Thursday, October 29, 2009

وللمطر أنياب من العسل

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة- فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
... وألمحها
تتجلى عبر المغيب ، تحت اللحاف كشظايا البلور
فأرى أحاسيسي تتهادى
ندى ،
وحرصي على الظنون مغامرة
ليل هارب
نهار مقمر
وأنا أحاذر ظلي
والفراشات مجنونة بضوئي المغناطيسي
بين نهديك
يصبح عمري أطول
بين جفنيك
يصبح دمعي أحلى
بين شفتيك
يصبح أسمي أجمل
بين أناملك
تصبح وسادتي أزرق
وتحت أمطارك
تصبح السماء أخضر
خدي
فوق
نهديك
والمطر ربيع
( 2 )
... وهذا المطر يداعب الأدرينالين
شفتيك طهر
أناملك قطة وبرق
فألحس رمان نهديك
أنفاسك المبعثرة لؤلؤات
وذراعاك وسادة
فأتلو ترانيمي العبادة
وقبلة بطعم القبلة
كالهدهد
آوي إلى ابتسامتك
بالزعفران ، أمزق ضحكتك
أتدثر بنهديك
وأهدهد هزائمي في ليالي الشتاء الطويل
شفتاك تمرتان
يداك تنهديتان
فخذاك لوزتان
ونظراتك حلمتان
فأهرول قميص حلم ومطر
واللاوقت يلمع كالوقت
فيهتز جسدك المعطر بالغيث
فتتجلى فوضاك ربيع
تتدحرج كالموج عذوبة
وهذا الاشتهاء أفقي الجديد
أعلى من العسل
أدنى إلى الليل
فتنمو تحت قميصي
فأحرث الشمس
قالت الريح : سمعت بكاء الربيع ، عواء الشتاء
فملأت صدري من غناءك ألزنبقي
بشراهة
يعضني المطر الوسيم
زنبق ينمو على شفتي ، وصرتي سهول الحناء
وهذا الندى من فيضك الكنعاني
( 3 )
... وأكاد أمد يدي لأقطف الشمس
جسدك يقاسمني اللغة
ابتسامتك مغناطيس
وجهك سهم
وقلبي ساجد على أعتاب نبوءتك
اللاوقت موسيقى
وأشعاري طفولة نرد وتاريخ مر عبر نزيفي
من قريب
وجوهك تهرب
والسماء متكئة على حلمتيك
حين يكتمل المطر
وينمو كالفجر التلبد
وردة للدمع
ابتسامة للسرير
فتفوح بسمة الحالمين بعبير المطر
( 4 )
... والياسمين يتحدث إلى ثمالة كأسي
ويوصي القمر بتقاطع الساقين
أنادمه
وفي قلبي جسد يتشكل قصيدة ، أضغاث أحلام
ويحترق شامخا في بخور الخطيئة
فاصطاد الشمس مخمورة بين قضبان قلبي
وبرفقتي رقعة الشطرنج ، هذيان الصعاليك
^^^^^^^^^^^^^
كلما أوقد دمعة حضنته الشمس
وغناه العشب
عشقته القطط حتى يبقى بلون المطر
والتعب الجميل خياشيمه ! ...
27 / 10 / 2009م
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة- فلسطين
Isleem61@hotmail.com

Thursday, October 22, 2009

اعترافات وسادة

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
وثرثرة الصمت العميق ...
العشق صافي النوايا ، روعة بين سيفين
وقافيتين من ندى ، وحنين
بلوعة غويطة ،
أتطاول في دهشة الحب الجنين
أتورط ما بعد الدهشة
بين أحضان القرنفلة
والبحر يغرق في عواصف الحنين
كي أمطر جنوني ...
لذيذ كما الغياب
الجمر يعترف بأحوال النار ، عبادة المطر اللذيذ
بينما غيومي معربدة في سواحل الخطيئة
كلما شنقت انتظاري على وسادة الاعتراف
واعترفت الغيوم بسجايا المطر ...
( 2 )
فأحضن الغياب
ودموعك تزورني لأكون أبهى
أوجاعي قسط من الغنج
وهذه الفراشات عميقة الحضور ،
ساطعة الدلال
لأتذوق ابتسامتك بين أحضاني
نهدك غزل صوفي
آهاتك فاتحة الدلال
بين دمعتيك كتاب سنيني
لأتجمل خجل طفل أرسمه بدموعي
وزفير قصائدي
( 3 )
كطيف أنثر عبير المطر
لأدنو من موج الرؤى
على شفا جرف النسيم
والدمع يصفو كما ملح الضوء ، كما الغدير
فأداعب خيالك الطهور
وأسكب من رحيقي طيف الشموع
وأرتشف لحن أنفاسك
وثمالة الهجير ! ...
( 4 )
... هاربين من الوقت ، الوقت يشيخ
... هاربين إلى حقول مجاعة الحب
... هاربين ..
نلتقي على قارعة الخطيئة ... عكازة السحاب
فأغمض ثغري لأرى خواطرك
ثغرا
ثغرا
مزاريب الدموع
والقمح يفيض مطرا أنيقا
ووسامة نمر مروض شقي
فأهجم على بحر الوقت ، شلالات الأحلام
وانسل كوردة متمردة تتجمل أمام السراب
وهذا العشق أعرج ! ...
أخضر فضي ! ...
أزهى الأوراك ! ...
وسلالم شفتيك لكأنها وشم فضي الرؤى
( 5 )
بودي لو أعض بأسناني اللبنية فخذك الزيتوني
وأمضي أتلو قرابيني بين أحضان سرتك
لأرى مهرك تحت المطر
وثمالة السموات فوق فسطاط شفتيك النعناعية
وأنمو كما الخاطرة أمام الأرجيلة
وكما حورية جنية ! ...
أنمو ...
ننمو ...
ننـ .. مو
وتثمل الشمس معي ، بين أحضاني
والزنابق
وكذلك القمر
أتعرى هجير عاصفة ،
وشجرة زيتون تغرق في ضحكتك السلطعون ، القمح
فنصحو كطفلين يغرقان في الدهشة
ولون الزنابق
شراشف ...
شراشف ...
وتدركنا الطفولة البيضاء ..
وننهمر ... ننهمر
استشهاديون
استشهاديون
23 / 9 / 2009م
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@

