Thursday, February 18, 2010

واستجوبت الشمس

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
قليلا ، قليلا
يموت المطر وهو يتعارك مع المساء
حين يكون جرحك ممتلئا بالابتسامات
والشجر يستعرض عضلات ملابسه الداخلية الساخنة
يجئ الاستشهاد بسحر الفستق الطازج
ورائحة الوجد البهي
ويعطي للجرح طعم الأمل
وأنوثة الموت العذري
هكذا ، أعصر الزمن ليهرب من اللازمن ... من غدي
أمسي استعارة
حاضري أجنحة حصان أبيض
يوما ما ،
دعوت ظلي للهروب مني !
وبعد فترة نقبت بأنياب الينابيع عن الصمت النبي
فأراه متسلقا كقطرات البرق
وخيوط الندى سلم انتظاري الخبيث
ومعجزتي اللاوقت !!
فأدير جرحي كالصحو لأرى زنابق الصلاة حديقة للموت العسل المنسدل حتى أردافك
عبثا ،
أصادق الصلاة
أهجي هلالك المطاطي
ربما أذهب ما بعد بعد البراءة
أقرب إلى الابتسامة الغادرة الحنون !
أمضي كريشة نورس ، لون أفعى قزحي
وأستجوب الشمس في مقاهي لغتي العرجاء
عفوي /
كما صلاة العشاء
محترف /
كما الاستشهاد قبل الفجر الكاذب
ذكي /
كما الموت المنسدل على كتفيك
وعلى بكارة البلبل الشهي
فأخطف البرق من بين رئتيك ، من خواتم الشموع العشرة
ومن أدغال سرتك الوردة
وغابات كحلك الأرجواني
وأنادي الليل
أن يبتعد قليلا عن طريقي العالي المجعد في سريالية حبر المرايا
( 2 )
قليلا ، قليلا
أخادع رؤوس الغيوم السوداء
عشيقتي تطير بين حروف شفتي
وتهوى معاني رجولة الرعد
فأمضي
كما المسافة العشوائية باتجاه استشهادي الماكر
فأكتب رائحتي على سطور نهدك الأيمن
وأتعامد مع قصاصات الخيال
على جسدك الكنعاني
أتقاطع
أتعثر
أتجمع
أتبخر
وأستوي على عرش المحراث – اللغة / القصيدة
خطواتي حلم
ودموعي طيش آله
فأتجسس على البحر الأحمر بعد العشاء
وأرتدي ظلم الآلهة
بودي لو أرتدي قمح رموشك الزعفران
فأخترع عفويتي
والبحر الأخضر ينظر في عيني
ويهرب باتجاه عيني – عينيك
قليلا ،
كانت تمطر بدهاء
وتجرف مأساتي نحو المصب
الثلج كئيب
الماء سريع الاشتعال
والجدار يلتقطني سرب غنج تفاحة خضراء

أغرد كالخوف الجميل
أتكئ على ضوء مخاضك الليلي
وأتذكر سقوطي الحر البطئ بين أناملك
ونحن نصعد باتجاه الحلم والشمس الغبية
نحمل بأسنا المتشقق زهرة برية
في عينيك يمامتان
وظلك صابون معطر
أستعرض تراتيل فصولك
والطريق إلى رؤيتك عذراء على السرير
دفؤك سائل كالملح الأحمر
دفؤك يرمي بشرر كالقصر
فاستهوي وهمي الحاضر الغائب
وأدلك على نيران ذاكرتي
فأدعوك للتنزه بين روائح المطر العتيق
المعتق
وباتين نصفي السفلي
كغيمتين ترقصان البالية
ونقفز على خدي دموعك وردتان طاعنتان في الحب
لنشعر بسريالية فن القبل
والسرير يتعقب بركة النعاس
ليرانا الضوء عاريين في حضرة الابتسامة
فأمشط شعرك الأيائل
والخوف البهي يملأ شفتي
ابتسامتك تملأ المطر !
أغسل جروحي بحليبك ! ونخلو مع كحل الفراشات
ضحكتك مغطاة بزرقة السماء أو السماء تغطي ضحكتك الفراء
نتجول كحلمين عفوا كحلم أحمر ويمامة تملأ ثلج الخريف
ورياح الصيف بالانتظار
وأنا مستلق بين ألبومات نهديك
ذكريات في رموشك تتنهد
فأغري الصمت بالموت !
بين نهديك أتعود على الاستشهاد اليومي
وأعود من شاطئ الحب إلى بئر الحب إلى رائحة يوسف الصديق
هناك بكارة الاستشهاد
هناك دموع العطر الطازج
فأتأمل صنارة رموشك البرية لأبدو عاريا كما الطوفان
وكما أنفلونزا الطيور !
تغفو
عارية كالبرق
بضحكتها المسترسلة على صدري
والدموع تملأ الغدير
عيناك كانتا كجمرتين
أشطرك إلى تفاحتين
وكأنني قوس قزح وقطرة لهب
فألملم نوى روحك
وأتناثر في الثرى ابتسامة مرة !
( 3 )
... وحين يستشهد غروري أتحول إلى فطائر تفاح
ولون السرير بزرقة السماء
ابتسامتك تغدو ألوان قزح
نحلق ...
ننهمر كالمطر
وأتدفق في فرج الأرض كالقمر الحار
7 / 12 / 2009م





