Thursday, October 30, 2008

قراءة في ديوان خيوط الفجر للشاعر رفيق أحمد علي

قراءة في ديوان " خيوط الفجر "
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
في مساء أكتوبري ماطر مصحوبا بهبوب خفيف للريح وزخات خفيفة من اللغة المنسابة كبساط الريح أهداني صديقي الشاعر رفيق أحمد علي ديوانه الشعري الرابع الموسوم بـ " خيوط الفجر " ، وقد أهداه " إلى الذين يتوقون لطلوع الفجر وانقشاع الظلام ويعملون لذلك بوعي والتزام " بما يحمله من تفاؤل ووعي والتزام بقضايا شعبه ووطنه فلسطين ،واستشراف للمستقبل الذي يكتنفه الغموض والحفر المضيئة أو المظلمة .
الديوان جاءت طبعته الأولى في 2005م / 1425هـ أنيقة تنم عن ذوق فني وفهم متسامي للعنوان ومحتوى اللغة الشعرية التي يتكئ عليها في رؤيته الشعرية الثنائية الامتداد X , Y وبعده العمقوي الباطني أي بعده الثالث . وبتصفح أفقي له ، للديوان ، نلحظ أنه يشتمل على 27 قصيدة متوسطة الطول والبعد الشعري تمتد على مساحة 114 صفحة من القطع المتوسط ، وهي تتوزع ما بين الشعر العمودي الكلاسيكي وشعر التفعيلة ( 8 عمودي و19 تفعيلة ) ، وعلى مستوى البعد الرابع تتوزع كما التالي :-
أ – 11 قصيدة كتبت في التسعينيات ، أهمها قمر يظهر وجهه المعتم ، وقفه صوفية ، بغداد ( 1999م ) .
ب – 7 قصائد كتبت في بدايات الألفية الثالثة ، أهمها : جنين البطولة والصمود ،وتبقى القدس والتي صاحبت اشتعال جذوة الانتفاضة الثانية عقد اقتحام المجرم شارون وتدنسيه لساحات المسجد الأقصى .
ج – 6 قصائد دون تاريخ محدد ، أهمها : حديث السندباد وفي هذا السياق نلحظ أن قصيدة " العمدة " غير منتزعة من البيئة الفلسطينية وإن تحدث عن الاحتلال الصهيوني حيث نظام العمد نظام مصري المنشأة ! .
وبالتالي هذه القصائد كانت والشاعر على مشارف الخمسينيات من عمره ، ولكنها تبدو دون هذا العمر التليد في كتابة الشعر ودون الخبرة التي يمكن أن يكون قد اكتسبها الشاعر طوال مكابدته للشعر وممارسته له إذ يبلغ عمره الشعري حتى لحظة كتابته هذا الديوان حوالي 35 عاما ، ولكن يبدو أن حصاده الشعري يبدو دون ذلك !! ، ولا أدري سبب ذلك إذ مخياله الشعري مباشر ، ولغته مباشرة وكذلك صورة ودلالاته .
بقراءة رأسية للديوان نكتشف أنه يخلو من الأقنعة الشعرية بالرغم من بعض العناوين التي تؤمي أو توحي بذلك مثل : حديث السندباد ، وقفة صوفية ، وهما من شعر التفعيلة ، وإن جاءت قصيدة " العمدة " تحمل قناعا إلا أنه غير موفق فهو يتحدث عن الاحتلال الإسرائيلي كما في قوله :
( شومير ) يتحكم في الأرزاق
يمنع أو يمنح
( سيجر ! ) يقفل ( لو سيجر ) يفتح
يا عمدتنا يا عمدة !!!
إنا أعطيناك التلة
فأهبط واصعد
وأسرح وأمرح
كبشا أقرن أملح
قرب أو ابعد
لن يتجاوز حبله
فاحذر احذر
أن تقطع حبلك أو تنطح
أو تطلب عشبا أكثر
فنحيلك للمذبح ! ( العمدة ، ص 72 – 73 )
عناوين القصائد جاءت كلاسيكية ومباشرة إلى حد كبير ، وفي بعض الأحيان تخلو من الشاعرية مثل : داء ودواء – هالي ابتعد – القطيع – شاهد عصر ... الخ الخ ، وبعضها جاء نثريا صرفا مثل : بين الخيال البعيد والواقع القريب – في حاب الروضة – ياعربيا يا مسلم – السيف المهمل – تبقى القدس ... الخ ، وبعضها أخذ السمة الشعرية مثل : راحلا في شاطئيك – قمر يظهر وجهه المعتم ...
ونذكر هنا أن الشاعر يتحدث عن معركة جنين في قصيدته ( جنين البطولة والصمود ) إلا أنها جاءت مباشرة ودون مستواه الشعري المطلوب في هذه الفئة العمرية الشاعرية ، يقول مثلا :
...
هذا ( طوالبة ) الفتى
( محمود ) ضرغام العرين
لما سعى لعرينه أجناد خصم طالبين
هو صار طالبهم وهم يستصرخون
وأذاقهم كأسا بها جاءوا
ومن درب لدرب ظل يضرب لا يلين
...
هذا أبو جندل
في حومة الميدان كم جندل
كم ساق من كلب إلى حفر الكمين !
... ( جنين البطولة والصمود ، ص 81 – 82 )
والصور البلاغية في القصيدة جاءت مباشرة كقوله :
جنين ملحمة البطولة يا جنين
ما غادر الأطفال فيك بيوتهم
تحت اتصال القصف ها هم يثبتون
في وجه محتل أصابع يرفعون
علامة النصر المؤزر يرسمون
وتدوس فوق جسومه آلاته لا يشتكون
البعض يفقد أمه وأباه
والأبوان لا يجدان أحيانا بنين
والدار أين الدار تلك بقية
من سقف بيت أو جدار
تلك أنقاض على جثث الصغار ! ( جنين البطولة والصمود ، ص 84 )
وفي قصيدته ( وقفه صوفية ) نلحظ أنها تخلو من البعد والاشراقات الصوفية في مواجهة أطلال الصحراء العربية ،وهذا غريب من قصيدة تتكئ في عنوانها على التصوف والتي تعتبر أكبر قصائد المجموعة إذ أنها تمتد على عشر صفحات من صفحة 103 إلى صفحة 113 .
وعلى هامش هذا الديوان نسجل الملاحظات التالية :-
1 – اللغة : كانت اللغة الشعرية مشرقة في بعض الأحيان ومجنحة كما في قوله :
كنت يا حلوة في عيني حلما أي حلم !
أمتطي فيه جوادا ذا جناحين وللنجم أسافر
أتمطى أينما شئت أطوف الأرض اجتاح المعابر ( راحلا في شاطئيك ، ص 28 )
وكما في قوله :
ولو خيط الفجر تأخر ( قصيدتان ، 89 )
