Thursday, December 24, 2009

عطر الخطيئة

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
























... والشمس تتمرغ بين أنامل النرجس
..
تتعرى من الوحل اللذيذ
وبراكين الدهشة
مثل عنقود دالية أعصرها صلاة
وابتسامة ماسة خبيثة

Tuesday, December 22, 2009

?

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com


























... وانصهري في دمي ، أخرجي

الغيوم ما زالت حارة
والعسل صليب سداسي !




Monday, December 21, 2009

سورة

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com





























... وصابئ هذا الجسد بصوفي مثلي

Monday, December 14, 2009

سطور الريح

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
المطر التزم الصمت ! ، الفوضى الخلاقة !
&&&&&&&&&&&&&
فاكهة تتناولني ...
سرير ضيق
خلوة ! ..
أنام في طفولتي
قطرة بعد قطرة
أرى ابتسامة الشمس
براعم الحليب
قبلة أولى
شفاه تركض باتجاه الدموع
صعد المطر على كتفي ومعه أنوثتي
الذكريات صليب ناعم
فأقضم الوهم العبقري
هذا الزنبق متعب جدا
حبيبتي تتلاشى في مخدع المطر
يتصدع الضحك غزلان
تستيقظ النار في داخلي
لأجلي
أبقى
عاشق الندى ، وعباد الشمس
( 2 )
تعالي معي ..
" اخرجي من جحافل الوهم " يقول لي ويقفز إلى رحم الرغبة المجنونة
لكي نحيا
كـ الفرح العميق
المعتق
فألمح رائحة العطش
تعالي معي
نشرب من ماء الحنين لنجئ من عيون الأرز
ومناظر جسدك الطبيعية الفاخرة
نفرز مكحلة الانتظار – الحضور النرجسي
ونضعف كالماء الطري المحترق
نروض السماء
المساء
وهذه الريح قمر ليلى
أخمن
أعترف
حبيبتي التي بين ذراعي من مملكة السراب !
من أنا
لأرى مملكة التفاح الأخضر ؟
من أنا
لأهز مغفرة الأرض للمطر ؟
من أنا
لأرى عيني الثالثة ؟
من أنا
لأسهر مع الموت الفذ ؟
ابتسامة تلو ابتسامة
دمعة تلو
دمعة
أزهو باعوجاج الشمس
كان أول الاستشهاديين وآخر من يموت
يزهر دون انقطاع
يقترب أكثر من أرض الأحلام
يصادق اليمام
أنا لا ارى وجهي
حار هذا المطر كان يترنم
خفيف كتموج الكلمات
يمكنني أن أبقى وحدي مع جسدي في مضجع القلق
وبين سطور الريح
لأرى شظايا اسمك الجارديني
بين أناملي
دموعك معبد
جرحك مسجد
فأولد من إيقاع اسمك الجنوني
وأمارس الحلم
وأصحو مبكرا جدا بعد العصر !
أخفيت دموعي في دموعك
ورائحة أنوثتك الفلفل
وطفقت أتعلم الموت السريع كموسيقى الليل
ألجأ إلى أشعة القمر لألمح سيقانك
وغبار الذكريات
رموشك حارة
أردافك حارة
بطهارة
الصمت يتحدث إلي
الريح مسافة المكحلة فيتسكع الندى على شفتي
ورموشي المجنونة
فأتقاسم نهدك مع الصمت الجميل
وحساء خمري الصوفي
بلعابي
أرسمك كلمة .. كلمة
هباءة .. هباءة
أبحث عن جسدك لأزرع .. أصلب الضوء !
بين الكلمات نعوي
نتعلم لغة الرعد ، اليمام
بفصاحة ظلي نتكلم
فأطير خلفك ، أغطس
ولساني يؤدي
الصلاة في محراب ينبوعك المسك
12 / 12 / 2009م


