Wednesday, March 17, 2010

المطر الأسير

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
سمعت الابتسامة
وهي تتلو زفافها ، فخشعت
أمام الماء
وأشجار الليمون تتناسل أقمارا
ووجع ورد
وبارود يتلو صلاة الريح
ويبحث في رموشك عن التعب المعسل
ومزاميرك خرز الينابيع
فحملني ندى الصباح لضحكة النرجس
ولحمامة تلبس زهور التعب
( 2 )
كل أغصانك غبار حزين
كل جراحك جسور ، قوافل دمع فضي
فأرتاد ودع الريح
والدهشة نبلة حبلى
وندى يغطي صوتينا
ويمد وتره نحو غمز البرق
ريحان
يمزق قبة الليل
فأرى فستانك لي وطنا جميلا
وخف المطر ينحو بي نحو محاولة اصطياد الدمع النرجسي
وجز عنق السراب بحليب نهديك
ومحاولة الغدير ربح أسماء القمر
وإيقاظ خشخاش سرتك
لتهرب تجاعيد الحلم في سن التسعين
( 3 )
طبعا ،
أطمع في مسابقة المطر
وأكل الخيول ،
ومحاولة اللحاق بالشمس بعد الغروب
لأرى أشكالي جمر نعناع
فأصعد صوب المطر ، يصعد المطر صوبي
على شرياني كتبت اسمك
وعلى ظهري وشمت شفتيك
وفي وريدي تدحرجنا ثمرة مانجا
والليل يسابقنا بخورا وأبخرة سراب
أتحدث مع الريح
أدفع الريح إلى الترنح
أوراكك دموع
خاصرتك هذيان
أيتها الشمس المكتوبة بوريدي
وشرياني
أستلقي تحت عسل حلمتيك
وأرتشف هذا النبيذ الحلو !
حلمتاك كنوز لعابي
أغوارك ينابيع ، وذرى القلب
صلاتي قلوية النية
فأهتف باسمك الملوكي ، ألجمري
تنشق نجومك ، وتنفجر أمطاري الاستوائية
أجمع بين الكحل الأبيض ورموشك
وتنهمر الأمواج
خدودك لا تغيب
شمسك تطلع في السرير
بصوتك
تفترشين شفتي ، السرير
ووجع المفاصل براكين غبار
حيث نتفيأ الريح ! ....
هكذا ، أرى الخيول تستحم في الموج
أوراكك سور القمح
الدمع أول السرير
فتغدو الوسائد خضراء .. حمراء
السماء طحين
(( أطفاله شهب من النار ))
وأنا أزجي البحر خلفي ، خلفي
العشب إبريق خمر أثيري
فأسكن في صوت بلبل أنتف ريشه بدموعي ،
وهذه الريح بجع لذيذ
فأستنجد بتقاطع السماء والأرض ! ،
تقاطع الوركين ! ...
( 4 )
ونملأ جراحنا بالنبيذ المثلج
لنجعل نبيذ الجسد
لغة ، وقصيدة للسرير
ولامرأة تكتشف البكاء ربابة للحناء
أعرف أن السرير رئة العشق
وأن شفتيك جنين
لغة للبرق
أعرف أن القصائد مهر لبقة
أول الجسد آخر الروح
وآخر الروح مئذنة الدمع ، الجسد
فأتوسد حرارة شفتيك ونملأ صوتنا بالبخور
فأتذكر كيف كانت ابتسامتك أرضا
ويماما
وقمرا منيرا
وأغنية مملوءة بالنار
أحشاؤك نيلوفر
وركك أحلام رغيف ساخن
حذاؤك عروة الورد
سروالك كتاب الأغاني
وشجر على ضفاف شهيقي
أردافك في قامتي
وفي يدي زفيرك
ورد يتلاقى ، وخيول
وسماء تلتقي مع الأرض في تقاطع وركك المحراث
لغة الأرض زغاريد
فأتهجى النار في خديك
وعلى وجنتيك يفيق العشب
وهذا اللعاب عسل الصباح الخرافي
فأرى زخم نبضك أغنية
وميجنا بين الرعد والبرق
بين الهدير والإشارة
لأوسوس للجنون الأليف ، الأنيق
وهذا المطر جنة الذهول
فيختبئ الضوء فيك
والرعد
وظمأك يكتسح عروة الصدى
فأغطي الليل
وأسند شرر ضحكتك
كأن المطر عنكبوت مروض
وكأن الحمام ضفاف
وظل نبيذ أحمر
فأغطيك كشلال وجبل يتوسد خيمة
قادر على أن أخلقك كرزا
وصنوبرا دافئا
يزين الأعشاب الحبلى
أرض تستعرض أحلامها
سماء تستعرض زينتها
صوت بلبل أبيض يحرس البجع
والعشق مجاعة القمر
وهذه السماء جمر معسل
أقول لشموسي أن تصير مطرا أليفا
والحب أن يكسو خاصرة السرير
وأنت عارية كاللؤلؤة
مزمارك ماء الورد
وأنا أغني أهداب حلمتيك
أكتب القصيدة ، جسدك بشعاع الشمس
وهذا القمر حبر جميل
وجراحي أقلام من ذهب ولذة
لأعجن خبزك بدمعي
وأنت جمر في ثقب الإبرة
فأمد رقاص الضوء