وقوله : وزنبقتين تتيهان بين الورود ... ( وقفه صوفية ، ص 107 )
ومن الجمل الشاعرية النادرة كالماء في الصحراء قوله :
كان رسولا للعشق ورمزا للحب ( قمر يظهر وجهه المعتم ، ص 65 )
في بعض الأحيان كانت اللغة مسجوعة ومباشرة كما في قوله :
القطيع وديع ...
القطيع مطيع !
القطيع كما شاء راعيه يمشي
هنا أو هناك يسوم الزروع ( القطيع ، ص 31 )
جاءت بعض القصائد تشتمل على بعض الأمثال أو الآيات مثل :
لا يفل الحديد إلا الحديد مثله في المكان والإمكان ( السيف المهمل ، ص 23 )
2 – البناء الشعري : يأخذ شكل اللغة الشعرية الراقية ولكن سرعان في بعض المقاطع يهبط أو ينحدر نحو النثرية المباشرة مثل قوله :
لا وقت إلا للبنادق
ماذا نقول لمن سيأتي بعدنا ؟
في أي مرآة نخبئ وجهنا ؟
لاحظ لفظة البنادق ، والمرآة أعطتنا الزخم الشعري المطلوب ، ولكن البناء الشعري يتدهور كما قلت عندما يكمل :
وبأي وجه سوف نلقى ربنا ؟
إن نحن وقعنا على ورق التنازل
والام سوف نروغ من وجه الشهيد ؟
من مات كيما لا نبدل عهدنا ( سنابل ، ص18 )
والنثرية المباشرة البعيد عن اللغة الشعرية المتألقة كما في قوله :
حرب العصر
تمثيلية
سبق لها الإخراج وسبق الإنتاج
وارتسمت من قبل نتيجتها
لتدور على المستضعف دورتها ! ( شاهد عصر ، ص 40 )
والوقوع في النثرية الطولية أو الأفقية كما في قوله :
الصحوة يا عرب وإلا
لن يبقى عربي واحد !
الهبة يا عرب وإلا
من أكل الثور الأبيض
سينال الأحمر السود !
العزه هذا اليوم من العمر
يا عربيا يا مسلم
أوخزي الدهر وذل الأعمار ( يا عربيا ... يا مسلم ، ص 53 )
أضافه إلى النثرية السطحية ذات الغلالات الرقيقة الهشة ، كما في قوله :
خمسون شهيدا ... مائة ... ألف !
والحبل على الجرار
ماذا تنتظرون ؟
يا عرب ( أغياث ) و ( ذي قار ) !
أإلى أن يفنى كل الشعب ؟
أم لم تلفحكم حتى الآن النار ؟
أم لم يلسعكم منها بعض شرار ؟
أم أنتم في غيبوبة ما قبل الموت
فندثركم بدثار ؟! ( يا عربيا ... يا مسلم ! ، ص 55 )
كما انزلق شاعرنا إلى النثرية الممجوجة الدونية ، كما في قوله :
ويرى أفواج الموبوءين
بصديد دماملهم يلقون
في قاع الخرق الجائف
والخرق ... وحقاره ،
كانوا مخبوئين
عن أعين وأنوف الخلق
في ستر الوجه المعتم ( قمر يظهر وجهه المعتم ، ص 67 )
3 – الصورة الشعرية :
جاءت الصورة الشعرية مباشرة بشكل فج و طفولي وكأنه شاعر مبتدئ ، غير ما هو معهود عنه من نضوج الصورة الشعرية وسموها الخلاق ، مثل قوله :
أفرح فرح الأطفال ...
حين أرى تلفاز بلادي
وأرى صورة قدسي فيه !
وارى كوفيه شعبي ...
رمزي ... علمي الأبيض والأسود
والأخضر والأحمر ! ( أين بلادي ، ص 20 )
الإغراق في التفاصيل السياسية اليومية إلى حد لغة الجريدة الرسمية ، يقول مثلا :
وقبل " زئيف " " كاهانا " ينادي لعرب ليس في قدس رتاغ
و" شارون " يكشر عن نيوب بها فينا لتمزيق رماغ
وشامير وعصبته بصبرا وشاتيلا كم قتلوا وراعوا !
ونتياهو قبل باراك أبلى بلاءات شكا منها الصداع
وقال القدس أورشليم منا وما للسلمين بها ذراع !
وأعلن عن سلام سوف يأتي وما أعلا له إلا خداع !
وعوفاديا يقول بلا حياء كلاما منه يستحي الرعاع ! ( وتبقى القدس ، ص 44 – 45 )
وكما في اللغة المحكية السياسية ، يقول :
والذبح اليومي بها وحواليها
عبر الشاشات يمر عليك وفي الصحف
اليومية
نشرة أخبار عادية
والهجمات الشارونية
تنهار بها دور تقتلع زروع تزرع آلام !
أبدا لا يهتز
في أعلاك سنام ( يا مصر ، ص 60 )
4 – المخيال الشعري : وجاء المخيال الشعري ساذجا بسيطا معبرا عن فئة عمرية يقول عن القدس وهي درة فلسطين :
القدس
أرملة مات الزوج الحافظ حرمتها
والزوج اللاشرعي يعيث فسادا في الأرض
والزوج الشرعي الكفء
لم يظهر بعد
ويظل الأبناء
يبكون ثرملها حتى الوعد ... ( شاهد عصر ، ص 43 )
وأحيان أخر يكون مباشرا ، كما في قوله أيضا عن القدس :
وتبقى القدس للإسلام فلكا ومعراج النبي بها شراع !
وتبقى صخرة الأقصى لواء يصيح تراب أرضي لا يباع !
والمخيال جاء أحيانا أكثر من مباشر وسياسي واقعي موحل كما في قوله :
يا عرب الأمريكان كفاكم دفنا للرأس
بأعماق الطين
كفاكم خلقا للأعذار !
مؤتمر القمة يعقد في قاهرة المعتز
ماذا ؟ لجنة فحص !
شجب واستنكار
دعم مالي
أجر يدفع للجان التحقيق
وأنا في اللج غريق !
وانا بالحجر أناوي صاروخ اللاو
ودانات الإم سكستين ( يا عربيا ... يا مسلم ! ، ص 57 )
وقوله في نفس القصيدة في الصفحة التالية مباشرة :
لون دمي يقطر عبر الشاشات
إذن ... فابتسموا وتمطوا بالظهر
على الكرسي الدوار ! ( ص 58 )
وأخيرا ، أرى أن هذه المجموعة الشعرية فقيرة في شاعريتها ، مباشريه في لغتها إذ يفقد الشاعر الكبير رفيق أحمد علي أدواته الشعرية بالرغم من الحماسة الكهولة والفرح الطفولي أحيانا ليكتب وبجرأة الشباب المحنكين . أنصح بالإطلاع عليها بالرغم من أنها لا تعبر عن مستواه الشعري الذي تعارفنا عليه ، فهو في بداية الانحدار الشعري الذي أرجو له موفقيه صعودا في المجموعات القادمة .