Saturday, December 05, 2009

لهيب العطر

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleam2@hotmail.com
( 1 )
عاريان في حضرة الصلاة ،
وهذا الملح جائع .. ناضج للصيام
لألمس ابتسامة نهدك العطر
بنطالك فوق الوسائد جارح كاليمام
فأمص عصير لسانك عطرا ناضجا
والظمأ يتهادى في السرير كزورق مخملي
على جسدي روائح العاصفة
وامرأة كشلال واقعي جدا
فأحملك كالليل الذكي بين يدي
وأمازح خواطر الفينيق
( 2 )
نهدان يتأتئان بالاستشهاد
ولغة جائعة لممارسة فتنة الكوثر
فأربي حلمتيك على جرح العتمة ونبذ الضوء
وشرب حرير نبيذك المقدس
لعلي أحبل بالعطر الوثني
ولهيب الجنون الذي يبلل النهر لصلاة ترتعش من طفولة الماء !
وتصحو في حالة جنون كشلال فينيقي النزعة !
25 / 11 / 2009م



Saturday, November 14, 2009

قصائد نانو فلسطينية / الجزء الأول

Nano Poems Ps
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
كمطر يقشر المداد
فكان البياض عنوان الصهيل
( 2 )
بارز برتقالة
فكانت الريح خلف الباب حليبا أزرق
( 3 )
المطر مورفين الغمام
فجفف حلمه المؤجل ، ومضى يعرج كطريق أعمى
( 4 )
الحب رائحة الجاردينيا
زبيب يتسلق عين الشمس
( 5 )
جسده قصره ..
ملئ بالمطر
( 6 )
جسده حنطة ..
ملئ بمغامراته
( 7 )
والمطر بدا أفقيا
كصهيل شعرك المنسدل على ثغر الليل
( 8 )
البرق الفارغ من الصهيل
انسدل على صوتك الأفق !
( 9 )
" أسبرين " صوتك
يملأ عين المطر العذري
( 10 )
جذعك خطوطا طولية
كشعاع يخترق فاكهة الحب
( 11 )
المطر يستوطن ملامحي
فأغزو سواحل المن والسلوى
( 12 )
الخرائط ينابيع الغضب
فينتصب العشب
( 13 )
أحدث الغمام بنميمة الصحراء
الصهيل وسادتي الخاصة
( 14 )
أخصي السحاب
فينمو المطر والدفء
( 15 )
أتواطأ مع جثتي
فأضئ رائحة الأقحوان
( 16 )
رؤيتي لا رئة يسرى
فأفتح نافذة الجنون الغربي
( 17 )
يضيئني خجلك
عندما أسجن الشمس في عينيك
( 18 )
تذكرني ببقايا البحر
وأنا أمر عبر الدلتا
( 19 )
غمرت العاصفة
فغزلت خيوط الذاكرة
( 20 )
أرتب صقيعي تحت اللحاف
فأبيع زهر الدمع
( 21 )
كيف أقابل زهر الليمون
وأنا في سرير الزيتون
( 22 )
عارية شفتي
وزهر الجنون في ريعان الذبول
( 23 )
تنتظرني الشمس
فأجن إلى السعال النرجسي
( 24 )
الصيف يحبل بغيمة
فأستجدي لعابك الوثني
( 25 )
بين غيمتين
أسقط دمعة عطرة
( 26 )
بين عطشين
يتكامل عطري الأنثوي
( 27 )
محطتي القادمة
وسادة محشوة بالتردد
( 28 )
مينائي القادم
سمكة عمياء
( 29 )
صمتي بوح
وبوحي صمت
( 30 )
المطر والشمس توأمان
دهشتي وردة
( 31 )
أعاند الفرح
فأغمر الوهم
( 32 )
Click
ينمو الشتات
( 33 )
Enter
