Monday, January 12, 2009

حياة رصاصة

قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
ينتابني الاطمئنان
وأنا أسابق الرصاص / البرق
وأمر من سرب الضباب
( 2 )
أجلس طويلا أمام البياض
أهتك غضب بقعة الدم
أتمسك عنوة بالغيم
الريح ترميني على ساحل الرصاص
لأرى أرجوحة الثعالب
أظافري صداع قاس ...
وحدي أراوغ الحياة
وحدي أدعي الحياة
أمشي على ضلوعي الكنعانية
فيما الصخر ينزع حراشيفه
فابلغ كاس شاي مر لأعاني من شراهة الأفعى
والليل في أقصى البيت
( 3 )
وحدي
أرى إيقاع فنجان القهوة
النسيان يتلبد في السموات
الجو مخلب دليله ...
والبحر
والبر
فاصرخ مع المطر عاليا
لأرى اندفاع جثتي نحو الكبرياء
الشوارع تهبني أسمائها
أنا والمطر
رواية عشق لا تنتهي
( 4 )
قبل الظهر
تداهمني دليلة
تتلمظ بغواية دمي
وقلبي مهيأ للذبح ، والكبرياء
وللغة لا تنتهي
( 5 )
كابوس من الخيول تتعاطف معي
أتشنج بما في داخلي
أنزع الثمالة عن جسدي
فيما الروح شجر زيتون وبرتقال
( 6 )
أفكر
ما العشق ؟؟
الزيتون
يصحو مكدسا بالمطر
وأطواق النجاة وساوس
أتشمم عرق المطر
وأصعد سبعين خريفا في صدر الجريدة
في الصباح
تصحو فناجين القهوة المرة
الهواء يلمع كعيون الضباع
الهواء يفاجئني شارعا
فأتدحرج سريعا نحو السماء
والسماء تبدو غيمة زرقاء
أوقظ الليل كظنوني
فالعشق يحب الدم والصلاة
ويفهم معنى جودة الحياة لأنهض في دم شهيد
( 7 )
يبدو دمي لوحة سريالية
وأنا أناور الهواء !
الصمت – كما العادة – مباغت
ليمضي الصباح جزمه مقاتل
أتصفح الهواء
أدور في ممرات الصقيع
فالشجر يسكن بيوت الزجاج
الرمل يترهل ...
ويتحاشى الحديث عن المسك
فأنا داخل دائرة المطر
( 8 )
الاطمئنان
معطر برائحتي
فأعبر الرخام في نومي
الأفعى تحاول أن تفتش صدري عن همس سمين
فاسند ظهري لضيافة القسام
الموسيقى تغسل الفراغ
المطر يخاتل قلبي ، ويزهر رصيفا
فأعطي نفسي فرصة للزفاف
ولامرأة جارحة
أقتحم الباب على مصراعيه
أعبر فضاء الأزقة
فلا ألعب إلا مع الريح والعشق
والأفعى تحاول أن تغسل البيت مني
فأواجه خطواتي المتباعدة
بشراهة
أشتعل كشمعة والعتمة وساوس
القسام يمشي حافي القدمين
ويحمل بيده السنديان ! ...
ويمر عبر البحر
والدم قاموس متدفق من المطر
( 9 )
تبدو الحياة تفاحة تافهة
الذباب – يحاول – ألا يفارق الشجر
وهذا الابتكار الفذ يصفع الأفعى
بفمي
أرى الجدار
حذاؤك
أمام الجهات الأربع
أفتش في جيوب الشجر عن القمر
فصورتي كلمات متقاطعة
الجو اختبارك العنيف
تمشي في الهواء
والبحر جارح
تبتل قدميك بغباء الأفعى
وأنا أعبر زقاق البياض
وأحتمي بالشهادة
وغيمة بيضاء تتقن مراوغة المطر
لأرى التراب تراب
وجثتي زيت البنفسج ، وأكوام من الشوكو
تلتقط صوتك الصهيل
وتمضي إلى الشارع العام
فالخريطة تجلس على الكرسي
تشبهك كما أصابعك
كما الباب
وتنشد كشرفة الصقور
الدم يتطاير من أفواهنا
العشق يترسب عطش ، وآيات شهادة
( 10 )
فأجلس على مقعدي الرخام كقبر يبحث عن ميلاده
أنادي النوم
أهب إلى نجده الشجر
وأحيط خصر ابنتي سجود براحتي
وأتنفس عبير الشظايا
وطائرات أف 16 تخاتل الشتاء
تغتال الرصيف المقابل
وأمي
قلبي فرصة جيدة للخداع
لأخرج في زي رماد سيجارة
ولفافة ورق مغموس بالضوء
حين عدت إلى تخوم غرفتي تهيأت للزفاف
هل تنهض غزة كلمات متقاطعة ؟!