Sunday, October 26, 2008

سيد الفراش والنحل

" إلى روح الشهيد فتحي الشقاقي "
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
معذرة ,
معذرة يا سيدي , لا وقت لديك للنوم , انهض ...
( 2 )
كنت تهجي حروفها بالرصاص ودمك ,
فأتمتم : فـ تـ ح ي ...
يا سيد العاشقين , وحلم الندى ...
يا سيد الخيول , والمدى ...
... /// أرسم وجهك حدودا للوطن ...
لتتكامل روحي ,
وتصبح عيوني صهيل ...
() () () ()
وتجتاز الباب , هو أنت ...
ينتظرك صمت ناصع القلق !!! ...
هو شرفة ...
ثمة ملح , وكرز يحاول أن يلدغ العصافير !!! ...
ينطفئ البؤس في سواحل مرفقيك !!! ...
ضفائرك تشبه طائر في صدري يطير بين السبابة والسبابة ,
وسريرك كقهوة الصباح تتسرب من خوذتك كالقمح !!! ...
ليل ساطع كالثلج وسنبلة ...
هو عشب ودوري أنت !!! ...
ثمة
م
ل
ح
تجاوزت مجرات الفصول ,
ونسبية الحلم والزمن ,
وطعنت بياض المحيط ,
فلم يبق إلا حضورك الأزرق ,
وأنت تقرأ صفاء المعنى " وليدخلوا " لتشرق دهشة غياب ...
ويتكاثف حضورك السرمدي ...
ها قد سافرت وتركتني أعارك الريح والغر قد ,
والصيف نافذة الحزن !!! ...
( 3 )
ها الحلم يحاول تقليدك !!! ...
... /// ترتب الرصيف والهديل يداعب وجهك
للزيتون رائحة يديك ,
وأسماءك الحسنى ...
صديقتك السماء ...
تقوم نصف الليل أو أكثر ...
تبحث عن كسرة حب ودعاء أبيض
والأقصى يفر إلى دمك !!!
مواضع قدميك دعاء ...
تحمل في جيبك سيف العشق
وضحكتك أسرار جبال !!! ...
تهمس بسرك الصوفي ,
والمطر يتساقط في صدري
كزخات الجوع
ودمعي شقي !!! ...
أعود مرة أخرى أفتش عن ضحكة رئتيك
فلا تنكسر مثل الماء ,
والشمس ترتديك كعقد خمر !!! ...
يصحو الظن ... فأسجد !!! ...
() () () () ()
يأتيك القمر طواعية !!! ...
والهمس طيور ...
( 4 )
ودمك يعصر في روحي خمر الشهادة ,
وأحلام الليل ,
ودفء القمر ,
فأوقد من جبينك الزيت ,
وأورادي الفستقية ...
أراك وأنت تجلس مع الريح ...
تغوص في ذاكرتك ,
وتحلق في أزقة ضلوعك ...
تمنح الحب للفراش ,
وتكتب على شغاف الأرض وعدك مع شجر الغر قد ,
والشموع تسيل من أصابعك عصافير كلون الحناء ,
والطمأنينة تشرق في عينيك كابتسامة الأنبياء ...
أراك يا سيدي تنهض ,
وأنت معجون بالدعاء تنزوي خلف الصمت تتمتم بالصلاة ,
والسؤال يحوم في صدرك يشتبك مع البؤس , والغر قد ,
ووجه الصباح برائحة الشهادة ,
فألمح عينيك الصافيتين بالعسل الملائكي ...
علمتني أن ألبس الصمت بامتياز ,
وأن أراهن على المطر الذي ما زال يتساقط من رائحتك ,
وعلى حضورك في تربة أوراقي ...
فأصغي إلى دفئك الذي يستعلي على الجغرافيا وشروخ التاريخ ,
وعلى غربتك التي هي ملائكة تغرد في حزني ,
وتحديقي في شمسك ...
فاسير حافيا لعلى أطأ موضع قدميك !! ,
وأتسلل إلى طعم الألم في قلبك !!! ...
أصافح الليل ...
أبكي بهجة " العصر " فتشتعل نظراتي الحيرى بدمك ...
دون استئذان أقبل يديك
وأتأبط كلماتك كشهيقي ...
أغرق في شظاياك ...
ولأول مرة أعرف طعم العشق الإلهي !!! ...
صباح الخير يا سيدي ...
صباح سرك الصوفي ...
صباح الخير ...
بحثت عنك هذا الصباح فوجدتك كوردة منتصبة في قلبي ...
كنت تحاصرني كذاكرة تبتسم للمطر ,
وتتورم من شدة الخجل
وأنا أقبل صورتك أيها الفارس ...
فتخضر يديك / يدي وأنا أحمل صوتك أينما يممت ...
وها أنا أشتاق إليك كطفل ما زال يبحث عن أمه !!! ...
( 5 )
أبيض ناصع كاللذة ,
