Tuesday, April 22, 2008

إشارة

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
قرأت قصائد الحلاج وابن عربي ،
ورباعيات الخيام ،
وسلطانيات ابن الفارض
كي أقع في أسر نصوص الخميني ...
( 2 )
عند باب الحانة ، الدرويش ينفحني ديوان الخميني
وأنا أترنح بين قصائده مثل قمر طازج
أجتاز الإشارة إلى الفناء
والرقص ألعرفاني
الخمر الصوفي يسكن دمك
العرفان نهر قدميك المقدس
المطر الثوري عمامتك
الزيتون نبوءتك
والحسين لغتك العشب ...
( 3 )
عشق الخميني أضحى رغيف مرآتي
وأنا انتبذ مكانا قصيا في الحانة
والخمر فاجآءني مخاضا
وأنت تساقط ثمرا جنيا
( 4 )
مولاي ، الإمام ، ما زال عشقك خبزي الشعبي أحيانا ،
وأحيانا عطشي النخبوي ...
فتصب لي كأسا من الخمر المصفى ،
فأشرب إلى ما بعد بعد الثمالة
فأتربع في خيمة قصائدك
وأنتمي لسمواتك الفذة ،
وأرجوحة نسيمك البحري
( 5 )
عندما يدركك الفناء الصوفي تعرج ...
فأسري خلفك
والعشب يسير أمامك
جسدك طريق الفاتحين ...
وروحك شجرة الأنبياء ...
تتجلى بابا للمهدي ، وتدرك المزيد من خمر السموات
والرسل ...
فينبت المطر بين قدميك ،
والنخيل أكتافك
وتربة كربلاء جبينك العالي ! ...
وإيقاع يديك لغة المستضعفين ! ...
( 6 )
أنا من أعطى دمه لفنائك الصوفي
والقمر صديقك العزيز
تفر من أمامك العتمة ،
والأفعى ترتبك ، وتهرب نحو البحر الأسود ،
وتتمترس خلف شجر الغرقد ،
والعشب يحرس فضاءات قصائدك
ويصعد نحو سهولك العسل ! ...
ويحاول أن يفك شفرة ضوءك
ودموعك تسابيح سماء تحرس سفينة الحانة ! ...
( 7 )
أنت القصيدة ، والصهيل ،
ومعجم الضوء
كالنخيل تكتب الحلم
وترفع القمر راية للمستضعفين الفقراء
الآن ،
أينما وليت
أرى العشب في حانتك
وعل قارعة دربك يصنع السنابل
ومحراث النار
وماؤك يمازح البخور بهباء المعنى
لكل حقل أنت هدهد وعصفور
والسماء في عباءتك فرجار ذهبي
تنضد التاريخ عربات زعفران
وتمسح الغبار عن ملكوت الشعر
وتسمي السماء ! ...
عرفانك قسمات التاريخ
وجرحك يلم شعت الليل
والشجر الأخضر رماح مفاصلك ، ومعوذتك في الطريق إلى القمر
وإسفلت المعراج إلى الحانة ! ...
تركت كلماتك على وجه دمي قناديلا
وزخات من المطر ،
فخرج العشب لملاقاتك
والشجر يترصد الأفعى ، والعتمة طاغوت
وأنت تزيد جغرافيا القصيدة عمقا ، ورأسا
والأرض كوكبك الفضي الصغير
وأنا أتابع الحجل ! ...
( 8 )
كلما قرأت قصائدك أنحني ، وأنا مذود الطيف
وتآويل صرة السماء
قصيدة
قصيدتان
وأنا أتنزه بين طيورك
والجوع جرح الريح ، وكيمياء الشمس
فأستريح إلى مواسم الحصاد
وشجر الأرز أهدابك الذكية ! ...
ما القصيدة ؟!
جوع السماء ، وأنت تختال محارة ،
وزخات من المطر
وموجك ألعرفاني قبلة (بضم القاف )
والدهشة قمح المعنى ! ...
( 9 )
أشرب الإشارة ، وأصعد النقطة ، فأقرأ كأس الخمر
وأستوي :
ما الطريق ؟
حلم القمر في السماء !
ما الفناء ؟
غيمة تظلل الحانة ، وتأخذ الشمس إلى لغة العشب !
ما المعنى ؟
شجرة المنتهى ، وسفر أخضر ! ، واستسقاء ! ...
ما الأفق ؟
لغة لا مرئية للحبل السري ، وباب ينحدر من نسل القمر ! ...
ما المرآة ؟
كلام السماء للعصافير ! ...
ما قوس قزح ؟
قمح الفقراء ...!
ما الماء ؟
زيت الورد ... عطر الليل ... وصلاة النرجس ! ...
وصيام الفقراء ! ...
ما الشمس ؟
سجن العشب ، وكلام القمر ! ...
ما الثورة ؟
كلام الله للعشب ، وللعصافير ... ! ...
ما الشهداء ؟
أصدقائي الجدد ! ...
ما الاستشهاديين ؟
تسبيح الأنبياء الفقراء ! ...
ما أولي العزم ؟
الشجر الأخضر ، وطيور وعد الآخرة ! ...
ما التمكين ؟
العشب ينحاز إليك ، وأنت مملوء بالشمس والقمر ! ...
ما الباب ؟
معراج القمر نحو الشجرة ! ...
ما الصنارة ؟
ومضة درويش ، ورشفة هدهد ! ...
ما الأرض ؟
فصول كتاب مفتوح ... زوبعة في فنجان ، وحائط في مسجد ! ...
( 10 )
قرأتك مرة بعد مرة بعد مرة ،
فما زدت إلا عطشا على عطش على عطش ،
فأنت خمر الحب
وهواك غراس في القلب
فأجرح الوريد ، وأكتبك بشغاف العطش
فأنت شمس الروح
علمتني سر الهوى ، فما زدت إلا صهيلا ! ...
وصبابتي إليك ما زالت خضراء ! ...
( 11 )
صمتك لغة
نطقك إشارة
وكأسك سهل ممتنع ! ...
24 / 3 / 2008م