جوالي قلوي الذاكرة ، وظلي هوية
فألتجئ إلى نانو أمطارك الاستوائية
قامتي كتاب العشب
فأضيئ الغبار
وأولم للريح السرير
ووسادة تشرب العشاء صلاة ،
وهذا الفجر مذبحة الضوء ! ...
( 5 )
أمس ، قبل أمس ..
أنت والليل والمطر
جئني إلى صوتي ، واقتحمنا أفرع الندى
نستنجد بالمياه
وبالحقول
وبالاستشهاد
يا زوجة الدهشة اللطيفة والذهول
يا زوجة التخوم الجميلة والنخيل
يا مفتولة الوركين
يا ملفوفة الفخذين
تصغين للخشوع
تعشقين الخطايا
تتقنين الدموع
عفوا ، ابتسامتك دافئة
ودموعك رحيق
وأزهارك ينابيع الخشوع
( 6 )
تقاطع حروفك أول الرعد ، أول البسملة
الدمع يسكن أول البرق ، أول الشتاء
وهذه الأرض لباس البنفسج
وطعم الاستشهاد
قلويا ،
يتخمر سرك الليلي
وهذه الفراشات بطعم السمك المزين بالليمون
وجيدك المعطر ،
ورائحة الصقصلي
أسمع أنين الماء ، وهدير التعب
حيث تتزينين للشهادة
حيث تزينين التعب القارص !
ولرقصة الزيتون كلما مر السحاب
عمقي فوهة الماء ! ...
حبر يحرثه الجسد
أهيئ السرير للسفر الجميل
وللضباب اللذيذ
ولرائحة الندى الصباحي
ينتظرنا ..
استشهاد يضيئنا
القمر يشتهي الرعد كلما اصطدت القصب
تدهنين خدودك برحيقي
وكلماتي تغرق في جرحك الأنثوي
أتذوق " فيلو " أردافك !
هل الاستشهاد عدو الموت العفوي ؟!
هل الرقص الليلي عدو الطحلب الهامشي ؟!
العشق ينقل العدوى إلى بحر السرير
ويصيبني بأنفلونزا الأميرة
كلما انتعش السراب
وماج في رواق ذاكرتي !
ودمعتك
حلوة
شفافة
أسيرة
ألبس الأرض والسنابل مضيئة
وهذا السرير بطعم العصافير المشوية
ونهدك حقول ودع
ودموعك سفن ! ...
فيسيل سريرك أحلاما
وكفك رائحة النعناع
أصعد تحت الجليد شمعة حمراء
حاملا شواطئك المفروشة بالجاردينيا
ودموعك أغوار زرافة
ثمة
حلم مشتعل بطيف أحمر فضي
ثمة
نجمة في الشتاء
فرأيتك تحملين قارورة ندى الصباح المتبل بالعطر
والبخور
والحناء
إبطيك ..
سبابتك ...
إبهامك ...
عشب خرافي كضفيرة عاشق
والماء القلوي سنابل
وزعانف سمك ملون فضي
ظمأى / ظمأك نهر وفردوس
فأفترش أرجيلة نهديك
وأتوحد مع زغاريد الهزيع الأخير من الليل الصوفي
في حالة الرهان ،
أزوج الصيف للشتاء
والشتاء للربيع
والربيع للصيف
بوجع ..
أمضغ الخريف
فأرى نوايا الخوف الذكي
وهذا الجسد سر الربابة وصهيل الحمام البري
فأعتق لك البيلسان فساتين زفاف
وأنفخ في فقاقيع الخيال
وهذا الحلم ريح بعيدة قريبة من حرارة وركيكي !
ألحس جمر الحنان
وأدفع الريح لمواجهة الخريف
الظمأ يملأ الصدى
ويحفر ظمأ السرير
ألمس همسك الغجري
وقلبك قبة الاشتهاء الصوفي
روحك قبلة ( بضم القاف )
جرحك قبلة ( بكسر القاف )
أمشي بجانب الريح عربدة رمش وندى
وملاءاتك شفرة القلب ! ...
فأستشهد
أو
أموت
سيان
هذا الاستشهاد ورد للموت
وهذا الموت أسنة الاستشهاد الإلهي
الليل يراقص حدود الفجر
الغجر الكنعاني
ويرتمي على وسائدنا قيظ ندى أليف !
16 / 7 / 2009م

Saturday, March 06, 2010

الغرق الجميل

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
... ورائحة الحبق نبية التأتأة
لألمح الغرق يجتاح أحلامي الملونة
امرأتي مخمورة بالمطر
وهذا الرمح سيف ملتهب
فأدخن عطشي
وأتدبر أمر السماء الخائنة !
لعلي أملأ النسيان بالقلق الجميل
والعشب يحبل بابتسامتك
( 2 )
لعابك حمام زاجل
يداك تمارين اليمام لليمام
فيما المطر يمضي مقطوع الرأس
والأفخاذ حقيبة الشمس
فأربي القلق الشهي
وأستنجد بخمر سرتك النوراني
أنا الاستشهادي
الأحلام تسكن سريري
فأخطف البحر / الملح من شفتيك
مزاري ما زال يراود المطر بعبقرية الغرق الجميل !
27 / 11 / 2009م