Saturday, February 06, 2010

ناسكا بين الحانات

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
وأمضغ الشعر امرأة عارية متوهجة
شهدا يوشوش للماء ،
لليمام الرضيع
للبراعم اللوز
فنغدو سوسنا ، جنيات للبحر
للحزن اللازوردي
نوزع الشيكو على الأزهار ، أبناء المطر
أحفاد الجبال
فأشرب الثمالة إلى ما بعد بعد الثمالة
وأصطفي عريي الناسك
لحمامة تقد الخمر من دبري شهدا للازورد
أسرف على نفسي حتى الحلم لأطل على الهذيان الصافي
فأشرب شهد الكريستال الصافي بلون الريح
أعض هذا الليل المرتزق ، العاهر
أتكئ على الريح
فأنتظر مغفرة الشمس للقمر
وقصائدي المشردة تحت المطر
فيحج النحل إلى أزاهير عانتك ...
( 2 )
الريح ظنوني
فأرجم حبي بالماء المصفى ، بالشهد
ها أنا عاشق قناديل الغواية
يتعرى البجع في سريري ، بين ملاءاتي
فأكتب قصائدي النرجس وأنا عار
العهر يغرد في أحضاني ، بين شفتي – شفتيك
وفي تضاريس عانتك الرحيق
فأبلك بالصمت ، بالأرجوان
وعذابات النار
وأحزان اليمام الأندلسي
ألمع كالشعر
أترقرق كالماء
أتدفق عطش الحلم ، الندى
بين أغصان صدري دموعك معطرة ، عطرة
الأزهار تتلاشى فيك
أسكن ربيع وجنتيك
أتشمم ربيع عانتك
وأرتوي من مئذنة الغربة
فأبقى ناسكا بين الحانات
الضوء يصقل جنوني ، فأرهقه صعودا
عائدا إلى ذكرى الصمت
أحدق حاملا الظل مسبحة
نافورة الحزن تلمع
تشتهي جسد الضوء ، وهج القصيدة
فأرصف الجروح إلى معجزتي / الجسد / الحانة / اليمام الشمالي – الجنوبي
وأشكل صوتي على هيئة حورية
آه ،
أيها الحب المشتهى ، الشهي
أخزن سمواتي في حزنك الوردي
دمعك الشقي بذور ألق
ومن ينبوعك أرضع أسرار اليمام تغريده عهر متفاضل
( 3 )
سأدفع الضوء إلى الهذيان ، والقمح إلى سلة الغيوم
لأشدو شوقا للماء
وقرابين للزيتون
فأرى الشمس تتكاثر في أحشاءك البنفسج
وفي رائحة جلنارك
فأفترس ملكوت فستانك ..
كالأفق مخمورا ، عاشقا ـ أجئ
أنتظرك سنابل للوسادة
الزيتون يدمن عانتك
ويحترق في نمو المنافي ، المسافات اللاهبة
لاحتسي جمرك العسل
ماؤك يحترق شظايا
فأوزع تربتي على تضاريسك
كوكب دري يراود سديم الغيب ، حضنك
أشجارك أثقلتها العصافير ، والعطر المحنى
وأنا في ظل ضفائرك مجوسي البحر والندى
فأسبق خلودي ، الحناء
وأغصان عانتك مثقلة بالضوء ،
بالرحيق المعتق
بثمار العقيق
بواحة الخلد
وفي سهول عانتك السمراء أو الشقراء أو الحناء
