Sunday, June 28, 2009

الشاي الأبيض

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
للنهر
الذي يشرب الحليب في دمعنا
وردة في المكحلة ...
وأرجيلة لها نهدان
ودمعتان زرقاوان
وأردافها لا تفارق ابتسامة الشاي الأبيض
جنونه الأزرق في قمة الصلاة
وذيل فرسه أغنية مشفرة
( 2 )
... وليل طويل كوسادة عاشق
وأنثى تشغلها لقمة الحب
فيداعبها مثلما يفعل الذئب المطر
ويحنو على فرو حلمة نهدها
ويقول لنا / أزرار قميصه بئرا بطعم التين
وخوف الشاي من الهواء
ورمح يصعد ساحات الوقت
يزرع الأغاني بين نهديها
ويحترس من الصيف
وحقول الشعير خضراء في دمها
وصوتها طائرة ورقية ملونة بأحمر الشفاه
( 3 )
... وألاعب قطرات دم الزغاريد
وسروه حمراء بلون عيونها الخروب
كتف على كتفي
خد على صدري
والمطر الوثني جميل
هذا الكلام الإباحي برادة مغناطيس
فأشم سعال خمرك
وأضاجعه في ملاءات السرير كقطة بيضاء تخمش الضوء
والأفق إلى جانبي على السرير بخور الجسد
( 4 )
لولا الأفعى
لأختلط الأفق في الأفق
والجسد سورة مطر ساخن
أنا لا أحب الصيف
ولا الخريف
وأرى دمعك طاحونة المعركة الساخنة
( 5 )
لن يذوب الأفق ما دام جسدي حليبا
مصهورا بين شفتيك
وسروالك الأحمر الداخلي سعالا
جارحا بطعم الموز
فأزورك كما صلاة الاستشهاد
والفرائض كوتر يبحث عن توهج الجنون
وقدسية البهلول في لعابك ورق الشدة ..
على الإسفلت
أرى غبار رحيقك
وجسدك الفينوسي الفذ
دموعك مسدس سريع الطلقات
وصوتك نحلة زرقاء مقدسة
كالبجع أدافع عن ظلي بين نهديك
فلنكن أفقيين إذا ،
ولنكن نرتجل احتراف السحاب ،
ولون الشفاه
وهذا المطر شحيح هذه المرة كأن المساء مساء
والصلاة صوت سعال بلبل مهذب لطيف
أدافع عن رصاصك الأحمر
وجنون الصقصلي
( 6 )
أتلمس مساربي بين دموعك ،
ودموعك فراشات حمراء
لأرى فناجين الشاي الأبيض على ركبتيك
هل تشم أحمر الشفاه
وطعم جديلتك ، وحاجبيك خفيفين
مرسومين كزيارة ضيف عزيز
لتتابع صهر سروالها الداخلي على وجهي
ووجهي حبات شعير أخضر
فيتلألأ عمرك الشتوي كالنحل
وهذا السعال مقعر مرة
ومحدب مرات
( 7 )
في دمعي يستريح من السراب الساخن
وتتركه مثلما يفعل القط الدبلوماسي
تغفو قليلا على كتفي
وتحنو على إبريق المطر
تتسلق برودة الليل
وتجفف أزرار حقول الشعير
وتترك سرها فنجان شاي أبيض
ولا تخاف من الورد
الوقت يضيق على حدود النافذة
ولا ينسى خوف الأفعى من المطر
وبوابة الضباب على مصراعيها
تترك ابتسامتها جديلة
والبئر يستحم فيك
كزنبقة مفتوحة المدى
وفي ليالي الشتاء
تجفف صورتي برائحة الشاي الأبيض
دمعتان كثيفتان
ضحكتان بنيتان
وعلى نهدك حصان بري
( 8 )
... بين نهديك أستريح من مشاجرة الضيوف
وتقول لي : امش كالقرنفل بين أنامل عاشقة
ظلنا يمضغ الاستشهاد
يفتتح جروح البيوت أكثر
وإلى غابة العشب الأسود
يمر
مثلما يصحو الوقت
أو يغادر رائحة السراب الثخين
لأرى الشتاء كما الشتاء كما الشتاء
وأزرار قميصك مد وجزر
والمطر يسأل
كلماتك تكسر الزنبق البري
كالنحلة جهة التين الأسود البحري
ويقول : لا تلوموا البحر إذا انكسر على فوهة لعابك
هنا إذا الوقت أرجواني النظرات
الدمع يستبشر بالحصان
ويهرب من الوقت يمر بين دمعتين
ساقيتين
وبلاغيتين
مساء الورد ،
وقبل الدمع بدهاء
لا تلوموا الدلال ، كان يقول
ويترك أنفاسه في جيدي
والشاي غدا باردا
كضيف ساخن !
وسادة تلمع في الليل
هذا النهر جرئ وهو يفكك أزراره
تلال قمح
ويحتضن الوسائد المحشوة بالأغاني
والسراب مساء مساء زغرودة
( 9 )
ستستمر الحرب بين السماء والأرض خمسة دقائق
أقرأ فيها شعري الحي
ودموعك مملوءة بالنمش
وفرح الزغاريد
نمشي عشرين سنتيمترا إلى الأمام
وإلى الخف سبعة سنتيمترات
هكذا ...
أتفوق على الوسط الحسابي والهندسي معا
فيترنح البئر في حضني
وحضنك يتسع زرقة القمر
فيخاف الشاي مني
وتنهمري ملاءاته فوقي
فيخطفني الاستشهاد
عميقا
كعمق رائجة الحبق
7 / 5 / 2009م




