Sunday, December 28, 2008

يوميات رصاصة

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
غيمة تختبئ خلفي ، وتختلس النظر إلي ...
تفتح دمي همسة ،
وتتجمل أجمل كذبة عشق ، وجنون
وتمحو الضباب من فوق رأسي ، وتحت قدمي الحريريتين
تلبس قناع الشمس خيوط غسق
وتحجب القمر بحبر القلب مثل فراشة تشاكس الصمت
وتنتمي إلى حقيبتي الحمراء ...
ما يشبه الومضة تندلق الخاصرة ،
والفراغ تعويذة سريالية
فأصرخ مثل موسيقى لا مرئية
وأنتظر كشجرة زيتون صافية ...
أفعى يقلب قهقهة الصمت ،
ويلبس أجنحة المخاض جغرافيا زمن
فأنطفئ مثل لغة تساكن " لسان العرب "
ورصاصة تثقب درع القصيدة
وتحتفل بميلادي الشمسي ! ...
( 2 )
جسدي يمتد بين الرصاصة والصمت – الرصاصة
فأركض كنسر أعرج نحو الجنوب
ودمي يثقب الباب مثل سهم وردي منتصب
أزحف نحو الفجر ، والفجر جسد تفاحة
وصلاة الصبح على بعد قبلة ...
نصفي العلوي ربع بحر
ونصفي السفلي شجرة بلوط بحجم يدي اليسرى
وتزورني عند صلاة العصر دمعة
وأنا أساكن موجة في القلب !!! ...
( 3 )
أموت ...
يعرفني الصمت
في زحمة الورد ، والقمر
والشجر ينهمر في عروقي
والرماد هدير ...
( 4 )
بلون أحلامي أبتسم للمساء
فيتدلى مثل عنقود إيقاع
أحلم برصاصة تفك لغز الغرقد
والأرض ذبابة رخوة / أنيقة تعلق ظلي مثل رصاصة بيضاء في سقف المعنى
مسدس يطل من آخر الرصيف المائي ،
والعطش أحشاء بومة
وربما جفن هيولي ممزق مثل غصن أخضر
وليلة تسيل من دخان سيجارتي كأنها مومياء ! ...
( 5 )
والصمت مزعج يتماوج زرقة بحر
مثل جرح نحيل
وسافانا ...
أمس ، رأيت نعيق الصمت
أتخير كتابا مفتوحا
أرقد منطفئ التسامح
آكل الذباب
أستجدي ظلي النخيل
وعصفور بلا عش على الشجر
فأتعرى من نشوة الخمر / الرصاص
وأرهق البكاء بأحشاء غراب ظمآن للشمس
يولد من كفي ضباب حين ألمس السماء
والسراب جبين فضي يتدلى غزلان ليل
ويتربع في ركن القصيدة الأيمن
ويولد لحظة حزن نخلة عمياء تستجدي سنبلات القمح
والقمح عريان من زيت الكلام لأن الليل درويش
والقمر مريض !!!
أظافري تتماوج طلقا ناريا
فأسمع عواء الضوء !!! ...
( 6 )
الضوء مغامرة غيمة
والشجر ينتصب في آخر الطريق
والصمت صراخ
فأعلم أنني بحر يختبئ خلف السحاب
ويتقهقر أمام شجر أصلع
يذكرني بهمسي الأخضر ...
( 7 )
صرت على شكل رغيف دائري
وأمي ملعقة من نرجس
فأحتال على الليل
والسماء تعيش في حروفي خيولا
ومئذنة تعذب نصي المفتوح
مثل جرح يدفعني لخارطة الفرح ! ...
والفرح أشواك حداثة قصيدة
وملعقة من ذهب !!! ...
( 8 )
أحتال زنزانة ،
وقبضة من طحين معجون بأشعة القمر
فأصير دمعة ، وبسمة مسدس كاتم للصوت
فافتل جروحي مسبحة ووردة
فيذوب في عروقي المطر
والبحر ضجيج ذبابة زرقاء ...
أتماوج أقدام ذئب يوسف
أخلع ظلي مثل خط الاستواء
أعجن وجهي فراشة
ودمي مرايا مفتوحة
وأنا أتسكع في أبعادي مكر نص
وأبتسم ...
( 9 )
أساكن قهقهة حزني
وذاكرتي هي الفهد بعينه !!!
بأي رصاصة أصيب الأوكسجين ؟
رأتني مرة أعبر الليل ، والزيت حجر
عشب أول السراب
زيتون آخر الليل
في الفجر أسمع وشوشة شهوة العشب
والريح تحفر كتابها بمزمار الشمس ! ...
( 10 )
محرابي لهيب ...
أتسور كأس حليب
ودخان يتلوى نسيبا
وا أسفاه ..
وا أسفاه ...
أقف على حافة القصيدة
وشجر حنظله يزاملني
ذات خريف ، يلفظني ...
رصاصة ...
رصاصة ...
والدرويش يدير كأس الخمر
وحور العين
والليل أخضر كالهديل ...
8 / 2 / 2008م