Tuesday, October 13, 2009

نوافذ الصدى

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
قلبك ينمو بوصلة ...
يديك شارع قمح وقصيدة
أدخل من نوافذ الصدى
فأتذكر بحسن نية مواعيد المطر
وشجر يحاصر البوليس
وينتظر شامخا جرح الياسمين
هذا أنا
تسكنني جميع الأسئلة ! ..
( متى ، وكيف ، وأين ، ولماذا ؟ )
في دمي ندى وقيثارة ! ...
( 2 )
وأولد بالقرب من حبات الندى ، والصوت الأخضر
كي أرى أمي بوضوح أكثر ، وغضب
والأفعى على وشك الانتحار
كنت في أوج لعبة الشطرنج
والورد حولي يغير ملابسه ، ولغته
ويمر إلى الهواء الليلكي
كالتلال أشتهي العذراء
أشتهي تمر المدينة ، والقصيدة
وما في رؤاك من قبعات
وأسيجة في جيوب الفاتحين
لوني صدى
لوني مدى
هذا يومي الضوئي
والشظايا مديني الوحيدة
صرنا أعلى من شجر النخيل ، والجميزة
والتينة التي بجوار غرفة نومي الأنيقة
وطائرات أف 16 ترتدي دمي
وتطبع كآبتها على جبيني
إنني آخر من يغادر الخندق
والغزاة غسلوا ضحكتي بالزنزلخت دون أن أدري
أو أعي انتصاري !
وإخوتي غطوني بالعشب النبوي فظهرت قدمي للسموات الزرقاء
وأنا أنهض كالأنبياء
حيفا لنا ...
يافا لنا ...
القدس لنا ...
وجثتي علامة النبوة ..
جثتي علامة النبوة ..
وجدي يرتب لي ملابس عرسي
فأحاصر العتمة
والعتمة نهر تصطدم بالسور الأفعى
لي خطوة ، وصباح ...
لي جرح ، وقمح ...
دمي سماء ..
اسمي آلة الحصاد ...
وإخوتي ورود يتزاحمون في الطرقات ، وعلى الإسفلت الرملي
سأتهم الحقول بمشاكستي ، والمؤامرة ضد نافذتي الشرقية
وشتمي حتى الحزن الفاخر ( ! ) ...
حزني كمسافة النبي من خديجة ،
فأسرى بي بجناح شظية ،
وقصيدة تحاصر الصبار
فأبحث عن موتي اللاتقليدي
وكان البحر يصاحبني في المساء
فأتذكر نبوءة شجر التين
وأمي وهي تغرقني في صحن الماء وطش الرصاص
لي صوتي النهر ...
صعدت من أجنحة الضوء ...
الصيف كسل الشتاء ، وحماسة ابنتي سجود
وعفوية زرقة الصدى
وأسأل : هل تزوجت الندى
كذب البنفسج علي
والسرو خانني كالرصاصة
أصطفي الليل غطاء رأس النبي
أنا ضد سيولة الصمت ..
ضد الغابة الممتدة من اسمي إلى اسمي ...
أعشق زرزروا سميته صوتي
فأسرق البحر من البحر على مرأى من الصدى
أحضر قهوتي بالعشب الأخضر
وأبكي الذئب !
أنا البرق ...
أنا نشيد البرتقال ...
أنا الأصولي الذي يصعد من حيفا
ومن بلاد الفقراء
ومن بلاد القدس
ويسطع بين الركن والمقام !
كلهم أبنائي السنابل ! ..
والأشجار تلبس وجهي الفلسطيني
الندى يبدأ من دمي ..
القرآن يبوح بدمي ..
القرآن يغزل قدسيتي ...
هويتي فصل الربيع
هويتي شجر الزيتون
والقرآن يمشي بين حقول الألغام
جاء وقت الاستشهاد ...
وفي الصدى قمري الأخضر ..
فأمشي فوهة مسدس
وأمشي قرنفلة
ويدي كواكب
أريد الاستشهاد والاستشهاد والاستشهاد
( 3 )
فألتجئ إلى الصدى لأشاهد الندى
وأمي تروي عن كثب خبز الحكاية
انتظري ريثما أنهي نزيفي
وأتفرغ للحزن
وأحكي عن قامة الزيتون
أقتنص نوني والدم وما يسطرون
وأمشي بجانبي مكبرا .. مهللا
وأنا أشيع الناي
وأعد وجهي كالخريف
وما في الشتاء من حرير الكتب والنصوص
وأقلام تسلي اللاوقت
أجتاح لغتي ...
أجتاح صفاء الشتاء ...
وأصطاد القمر قرب دمي
لم تمت نافذتي ، وأولادي ورود النرجس
وأسمع صوت النمل يحررني من الكمنجا
لاختلاط النسيان فينا بالورود
لأدرك حكمة الرماح
عندما أتتذكر هشاشة الغيوم
أعلى قليلا من الرؤيا ! ...
أعلى قليلا من الموت ! ...
أعلى قليلا ...
ونوافذ المنفى
لأقترب من الصلاة
الروح دفعتي بمواربة الباب الدمشقي
واخترت الشهادة بجوار شجر الرمان
أعيدوا الهذيان للساني اليابسة
وأنا أهوى الإقامة في اللغة ... في أقاصي الماء
وكتاب البحر يغني الريح حين يولد الندى
فأمشي إلى الشهادة
ودمي حدود قلبي
وقلبي وردة حمراء أو صفراء
كنت أهجر مضجعي في بياض الشعر
وحليب النثر قافيتي اللذيذة
أتزوج الجنوب ،
وأمي لغة اليقين
أسجن الريح في كأس صبابتي
وتحت كرمة أبيع ذكرياتي في مزاد السماء
أوزع الجغرافيا كما شاءت حدود العاصفة
فأسجل عذريتي بالملح
وبين أصابعي عسل مملح
فأمر بين توازن الرياح
وقافيتي لم تعد خيلي
وخيلي مجاز الصدى
فأحفر بئرا في السراب !
أنقب عن الماء العذب المملح بقلبي
وأنا أنتعل سيارة الإسعاف
فقد أجد نزيفي في أعماق رمح
أنا السردين المحنط ! ...
أنا مظلة المطر الجريء ! ...
فأرتدي ما يشبه السفينة
والخضر طوفان البر
ماذا تفعل أمي قرب جثتي ؟! ...
وأنا اقرأ خمر ابن عربي ! ...
وأبحث عن السرداب في عمق روحي
وقلبي صمت الحقيقة
سأقول ما يقوله الفلفل الأحمر
وأغطي صوتي بالسراب
وأستحم بطهو نعاسي