Tuesday, June 23, 2009

ردة الشمس

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
القمر يتجاسر على خدود الشمس
يخدش أشعة الصمت
ويطمح في أن يحمل الليل الرخيص على كتفه كريح تسكن الريح
فأطل بمخلب الحنين
وأرى ظلي بمحلب الظل
أبتسم كخرقة
الحنين يرغب في الندم
ومحاولة اجتياز الأفق
خمسة دقائق
تكفي لأسرق النهار من الليل
سأحمل وجهي المصمغ
وأنتمي لغيمة حبلى بالسراب
ومواقعة الزيتون في ركن بيتي الجنوبي
لأجتاز أقراط بحيرة البجع
( 2 )
أين يا ترى عين النسر ؟!
( 3 )
والغد يمضي إلى صحوت الماضي
عاريا من المستقبل
يحارب الضوء
لكي تكون السماء أجمل
( 4 )
بلساني
أحلب الظل
وامرأتي العشب المعطر
أأسر جرحي ؟!
يمكن التلصص على الشمس
المطر يجتاز وحله
وينفخ العطش في الغيوم
عندما يتكور الحلم على الحلم
( 5 )
بؤس فج
قافية تجلو فرج الحديد
وأزوج الحائط للحائط الأفقي
ببساطة
الهواء غاضب
والدمع إطار النافذة
أساهر الدمع
وظلي فنجان ورق بردي
فأجمع خمري من مناقير الشحارير
وأنوي معاقرة خيوط الفجر
فأبوس الريح كما ينبغي لما ينبغي
وأدفع جرار السراب إلى هامش سرة البلابل
ليصاب السراب بالغيرة
(( السراب أنثى مجنونة تقلي السراب بأحمر الشفاه
وتتزوج رشاقة الحبر في فم نحلة عاهرة ))
ومحاكاة قنفذ بري
أعلو بخار قبلة
وبوارق الشتاء تنمو فوق أسناني
أعجن مرارة النار الزرقاء
وأرتوي من ابتسامة السراب
( 6 )
أجنحة الصمت أكثر بياضا
بودي لو أصوب دلع السحاب
فأسافر أبعد أبعد من السماء
وامرأتي تلبس الضجر الحلو
وهذا السرير فضاء لخشونة الماء
لهايكو يتفلت من سبابتي ويزرع الصمت في الهواء
لشاطئ يصعد ذاكرة ، ويرتعب من موت البحر
فتهاجمني أسراب الدهشة الحلوة
بودي تحلية الغبار بينما يهرب النهار من الشمس
فأسمع صرختي أكواز ذرة
200 = 1000
ما زلت أتهجى غيرة الماء
وهذا الملح سحنته رماد
الدم أعرج
العصافير أنضج
ما عدت أقوى على الصهيل
فأزرع النوارس إطارات خشب
حائطي مائل
وجهي يرتق المطر المكتنز بالفرح
مثل ريح تتزوج الغبار
أراقب دموع الباب
فتتمشى صورتي على حائط جنوبي
تحرث الدمع
أزيف النار
ثمة
عصافير أجمل من النار
ثمة
هواء يبالغ في الموت ألسريري
ثمة
دموع تقهر السموات
وهذا البحر نازي
كجلد فراشة تمتص الضوء
فيغلي الصمت سرب نبيذ
فيتكدس ظلي حائط رجولة
ابتسامتي قرين المسدس الكنعاني
فيمر الباب لملاقاة رشاقة الفوضى
بين صرختين أكري وجهي
والرعد زيتوني الحليب
في السرير
مابرحت الشمس مصلوبة
ودمعي يجلس القرفصاء عند أطراف سبابتي
فأتلو كمنجة الصلصال
على وتر ضبابي كرؤيا ذبابة
فأخمش رئتي الماء المسجى برقا ! ...
وأنهض دهشة عذراء
23 / 6 / 2009م







