وطيش الصباح
والحمام مارق
والبحر قيد اليباب
أنت السنابل والدموع
أنت الخيول الصافنات والطريق
غبارك آذان
ودمعك غمام
وجراحك علامات الطريق
فتطل من حزنك العتيق
وتقول /
دعوني أزمل الريح
وهذا القمر اليثربي
لعل السلاسل زغب
والجراح سفين !
وتردف /
دعوني أحاور زيتوني
وأزيز أمي
لعل النجوم في اخضرار
دعوني أرمل الندى
وهذا الهوى
فعشقي أخضر النوى
دعوني أوقظ عظامي
فالفجر يغزل نايي
فشجوي هلال
وكلامي بلابل !
دعوني أزمل الليل
لعرس الخيول
وأعد السحاب
وأسرج الريح
ومناديل أمي أزيز قنابل
دعوني أجفف السكون
وأمسح دموع الشجر
لأروي الجراح بالملح
وأسعى سلاسل
دعوني أزرع جراحي سنابل
أوقظ شجو البلابل
فالبحر مقتال وقاتل
دعوني أهرب مع القمر
إلى صلاة جراحي
فدمي ناي
ودمعي مقاتل
دعوني أسائل ظلي
أتجاوز جزري
وأشعل مدي
فصبحي فؤاد
ونهري مشاعل
دعوني أزرع القمح في سهول الريح
وأحضن البنفسج
وأهوى حقلي
فجراحي عش القنادل
دعوني أصادق المطر
فعيوني غربة عسل
وكبوتي موال مسافر
دعوني أنبض كل ندى
فنزيفي شموع
وخطواتي شتلات غزلان
وكحلا لرمش المناضل
دعوني أسيج قهري
فشمسي نبع الخواطر
وهذي أمي مرتع الشجر المقاتل
دعوني أروض المطر العبري
فغباري سموات
وظلي جحافل
دعوني أروي غيظي
فدموعي نخلات
وغباري عنادل
دعوني أرتل عشقي
فظلي رصاص عنيد
وعشي قنابل
دعوني أقرأ الضوء الأخضر
فسطري مزراب دم
وعشقي مناضل
دعوني أكتب سورة الإسراء
فدمي نهر
وشلال قنادل
دعوني أهجي جثتي
فغباري لحن عبقري
ونومي مناضل
دعوني أمازح السماء
فخبزي ناي
وصلاتي ريحان المآذن
دعوني أعصر القحط
فصيامي عطر
وسفري بهاليل الخواطر
دعوني أزوج أمي للسماء
ولعطر النبي
فظلي كتاب
وموتي قوافل
دعوني ألاعب النرد
فرؤياي أفق غويط
وأمطاري أسراب بلابل
دعوني أغسل الأحزان
فالشمس تغرق في الدموع
والصبح من علامات الكواسر !
( 3 )
... لأني أغار على عشب أرضي
فأبني قلاع شراييني
وأنزف حتى الثمالة
لأني إزار صبحي
ودمي وردي
أضم ظنوني
وأمشي الهوينا
فكلامي مطر سعيد
وخوفي وطن تليد
هكذا قال صديقي " أبو عمر "
فأمسى الكلام رهين المحبسين
فدمعي ناعورة
وخطوك زلزلة !!
15 / 12 / 2010م

Sunday, December 12, 2010

صلاة الأفعى

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
هكذا ،
ملأت الورد بالعبق ، القصيد الساخن
والعطش تنور القرنفلات
فتمضي ليلا ،
وزمزم أردافك خيط اشتهاء إلهي
لأتذوق مسكك الأفعى
( 2 )
حبيبتي عسل الحنطة ، رقصة القمر ألعرفاني
الشمس حلمتك
المطر سرجك
واللهاث عبيرك الفذ
فنمضي ،
والعشاء كسول الصيام
هكذا ،
تملأني بزيت السراج
وتفرز رائحتها في دمي خياشيم ،
خيول وسادة
حبيبتي تبحر في
تقتفي النيازك ، لهاث الصلاة
وتمضي مهرا عذراء :
خضراء القد
متوردة الدمع
لامعة الضحك
فأحمر وجه الصمت النبيل
بضة : كما الماء الشقي
عفية : كما الأهداب
ناضجة : كما السحاب الماكر !