والبحر يتقيأ جزره ، ويستجدي اللحم المقدد
أطارد كبريائي كطريق طويل ،
وبطاقة برقي كطريق طويل على جانب القلب
أمي تدلني على بئر اللغة
وشفافية أبي كدمي والسماء
والورد يتمرغ فوق أظافري
أحني اسمي المستعار بالنارنج
لا خبز ...
لا شجر ...
أفتش في هدير القمر ، وفمي لغات النهار
لكل شمس أغنية
أمي تفتح شباكا يطل على الصدى
وأنا رصيف نشيد
قبل المطر تهب الريح
ورمش أمي ما زال يستكشف السكين
وحقيبتي مملوءة بالشمس
ذات يوم رأيت جرحي مفتوحا ، والريح ذابلة
من يشتري الصدى ؟! ...
ما لون دمي ؟!
تقول الصلاة : أخضر فضي
والخريف زوبعة في فنجان
على جدار السراب التقينا ، والنار ذابلة
حدود حقولي الشمس
كأنني ألقى القمر هذا المساء
وما بيننا بداية المهرجان ( ! ) ...
سرقت جفني حين جن السراب
وجفني جرة العسل
صليت من أجل مرمر ركبتي
بكت الحديقة خلفي
شمس على مطر في قلبي
وصوتي لا شيء سوى الشجر ( ! ) ...
صوتي نصف رمانة ( ! ) ...
وأدغال قطا ! ...
نصفي شمس ..
نصفي قمر ..
لساني عذق بامية ناشفة
وأصابعي دالية مرمرية
( 4 )
وأندفع إلى جثتي ، وأفتك بالصمت المقوى
وما في هجير أوردتي من شعراء
أود لو أمزق سور المدينة ، وأنتمي لشهادتي
وصار الجرح نورس
وأنتمي لإكليل جنازتي ، وتوابيت الشهداء
فأرى أمي سعف زندي
ومواسم الحصاد تتآكل
أجن ... فأصلب فرحي ، ويغويني الحديد
ووزارة الشهداء زنبقة
فأذهب في جداول صدري ، وأتنفس الحجر القديم
وأسمائي تهبط بكة
لتجدوا دمي خرائط التاريخ
وعصا موسى أقرب من فمي
إذن ، يجري القمر اليثربي
أنا الحجر الذي تعمد بطهر الأنبياء
أنا الحجر المقدس ...
وآية الكرسي معجزتي
فأتحرك باتجاه ضلوعي ، وعذريتي قبر رخامي
وابتداء ساعدي
لا توقفوا جرحي عن التمدد والصهيل
اقتربوا من القمر ...
وغزة سردين ملون لأغسل لحيتي
أفتش عن دموعي
والبحر حر أمام كاميرا التصوير
سأختار زوابع قصيدتي
وأمي غيمة حمراء ...
بودي لو أحرس البلاغة من وحل الشوارع
وأسوس خيولي بين دهاليز الصمت
وارتوي مواهب
لابد من أسئلة جديدة ، واللص الظريف يتسول الوطن
الجريدة الرسمية تتنفس جراحي
وأسناني تتقدم في العمر وتساقط مطرا
وأكتب قصيدتي بجانب دبابة !
وألغي الخبر من الفضائيات ،
وأحلم بالأرانب
القمر يهرب من البحر
ستون عاما والأفعى تطمع في الزواج من جمجمتي
ضجر من النخيل ...
ضجر من الورد ...
ضجر ...
أنسى التشابه بين دمعي ودمعي
وأتقاعس عن مجاراة زرقة البحر
واروي صدري من الكناية والاستعارة
أصفف شعر الناي
وأقوم من النوم إلى صلاة العشاء لأرى شجر اللوز يرقص في الهواء
ورصاصة تأخذني إلى الغموض ، والرمل الوثني ! ...
أباحوا لي الورد ، وغزة لحم خروف طازج أو متعفن سيان
أقود السراب نحو وعي الدمشقي
والسلم الخشبي يغلي
أرسم " الأقصى " مدفع للجياع
وأؤجر ذكرياتي بقطعة ملح ، وفتافيت قهر ! ...
دمي يتمرغ بين لفظتين
ونافذتين من قواميس اللغة
كي تليق بهذا الصهيل
وغباري يندفع باتجاه السراب
وأنا أرتطم بذاكرتي مثل سحابة تقطع الضباب
قد يكذب الغبار علي
ويعيش ابني مصابا بأنفلونزا الطيور ( ! ) ...
شدوا وثاق البحر إلى غيمة تغطي وجه القمر
دائما ،
يقترب النسيم من خطاي
ويفر التيه من تحت وسادتي
دائما ،
أخاصم الغيم
وأغني وعيني قمح من ذهب
ما لون القمر ..
والخيل ترقص في العراء ...
ما جدوى عطشي ؟!
أي عطش يفتته السراب ؟! ...
فأتيمم بنعاسي
والشمس تشرق ثم تنكسر ، وأبقى رمزا للغناء ! ...
ما لون الأنبياء ؟! ...
وجهي زهرة نار ...
يدي طاحونة شتاء ...
فيقف البحر على ساعدي ، وتطفو جثتي كالعاشقين ! ...
لن نفترق
والمساء وسادتي الخضراء
فآخذك إلى موتي اللازوردي
فكيف نفترق
وقاسمنا الأعداد الأولية
الصدى من أمامنا
الندى من ورائنا
ونلتقي
وشهوة السيف خطاي
والصدى يصحو في مغرب الشمس
وينام حليب ناقة
فألاقي عيون البرتقال في عناق البحر
والأفق حزن أحمر
ونمشي ، نتقاسم الضحك ، والفرح قصائد عادلة ! ...
ينام القمر في جيب شرطي أو عصا لص ظريف
يدلي باعترافاته ...
والمطر مائدة مستديرة
سأسمي المشنقة الباب المفتوح لكي يقفز البحر من الشباك إلى يدي
ويغطي رمادي بالسراب
وأنا أبحث عن شبابي ...
تنهار أعمدة الفراغ ..
والعشاق يستشهدون في أوج الصمت
وجثتي أحلى من القمح المذيل بالسراب
تولد غزة ..
من شفتي ،
وساعدي بحر شاسع أزرق
وشجر الزيتون يضحك كالشهيد ! ..
في آخر السراب التقينا تحت ظل القمر
منذ اعتقلت الأغاني في عصير البرتقال
دمي قرنفلة بيضاء
الريح عشنا الوحيد
والشوارع خبزنا الطري
وصوت حبيبتي قمح أخضر
أجئ من شرايين المدى
وأحنط أجنحة النوارس