ونقيا كالعتمة ,
وعاشقا كصوفي يفتح الصحراء ,
ويجلد الصمت بتواضعه الشهي ,
ونظراته اللوزية التي تعري فينا التردد والسكون ..
أنت النبي في تجلياته , وروحه الملتهبة التي تمزق الزبد ,
وتتلألأ كحبات الندى عاشقة لفجر صلواتك , وأدعيتك ..
يغريك الجمال الإلهي فيدعوك للانصهار في معشوقتك التي تغريك بالشهادة ,
وتجذبك نحو الوعي الإلهي ...
فتقسم ألا تصلي العصر إلا في بني قريظة ...
تأتيك الزرازير ... تغنيك ,
وتأتيك العصافير بيضاء ... بيضاء ...
ويأتيك قوس قزح في صفاء روحك , وتلبدك بالشهادة ...
تصادق الوقت , وترتاح في شهوة الصهيل ...
فتتزين – يا سيدي - للشهادة ...
فكنت تقضي يومك متنقلا بين أزقة الوطن المحاصر مفكرا , ومستكشفا , ومعلما , وموجها , ومعالجا , وقارئا ...
تقتل الوهن في روح الشجر , وقلب الفراش ...
تلون وجه الصقيع كدم الحسين عليه السلام ,
فتنحني عليك /إليك الحقول , والوديان تأتيك امتداد البصر ...
تربي الأمل , والحب , ونيازك القمر ...
كنت تؤسس فينا مفردات الشهادة ,
وأبجديات التقوى والورع متجاوزا هذا الزمن الأحمق ...
كنت تهجم بهدوء غريب ,
وحسابات فذة كأنها أعشاش العصافير ...
تصطاد الأرق من قلوبنا على صهوة تراتيلك ...
دائم الفرح ...
تشع في نومك كأنك قبس نبوي ,
وألو العزم من العارفين !!! ...
وتمهد الدرب نحو مآذن الأقصى /// ...
( 6 )
أصحو من كلماتي ,
فأجدك ما تزال تنقط العشق في قلوبنا ,
والمطر تنقشه كمسبحة في فمي !!! ...
ووعدك مع الصبح !!! ...
( 7 )
ألتفت نحو اليمين , فأجدك قائما تصلي على بساط سندسي أخضر ...
ألتفت نحو الشمال , فأجدك رافعا كفيك نحو السماء ...
أنظر إلى الأمام , فأراك رافعا سيفك تضرب الغرقد ...
ألتفت إلى الوراء , فأراك صائما ...
أنظر إلى أسفل , فأراك أفقا ...
أنظر إلى السماء , فأراك كأنك رسول ...
( 8 )
الشهادة ابتسمت لك من مسافة كذا وكذا ...
وتربة الحسين تقترب إليك ...
وأنت تعج بملامحي
يوم شكوت المرايا إليك !!! ...
تهللت كجوع يحضنك !! ...
( 9 )
لا شيء يدل على دمك سوى دمك ,
ونبوءة هذه الحناء ...
فتلبس الكيمياء كالوقت
أخضر فيك كأنفاس بلبل جميل
وخمرك المعتق في ذاكرتي
وضحكتك كتورد وجه النبي
تضيء حزني حين يخذلني البحر ,
وفصولي ناصعة الجنون !!!
أرتجف كريح تهب من رئتي الناي ...
فألمع صوتي بعذرية حلمك ,
وذهول الأعشاب !!! ...
( 10 )
غفوت لأحصد ضحكتك الأخيرة
لعل الليل ينقذني من هذا البحر
لأرى ابتسامة الأفعى
كأنها رمق ريح ...
والماء تحت الصمت
يتفتح في غصون حزني
لأني أدمنت طقوس شجر المطاط !!! ...
( 11 )
على وجنتيك ورود ما زالت رطبة
تسابق الصدى ,
وسجادتك كجناح فراشة ...
وأنت تتهيأ للصعود إلى الظمأ
كقمر يشتهي طيف الصباح
فتجيء مثخنا باليقين ...
الضوء يأوي إليك ,
وقلبك شجر السؤال ...
تتشظى كزرقة البحر وأنت تمتزج بدمي
لجمت الصحراء في كبدي
ورفوت الصمت بالورد ..
اختبأت فيك كسفرجله لدفء ذاكرتك ,
وصوتك يزرع العصافير حدائق لتوقظ فواصل المساء ...
الليل قطع مسافة فيك ,
وفي وهج الثلج
حين تنقش الجمر من شفاهنا لنمر إلى ربيع لغتك
وأنت تواعد السحابة
على ضفاف الخاصرة ,
وتغوي البنفسج بالريح ...
والهواء حزين لنكتب شجر التوت
وصلاة العصافير ...
ما زلت تلبس النهار ,
والضحى نافذة !!! ...
( 12 )
صباح الخير ...
صباح الفجر والأقصى ...
صباح الخير يا غزة ...
صباح الخير ...
19 / 3 / 2006م