Friday, June 12, 2009

جسد أخرس

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
...
أتقطن في دموعك الخيول
أم أن الصهيل مغزل الألم !؟
أغادر الصدأ
إلى الصدى
أغادر الظمأ
إلى الظمأ
قمر خشبي الذاكرة .. خيالي الإحساس
فأقفل خيط النسيان
وأبعثر مؤخرة ظلي – ظلك
ينقصني حبل الوقت الذهبي
وزبد يغتصب الحلم
( 2 )
...
يسعدني مباكرة الاشتياق
( 3 )
هذا الجسد نستنجده
فيخضر
ثم نستنجده ثانية
فيحمر
مثل زيتونة أخطأها الصياد
وراح يتضرع لرائحة اللوز الكنعاني
( 4 )
...
أتلمس معنى الليل
والنهار يفرك مقلتيه من الأعاصير
وزوابع الخجل
التي تفك خرس أحمر الشفاه ! ...
( 5 )
تدريجيا
تعلو نجمة الجسد الجنوبي
وأحيانا الشمالي
تحمل الليل في حقيبتها
تشتهي مغافلة البنفسج لتهامس زنبقة الدفيء الحمراء !
عن عمد
لمست جدار القلب /
بوابات النور /
مصابيح الروح /
وعلامة السؤال تفيض من جمرة خديها
فأرى وترين يناغيان ظلك الكنعاني
فأنوع حنطة الفراغ
وأمتلك مسرى الإعصار
وسادة ! ...
( 6 )
فتنمو الابتسامة في راحتيها
تعشش على نسيم الجرح
تبلل الورد قطرات ندى
ليفيض خمر الدم
فأشتهي سرداب رموشك
وأحاذر تشابه طعم الفصول
وهذه الخيول أجنحة عصافير
لأمس بجع شفتيك
إذ مشى المطر أمامي
والأرض ترتديني في العشاء
فأشتهي ابتسامة الزنبق
والفراشات تغزو رخام عيني كعذوبة الشمس الخضراء
بقلبي
أحصد ابتسامتك
حزنك النهري
وأوشوشك طفلا عبقريا
يترنم بالشهد
كمن لا يراني
إذ أراه
( 7 )
أتمترس رنة جوالك
أسكن ،
أحرس
منسوب الثلج لئلا يوقظ الليل
فأوشوش خيول عرقك
جبينك الفضي
أتمرجح
والمطر لظى
قيظ
والظمأ يزغرد !
ثمة
ما يغري بالسفر
ثمة
قمح طويل السنبلة
ثمة
صهيل نظرات
فيخجل المطر من سرب اليمام
لا أزهد في الصلاة !
ولا في مواقعة البنفسج
وأحلامي تغري القمح البلدي
وعبق سروالك لظى شهد !
( 8 )
يشتهي ابتسامتها
حين رأته
اشتهت المطر !
وصخب العطر لتتوسط ظنونه
تنورتها
سروالها الزهري
أنوثتها البرتقال
سرتها خصر الزمن
رمادها الصحو
صحوها الحريق !
نزلت بين سنابل قلبه
اشتهت مرح الجنون
ومباكرة الماء الفضي
عادت إلى صهيلها ، تهيأ له الحلم ثانية
وثالثة
ورابعة
وخامسة
وعاشرة
وهرولا خلف حورية القصيدة
يدنو بلا قافية
ينمو
شجر كثيرا يطل من روحه
فكت أزرار قميصه ، خلعته
كالهواء
وجدته مطرا قادما
يتكامل قلقا
وثمة
عصفور منسي بين نهديها
تدلت من اسمها اسمه
اشتهته إلى آخر الجحيم
واشتعلت طمأنينة قلق !
والقلق نرجس مساقط حبات التوت
أهدته قوارير حليبها
عطرها أصوات كمنجة
اشتهاها كالظل
ورأي الماء ينزف
تمرغ في كروم نهدها
واحتضن أطراف دمعها
بسخاء ،
أخذ يضحك
يلاعب برعمها
مأدبتها
ينبوعها الأرجواني
فتهرب على السرير
أشتهي فضة دمك – يقول بخشوع عذراء محترفه
وتتماها في نيران صوته القمراني
تتلألأ في علو الموج
وهبوط ساحل البحر الأبيض
ودمعه فراشات خضراء
تمدد بجوارها كالمغناطيس وعود ثقاب ،
وراح يشرب هذا الفيض ألحوري !
^^^^^^^^^^^^^
ومترف هذا الخمر /
الخرس /
بصوفي متوهج مثلي !
23 / 5 / 2009م