أعبر ممرات العشق
( 34 )
Delete
أنطق
( 35 )
Pg Dn
يصدأ زئيري
( 36 )
Pg Up
يتكامل الصهيل والهديل
( 37 )
Home
لون محايد
( 38 )
Del
قلم مهجور
( 39 )
End
شروق العاصفة
( 40 )
Back Space
غروب الشمس
( 41 )
Tab
هبوب المطر
( 42 )
+
ريح صلعاء
( 43 )
Esc
يتوه الصدق
( 44 )
*
الضوء احتمال الخطأ
( 45 )
Caps Lock
في القاع أطحن الغربة
( 46 )
@
يتآخى البرق والمطر
( 47 )
Insert
أكتم أنفاس المطر
( 48 )
Scroll Lock
البحر دمية لذيذة
( 49 )
Print
الطمي ينمو على شعرك المنسدل
( 50 )
أطرق وهج الكلمات
تلتصق في شفتي
( 51 )
أعشق القهر
أتبخر حبر البحر
( 52 )
الطريق كسول
يتحالف مع الذاكرة
( 53 )
تغفر لي دموعك
يلاحقني الهروب
( 54 )
أهرب من السماء
تلاحقني
( 55 )
رهن الكتابة
أزاول موتي بالتقسيط المريح
( 56 )
غربة
تصر على الدفء
( 57 )
الفرح قادم
الحزن قادم
( 58 )
قلبي يتواطأ معك
يهرب البحر المالح
( 59 )
يهرب الوطن
يلاحقني !
( 60 )
الليل قاموس
النهار مضخة
( 61 )
الليل ريح
النهار في وضح القلق
( 62 )
الريح صديقتي الوحيدة
فأفقد إخلاص الشمس
( 63 )
خطوات جرئيه
تصحو رموشي النرد
( 64 )
البحر العذب قادم
الشمس هاربة
( 65 )
غيمة هاربة
الشمس قادمة
( 66 )
الحزن مبصر
الفرح ضرير
( 67 )
دموعها رصاصة
قلبه وسادة
( 68 )
الهديل سرير
يصادق اليمام البلدي
( 69 )
الماء ذكريات لا تحترق
يؤاخي الحمام البري
( 70 )
الطير الزاجل أنشودة
يحترف الانصهار
( 71 )
صغير حجم الظل
لا يتقوقع
( 72 )
العاشقة
والمطر قصيدة زرقاء
( 73 )
أما الفضاء وريد
والشريان كمبيوتر
( 74 )
وأما الغيوم
فصعدت من حنجرته
( 75 )
الثغر مضخة
والريح ذكريات تائه
( 76 )
ربما بقصيدة
نصيد يمامة
( 77 )
بذكاء
نصيد المطر البري
( 78 )
كل قبلة
بطاقة بريد
( 79 )
كل هدهد
مغناطيس
( 80 )
كل قافية
برواز من خشب
( 81 )
العشاء نهر إباحي
ساخن
( 82 )
دمعة
وحبر أحمر فضي
( 83 )
دموعي
كلمات شفوية
( 84 )
ذكرياتي
تتماثل للمرض
( 85 )
دموعي حروف
وجروحي كتابة
( 86 )
القمر قادم
الشمس هاربة
( 87 )
الريح تنقسم
رقم أولي صعب للكتابة
( 88 )
أما الجنون
فيملأ الشتات
( 89 )
أما الشات
فشفاه دافئة
( 90 )
يا له من حمام بري
يحاصر الحصان
( 91 )
لست شايا
أنا الكابتشينو
(92 )
في الصلاة
تسجد الشهوة
( 93 )
نصوص الحداثة
تكتب الحبر الأحمر
( 94 )
بالجنون
نصطاد الهديل
( 95 )
الغزال توأمي الأول
والصيف شتوي
( 96 )
يا له من مسك
يحاصر طاولة العشاء الباردة
( 97 )
في العشاء
صلى الورد إماما
( 98 )
في العصر
صلى المطر مؤتما
(99 )
الخيول تؤم السماء
والسماء خلفي شقراء
( 100 )
البرتقالة ليست كسرة موز
بيانو