Friday, October 24, 2008

الفارس الرسالي

إلى روح الشهيد الرسالي فتحي الشقاقي
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
كان يسافر في أوردة الصحو ,
يرسم المحار لحيظات برقا أخضر .
يشبك بين الماء وأوردتي نخلا حين انهمر العشق رصاصا .
جفف في القلب برد الليل وأسكرني .
في دائرة الخوف توارى انشطار لعابي في جنبات ضحكي .
تتداعى في الصدر جروحا خلف كلماتي أشجارا ...
ما طرقوا دمك !! ...
صلواتي زفرة تاهت في الطمي , وفاضت سكرا يعصف بالدمع ,
وتغرس في البحر البحر ,
وجسدي يغتسل بالنار .
أحلم حبة غيم .
يمخرني القمح أحصنة .
أترجم لغة الصبح , وأسقي جرحي صحو محراثك ...
فأذبح كل ليلة البرد حين تنهمر الجراح ...
جراحك سيول العصر تصهر كياني .
خيولك تجئ سمراء على قدر الله ، وعلى قدر عشقك .
تكحل مخاضي عسلا ممزوجا بجنوني حين أردتك غربة ...
سفر يافع يحط على شجر الخمر ... أشتاقك ....
الليمون أحتل دمعي ...
قذف نملا في قلبي , والصبايا اخترن مضغ الريح ... يحشين الغيب زهورا مخمورة بالشمس
أرتاد كلامك ... أتعاطى الضوء غيابا يفلت من قلبك ...
أحدق أشرعة وجهك , ومقعدك الخالي .
أرتشف الليل والوطن ظلك ينمو نخيلا .
ألم شظايا قلبك وأبكي ...
ما زلت نخيلا في كل اللغات .
أوزع الينبوع في جوفي كنبي لم يكمل رسالته في دمي .
أطوف في كبد العشق ...
أبحث عن همسك في دياجي الأوراق .
تحت جلدك أطرز مقلتي مآذن تفتح للبحر الرؤى كي تعود طيرا أخضر يستحم في دمي .
ما زلت ترسمني وطنا وقبلة للجرح وموالا للقمر .
تذوب الشمس في دمك ...
أدثرك بدموعي وأسبح في خطواتك ...
أغرس صمتي صوت الله ...
قبل النوم أناديك من خلف حجاب ...
تتجلى للدمع النازف من دمي , فأسقط مغشيا بين كلماتك ...
أخبئك كنبي تحت وسادتي والصمت عات .
نتسكع مع البحر , أمواجك خضراء ...
مازلت نشيدا يركض في حلمي ، ونسافر !!! ...
آه ... مازلت ترسمني وطنا وأهز إليك بجذع النخل فيساقط عليك رطبا جنيا .
نقترب كل عشاء ... نصلي الصبح معا ... ثم تنفتل إلى الأقصى شاهدا على سهام القلب ...
أستزيد من ضيائك , فالعشق جنون ... لا خير في عشق بلا موت ...
أناجيك لتهبط في سماء دمي ... فأنت ملح القلب وما توحد في الزهور .
تقول :
ارتق للرصاصة فهي معراجك إلى دمي ... فتظل تقاتل في الشوارع من لهب تزرع الأرض خيولا وأعراسا ، والحكاية حلم الضوء ...
أما تدري أن البحر يغرق في صنانيرك والعرش حليب القلب وما أسكر القصيدة ...
أسائل عن ظلك وآثار سفرك ...
أراسل الصباح , وقلبي يرسو على شواطئك .
أرقب فجر عرسك وأنت تنطلق رياحا خضراء ... تلتقي نارا بنار ليهدر وجهك وطنا ورحيقك زغرودة الرب .
أستبصرك عاصفة زرقاء وألواحا ... قبلة للتواريخ البهية , وأنا أغرق في ابتهالي وعينيك أسرار القلب ...
لك الجلالة والجلال ...
واخضرت عيناه من الفرح فهو شهيد يبحث عن ميلاده في ليالي الشتاء ...
يضحك ملء القصيدة ...
المسافة عشق ... المسافة راية وخلود ... يوم مشهود ... فاض الله على أحبابك أقماراً خضراء تتنزل في بياض الوقت والدمع زهور .
يدخل الحب السؤال والشوارع في صلاة ودموع ...
أدركت النبي ولو شئت لقلت الرسول .
أتلو البحر وظلي وهمس الندى .
أشعل ناري في دمك وجرح الشمس قمراً في كل اللغات .
دعني الآن أكمل فيك لغتي والمدى ...
الخيل أشرفت على حلمي والقصيدة جاست خلال الديار ...
بحر ببحر وأنت العشق في جرحى ... لم تأخذك سنة ولا نوم ...
نار بنار والبحر أخضر ...
أما تدرى أن البحر يطفو في بنفسجاتك ، ويضحك ملء سيقان القطا .
يملأ مسافات الخيول , فأرتل مواويلي في موجات عينيك و أغفو في لغات الطير ودفاتر الشفق – الحلم .
إذا غبت تبقى شمسك في دمي نزيف الندى .
أنساب في وجهك قناديلاً بعمق الحلم .
دعني أغفو في دموعك .
أتقاطع في ملامحك أنا .
