Saturday, January 09, 2010

سحر الجسد

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
... وانطفأ الجرح ، أشتعل ..
صار ميناء وخيمة
حيث الشمس سكرى ، والناي أضحى مجدافا
يأخذني إلى جسر الدمع
في جرحي تتدافع أسرار الحب
من أعلى الميناء قفز الشجر ،
واليمام يحاكي قاع البئر النحيل
( 2 )
السرير أخضر ..
أجلس كما اليمام وأداعب خلسة الفراغ
وما في جيب الدالية من بهجة النار
فتنكسر السماء على السماء
والأرض أوراق غيم
ورؤى تترنح
وأنا أقرأ سحر جسدك الشهي
الألم الرفيع
وأهز لحظات الانطفاء
وأبصق على مؤخرة البحر البرجوازي
( 3 )
مساء كلحن المطر
وحدك بين ذراعي اللغة
والموج تأملات خمر بعيدا عن زبد المعنى
والليل ورد أنيق ، وضريح معطف
والريح مطر شهي ووسادة
والشمس في انتظار الإشارة
فتصحو الحدائق فأصلبك على شلالات المطر الربيعي
وقطع الثلج فجر متبرج جدا
فيشتعل
حصار
القلب
وجرحي خيول طروادة
بعطرك مصلوبا
بزهرك محترقا
والمعنى كمنجات تغزوني
شاهقا بين شفتيك
مجازا تكتبني دهشتك ينابيع طازجة
فأخترق الريح في صمت العطر
وجسدك فاتحة القصيدة
فأفض بكارة المطر الغويط
وهذا النرد أخرس
زنبقي كما الأفق ..
قطي كما النسيم ..
فأتشمم عطر إبطيك وأركض باتجاه الريح اليوسفي
وهذا الورد في أعماقي عاصفة هوجاء مبصرة !
يشتعل اللاوقت
في السماء ظلك
وفي الأرض ضفائرك
فأمشي ،
تشرق المسافات
تهطل المعلقات
بيني وبينك قطف عنب
فيسجد الظل للشمس وهذا القمر نهد شهي
( 4 )
ثمة
دالية تلبس طيفها
ثمة
دالية خصلاتها من ضوء
ثمة
زحام من الرغبات
ثمة
تصادم عربات الدمع
عشب في ألق السرير ، الليل
يضئ شمعات التأمل والفروسية
وأنت تسكني الفجر المسك
مأخوذا بالبدايات
النهايات
ومفتونا بخرير ماء الدلع
فأتدلى من شرفات الريح
معصوب اللذة أرقص
فأغتسل بحريرك اللازوردي
وأمتزج بدمع المرايا ، أجنحة العسل
وأنت تغتسلين بنيراني
وأشرعتي
ثغرك مختوم
نهدك مختوم
ينبوعك مختوم
تخلع قميص نومها المطرز بالمعاني
وبزهر عباد الشمس
فأبتكر فضاءاتي
أتهجى نشوة عينيك
وأتورم من نشوة العشق الأخضر
فأرقص للمسك
وللعينين الغجريتين
فأتكلم الإشارة كعرفاني
وأطلق جرحي لرصاصك الفارس !
في عروقك وطن
في جفونك مقام
وبي اللاوقت
أبحث عنك
عن وجهك الأسطوري الذي سيضاجعني ! ...
( 5 )
جسدك أسطوري يتشكل بين ذراعي
وأنفاسي أقداح فاكهة حرام !
فأتشكل نارا
أزهارا
أسرارا
نورا
معلنة استشهادي
بين هاويتين
أعبر
بين تسبيحتين
أصلي
فتنمو بين شفتي
يطاردني موج رائحة المسك
وكانت تعد ماء أحلامها وتصعد إلى ذاكرة الأساطير
وحين يسيل لعاب المجاز أعصر المدى وردا وخمرا
متحدا بالجنون
هو سرير كما يشتهيني
أشتهيه
غير أن المطر بخيل
سمين
أمد يدي فيخذلني الوهم العبقري
لأعثر على مياه عطشي الكوني
بجسدي الأنثوي
أكتظ
أشتهي احتراقي
أشتهي استشهادي
أشتهي ..
والورود منهكة في العشق
صارخا بين غيمتين
صارخا بين ظلين
صارخا بين وسادتين
صارخا ..
ليس سوي رقرقة الضوء وهذا المسك مختوم
ومختوم ..
وطلقة خرساء
وألغاز تجتر الأساطير
فيطل الندى علي
وهج صرخة على السرير
متأملا طيف البرقوق
تنمو أوراقها – أوراقه في وجع
والأغصان خضراء كما العناب
كما ..
كم أعشق هذا الحب ، هذا الدمع المبتسم .. الضاحك
كي أنهض مضرجا بالهديل
وحتمية الحلم ..
الأفق أمامي أحضنه ، ألمسه بعبقرية عرفاني جميل
هل يكفي السرير ؟
هل تكفي الأرض ؟
والأرض تنمو
والشمس تنمو
والفضاء أبيض أو أزرق أو لازوردي ، سيان
تجري الأمطار في جسدي
شراييني
وأوردتي
فأفيض والقلب لازوردي
أفتح أفقا آخر ،
أدخل
فلا أجد إلا أنا وثالثنا ظلي
ها أنا أفتح أنوثتي ، حديقة الضوء
وأفجر موائد الدهشة
والوهم يقطر من أوردتي
قلبي يتسلق اللاوقت
فأنتظر المعنى على جسدي / جسدك
( 6 )
خيولك نوارس
تأتي
وصلوات اللاوقت تزاحم ينابيع المسك
فأستجدي تراتيل الجسد
كلما أورق خبز اللقاء فنجان قهوة من الكابتشينو وقبلة
ليصهرني هذا السجود الشهي
فأحن إلى الاستشهاد كلما غمرني ضوء النعاس
وجذوع الكلمات رحيق الفوانيس
لألمح زيتونة اللقاء وأنا مستلقيا على ظهري والسرير
فأستوطن جنون القلب وجنوب الروح
فيراودني الاستشهاد الأجمل ! ..
.. (( ... وبكامل صهيلي .. وأناقتي
أفتحك .. ،
أفك ضروع عذريتك الأقدس
كذوبان عرفاني يدرك معراج الجسد وطعم العشق الطري
بين انصهار التفاح وسحر الهديل ! .. ))
1 / 11 / 2009م