الرصاص يغني بروعة البحر
الهواء طحلب سافل
وأنا الشهيد الذي يتقرح غيمة
الضوء يعبر الزقاق فرجة صغيرة
شهيد على الطاولة
شهيدة في الركن القصي
الصمت يلتهم بقايا خطواتي
فيصاب الهواء بالوساوس
إنك الآن
ضلوع دمي
فألتقط البحر الكسول ، ونافذتي
وأغني كصوفي يلعب بالخرز
والرمح الصوفي
أصابعي جثتي الفاتنة
البحر
أين ذهب ؟! ...
الضوء يتكاثف في مفرق ضلوع الخريف لأرى احتشاد الاطمئنان
فأمسك بحافة البئر والرمح
مستوطن يدخن سجائر فاخر
ويقذفني بالقهوة
يطبخ جسدي لبوه
ويتقدم باتجاه الدعاء
الشوارع خريف ...
قبري يتدحرج ...
الأفعى متوحشة كخرافة الفاكهة المحرمة
ذات ليلة
أصابعي غرقت في الرماد
البئر يطمر جسدي
وأنا أسيل شظايا بيتي
العصف أسود ...
القهوة أفعى حصان ...
فأنام على ظهر الخيول ، والريح حكمة الأفق
وأنا باب المسجد قرب البحر
الغيم يطمر وجهي شظايا
وغموض طائرات أف 16
فدع شظاياك خضراء ، ولا تجفف البحر
وأرفع دمك عاليا أمام صهيل المطر
فأتقدم كما القمر اليعبدي
أتعاطف مع الصيف
ورائحة زهر البرتقال
فأشبه رصاصة رشيقة
فأمشي على روحي
أستدعي جرائد الصباح
الهواء قناع
فدمي يزركش الأبجدية
انتصب كما الوشم والحجر
فأمشي كما أمشي
جسدي أقصوصة عشق ، وحبر طازج
الليل كاس خمر الصوفي
تمشي حواسي كما الحلم
كما اليقظة
الحصار ذئب راكد لأشم كوابيس أف 16
الموال ضجر من الشرفات المغلقة
خارج دمي البحر
خارج الهواء الأبجدية
طائرات أف 16 تطبخ الورود
وتحصد الحقول صلع قحط لأرى الشوك صوتي
حروفي تخترع الطريق
فأرى بعيون الشهداء
وأكتب قرص الشمس على كفني
أرهق البحر
أعلم الغرقد درس السيف القارص
أكوام حصاد
ومسدس يشرب حدقات الألم
أسكن تجاعيد الجرح
أغني بعد هبوب المطر
لأشعل الدم في عيون القمر
( 11 )
علمتني كيف أفك حرير المرايا
وانتصب كما البرق في تكبير البلابل
أحتوي دفء البنفسج
فأيقظ الأسرار
وطاف في الصلاة يغسلني بالشوق
وأرتدي الريح الشفيف في حضرة الأبجدية
الموج أنت
وأحلام البلابل والمطر
لأرى الغياب سر الفراشات
تماهيت مع الرمل قصيدة
والشجر جدل دمي ، وانبهر
فأحيك معصرة المطر
وألبس جلد الورد
هكذا أيقظت المتاهة فطفحت بالعشق والجنون
وعشب الليل
إني نحل البرتقال
كأن الذي صاغ البحر صلاة إذ مسني الغمام ،
وبريق الرخام
كأيقونة الرحيق أسجد
بلهفة الورد على جسدي الشهادة كي تسافر الطريق في
المساء عين اليقين
سر في تويج البرق كي أعانق المرايا
وتأخذني صلوات السفر
دفء الرصاص
يحتار في تجلي الضباب
وأبوح بالحنين إلى القمر
مثلما الرؤى تمحو العنكبوت
وتنسج من ماء الرؤيا رقص النجوم
والليل من أنين العشب
تواشيح الحكايا تجلت في دمي
وجرحي رحلة الأفلاك
أتوضأ من خمر دمي
أكبح جموح الريح
وأدوس سلال العتمة