لم يبق في الفرح إلا الطمي ...
اعتصرت الوطن في جسدك فأنخت كالنبي ...
أفرقت التواريخ في رصاصاتك وصرخت المستحيل .
هو الله ... هو أنت ، وهذا النهر المسجون في ضلوعك .
أسميك قبلةً للعاشقين تهتدي بك النجوم ...
أنت فاتحة القراءة , ودلالة الحجر المقدس .
أصلي للملح – الرعد المنبجس من ظلك ...
تتخطف الأبصار وسر الليل تلملم المطر المحبوس في قلوبنا سفر .
من ذا سيترجمك إلى كل اللغات وأنت الضياء الذي أشتهى ...
في دمك متسع لامتداد الحلم ...
لك أن تكون السموات ...
لك أن تكون الجنون ...
لك أن تكون الدفء ...
لي أن أهجى اسمك فيسائلني الليل عن حروف الوجع وصهيل الورد وخيول القصيدة .
اتكأت على الصباح " وجاسوا ... " وأسئلة المساء ...
دمك يخضب الفرح عشقاً ومسافة " ليدخلوا ... " وانبلاج السنبلة بحجم العشق والمطر الغزير.
دعني ! ...
صوتك أخضر ما بين الفرح وبين الرصاص ...
أعاصير القلب قصائد تنشز حلمي .
كوني أنت ... زحام على دمك والشمس بعض رؤاك ، ما زلت أسمع شذى كلماتك .
شتوي أنت في ضلوعي وامتداد الروح في حبق الصباح .
نهرى أنت في جنوني وامتداد الجمر في سكون الصيف .
قال : أبحر ... الفجر جرح الزغاريد والنهر تهجد ...
أتمتم باسمك ... يحدثني دمك عن ميلاد الشمس والقمر في أعماق الرصاص ...
تلاقينا وفي قلوبنا شوق والجرح يعذبنا ...
نصلى خلفه يقرأ سورة الإسراء ...
يسكب دمعة عذراء .
يحدثنا بأن " جاسوا ... " قاب قلبين أو أدنى .
القوس يقاسمنا صلاة الجرح " إن عادوا فعدنا ... " .
على حدود بوابات " سبحان الذي أسرى ... " تضاحكنا .
والليل وسادة للشمس فتحنا جراحينا وبكينا ...
كم اتسعت بنا الأرض وامتدت بنا اللغة مدد ...
أسرع بنا ، قال : وخذ طريق البحر ، فالشوق يندلع فينا ...
تورد وجهه الشجر ... يتقدم ... يشعل بيديه النار ...
أنبي ؟! ...
الصوت صوت الله ، والقلب قلب نبي . العشق يقتلني ، وأحبتي في أوردتي تمر لذيذ .
نبادل الله عشقاً بعشق وصلاة بصلاة ...
نلمس عين الله ...
نلمس قلب الله ...
نبتسم ...
يراودنا الإسراء لنكون أقمار الله – الكون ... والشهود فضاءات القدس .
من كوثر نزيفك نزحف رساليين ... نسكن أحداق الله .
يقرأ الأنفال ... يبدأ يفتح بوابات البحر ... يقود قوافل الريح كالنمل يعانق حيتان البحر ...
يكسر داخلنا السجن ويفيض شجراً ، وحنيناً ، وقمراً ...
وجهه كقطف عنب مشرعاً ... يقاسمنا العدو ... يسابقنا والخيل قصيدة .
ما بين الكلمة الضوء والخطو مضمار أخضر ... يزيح أستار القلب دالية وسنونو عذب .
يعرف كيف يجئ ...
يعرف منازل القمر ...
يعرف وزن الليل ...
يسعى خارطة ... يصعد صوب التاريخ ... يستاك الضوء ندى ؟ .
ما زال هناك متسعاً للنهر والروح ربابة الرصاص .
أقواس قزح تظلله والغمام يرافقه .
يملأ يديه بالورود والغمام معراج جبينه .
أبوس جمر يديك ...
يشتد الزحام عليك ...
على شبابيك المنفى أنت .
طفرت دموعه قناديل .
أرصفة أنت وزحام .
رصاص أنت وهديل .
ما زلت أقول : كوني أنت ونخيل ... كوني أنت ونخيل .
يركض في تضاريسك الفجر وعمق الليل شمس .
لم أوغلت في حلمي ، ما زال هناك متسعا للصهيل !! ... قال : هو الصهيل بعينه .
اركب البحر يحدوك المطر ، وسارية العشق بلا شاطئ ... سيأخذك الحب بعيداً بعيداً يا ولدى لترى راحة الجنة وملائكة بيض و ... و... .
أتلكأ حول مرقدك العظيم وأنا أطوف بروحك المشتعلة في عشقي أنين .
تومئ لي ... أضحك ... عشقك صور التكوين ... زخات المطر تتساقط قرابين ... .
آه ، هل انتهت الزيارة ؟! ما زلت البقية ... أتلكأ ... ألتفت إلى الخلف ... الشمس في ظهري ... ما زالت أتلكأ ... دموعي تتساقط مطراً بكراً ... أتلكأ ... أتلكأ ... أمشى صوب الشمس ... أمشى ... أمشى ... و ... .
فالسلام عليك وعلى عباد الله الصالحين