Monday, June 08, 2009

ضلال الضوء

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
والضوء يضلل البحر ، وأنا
مجنون هذا الخمر الإلهي
وأرداف الرمح الغجري
يستلب العطر من سروال النسيم
لتسجد السماء لي
والخيول
وهذا النهر
وهذه الورود
شجيرات النرد وأسطورة تهز القز
وعري الساحل الغربي
وأمنيتي حمراء كالدمعة
فأحرر العصفور من جبينه /
جبيني
فألمح الزنبق البلدي فاتحة الخيول البيضاء
( 2 )
الأرض تركع لأناقتي
ولهذا المطر المباكر
لأزرع المدى في دمعة
فلا أبالي إذ ينحني القمر
وهذا الضوء حقد لذيذ بحجم قافية الخيول /
النرد
أروقة معفرة بالملح المطرز في الدمع الحلو
فيعفر السجود بوحل زمزم
وزغردات النفير
( 3 )
وأشكو النرد إلى الخيول /
السيوف /
رماح الملاءات
وأرض بحجم النهد اللدود /
الغني /
وأقصوصة العشاق ثقب رمح في مكحلة متوحشة
( 4 )
امرأة .. يا وطن المطر
وبكارة الغدير
فيستحم في لعاب كلماتي
لكأن الموج حداء
وسريرك عوسج
( 5 )
وأسافر بين ابتسامتك
ووشوشات مشمشك الفضي
دمعك يناديني
كنت ندى ،
وعدت ندى ،
وبقيت في الأرض السما
وثمالة عاشق يروي السرير بصيامه
ولعبة التقاطعات
وكؤوس الشاي الأبيض
وزرقة الكلمات وخضرة الهوى
في كلماتي ألاقيك حصانا نهريا
وفي يقظتي مهرة علوية
فأرسمك بهديل ريش اليمام
وأنت أغنى من اليقين
وفوق ، بين ، الخيال
وصبح المساء
وأغني لما بعد العشاء
وخمر الصيام ،
والصلاة حبلى باليقين
وهوس الخمر الصوفي
لأرى زرقة البحر أثير فمك المغناطيسي
ولوثة خرقة في يد أرض الشمس الذكية
ربما أخطأت قافيتي
وندائي بجانب سرة الجسد العبقري
لأرى مرآة وجهي في وجهي نهرا صوفيا
وثلج أقحوان لما بعد الصلاة
هذا الضباب هويتي
والجسد وشم السجود
والصلاة ربيع فجر قادم
3 / 6 / 2009م