هكذا ،
أغرق في ماء ابتسامتك العطرة
وعيناك ضيوف ثقافة
تحب الانكسار كأشعة الشمس
رموشك رحيق النمش
صوتك طيف كالغوطة
كالشبق الصوفي المكنون
بدلال ،
أعضك .. وأحل ضيفا في عشبك المرمري
( 3 )
هربت ،
باتجاه المطر الأزرق
هربت ،
تتصالح مع الشمس
هربت ،
والقمر الندي يكبح السراب
كأنني سؤال القرنفلات الماكرة
تصعد كستناء إلى جراحي
وقطرات الماء حقيبة ، أحمر شفاه بلوري
حبيبتي ،
كوخ صغير يسكن الابتسامة
فأزجج شفتيك بعشب قلبي
وصدري وردة ساخنة من سحاب
الليل فلفل حار ، صلاة الأفعى
فأركض مهجورا تحت اللحاف الشتوي
أشم رائحة الصيام ، المسك
لأرى قشعريرة دمك المترهل
وألسنة نار خصرك الزعفراني
كأن أردافك كحل العيون
دموعك تهمس الفرح الجواني
فأسترسل في غناء الحزن ، العنبر
أنا فارس هذا الجسد !
وهذه العذراء ملك دمي
فأصلي ،
ومناخ السرير نسيم شتوي
( 4 )
لا أزال أتذكر حساء خدك
فأفترسك بمذاق الدهشة
رغيفا من تفاح أسمر !
وأمتلئ بلعاب شفتيك ، دفء أهدابك الطويلة
فأزدرد لمعان فخذيك
وأزدرد سروالك الأفق
فأسرق فن خمرك
لبرهة ،
الصمت أشعة الابتسامة
والتوتر كوبا من الحليب الساخن
فأشربك دفعة واحدة
وعيناك اتساع الدهشة
لأراك كما أنا
ابتسامة متغطرسة ، عاهرة !
21 / 11 / 2010م

Monday, December 06, 2010

كنانير الحج

" إلى أصدقائي الحجاج : باسم شعبان – أبو علي ، سامي نواس – أبو مهدي ، وممتاز مرتجى "
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
على شرفات النص :
عذرا ،
أيهذا الكناري الأبيض الأخضر الفضي المعطر برائحة النبوة .. الصاعد من دمنا إلى غار حراء ... الصاعد من خبز العشاق الرساليين .. ومن تعاويذ الفقراء .. والصاعد من ابتسامة المسحوقين .. وأجندة السماء إلى " عرفات " الخير ... وأنت تكحل دموعك برائحة النبي محمد .. وخيوله المحجلة الغراء .. وتتفنن في مراودة الصلاة لتعرج كالضوء عبر رؤى التاريخ الفارس المكتنز بنكهة زمزم ...
تحج إلى بساتين النبوة
تلمح رائحة الصحابة
تبكي فاطمة
ترتل عائشة
وتتوكأ على ملح السماء
تهمس بخشوع رسالي : هيت للصفا والمروة
التاريخ يمر في دمك كالبرق
وفي عينيك كالمطر
وفي غبارك كالفرح
وفي تسبيحك كالندى
تسافر إلى الأمام الوراء
هيئت عطشك لتعرج في مسارب " الأنفال "
وتحبر " براءة "
هكذا ،
تستاك زغرودة السماء
ترمل في سفر أمهات المؤمنين لعلك تنجي المطر من هذا البخل الكوني
تلتهم كنز العبادة
تزين أهدابك بمرقد النبوة العظيم
ترجم الشيطان على امتداد محورك الساخن .. فلعل بدر اطلعت عليك / بك فكنت المؤمن القوي الجميل
تسبيحاتك : لحنك العبقري الخالد
فأراك في سفر الخيول تعصر دمعك العنبر نسمات فجر عذب
ترتقي مسارب الزيتون الإلهي
حجك : بشارة الميلاد
وسعيك : ترنيمة الميعاد
غبارك محشو بابتسامة الرسول
ونواجد الخيول ..