Sunday, October 19, 2008

منفى أخضر

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة- فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
وكان في انتظارك سراب أسود !!! ،
والزيتون ينحني على مرمى رصاصك ،،
والصدى منفى أخضر ...
يدخل من الحائط نافورة عطش !!! ...
ويصعد ...
فأصعد !! ...
( 2 )
أخيط دمي لحاء دهشة ،
وقلق ناعم ...
وزهرة ليمون حدودها السماء ...
لأستثني آذار من ندى منفاي !!!! ...
( 3 )
أغفو على الريح ...
كأنك مسافات زرقة نص حداثوي ،
واللوز فراشات ملونة كما أشتهي ..
زمزم تغرق في البياض ...
وتتمايل لمعانقة الليل ...
وتبتل مثل قطرات خمر معتق !!! ...
( 4 )
قيثارة تداعب اخضراري ,,,
أنهض ،
وأنادي ...
( 5 )
السماء تولد في أساور كسرى !!! ...
وتنام رغيف على شكل دمعة !!! ...
( 6 )
يهرب المطر من يدي ...
من أمامي ...
ومن خلفي ...
ومن تحتي !!!...
يختبئ في الطحين ،
ويوزع غربته عصافير ملونة ،
وأشجارا مأهولة بالنباح ...
وعندما ساءلت المطر كان الدخان يلف يدي ،
والثلوج قادرة على حمل السماء !!! ...
( 7 )
الله يضحك للورد في كف صوفي أبيض ...
عندما تنحدر السماء إلى قامة النخيل ،
وتؤمي للجنوب الأسمر ...
تظل تنهش الصدى ،
والليل يدهسه الشجر اليابس ،
وأعمدة الكهرباء منارات غيم أسود ...
( 8 )
أشرخ المجاز ،
وأتجاوز هبوب الريح قليلا ...
فأقبل النهر من نعليه ،
ويغفو الطحين قليلا !!! ...
( 9 )
بالأمس ، قابلت الريح في منتصف المسافة ما بيني وبيني ،
وكان الشتاء صيف أحمر !!! ...
كنت أفتش عن أظافري ،
وأظافري شجر ،،
وموال أبيض ،
وتغريبه ندى أسود !!! ...
( 10 )
ألملم شظايا الندى ،
وأنهض
معوذة للعصافير !!! ...
والريح تخلع نعليها مدى ،
وخطيئة بحجم الغيم ،
وجمجمة شجر أخضر !!! ...
( 11 )
أزين وجهي بفصول لا تعرف الجفاف ...
أنقش تجاعيد لغتي رقصة ملح ....
وزنبقة تحاول أن تتزوج القمر !!! ...
لتصعد الشمس في مرافئ القلب منفى أبيض ...
كي نسقط المطر من لغته ،
وكبرياء السنابل !!! ،
ونقتله في عتمة المساء !!! ...
( 12 )
والريح هي ...هي
تسكن أبجدية أعضاء الورد ،
وترسم البحر لوحة تشكيلية على هيئة وطن !!! ...
ونورس يصلي لمنفى أزرق !!! ...
( 13 )
الليل
يعبر
النهر
ويمضى رصاصة صفراء !!! ...
18 / 5 / 2007م