Saturday, November 07, 2009

الظن اللذيذ

الظن اللذيذ
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com

الوقت يكاسل الموج العفيف ، يواصل الهتاف للمرايا ، ولجندي بسيط يحمل دموع الفضول في غصون لسان بليد مغطى برائحة الزنبق الأقحواني ، ورصاصة تغافل الجوع كلما ذاب الصدأ رحيقا لليمام ..
وسادة توغر صدر البحر لنبذ الخريف البهي ، لاستقبال القحط الناعس المعسل بين أنامل البرد اللذيذ والفستق الدمشقي لأشاغل الهدهد عن بطن المسافة لرمل يجوع لنرد يهوى الطريق بملابسه الداخلية الساخنة ، ونمل يقود خواطري نحو القيلولة أو الانتحار المفاجئ لظل يرفض الخنوع للغسق المطرز بحرير الجوع أو الشبع المخيف وأناشيد النوار لإبط جميزة تختتم الهتاف ، ولوردة تترك لمساتها الغجرية على جبين اللاوقت ليسيل الظن اللذيذ للعضو التناسلي لجندب يخبز وقع المطر على شغاف نهد ورقة بلاستيكية تتعلم عزف المحار على أبجدية حصان يتقن الخنوع للصلاة كلما داهمني نمش المطر لقافية تتعلق في وسامة هدهد إباحي يتعرى على نهد زنبقة برية تتدرب على البرق المضبب كبهلول يلعب في باحة التاريخ ويلبس المجداف صالونا من البلابل والحمام البلدي أو البري ، فيغدو الظل جبانا كلما باض الحمام في فمي ، واستشهدت على ضرس وتد يبيض على قارعة المخيم المغمس بالفستق الحلبي أو برائحة الكنافة النابلسية لتبدو خيولي بيضاء كلما جاع الصهيل لكسرة عسل مهشم على قارعة الهواء لوسادة مملوءة بالشفق النرجسي ! ...
هكذا يخطو الظن الجميل داخلي ، وتكتسحني براعم البرق كلما هززت جذوع المطر الفينيقي ، لسلطعون يحفر بيته الزجاجي في فمي المغناطيسي لتبلل نرجسيتي الوسائد كلما تشكلت حرفين من فضة أو ذهب مسال من ثغر هدهد عريق يلاعب الموج بين صرختين أو هديلين كلما جاوزت خط الجنون الأحمر ، وهذا الزبد ريعان ذكائي الخلفي للجسد المؤجر بالطباشير لقافية تحصي مؤخرة المطر أو نباح المعنى كلما تهاطل الليل على تضاريس الدلع وهم هديل ليلتقي عند محراث قافية حديدية أو مني قافية خشبية ساخنة ...
أتعرى كما الظل الشقي ، وكما البحر الغبي الذي يدرس لعبة الغميضة على سواحل الأفق العبيط ، فأهوي اكتشاف ينابيع فناجين الكابتشينو كلما تدحرجت الوسائد على الوسائد ، ودموعي قناطر خيرية لبوابة هذا اللقاء المعفر بالثلج ، المدجج بالهواء الساخن ، وأرتال النانو من الكربون المعسل بين أنامل عنكبوت بوهيمي لا يعرف حدودا للنصوص العبقرية ، ويفقد التوازن عند حلقات صوتي الغويط لشتاء ساخن يداعب برد الصيف ...
هكذا ، أنمو على جذع حبة تين بحري مغمسة بالابتسامات ، وصوت بلبل غجري معفر بالدلع العابر للنصوص أو بعهر المطر الفينيقي كلما عانس البحر أو حفنة من لون بلبل يشيخ نحو قيلولة في ظل أحمر الشفاه لوردة تتعلم الغزل النرجسي أو دلع مطلقة فاتنة تعبد خلود العانة أو جذوع القذى المعسل في جوف وردة مقعرة أو محدبة ، سيان ... .
3 / 11 / 2009م








Sunday, November 01, 2009

انطفاء الصمت

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة - فلسطين
Isleem61@hotmail.com