Thursday, December 25, 2008

وأنام في المرايا

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
الوضوء يهاجم المدينة كالبحر
ويرتفع في قامتي كتسانومي ...
هي جثتي حلم فراشة بيضاء
فأعتقل رذاذ الوضوء
وما في أنف السيف من مزاريب تجتاح تجاعيد القرنفل
( 2 )
في البدء كان الحجر نورس
في البدء كان النورس حجر
هكذا ،
أتقدم باتجاه الغرق في حجر
والحجر أنامل رمح ...
( 3 )
هو أبجدية القمر
والليل ينحني باتجاه الشمس
ويتزوج رمحا بابليا قديما
( 4 )
أعتقد أنني صوفي ما زال في ريعان المطر
وأنا سيف في كف علي
والدمع يسبقني مزركشا بالضوء
فأقابل الحسين عند منعطف الطريق
ألمس عباءته القطيف
وانهمر مطرا على حجر
على حجر
على ...
( 5 )
فيخرج القرنفل من خاصرتي
ويعطيني قبلة بيضاء
ويهديني إلى شعاع عصا موسى
و" الخضر " أمامي يسكب الجرح شوال قمح
وسلة عنب
يثقب القمر ليميز الليل من النهار
والنهار من الليل
نهار يركب حصانا أعرجا
ويحاول أن يخرج من وبر القصيدة
هكذا ،
أحاول للمرة الأولى
فتنجح نافذتي في عبور بحور الكلمات
وتزويج الشجر للخيول الصغيرة
هرم يجتاح الخيول الكبيرة والمهر
وما زالت في فوهة السراب خط مسدس
ودمعة تميل إلى العنوسة
والبحر قيد أناملي
( 6 )
لا أعرف كيف أتحرر من همس القرنفل
والقرنفل عامود كهرباء ! ...
وفي جدار بيتي يبدو كالمرايا ...
يمشي منحني الظهر
والخبز ربيع الأمس
أجدل ذاكرتي بسلسلة من الأفاعي الهرمة
وما يزال النهر يجري قيد أنملة ! ...
( 7 )
أواجه السحاب بطول ذراعي
وركبتي من صوان ملفوفة بورق القرآن
هذه هي طبيعة الوضوء
وما في النهر المجاور من أحراش
وبنادق صيد
ورماح
( 8 )
النهر يشق طريقه إلى الشمس
ويمضغ الحصا مثل زرافة !
ويضع رأسه في الرمال
ويتقدم باتجاه المطر
كفي على هيئة وضوء
أجيب الشجر من مسافة كذا وكذا
وجهنم محفوفة بسيفي الزيتوني
أفتح الطريق قبل أن تضيع مني نحو الريح
والشجر يبدأ في ، ويسبقني باتجاه القمر الكفيف
تحاول أفعى مبصرة أن تتزوجه بعد طلاقه مني
وأنا أدعو الريح للهروب من القمقم
سليمان يتقدم بقدمه الناعمة
ويدعو النمل للاختباء في صدري حتى يمر إلى الشمس
ويخطب إحدى حوريات البحر ! ...
فأتذكر غيمة تزوجت الرسول وهو في الطريق
المطر يضلل الطريق إلى فمي
هكذا ،
أجد جسدي نوتة موسيقية
وألحان ضباب مبصر ! ...
شمس عمياء تقود الطريق إلى الطريق
والبطريق ما زال يحبو
وينشد الصعود إلى نافذة النبي
والفراغ يصلي باتجاه القرنفل ! ...
( 9 )
أعدو مثل رحيق القمر
والقمر يعاني من العرج الشديد
وما زال أمامي فسحة من الابتسامة
أضرب كفا بكف
وبين يدي مسدس عتيق
يهاجمني الماء فألتجئ إلى شجرة الزيتون
وهدهد يدلني على هامش الصمت
وما في الكلام من زبد
فأسرع الخطى نحو البحر قبل أن تشرق الشمس
والنسيم يهب مثل تسانومي ! ...
فآكل قطعة لحم مقدد
وأمضي
يمضي النور خلفي
ويتبعني الهدهد أمامي
على خد المسدس نفترق
أنا شجرة
وظلي سلطعون
وقدمي نافذة معبأة بالضباب
وزيت البنفسج ! ...
( 10 )
أمضي إلى ظل شجرة كينيا
وأستلقي بين الهواء كالخضر يشمر لهدم الجدار
وضوء
وضوء
( 11 )
خلف الغابة مرآة
وخلف المرآة نوارس
فشكرا للمسدس
ولشمس تبتكر الوضوء
وأنا أمشي بحذاء النبي
والماء إلى نصف المرآة
فأغرق في جسد الطريق بريشة فينيق
فأسكن رماد قرنفلة
أقذف البحر بالرماد
فينصرف الموج
أبتكر مسدسي ...
أبتكر موعدي مع الله ...
وأبتكر ...
ولغتي ساحرة كإله نصفه امرأة
( 12 )
الكمنجة فرح جميزة
وسرير يركض في عيني النهر ضفاف
يكبو مثل ظل الشمس
ألمح – الآن – الضوء يفر ناي
ويضع أأصبعه في أذنيه
ويبدأ الطواف حول دمي الفينيق
وحينما يستقر دمي كالمسدس في ورق القرآن
دست فوق خد الحجر
والشجر يصحو نوارس
ونهرا يسير بجانبي تابوتا
وكتابا مفتوحا
فأوزع جسدي على الشجر
وأخص قميصي لناقة الرسول
فرأيت كل حجر موجة
وكل موجة قطف بلح
أقرأ ماء الخيول
وكتابا لا تقرؤه إلا الضفادع
( 13 )
أفعى يتقدم ، يحمل نوارس نصف ميتة
ويتنفس زهرة عمياء
هو ذا
هو ذا الغرقد
فينفتح المكان على هيئة تنين
وباض في خلوتي نعامة صفراء
نسيت أناقتي ...
نسيت لغتي ...
نسيت غباري ...
ونسيت ...
وسيجارتي وسادة من رماد
طاردني من شجرة إلى شجرة ...
طاردني من بيت لبيت ...
وفي السقف دخان مسبحة
هو ذا
هو ذا الغرقد ...
( 14 )
وأدخل المرآة
وأغلق النوافذ خلفي
ومزاريب الماء سموات
وأستريح على عرش الشهادة !
وما في جيب سروالي المثقوب من قرنفل
وماء مزن
وشظايا جنون
( 15 )
أعدو سبعين ربيعا
وما أزال أراهن على الشتاء
والخريف حبات مسبحة
ورمش حورية عذراء ...
( 16 )
أودع الشجر
وآوي إلى المرايا
وأنام ...
أنام ..
أنام .
20 / 1 / 2008م