وأنا أغرق في الزحام الدمشقي ، ومظلات الشاطئ قرنفلة العاصفة
أتدحرج أعمدة خيمة
فأشرب قهوتي الحلوة أمام عدسات الكاميرا ...
صدري نافذة شجر الزيتون ،
وفي الشمس متسع
هل استشهدت ؟! ...
وأشرب قهوتي – مرة أخرى – وأرسم حدود القمر ،
وحقول القمح شاسعة
فآخذ شكل المطر ( ! ) ...
والقمر يأخذ شكل الحياة
وأمي تشرب نخبي ! ...
وتغطي عودتي للشمس بزغرودة
يفلت سرج دمي ، والزحام
فأتوه رائحة خوخ
فأنبت قمحا وخمرا وماء
أعرف الآن خطوط دمي ، فأقتفي سرب الضباب
وعدسة محدبة تسمع الشمس
وتختفي تحت غبار وجهي
فيموت الغيم الأصفر
وأنا شهيد انتشر كالرمل ، وضوء القمر بيتي
والرياح بابي نحو الحديقة
لم أجد جسمي في الناي والماء
قاع الماء بحر جاف
لا يعترف بالحزن شمسا
ويغني لمجاهد ثوري ! ...
غزة / آب / شارع علي
الشمس هاوية الصعود
والتاريخ جامح في صدري ، ويدي رؤيا وماء
رفح / الشقاقي يصحو على صلاة العصر ... يعرف أدوات لحنه الثوري
يركض في دمي لخمس دقائق
ويفكر في توريث البحر دمعته الغزال
يكتب في " الطليعة الإسلامية " ، ويشعل دمه شمعة بيضاء
ويرشد الشجر إلى تجاوز إشارات المرور
فيجتاز أناقته البريئة
ويشرب كأس الشاي الكبير – كعادته - ،
ويمشي فوق الصبار
يعدل بوصلة القمر ، وينجو نحو الجنوب ،
والريح في فنجان قهوة مرة ! ...
يقول : لي وسادة في السماء
والأرض محراب لي ،
والقدس خطاي
اسمي في الأرض " عز الدين .. " ، وفي السماء " فتحي " ...
تدرب البحر على كتابة الشعر ،
وترشدني إلى الاستعارة ،
وترضعني المجاز من ثدي الصهيل
فإن الهوية ثورة حمراء لأحضن قبة الأقصى
دعنا نعدد أسماء الله ،
والشجر يغني
سأختارك كمشهد ملحمي
واحتفل بصلاتي وذكرياتي قبل صلاة العصر بخمس ثوان
وترتدي القمر قصيدة حب ثوري
وتدافع عن فكرة المساواة بين العصافير والشجر
وتستدير جانبا وتمضي في وشوشة البحر الأحمر
أمامك الرسول محمد ، وعلى جانبيك الحسين والقسام
وخلفك العشب ينهض مثل بوصلة تشير إلى حلمي
وحلمي يمشي أمامي ،
وأمامي خطاي
فأحمل ركبتي وانهض كما الغزال
سنمضي نحو " الحتمية القرآنية " ، والشجر يتوق إلى الشهادة
ألم أتسلل إليك بالأمس ، وبيتك جنة القلب
هيأت نفسي لكي أؤدي الصلاة فوق رمل بيتك الدمشقي المتواضع
والشمس تحنيك حين أخاف من الذئب
أستعيد رائحة الصيف ، وأرى قمر الانتصارات
هذه الأرض أكبر من دم كل العشب
والشجر ما زال معمدا بالشهادة ، وبدم أخضر
تعلمني المشي بين السحاب
وتملأ جراري بالشعر والبارود
دم في القصيدة ...
دم في الغيم ...
وأمي تسوس لي خيولي المثخنة بالصهيل
ليس لي – دائما – إلا الشهادة أو القصيدة
فأختار السماء كهرم جنوبي
وأمي ترتل لي الحكاية وقصة الخبز الناشف
أحملها في قفة اللوز
ونحصد معا بالمنجل !
نتقاسم الملحمة والعاصفة تثير السأم ! ..
متى تفرجون عن العشب حتى أعود إلى صلاتي وصيامي أبيض
يا أيها المحراب يسمونك رفح ( ! ) ...
فافتحي جرحي أكثر ليبدأ الطوفان والقمر
هنا التحمنا ... ففر المستوطنون
هنا مررنا فدارت الحرب غيمة حمراء لتتسع الطريق بيني وبيني
طريق صلاح الدين ..
صلاح الدين الطريق ..
أكواخ السراب في صدري
والمطر بريد الجنوب
أنتظر قدوم الريح
وأنا أعلى من الجبال
بمشيئة البحر أطبخ الريح والحصى
وأهيئ شجر الزيتون لحب الزيت
أسمع شكوى الحديد ، وأنين الماس
ليغتصب العشب الصخر الوثني
وأنظف سيفي من الموت المفاجئ
أشرب نخب صعودي ، ودمي ملء الفرح
والشوارع بديلا للغة الممسوخة
نكتشف الشجر فيك ...
هكذا يكبر القمر ...
والغبار خرير البحر
أفكك أسئلة المطر
وكل أزهاري بابا للبنفسج
عطشت
وكنت أشرب من السراب
عطشت
وكنت أصلي في السلاسل
عطشت
وغزة تبيع بكارتها ، وحليبها شكلا للوطن
لأعرف خضرة الليمون
وضيق الليل
وتعلمنا الشتائم والسباب
ومتاعب السفر الخفيف
وارتفاع حرارة الريح
والنوم تحت أغصان السنديان
قرأت حرية القمر
وعائشة تغار على النبي
وتصلي في الأقصى عند أعمدة العشق
وتربي الندى كالياسمين
أرى عائشة تلعب فوق رمال البحر المتوسط
وتغني للأقصى ،
وهى تزرع العشب في الصحراء على طول محور مكة – الأقصى
وتروي السماء
والشرفات
وفي عينيك قمر أخضر فضي
فأشرب بوصلة يديك ،
وأسجد
أسجد
وأهفو إلى زرقة البحر ، والشفق الدجى ( ! ) ...
أرى في عينيك أبوابا ، وثريات
وأنت تفتحي بوابة السماء
فأرتشف جمر غبار قدميك
وأنتمي للشهد ! ...
23 / 8 / 2008م