أعتصر البحر في جبينه ,
فخفق قلب الشجر ...
كان يجلس أمام وجهه هادئا كنجوم النهار ...
كان أنيقا كماء زمزم ...
رشته الزهور بحلم الشمس ....
فصحت النوارس بتلات ,
وأشياؤه الصغيرة بدأت تنزف كصخرة تمطر شجرا ,
وشهوة الورد ...
قال لي يوما :" العاصفة بقايا دمعة ,
وخوف البحر في جسدي ألحانا غامضة تثير المطر ,
والمدى رائحة ظنون ... " ...
أحبك كل القلب
ونصف المطر
وخربشات سجود !!!
حين يتسرب الفجر في زهو خمرة الشهادة ...
أظن أنك تقود البرق ,
والورد يستوحش من الياقوت ...
يغسل تنهدات الحمام قلق كاليبتوس ...
ينبت قصاصات العشق في وصايا الزهر ...
ورؤيا تطاوعني صهيلا ,
وحفنة ماء ذابلة في قميصي ...
دعه يغتسل بجمر الثلج ,
وظنوني الخضراء ....
يتيمم من وجهي كدالية تبللني قصائد ,
وحروفي بنجمات صاعدة في انتشاء الصبح
لجرحي شرفة ...
فرأيت وجهي ...
وأزهار عباد الشمس تبتهلني سؤالا
في مغامرات الخريف !!!! ...
طرحت البحر على وسائدي ,
ورسمت صوتي كرمح غيمة ,
لبست دمي شجرا ,
وغادرت النوارس ,
والشاطئ يركض في عطشي ...
تبعثر ما تبقى من القلب ,
والموج بوح محارة في لمعة الحزن , وصدأ الفرح !!!! ....
يوما تسلقت الظل ورغوة الورق ...
للقصيدة طعم الخشوع والشبق المقدس ...
مر النهر من هنا ... ,
وعندما جاء الأزرق ظهرت شهوتي كخيط أبيض من النعناع ! ...
أستنشق تسعكي في برد اللغة ...
سأنام في حنجرتي ...
وأسرق الظهيرة حفنة سنبلات برائحة بئر يوسف
يوم قلت للصهيل " رأسك ورد " و" خاتمك تفاح " ...
أيقونة تؤثث حضرة دمي وشظايا في نطفة التيه ...
القمر يتناول قهوته ,
ويرتب ظله هذا المساء
أطرق قليلا على ستائر القلب ...
شربت نبيذك ليقودني العشب إلى ضوء الصمت ,
وشيخوخة الغيم
في مرايا وجهي ...
ترسمني في شاطئ حزني أزهار كاليبتوس ,
وأغنية تثير حريقا في أخاديد دمي ...
كان قادما من دمه
يطرق باب القصيدة ,
وينفحني قبضة سكر ...
أتوارى في رائحة السفر ...
تعانقني النار ...
أعانق الله ,
وابتهالات سويعات الفجر
أحن إلى الزهر يوم كنا قطرتي مطر ودهشة
غربتي الأولى بطعم " الأقصى " ,
فتمضي الشمس إلي ...
كلما نهشني الصباح ,
فألتجأ إلى صلوات دمي ...
دمعي يأكل الخبز ,
والصبار ندى صيام ...
أرى في الصيف عصفورة الخريف ,
وحينما
ينكسر
التراب
على
التراب
أسرح المطر ضفائر مبسم ... ,
والحنين يغمر نافذتي ....
بقايا جحيم عند عتبات حكايتي ...
الأزرق يهجر الكستناء ,
ويهبط دهشة في فمي ...
يوما أحرقت غيمة أمام عباد الشمس
فبكى الميناء غدير
والعصفورة في فم التنين جدول ...
نتعرى رائحة بنفسج ,
والقلق في زجاجة الدم ...
هنا تشرق النار سهلا أخضر حين قصقصت دمي بتلات ...
ليلا يجيئني الصباح زهرة في أيقونات رموشي ...
لا سماء في السماء ,
وعندما هوت العتمة تسربت نجمة في دروب اللانهايات ...
وحيدا أتكئ على أنين النرجس لأصعد ضفائر الليمون ,
ووردة تنشق حليب القلب ...
أهرب إلى نرجسيتي
والمساء زوبعة صمت ...
هنا صمتي ينطفئ
ويخضر دمي ...
26 / 6 / 2005م