Thursday, October 09, 2008

فروسية الزبد

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
الزبد
يضحك بفروسية الريح
ويحاول
أن يبتعد عن شفتي المحار
والبحر جسد قان
ودموع النوارس تكتشف دمي القمح
وترميني
بدمعة تمزق ثقوب الناي مثل صدى مرمي تحت نافذتي الشرقية
وزوجتي
تضمد ثغر النجوم برائحة سكين صدأ ...
( 2 )
قرطبة طريقي إلى الملح ...
قرطبة سرج الريح ...
قرطبة قمر فضي في مقلاعي ...
أبيع دمعي للبحر
ولوسادة من برج وثني
الأسى يبتسم أسنان ريح
وزوجتي تجمع الليل الأخضر من صدري
وتدركني بسهم زنبق صريع الصدى
ما أطول هواك ...
ما أقصر المطر ...
ما أحلى العاصفة ...
الزنبق يزوجني الصدأ الجميل ،
والملح أحمر عذب ( ! ) ...
هكذا آكل قشور البطيخ كناية بالعنكبوت ...
وأحتل المرتبة الأولى ضد الجاذبية الأرضية ! ...
وضد محاولات خلودي العبقري ...
أدرك طعم الزبد ،
وما في فمي من أجمة ! ...
( 3 )
عرفت أنني شهيد ...
فتشوا حبر روحي ، والمصلى
ورغيف الخبز الأبيض
ليعثروا على أسناني الفضية
وفتشوا المحار ...
فتشوا حليب أمي
فوجدوا نبوءة القمر ،
والمطر ما زال غزيرا ومخضرما ! ...
2 / 9 / 2008م

Thursday, October 02, 2008

أربي الصدى

أربي الصدى
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
سوف أدخل قلبك عباد العاصفة
وأختار حروف اسمي من ثنايا اسمك الوردي ..
( 2 )
سآقابلك الآن كنصل سكين ملآن بالبياض
ومحاولة دفع اسمي إلى غرق تفاحتين أو قبلتين
من مزج الشمس في كأسي ؟! ..
من نثر حروف اسمي في الريح ؟! ...
ماذا يحدث لزورق غرق في مياهك الدافئة ؟! ..
ماذا يحدث لأودع السماء ؟! ...
لم يدر بخلد الشمس أن تتركني جرح كريستال ! ...
وأنا أنازع الصمت وقاع الدهشة
سأربي دمي على الأحلام المجهرية البيضاء ( ! ) ...
( 3 )
باسمك ألنبيذي أرتوي من اليقين
ويعتريني فرح البحر المتوسط
فأبحث عن أنفاسك الناصعة المشمش
( 4 )
بمعطف وردة أخلع الزبد
وأمتد كنار شاهقة
أحفظ صوتك عن ظهر قلب
وأدفع المحار لمصالحة العصافير والماء النقي
والضحك حتى صليل رائحة التين
يساورني قليلا من الصدى
والبرق يمتلئ بالزجاج
ويركض خلف الدهشة كرائحة قميصك
بغزارة ألهث
وأكمل مخاضي المقدس
لنعاسك يرتجف الشتاء
وأنت شعاع على شفتي
أطمئن إلى طعم القهوة بين يديك
وأصلي ببساطة عاشق
وأنتمي لمرايا البحر
والجمر مفتون بظلك النهري
وبنشوة الفراشات
أمضي مع العصافير أترجم عطرك
وأربي الصدى بين نهديك ! ...
( 5 )
على شفتيك يرد النحل ...
على ضحكتك تستلقي الخيول ...
فأمشي إلى عشقي الشاسع كفائض زيتون
وألاقي الندى كغمز عيونك
وصوتك يخطو كالنسيم الدمشقي
رائحة أفق صوفي حين مررنا رعشة موج
وقافلة تكسر عنق الريح كسكين شعرك
فألقي قصائدي على قدميك الحلوتين
وأسميك " البرق " ...
أمد يدي السفينة تحت خصرك
وأرتوي من زرقة الماء
هذا مشواري اليومي
عنقك أيائل ...
جبينك أمطار كنعان ...
وخدودك حقول قمح حمراء ...
( 6 )
وكنت أتدلى أسطورة تمد شفتيها نحو الضوء
وأوردتي صارت مغناطيسا
وشمعة نصف مضيئة في آخر السطر
ما أحلى ابتسامتك اللحاف
والفجر رواية وسادة عاشقة ! ...
30 / 8 / 2008م