Tuesday, December 16, 2008

شتاء واحد

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
أحبك بطعم النسيم
أحبك كرائحة القرنفل
وأشتهي هذا المطر الذي ينبع من سرتك المرجان
( 2 )
انتظري هنا
سأصطاد غيمة
أمر كالزنبق إلى جراحاتك
تنورتك قصيرة حمراء
كلماتي حبق معطر
وقميص نومك بلون شفتي
( 3 )
أغني على أبواب جسدك العاري
أتقن إغواء تفاحك
أنا العاشق الوحيد
أنا الدلع
واللئيم
من حسناتي سبحك من نهديك
فأراك تضاحكيني
وتقولين ما لست أدرك
( 4 )
أحببتك بتطرف
أردافك تشاكس ابتسامتي
هل آلمتك الشمس ؟!
أتعلم : حاء .. باء
أعدو أشم نهديك
أمشي على روائح البنفسج
وأضحك كغجري صوفي
( 5 )
لأردافك
رائحة الدهشة
لنهديك
رائحة الحلم
لشفتيك
بوح الماء
سألهث خلف عينيك
وأبصر بمسامات الخمر /
الجمر
لعلي أرى بسمتك الصباح
وحين أقبلك
أجدني مرآة للشمس
ولتفاحة
تلعن الاحتمالات
( 6 )
قبلة واحدة
تكفي
كي أزهر
( 7 )
أقول :
شتاء واحدا
يكفي
كي أكون حصانا أبيض ( ! )
17 / 12 / 2008م