Thursday, October 29, 2009

وللمطر أنياب من العسل

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة- فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
... وألمحها
تتجلى عبر المغيب ، تحت اللحاف كشظايا البلور
فأرى أحاسيسي تتهادى
ندى ،
وحرصي على الظنون مغامرة
ليل هارب
نهار مقمر
وأنا أحاذر ظلي
والفراشات مجنونة بضوئي المغناطيسي
بين نهديك
يصبح عمري أطول
بين جفنيك
يصبح دمعي أحلى
بين شفتيك
يصبح أسمي أجمل
بين أناملك
تصبح وسادتي أزرق
وتحت أمطارك
تصبح السماء أخضر
خدي
فوق
نهديك
والمطر ربيع
( 2 )
... وهذا المطر يداعب الأدرينالين
شفتيك طهر
أناملك قطة وبرق
فألحس رمان نهديك
أنفاسك المبعثرة لؤلؤات
وذراعاك وسادة
فأتلو ترانيمي العبادة
وقبلة بطعم القبلة
كالهدهد
آوي إلى ابتسامتك
بالزعفران ، أمزق ضحكتك
أتدثر بنهديك
وأهدهد هزائمي في ليالي الشتاء الطويل
شفتاك تمرتان
يداك تنهديتان
فخذاك لوزتان
ونظراتك حلمتان
فأهرول قميص حلم ومطر
واللاوقت يلمع كالوقت
فيهتز جسدك المعطر بالغيث
فتتجلى فوضاك ربيع
تتدحرج كالموج عذوبة
وهذا الاشتهاء أفقي الجديد
أعلى من العسل
أدنى إلى الليل
فتنمو تحت قميصي
فأحرث الشمس
قالت الريح : سمعت بكاء الربيع ، عواء الشتاء
فملأت صدري من غناءك ألزنبقي
بشراهة
يعضني المطر الوسيم
زنبق ينمو على شفتي ، وصرتي سهول الحناء
وهذا الندى من فيضك الكنعاني
( 3 )
... وأكاد أمد يدي لأقطف الشمس
جسدك يقاسمني اللغة
ابتسامتك مغناطيس
وجهك سهم
وقلبي ساجد على أعتاب نبوءتك
اللاوقت موسيقى
وأشعاري طفولة نرد وتاريخ مر عبر نزيفي
من قريب
وجوهك تهرب
والسماء متكئة على حلمتيك
حين يكتمل المطر
وينمو كالفجر التلبد
وردة للدمع
ابتسامة للسرير
فتفوح بسمة الحالمين بعبير المطر
( 4 )
... والياسمين يتحدث إلى ثمالة كأسي
ويوصي القمر بتقاطع الساقين
أنادمه
وفي قلبي جسد يتشكل قصيدة ، أضغاث أحلام
ويحترق شامخا في بخور الخطيئة
فاصطاد الشمس مخمورة بين قضبان قلبي
وبرفقتي رقعة الشطرنج ، هذيان الصعاليك
^^^^^^^^^^^^^
كلما أوقد دمعة حضنته الشمس
وغناه العشب
عشقته القطط حتى يبقى بلون المطر
والتعب الجميل خياشيمه ! ...
27 / 10 / 2009م
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة- فلسطين
Isleem61@hotmail.com