Tuesday, October 06, 2009

قلائد للأقمار للشاعر رفيق علي قراءة أولية بنيوية

" عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
" هل قرأت الديوان ؟ " سألني محدثي الشاعر رفيق علي في برهة انتظار أحد الأصدقاء ، بدهشة ... لا ... بينما كان يمد يده في كيس بلاستيكي أسود يحمله ممسكا بالقلائد ... " قلائد للأقمار " موسومته الشعرية الخامسة والتي صدرت قبل شهرين من انتهاء عام 2009م الموافق 1430هـ ، فقد صدرت له المجموعات التالية :-
1 – أغاني البقاء ( 1991م ) .
2 – الطوفان ( 1994م ) .
3 – النقش على الهواء ( 1999م ) .
4 – خيوط الفجر ( 2005م ) .
نلاحظ أن اسم هذه المجموعة مركب من لفظتين أنيقتين هما " قلائد " و " الأقمار " ، وقد وفق الشاعر في اختيار لفظة "قلائد " فهي التي تزين الجيد أما لفظة " الأقمار " فلها مستويين من الدلالة ، أولاهما بمعنى " الشهداء " وهذا المعنى يكثر تداوله بين شعراء المقاومة ويبالغوا في استخدامه أحيانا إلى حد الإسراف وشاعرنا لم يخرج على هذا العرف الشعري ونمطية الاستخدام ، وبذلك يصبح المعنى قلائد للشهداء ، وهذا المعنى نلحظه في عدة قصائد في المجموعة ، منها : قمر لم يسقط ص 37 وفي قوله منها " عياش " يا قمرا نار لنا الطريق ص 38 وعياش بالطبع هو البطل القسامي قائد الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، ومنها كذلك قصيدة : قمر يشتعل ص 79 – قمران ص 76 – السر المضنون به ص 67 المهداة إلى روح القمر الشهيد ... . ، وقصيدة فادي / لك ألف قلادة ص108 والتي يتحدث فيها عن تلميذه الشهيد فادي بقوله :
فعجلت لربك كي يرضى ..
بعظيم شهادة ..
فلك اليوم لترضى :
من أستاذك ألف قلادة .. ص 110 .
المستوى الثاني هم الأحياء الشهداء لقوله تعالى " ومنهم من ينتظر "وقد ورد هذا المعنى في قصيدة بعنوان : سلمت يداك ... مرابطا المهداة إلى المجاهدين المرابطين في أواخرها إذ يقول :
وتعيش يا قمر الثغور منارة
و على كل المنائر ص50 .
ونحن نرى أن كلا المستويين من الدلالة يتضمنه الإهداء الذين يزين المجموعة والمشتق من الآية القرآنية المشهورة " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " .
باستعراض متأني لعناوين القصائد في المجموعة نلحظ أنه على الأغلب لم يحسن اختيار عناوين قصائده فجاءت مهزوزة دون حبكة في السبك والصياغة ودون أن تشكل الفوكس ، بؤرة القصيدة التي تلم أطرافها وشتاتها ولنأخذ عينه على سبيل المثال لا الحصر طبعا :
رثاء شاعر – هو السبيل – سلمت يداك ...مرابطا – الغضب المتفجر والوصية – لوعة الفراق وحزن المشتاق – السر المضنون به – لك يا حمزة كل المجد – بطل معركة البريج – الرثاء للمرة الثانية – ولنا عودة ... وهكذا العناوين عامة ومطاطية ! .
وعلى بدء ، كانت تزين صورة الأقصى المبارك يعلوه أقمار الجهاد الإسلامي في فلسطين بدءا بالشقاقي وانتهاءا بالشهيد السعيد هاني عابد يتوسطهما من الشمال إلى اليمين صورة الشيخ الجليل عز الدين القسام يليه صورة المجاهد الفذ محمود الخواجة مؤسس قسم – الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مع انطلاقة الانتفاضة المباركة الأولى قبل " السرايا " ، وجاء التصميم الحركي للغلاف على خلفية سماوي أزرق جميل يومئ بديمومة الحركة والحياة لهذه الأقمار السعيدة ، وفي ذيل الغلاف تبني للمجموعة من قبل حركة الجهاد ، وهنا لابد من وقفتين :
أولاهما : تبني المجموعة من قبل حركة الجهاد رسميا يقتلها جماهيرا بين الصفوة المثقفة إذ يحشرها ضمن الإصدارات الحزبية ، والمعروف أن هذه الاصدرات الحزبية لا تشد عامة المثقفين إلى ما بداخل المجموعة الشعرية ، فإما مغرض يبحث عن هفوات بقصد لي العنق بقصد قتل المجموعة وحرفها عن مضامينها الشعرية الراقية ، فنحن نرى الحزبية ستارا حديديا أمام الانفتاح الإنساني الأرحب على مستويات المجتمع المثقفة فضلا أنه سيحمل الحركة وزر الأخطاء التي يمكن قفشها في هذه المجموعة بدلا من الشاعر وبخاصة أنها أصبحت ملكا حركيا يجب أن تدافع عنه ! ...