وبرزخ الجرح يعيد الكون شحرورا معطرا مثل سر المسافات
فسكبت في الضوء المدى
كل ألوان العرق
والبرد خلايا الروح
كي أهز فصول البرد
وأجمع نواح المرايا
ووردة في أسنان رصاصة
فأقبض على البوح جناح فراشة
كلما ضاق المدى انهمر المطر بسخاء
والشظايا توقظ الرحيق
قلت لي :كن نبيا
فاحتواك الجنون
والدهشة دفء النخيل
هكذا يساورني اليقين
حزني آلاء البحر ، والريح دون جسدي
أحمر في يقيني
أخضر في انهيار الورود
والجرح يصلي قرب الشظايا
كناسك يكتب الضوء ، وغبارك
غزة / قبضة من رمل
غزة / دفء الصلاة
يرشح الضوء هديل
وجمجمة زهرة للتأويل
سأسقي الريح جثتي ، وانتصب آية في سورة الإسراء
أغض طرف الموج
وأوحي إلى البحر بجرحي ، والمدى
أحرس ظهر الشجر
ودموع ابنتي سجود
خذ ما شئت من رحيقي
وأفسح الطريق لجرحي كي يرى الكواكب
أجمع شظاياي كالمدى
وأتجلى
في عناق طويل أرى لذة الحجاب
وجبيني محراب
فأهم بمغادرة شظاياي
فشتمني الصمت
وباع فضاء خطاي
أمد دفء الدم ، ومجزرة الزهر
كم تحملت جنوني
فأترجم المطر
أنا الريح حين أرى خمري
فأتعاطى شظاياي ومسافات التجلي
قلت للسحاب تهادى تحت المطر
ومنابع الشوق رمح عنيد
( 12 )
ابتسمت وردة وحيدة
فقدت ذراعيها
وساقيها
المطر يبحث عن جثتي
فأحمل ما تبقى من الرمل
وأستوي أحلام قهر
أرتب ما في يميني وجثتي
لأرى بقايا وجهي
وأصابعي
الجدران ترسم دمي على الطريق
والرمل خيط قصيدة لأرى رائحة المسك
وانا الشارع القادم
أحصي أرصفة ظلي
فأملأ فناجين القهوة وطنا
وأمي تمر في عضلاتي
وجثتي الطلقة سيجار ونبيذ
والعصافير كما العادة تفكر بالمسك
بدمي
أكحل عيني
وشظايا زهرة تلعب بجوار البيت
سريري يتثاءب بهدوء عميق
ويدفع فاتورة المدى
أصادق الكوابيس
وخطاي تمزق الصمت
فأدخن المرايا
وأنا أحفر تحت الأنقاض عن الشمس
قادم
قادم
قادم
أحلامي هواء نظيف
هذا المتراس يلفظ أنفاسه الأخيرة
ويبتلع الليل
فيصفق الصدى كالغبار
والصمت صدأ
ولون المرايا مطر
حلمت النهر في كفيك
ثم شربنا الابتسامة
على شفتي شجر
في جرحي عصافير
وشحرور يعد قائمة الاستشهاديين
كعاشق قبلت الزهر
وصلاتي تفتتح المطر
كبرتقالة تذهب إلى الشهادة
قلت :
يا أرض تفيض عشقا
وتهجي وجه القمر
التاريخ عباءة الريح
منذ قليل أتعاطى جثتي
والجدران في الجدران
وعرسي
( 13 )
جسدي مزار
يحج إليه الشجر
والعصافير
جسدي حديقة
جسدي رصاصة
عندما أغرق المطر بسيل من السيوف
رفعت حاجبها مستنجدة بالبحر
ومزراب من الجوع
ونصف جرة غاز للطهي
دائما
تتهمني بالعبثية
ودائما
يشرق القمر في كما روائح العشب النهري
السماء تغامر كتفاحة تتعلم فن الإشارة
والشهادة
ومغادرة جزر الصمت
تلك الزوبعة الكافرة ليست كافية لأمحو البحر الغويط من طريقي
والبحر يتفنن في النرد الهمجي
جرحي طاعن
بالعشق
يصعد كالشجر الأحمر