Thursday, October 22, 2009

اعترافات وسادة

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
وثرثرة الصمت العميق ...
العشق صافي النوايا ، روعة بين سيفين
وقافيتين من ندى ، وحنين
بلوعة غويطة ،
أتطاول في دهشة الحب الجنين
أتورط ما بعد الدهشة
بين أحضان القرنفلة
والبحر يغرق في عواصف الحنين
كي أمطر جنوني ...
لذيذ كما الغياب
الجمر يعترف بأحوال النار ، عبادة المطر اللذيذ
بينما غيومي معربدة في سواحل الخطيئة
كلما شنقت انتظاري على وسادة الاعتراف
واعترفت الغيوم بسجايا المطر ...
( 2 )
فأحضن الغياب
ودموعك تزورني لأكون أبهى
أوجاعي قسط من الغنج
وهذه الفراشات عميقة الحضور ،
ساطعة الدلال
لأتذوق ابتسامتك بين أحضاني
نهدك غزل صوفي
آهاتك فاتحة الدلال
بين دمعتيك كتاب سنيني
لأتجمل خجل طفل أرسمه بدموعي
وزفير قصائدي
( 3 )
كطيف أنثر عبير المطر
لأدنو من موج الرؤى
على شفا جرف النسيم
والدمع يصفو كما ملح الضوء ، كما الغدير
فأداعب خيالك الطهور
وأسكب من رحيقي طيف الشموع
وأرتشف لحن أنفاسك
وثمالة الهجير ! ...
( 4 )
... هاربين من الوقت ، الوقت يشيخ
... هاربين إلى حقول مجاعة الحب
... هاربين ..
نلتقي على قارعة الخطيئة ... عكازة السحاب
فأغمض ثغري لأرى خواطرك
ثغرا
ثغرا
مزاريب الدموع
والقمح يفيض مطرا أنيقا
ووسامة نمر مروض شقي
فأهجم على بحر الوقت ، شلالات الأحلام
وانسل كوردة متمردة تتجمل أمام السراب
وهذا العشق أعرج ! ...
أخضر فضي ! ...
أزهى الأوراك ! ...
وسلالم شفتيك لكأنها وشم فضي الرؤى
( 5 )
بودي لو أعض بأسناني اللبنية فخذك الزيتوني
وأمضي أتلو قرابيني بين أحضان سرتك
لأرى مهرك تحت المطر
وثمالة السموات فوق فسطاط شفتيك النعناعية
وأنمو كما الخاطرة أمام الأرجيلة
وكما حورية جنية ! ...
أنمو ...
ننمو ...
ننـ .. مو
وتثمل الشمس معي ، بين أحضاني
والزنابق
وكذلك القمر
أتعرى هجير عاصفة ،
وشجرة زيتون تغرق في ضحكتك السلطعون ، القمح
فنصحو كطفلين يغرقان في الدهشة
ولون الزنابق
شراشف ...
شراشف ...
وتدركنا الطفولة البيضاء ..
وننهمر ... ننهمر
استشهاديون
استشهاديون
23 / 9 / 2009م
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@