ونحن نرى أنه يمكن أن تساهم الحركة ماليا في الاصدرات الثقافية دون تبنيها رسميا لتعطيها مجالا أرحب من القراءة المتزنة الواعية واللاحزبية بدلا من حشرها حزبيا ! ...
كثيرا من الشعراء الكبار لهم انتماءات سياسية ولكنهم دخلوا إلى البورصة الشعرية من باب أنهم مستقلين ونجحوا في جماهيريتهم وكتاباتهم تقرأ من قبل الجميع في طقس إنساني فاخر ، وخلقوا جمهورهم الأرحب إنسانيا واللاحزبي وارتقوا باحترام الجماهير لهم ! ...
ثانيا : صورة الشهداء الذين زينوا المجموعة بدءا من الشقاقي إلى عابد نلحظ فيها اختلالا رؤيويا وبنيويا في تصميم المجموعة التي يجب أن تبدأ بصورة الشيخ القسام ، فهو الرؤيوي الأول للجهاد في فلسطين في تاريخنا المعاصر ، والذي هرب من سوريا إثر فشل الثورة ضد الاستعمار الفرنسي ليواصل مشروعه الجهادي ضد بدايات المشروع الصهيوبريطاني ، والمعلم الشهيد الشقاقي أعاد اكتشاف هذه الشخصية الفذة التي شكلت رافعه تقدمية بنيويا ليشكل تنظيمه على نفس المضغة والخطى ، فشكل المداميك الأولى التي اندفعت باتجاه تفجير الانتفاضة الأولى ، ونحن نرى أن الابتداء بشخصية الشقاقي يشكل اعتداء على طهارة القسام وأبويته للجهاد على مستوى التاريخ الفلسطيني الأصيل ، فالشقاقي لم يقدم أسئلة جديدة أو إضافات ذات مغزى للمشروع القسامي الذي انطلق في الثلاثينيات من القرن الماضي – القرن العشرين ، فالقسام هو القاعدة الذهبية التي ينبثق منها الجميع بلا استثناء والتي شكلت الإجماع الفلسطيني التاريخي والمرحلي منذ اندلاع الانتفاضة الأولى في فلسطين عام 987م .
ونرى أنه لو كان التصميم البنيوي للمجموعة على اعتبار القسام والشقاقي قطبين يتوسطهما أقمار الجهاد لكان أروع وأجدر بالاحترام والتقدير ! ... أو صورة القسام تتوسط الشقاقي والياسين لكان أرقى وتجازا للنمط الحزبي الذي يبتلع الجميع في جهنمية جاهلية !! ...
هذا من ناحية بنيوية تصميمية ، أما بنيويا شعريا فنبدأ بقصائد الشهداء على الغلاف فنسجل الملاحظات الأولية التالية :
1 – لا توجد قصيدة مستقلة تتناول الشهيد محمود الخواجا الذي يزين بصورته غلاف المجموعة وإنما ورد في ثنايا قصيدة " تاج المحاميد " ص 95 التي تتناول محمود عمرة وابن الصخر محمود الزطمة ، ونحن نعتقد أنهم شهداء كبار ( لا نزكي على الله أحدا ) كل منهم يغري بقصيدة مستقلة تجلو جهاده العظيم وتنشره للأجيال لتقتدي به ، لا يعقل حشرهم معا في قصيدة لا تتجاوز 29 سطرا شعريا ، يقول في حديثه عن محمود الخواجا – قسم :
من عهد محمود الخواجا من تلا قسما فبره !
حتى طوالبة الذي أوفى بساح جنين نذره ص 95 .
وقوله في آخر القصيدة :
وإذا بمحمود غدرتم سوف محمود سواه يشفع ص 96 ، فمحمود هنا ممكن أن يكون الزطمة أو الخواجا سيان .
2 – القصيدة التي تناولت الشهيد هاني عابد جاءت مفعلة وقصيرة ولا ترقى إلى مستوى الشهيد فنيا ، فالأجيال التي ستقرأها لن تستنبط منها شيئا فلا تتضمن نكهة ولا سحر الشهيد عابد ولا بصمته المميزة في جهاده النضالي ، بل جاءت فضفاضة سطحية تخلو من العمقية الشعرية ، مجرد وداع عابر دون وقفه شعرية تأملية من الشاعر ! .
3 – القصيدة التي تناولت الشيخ العظيم القسام المعنونة بـ " أبو الثوار " فقد جاءت عبارة عن قطعة شعرية ولم ترقى إلى مستوى قصيدة فعدد أبياتها 9 أبيات تحديدا ، والإشارات التي تضمنتها جاءت عامة فلا يستطيع القارئ المثقف الولوج إلى عالم القسام الجهادي الفذ بكل اتساعه ورحابته بالرغم من أن الشيخ القسام بعمامته يقدح البرق فينا وفي نهوضنا الثوري المستمر ... فهو حاضر فينا دوما في يقظتنا ومنامنا .. ليلا ونهارا .. صقورا وحمائم ! .
4 – القصيدة التي تناولت مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، المعلم الشقاقي فقد جاءت أطول القصائد إذ تمتد على مساحة ثلاثين بيتا بعنوان قمر المنافي والتي كتبها الشاعر تحت مشاعر اغتيال المؤسس في تاريخ 26 أكتوبر 1995م أ أي يوم الفاجعة السعيدة ! والتي صعد فيها إلى السماء مكملا مشواره الجهادي العظيم .
هذه القصيدة جاءت عامة إذ لا تحمل خصوصية الشهيد المؤسس القائد ، وتحمل نكهة عامة ممكن أن تنسحب على كثير من الشهداء في الساحة الفلسطينية لولا ذكر اسم الشقاقي ، فتحي ، بوضوح في البيت الثاني تحديدا إذ يقول :