اللوز يتكئ على روحي
جسدي مزار للعشاق
فيحج إليه الشجر
والمتراس يسرح شعره الصوفي
ويغفر إلي ابتسامة الحديقة
أنا لوز يعشق الشهادة
ويتنزه في الجرح ليقاوم صدأ الابتسامة
كقط أليف
وشجر الأرز يعترف بحبي
أحتاج العشب لأرفع رأسه
والغرق أسنان جرحي المفتوح
أحتج على سيجارة تشرب القهوة من أمامي
ودمي يناولني شلال القصائد
فأغتسل حبة قمح
وأنمو هواء طازجا لأرى الدفء نخيل
فأدخن الابتسامات
وأدخل مسرح الطاولة
ومربعات المساء كقافلة تلبسني عباءة الشجر الأخضر
أمد رجلي هاجس جنون
الرصيف يؤميء إلى زيت غبار
وبقايا ريح تضاجع الجدار الأمامي
فأمسك دموع البراري والشرفات
وأصرخ بأعلى الصمت
قامتي تتسع لآذان بلال
أرفع منسوب قهري قليلا
واقفا كما الحزن
أحمل عسل جثتي كنملة تفك سر النوم
وتنساب قنديلا من جليد
القهر يسدل جراحه علي
فأتعطر بالرمل الزعفران
بكامل خرائط قلبي أعلن التمرد الصوفي
ليسقط الغرقد مضرجا بدمي
أنا العاشق الذي يميسف الرصاص
أنا المدجج بالاستشهاد
أقاوم متراس أغنية الغرقد
كنت أفكر بكتابة النسيان
وهذيان الحبر
وتنهيدة أبجدية اللوز ليتراكم شهد العطش
أهز قضبان الكآبة
فأنهض كموجة ترهق خاصرة البحر
وتدفع الأفعى إلى تنمر الضجر
والسقوط في بحيرة الوقت
لأكتب القسام برائحة الورد
والمطر شرياني الذي يمشي فوق الجدار
فتترنح الأفعى مترهلة
وترتجف من انتصاب فسطاط جرحي
أدفعها إلى ملوحة المطر الغجري
حتى يتلاشى صلع الفراشات
بحصاه
أنتظر الريح
وأنتبه لحجيرات روحي
قلبي ألق القمر
وابتسامة شهوة الاستشهاد
فأرتدي حطام منزلي ، وأختال
أخلع ملوحة وجهي
وأحمل جدران الليل كباب خيبر
وأتداعى رصيفا أحمر
هكذا ،
أنهض ذاكرة حارة
وانحت من صمتي دمي
أطفئ سراج الصمت ، وأحلم
الزمن يخرج سحابة بيضاء من عباءة حطام غرفة نومي
معجزة ...
...........
أرى صورتي جداريات
وريحا تتكاثف هجرة داخلية من ظلي إلى ظلي
فأمشي حدقات ظلي ليراني سرب النور
أطأ عطر الهوى
الدرويش ينفحني الطيب
ويصلي خلفي
فتتدلى مسامات كلماتي خضراء
وشظايا باتجاه اسمي
أرى
جسدي درة شجر اللوز
والرمل
والورد يوحي إلى بالشهادة
ومقاتلة صنارة الكلام
وحمام يختبئ – الآن – في جيبي
للتو
أدير ظهري للملوحة
أتخاتل مع الغرقد ، وأسافر
ينهض الجدار كما الجدار كما الجدار
دمي أكبر من الباب
فاسكن فراشة من نار ولوز
فأتكئ على جرحي
وطائرات أف 16 تتعثر في اتجاه ظلي
دمي مصابيح الشعراء
وأبجدية صلوات الهوى
فيصلي الورد خلفي برشاقة صوفي
ويشرق القمر في
فانهمر معلقة ذكريات على نوافذ القبل
الحمام يلتجئ إلي ،ويطير بين أسنان الرصاص
ويعمر جرحي الطافح بالهديل
أفك
رمية النرد
ابنتي
تناولني جذعي النور
وندرك رائحة الصباح
إذ القرنفل عباءة ابنتي ، والرصاص نهر الضياء
12 / 1 / 2009م