هكذا ،
أتصفح رائحة وجهك المبلل بالقمح اليثربي وأحلام صبح النبوءة .. وأنت تمارس الإسراء اليومي عبر رائحة البارود المطعم بأحلام الحسين .. والقسام .. والشقاقي ...
النص :
( 1 )
خلسة ،
سألتك عن السماء ، فقلت ضاحكا :" هي الفطرة "
حجك : رائحة أشجار النخيل
وأنت تسابق الريح نحو السجود
الليل شديد الانحدار
فتعدو خلف الشمس
شعاعك سماوي
في حجرتك غيمة ، عطر النبوة
ابتسامتك نهار ساحر ، صلاة
فتجئ أزهار كرز
تبدو السماء مطمئنة وأنت ساجد
تتمتع بتاريخ " عرفات "
تسبح بين ضفاف النور
تكسر سفن الغياب
الأرض تبدو لك عصافير النبوءة
تركض كالناعورة ، العطش حدائق شرايينك
خطواتك برائحة الحلم النوراني
فترمل والأشجار خلفك
وحمام الكعبة الجهات الأربعة ، بوصلة
وتقول لي خاشعا : " أين أنت " وأرد في صوت خجول :" هي صحبة في ظلال الوردة "
فتصعد من حولي وتتمنى السماء لي ، وأن أبصر صبح النبوة
وأردف قائلا :" الكعبة هي القلب ، والسماء توهج خبز العشاق السكارى "
فتضحك ملء المسبحة ، وتسجد شكرا
وتنمو رائحة حبق ، ميلادا جديدا
وطفلا يعشق القمر في ضواحي الشمس
هو الحج إذن تاريخ ميلادك
وتوهج غبارك في مسجد النبي
وأنت تمضغ لغة الإسراء توهج الفطرة
هي خطوة وتلمع كجبل عرفات ، الأرض الجنوبية
وترتل الآيات العطرة ، براءة
فتدثرك أمطار " الأنفال "
وترتقي إلى معراجك ، الضوء
تتهيأ للحلم الجميل
فلا تبتعد كثيرا ، فالغيوم لك بالمرصاد
فأشم رائحة النبوة في تخومك
ملامحك الحلم
هواؤك أبجدية
فأتسول الدهشة من تضاريسك
وحجك حمامة بيضاء
ما أجملك ، وأنت ظلي الآخر
فأعثر على نفسي
فأنهض من صمتي
أشير إلى قلبك / قلبي
هنا ،
الخيول تبتسم خلفك
والأرض في عبادة وسفر
روحك نار وجمر
وسراجك في صلاة عينيك
ألم تكن أنت !
حين تآخينا على مفترق الليل
وأنت تلملم الخيول المتساقطة في وحل الوضوء
لتشيد قصورا من العشق
والسماء قامتك
وأنت تتقيأ المساء
وتحتضن السنابل الهاربة من السجود !
لتعيد صياغة أغصان التاريخ الخضراء
دمعة ،
لك دمعة في آخر الحج
فتطفر عيناك طائر محبة
كذاهب إلى زغرودة
كحرف مذهب
فتبلل الدهشة بالدموع
كي يتلألأ ظلك زفير حمامة
حين تحك دمك
وتكنس الفراغ ثقب ذاكرة
وتصبح عطر الغار
قبل أن تنمو ذكريات ليل
وخطى القلب
كيلا يلدغك القمر !
فتدرك معنى الفرح المر !!
لحاؤك سيمضي هكذا ناشرا على الأشجار دموعك البكر
تتأمل خطى السماء عبر رائحة النبوة
كعاشق تعارك العتمة
البحر حافة الوجود
بدمعتين واسعتين
تتأمل المحور المقدس
وتتذكر بمرارة غابة الفسفور
فتقف على الجرف وترتل " سبحان الذي .. " في أريحية هادرة
وخشوع النبوة
وحينما كنت تهرول لمحتك
وأنت تسلخ الوقت من الوقت
والأشجار حولك تكبر
والليل عنق المسبحة
الحج : حصاد الضوء
أزهار المسجد النبوي تشبهك
والرياحين تبتسم لأنها في سكرات الشهادة
كوشاح على زهرة
لتغدو أول ما تبقى من البيت !