Friday, December 12, 2008

هايكو فلسطيني8

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
هل أتنفس كالزنبق البري ؟! ..
لحمي فتات الشارع
كأن زعانفي قذى
( 2 )
اليوم
يهرب المكان في
فأرى معدتي أرائج عشب
( 3 )
الصدى
مسقط رأسي
وعمود خيمة الجسد
( 4 )
أتكهرب
لي أجنحة من الكهرمان
بعوضة تزين وجهي
( 5 )
بين موجتين
أنتهز انتفاضة الشمس
واستدارة رائحة المساء
( 6 )
أستعير بيتي في الريح
لي ركبة ماراثون
لي جمجمة من تابو فاخر
( 7 )
يرى غيوم القصيد / التي تحجب رائحة الطحالب
تستضيف الشمس كهم يومي
لأرى قلبي أعلى من الخبز
( 8 )
مبحر في شرفات الكلام
أسمع استغاثة العصافير
فأنوح هزيع فاتحة
( 9 )
يمتطي الريح ليلاقي نفسه على حبل الورد
أمي مازالت جنينا في ظهري
وأولادي أشجار تتمرن على الحياة
( 10 )
كل ما حولي ذباب مرتد
الضفدعة تسأل وتجيب
بغباء أحمل روث السؤال
( 11 )
يتذكر موت الزبد
يرى صوت العصفور
أمي تشرح لي أصيص الورد
( 12 )
أواصل قراءة المياه
البعوض يقرأ شاطئ وجهي
هكذا أرتقي سلالم الزبد
( 13 )
يلوذ بأنوثة سلحفاة
الكتابة غيمة بيضاء
أصابعي موشح رمادي
( 14 )
هل أنقرض كصوفي ؟!
هل أصالح الهزيمة ؟!
شحاذ كبعوض أعمى
وجرذ يشتاق للحبار
( 15 )
ملء عين الذباب حبق
أسئلتي شرفات القلق
فأرى العطش ذاكرة تنور القصيدة
( 16 )
مرة
رأيت دوري يناطح الورق الأبيض
فأدوزن تفعيلتي قافية للقصابين
13 / 12 / 2008م


Tuesday, December 02, 2008

هايكو فلسطيني

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
في بيتي المجاور
كانت رائحة أبي تقلم صوت الأفعى
وتنقي ظل الأرض من غطرسة البحر الأبيض ! ...
( 2 )
في مواسم الغيوم
أمي تراقص أغصان الزيتون
وتحفر ظلي
بوتر موال تتذكره الأندلس ! ...
( 3 )
برائحة الورد
كان يعشب صوتي شلالات نار
كصلع يتأمل زرقة البحر الأحمر
وربما عيوني البنية التي تستحلب حمرة الشفق ! ...
( 4 )
أفتش
أحشاء البندقية أم 16 عن صدى ابنتي التي تاهت مع القمر
لأبصر البستان في عيون زوجتي
فأملأ قاع الزغاريد
بحناء نهد فضفاض كزوبعة في فنجان
بلا صدغ حنون كسيح ! ...
( 5 )
أملأ مسامات المساء بتضاريس المطر
فتصادقني سحابة عمياء مرت تحت أظافري
وغدت تضاحك رموش ابنتي سجود ! ...
كقطار يهم بمضاجعة شجرة الزيتون بالقرب من جدار
بيتي الذي يتشكل سلطعون بأحمر الشفاه ! ...
( 6 )
أقطع رجل البحر من جيبي ،
ومن شرايين ورقتي البيضاء التي تحن إلى المذاكرة مع شجرة السرو
التي تنمو كذاكرة مغناطيس ! ...