أغني كناسك للألم
للرحيق المغناطيسي
لصلاة تشرب نخب الحب ، الانصهار ألحوري
فتلتقي النار النار
فأنسج خيوط السحر ترانيم ملائكية
فأضلل عطش عانتك للسراب الفضي
والشمس تركض خلفي طفلا يعزف قيثارة الحب ، الشتاء
نتمدد على سرير عانتك مرايا ، رغبات مقمرة
وجوع بعمق " الوسيلة " ، فردوس النانو
ونتهيأ للمعراج الغويط
( 4 )
أطلق زعانفي للخرافة
شعر عانتك حصان جامح
فأرتل هذه الفوضى السحرية
وأشرق كصوفي
أداعب حروب الفراشات ، ورعشة عانتك مجاعة
أتودد للاستشهاد البطئ
نرتعش
نتوحد
نصلي للحن المطر
نستحم في زرقة التأمل
أفر إلى نشوة النار المعطرة ، والسماء متورمة
أرفع الحجاب عن فاكهة عانتك
وأشرب قمر القلب ، الروح
ينبوعك يصعد منتشيا
وشعر عانتك ينمو متألقا ، يطاول القمر
ودفئ عطشك ألمنجلي ! ...
خذيني إلى حناء تربتك
عانتك رحيق الخلود ! لألون شفتي بالخمر السماوي
وأرقى نبيذ الحب
ما بيني وبينك آيات وسموات
مطر مجنون
عطش الخلود
جنون الأحلام
زقزقة النار
وتخوم مروجك
فأعض كرز عانتك العقيق
ألحس ندى هذا العشب المعطر بأزاهير الأقحوان
والسماء ملبدة بالعشب القمراني
لعلي أرسم أساطير كنعان بين أعشاب عانتك
شهية كما الكرز
ناسكة كما اللهفة
بشفاهي ،
أجمع حريق – أعشاب عانتك
وأخطو نحو ظلي المتمرد
بجنون ،
أقذف العطر الشهي
أشعل المستحيل الصادق
بطعم الكرز ، أبرق
لأقطف جمرات جنون الجنون
وأشوي عصافير عانتك الخرافية
رويدا ... رويدا
اقترب من طعم ولون الحانة
لأراك بكامل طيفك البهلول ، وعانتك الماسة
غارقا ،
في أمطارك الاستوائية
وينبوعك الحنون
فأتفيأ عشبك الأسود ، أزاهير ينبوعك الخرافية
وأذعن لمشيئة الجسد – النار المقدسة
فأسجد في حضرة عانتك القمرانية
أتأمل شبقي
أتأمل عذاباتي
على سواحل ينبوعك تزغرد صلواتي
منفاي يغدو رمادا
أتهجى اللاوقت
الليل راكضا نحوي ، الخلود
تطاردني شمسك
فأرسو قلقا جديدا
وقبلة لا تعرف العقم أو جفاف ضروع القمر كلما هب الجوع المقدس
واطمأنت الغيوم للمعراج
أغنياتنا جائعة
هكذا ،
يغدو الرماد مطرا فينيقيا
^^^^^^^^^^^^^
و ينهض القمر من قلبي ويغدو شمسا ! ...
وننجو من ثياب الصقيع !! ...
على بعد حبل الوريد نتبادل رسائل SMS !؟
أقرب ،
نغدو أزهارا في شرفات العانة ! ...
فتستسلم الشمس إلى دفء أحضان القمر
ونتسابق المعراج ! ...
أعاصير ...
أعاصير ...
29 / 9 / 2009م