فانسالت من أخدود قلبك دمعة طويلة
فرحا
حينما تفكر في " عرفات "
تبدو متداخلا كعاشق وربيع صلاة
فتهطل منك الدموع
كسماء رأيتها في الطفولة
فتحل في فرس النبي
أغصانك الخضراء شوارع
ودمعك العالي
وأنت تعويذة " علي " بآلامه الشاسعة
لأنفذ من أقطار الحصار والأرض ذبح
( 2 )
تطرق أمواج التاريخ ، القصيدة
فتحرس الحب من العشاق
تراهن على الأفق ، الطيف الحركي
فتشبه اللغة الذائبة ، محراب النبي
فتسكن اليتم وهاجر تسعى
الماء يندفع من قدم إسماعيل نبع الحكاية ، النور
مجدافا تسعى ، بوصلة
فتبحر عبر الصحراء ، الشمس
أأنت السكينة ودمعة أمي ،
حصاني بخير !
زمزم تشطف روحك / روحي
فأذهب أبعد من الخيال
هذا الضوء رهين المحبسين
والفراغ الذي حوله ملحا زائدا
أفقك يوصلني إلى الله
فيغضب المألوف
الحب الذي ( لم ) أتصوره يبدأ
يرهن هاتف جرحي
زمزم تجري بحذافيرها
غيمتك تسكن رأسي !
كلماتي تصول مع الريح
طعم الحزن مدن وقباب
كأنك شاهد جواني
كعادتك ،
تحرس المشاعر ، الشمس
رياحك دفء
تصعد كثيرا لأصعد !
هكذا ، هو صراط التاريخ
وتقول لي :" قل لي كيف انتماؤك للسماء ؟ "
لو تحكي زمزم حبات القلب ، عطر هاجر
ورائحة العطش الزكي
وأنت تشهد اكتمالك النوراني
تلمسني ابتسامتك
فأصعد إلى باطن النهار
هكذا ،
يتجرأ علي العشق ، البكاء
عاشق و لك في السماء ريحانة
وفي الأرض تهليله
نطفتك لا تنضب
وزمزم تغمرك كالطل
فتسمع الشجر
تحاكي القمر
الشمس في يمينك
والمطر في يسارك
فتنظر عبر رائحة الوردة
إحدى عيناك تتسع
والأخرى دمعة مستعرضة
والقلب لا يكف عن الهديل
مسبحة
إثر
مسبحة
تصلي على الجمر
ربيعك : حجر تقذفه على الشيطان الأكبر
تطهر هذا الكون من الملل
فأراك في إحرامك أجمل
" عرفات " أجمل
" منى " أجمل
والصباح مطر خفيف خيالي
فأقول كالصلاة :" ضمني إلى مجراتك
محرابك
فالضوء يزاحم العتمة
والأرض تحك وجه زمزم
فتعصر حلمي بيدين من ورد
وخشوع نرجسي
فأركض تحت الريح ، طعم المطر
جرحك غابة الذهول !
صحوت طويلا كفن التأويل
لم يكن معك سوى الشمس
والقمر محشو في باطن " زمزم "
لتغدو غصن زيتون مائلا نحو السماء
وأوراق القمر عاصفة ، رحيق وردة
فتطوي الليل على جوعك ألعبادي
وفي قلبك غرام الخيول
لم تعترف بالمسافة بين " زمزم " و " البندقية "
بين " الكعبة " و " الأقصى "
بين " الدمع " و " الناي "
بين " الريح " و " المطر "
وتقول لي :" ليس بين الشمس والقمر سوى خيط دم "
فتتشبث بعرف " زمزم "
والمعنى كرامة خيول آل البيت !
لتكون بداخلي " الوعد المقدس "
فآخذ وسامتي إلى / في الصلاة
وتعريني من طيني الأرضي
فـأتلذذ بمنازل الروح
والجمر تمر
( 3 )
... ونكمل الحلم معا
والانتظار قصيدة بيضاء أو حمراء ، سيان
12 / 11 / 2010م