فأوفي حق ( فتحي ) من رثاء
وحق رثائه فرض الزمان ص32
وبالتالي لا نلمس خصوصية معاشرته للشهيد الحي – فتحي بالرغم من احتكاكه به ، وجلوسه معه ، والتلقي على يديه الكريمتين الطاهرتين .
نلاحظ في هذه القصيدة ما اسميه المكر الشعري حيث أراد مديحه من باب الاساءه إلى خليفته وإلى خيل الجهاد بقوله :
وفارس خيلها والخيل باتت
بمدرجة القعود والارتهان !
أحقا قد ترجل ممتطيها
وقد هامت مسيبة العنان ؟! ص 32 .
كما نلحظ التأثر بمطلع قصيدة ألجواهري – الشاعر العراقي ، والتي قالها في الراحل الملك حسين قبيل وفاته وأمام يديه " أسعف لساني كي أقول ... " كما في مطلع هذه القصيدة في قوله :
ألا يا ليت تسعفني المعاني
وليت تنال بالليث الأماني ! ص32 .
ويعجبني قوله :
يرى حرية الأوطان فرضا
صلاة لا تؤخر عن أوان ص33 .
ولكن لم يعجبني حديثه عن الحرية الحمراء مقتبسا البيت الشعري المشهور في قوله :
وللحرية الحمراء باب
يدق بكل مخضبة البنان ص33 .
لابد من التسجيل هنا أن :
أولا : المجموعة احتوت على قصائد ضعيفة بنيويا ، منها :
1- أسد الشاطئ ( أيمن العيلة ) ص112
2- بطل معركة البريج ص97 .
3- لك يا حمزة كل المجد ص90 .
4- قمر جديد يشتعل ص79 .
ثانيا : من التعبيرات التي أعجبتني :
1 – جبل في خيمة ! ص 114 من قصيدة ( أم كامل ) أما باقي الصور التعبيرية في القصيدة فقد جاءت كلاسيكية من المستهلك في الشارع الفلسطيني الشعري .
2 – ما آخر الشهداء – عبد الله – أنت
ولا الأخيرة من تزغرد أمه جدلا ص 86 .
3 – هذا الوطن ...
أغرودة في ثغر أمك يا شهيد تقول لا
للخسف لا للذل .. لا للاحتلال ص 86 – 87 .
4 – بوريدك المذبوح يرسم شكلا
أبدا بعيدا عن مراسيم التفاوض ص 87 .
ثالثا : من التعبيرات التي لم تعجبني ولم ترق لي :
1 – ما آخر الشهداء – عبد الله –
أنت ولا الأخيرة أمه أنت ص 85 .
2 – قمران .. قمران
ليضيئا دربنا يشتعلان !
ليقيما عزنا ينهدمان ! ص 76 ،
فهو صعود نهايته سوداء ! ، والأصل الصعود الفاضل نحو الأفضل والأمل .
3 – هويا لكن صعودا .. سامقا نحو العلاء
صعدا لكن هبوطا ... ص 77 ، فالشاعر دخل في تناقض مربك ! .
رابعا : أعجبني المشهد الدرامي في قصيدة إيمان حجو الشهيدة الرضيعة في قوله :
صحت الأم على نوم ابنتها
ما زال بفمها الثدي !
ناغتها بحنان
نادتها : اصحي ( إيمان )
إيمان ..ما بالك لا تصحين ؟
ما بال الصفرة تعلو الوجه ؟
ما بال العينين زائغتان ؟
( إيمان ) ! ( إيمان ) ... ( إيمان ) !
ردي إيمان !
ردي إيمان علي !
صرخت أم الطفلة : " وي "
نادت أهل الحي :
( إيمان ) ماتت يا قوم !
قتلوها بين يدي
آه آه ! حبة عيني !
آه حبة عيني ! ص 73 .
فهو حوار درامي ساخن يحمل اللوعة وحسرة الفراق لهذه الطفلة الرضيعة ، إيمان حجو .
خامسا : تضمنت المجموعة عددا من الشعارات التي تزين الشارع الفلسطيني المجاهد والمناضل ، منها :
1 – لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة ص 87 .
2 – وتحيا فلسطين مسلمة حرة أبدا ص 29 .
3 – لا صوت على صوت الثورة يعلو ص 88 .
سادسا : وقع الشاعر في التكرار لمرتكزات أفكاره كما تتجلى في التعبيرات التالية :
1 – أسقطوك ... وردت في الصفحات : 34 ، 37 ، 99 .
2 – عجلت لربك كي ترضى وردت في الصفحات : 16 ، 41 ، 110 .
3 – هل ستجدي المراثي ؟ أم الكلمات لها حقها الأزلي وردت في الصفحات : 15 ، 19 .
4 – الحرية الحمراء ... وردت في الصفحات : 56 ، 33 .
سادسا : التأثر بالقرآن والتراث العربي الأصيل واضح بين طيات المجموعة .
سابعا : وقع الشاعر في الضروريات الشعرية وبعض المنزلقات العروضية ، وهذا يمكن تناوله في دراسة منفصلة ، مستقلة بعنوان : " قلائد للأقمار ..قراءة عروضية " ، وهذا يتطلب بحثا نوعيا آخر ! ، وسفر مع المجموعة في بحور الشعر ! .
وأخيرا ، أهنئ الشاعر ، زميلي ( رفيق علي ) على إصدار هذه المجموعة الناجحة ، وأنصح الشعراء الشباب والمثقفين بالإطلاع عليها واقتنائه ، وتقديم قراءات متعددة الدلالات حولها .
6 / 10 / 2009م

Saturday, October 03, 2009

صلاة الجسد

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
النار تطفئ خطاي ! ...
فأتدحرج مع كرات الماء
لأبلغ موعد الرياح ، العاصفة
والنحل فوق يديك هلالا أخضر
لأقتفي ظلال زهرة النرجس
فأمزج الظل بالشمس ، بالأعشاب ، بـ ...
أهرول صوب دمعي ، البحر
السنابل ترتجز الضفاف ، الرمل
فأنوي الركض في طمي عينيك
لأني ألمح خمر شفتيك معجونا بالأسلاك الشائكة ،
والدلال الغجري
النوارس تطوف حولي
والحقول
الآن ، اسميك زهرة الرياح
وهذا المطر قيظ جميل ، غويط
لأرى اعوجاج القيثارة في صدر الشتاء
فأعجن الشاطئ في سريري بالرياح ، بالسفر
وأمضي صوب ظلي الوثني
( 2 )
هكذا ، تصادقني العطور الفاضلة
وثدييك موج المرايا
الظل مسكني الجميل
الحانة جذعي النبيل
ألم زمن جرحي
أرقب غباء الشط الغجري
فأقذف الصمت من فمي في فمي
فمك نهر أزهار ، عسل تربيعي الوجنتين
^^^^^^^^^^^^^
وتنهض السماء في كما سرب الأفاعي
( 3 )
نلوي عنق الدموع
نخيط حواجب الشمس
ونحلم برخام الجسد والظل امرأة من صقيع ساخن
لأروي جثة البحر ، هاوية العصافير
والسنابل تملأ البحر الفضي ، مجامر للرمل
ولباب يصلي خلف غراب أحمر الخدين
يرسل طفولته مساقط زبد عذب !
ونمضي نعانق دمامل الندى ، العاصفة
ومتراس يشق حبيبتي ليمضي الجنون إلى حافة القحط الجميل
وعمامته سراويل سنبلة
أعصر البحر رائحة حديد ، مساء مقعرا
فأتشمم خوار الضحى
عشيقتي ترث مجامر القحط ، تلد السماء
والجسد كله بلون الصمت
" آتوا حرثكم " – ترتل
فألمح جثة الشوك الأخضر ، تباريح الصقيع
وأشكر الندى على سمسرته !
وعلى مضاجعة سماء الخرافة للأفعى ،
وهي تجرجر السحاب خلف البرق الكنعاني
والخيول تتناحر حول ذاكرة نقطة العسل الأحمر الفضي
فأنتمي للقلق يوحد بين السماء والأرض بين الملاءات
كزهرتين تسكنان هلال الحصاد
وترتقيان غموض مطر يطلق آهات النرجس الثوري
فيتبعني الجسد على هيئة شمس فاضلة
ومقهى يهيئ للعاشقين أحلامهم
يهذب نشوة التصعلك في غابة نهديك
سأغني لفحولة الدم النرجسي
وتنوره الطيف وهي تقرأ وجه الثريا
والغيوم تهرول خلفها كضوء مصاب بالصلع !
ضفيرتها شامخة
كحلها حناء
رمشها نرد
جسدها أغنية
غبارها هيت لك
عشيقتي تخطف سنام اللغة ، رؤاي
وتنمو ذروة العاصفة
لتحلم الصلاة بالصلاة
أفتح الشمس بكل عبودية
وأنتمي للبياض الأحمر بكل غرور ، خشوع
( 4 )
هكذا ، أغوص في لهيب العسل
جحيم العاصفة
وأصعد أعالي الجسد
أرتقي أبراج نهديك ، حمام زاجل يطاوعني
فتمتلئ شفتيك بالخمر الصوفي
أنادي الشموس أن تسابقني
أنادي القمر
أنادي المطر
أنادي ...
شاغلي خصر امرأة بطعم الفلك
عشيقتي ، أيتها الملاءات
كيف هيأت هذا الحبر الثوري
وغلقت الأبواب
وعلى الجدار هديل
وفوق الوسائد يمام
............
^^^^^^^^^^^^
ألهذا فتحت الشمس شعرا ؟!
لا صلاة غير الجسد ! ...
(( أفتحك بكل خشوع ،
وعذوبة صوفي محترف
أنامله ، أناملك ، نار
شفتيه ، شفتيك ، غيوم لهب عنيف
عفيف كطعم المزاج ))
19 / 8 / 2009م