Tuesday, October 13, 2009

نوافذ الصدى

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
قلبك ينمو بوصلة ...
يديك شارع قمح وقصيدة
أدخل من نوافذ الصدى
فأتذكر بحسن نية مواعيد المطر
وشجر يحاصر البوليس
وينتظر شامخا جرح الياسمين
هذا أنا
تسكنني جميع الأسئلة ! ..
( متى ، وكيف ، وأين ، ولماذا ؟ )
في دمي ندى وقيثارة ! ...
( 2 )
وأولد بالقرب من حبات الندى ، والصوت الأخضر
كي أرى أمي بوضوح أكثر ، وغضب
والأفعى على وشك الانتحار
كنت في أوج لعبة الشطرنج
والورد حولي يغير ملابسه ، ولغته
ويمر إلى الهواء الليلكي
كالتلال أشتهي العذراء
أشتهي تمر المدينة ، والقصيدة
وما في رؤاك من قبعات
وأسيجة في جيوب الفاتحين
لوني صدى
لوني مدى
هذا يومي الضوئي
والشظايا مديني الوحيدة
صرنا أعلى من شجر النخيل ، والجميزة
والتينة التي بجوار غرفة نومي الأنيقة
وطائرات أف 16 ترتدي دمي
وتطبع كآبتها على جبيني
إنني آخر من يغادر الخندق
والغزاة غسلوا ضحكتي بالزنزلخت دون أن أدري
أو أعي انتصاري !
وإخوتي غطوني بالعشب النبوي فظهرت قدمي للسموات الزرقاء
وأنا أنهض كالأنبياء
حيفا لنا ...
يافا لنا ...
القدس لنا ...
وجثتي علامة النبوة ..
جثتي علامة النبوة ..
وجدي يرتب لي ملابس عرسي
فأحاصر العتمة
والعتمة نهر تصطدم بالسور الأفعى
لي خطوة ، وصباح ...
لي جرح ، وقمح ...
دمي سماء ..
اسمي آلة الحصاد ...
وإخوتي ورود يتزاحمون في الطرقات ، وعلى الإسفلت الرملي
سأتهم الحقول بمشاكستي ، والمؤامرة ضد نافذتي الشرقية
وشتمي حتى الحزن الفاخر ( ! ) ...
حزني كمسافة النبي من خديجة ،
فأسرى بي بجناح شظية ،
وقصيدة تحاصر الصبار
فأبحث عن موتي اللاتقليدي
وكان البحر يصاحبني في المساء
فأتذكر نبوءة شجر التين
وأمي وهي تغرقني في صحن الماء وطش الرصاص
لي صوتي النهر ...
صعدت من أجنحة الضوء ...
الصيف كسل الشتاء ، وحماسة ابنتي سجود
وعفوية زرقة الصدى
وأسأل : هل تزوجت الندى
كذب البنفسج علي
والسرو خانني كالرصاصة
أصطفي الليل غطاء رأس النبي
أنا ضد سيولة الصمت ..
ضد الغابة الممتدة من اسمي إلى اسمي ...
أعشق زرزروا سميته صوتي
فأسرق البحر من البحر على مرأى من الصدى
أحضر قهوتي بالعشب الأخضر
وأبكي الذئب !
أنا البرق ...
أنا نشيد البرتقال ...
أنا الأصولي الذي يصعد من حيفا
ومن بلاد الفقراء
ومن بلاد القدس
ويسطع بين الركن والمقام !
كلهم أبنائي السنابل ! ..
والأشجار تلبس وجهي الفلسطيني
الندى يبدأ من دمي ..
القرآن يبوح بدمي ..
القرآن يغزل قدسيتي ...
هويتي فصل الربيع
هويتي شجر الزيتون
والقرآن يمشي بين حقول الألغام
جاء وقت الاستشهاد ...
وفي الصدى قمري الأخضر ..
فأمشي فوهة مسدس
وأمشي قرنفلة
ويدي كواكب
أريد الاستشهاد والاستشهاد والاستشهاد
( 3 )
فألتجئ إلى الصدى لأشاهد الندى
وأمي تروي عن كثب خبز الحكاية
انتظري ريثما أنهي نزيفي
وأتفرغ للحزن
وأحكي عن قامة الزيتون
أقتنص نوني والدم وما يسطرون
وأمشي بجانبي مكبرا .. مهللا
وأنا أشيع الناي
وأعد وجهي كالخريف
وما في الشتاء من حرير الكتب والنصوص
وأقلام تسلي اللاوقت
أجتاح لغتي ...
أجتاح صفاء الشتاء ...
وأصطاد القمر قرب دمي
لم تمت نافذتي ، وأولادي ورود النرجس
وأسمع صوت النمل يحررني من الكمنجا
لاختلاط النسيان فينا بالورود
لأدرك حكمة الرماح
عندما أتتذكر هشاشة الغيوم
أعلى قليلا من الرؤيا ! ...
أعلى قليلا من الموت ! ...
أعلى قليلا ...
ونوافذ المنفى
لأقترب من الصلاة
الروح دفعتي بمواربة الباب الدمشقي
واخترت الشهادة بجوار شجر الرمان
أعيدوا الهذيان للساني اليابسة
وأنا أهوى الإقامة في اللغة ... في أقاصي الماء
وكتاب البحر يغني الريح حين يولد الندى
فأمشي إلى الشهادة
ودمي حدود قلبي
وقلبي وردة حمراء أو صفراء
كنت أهجر مضجعي في بياض الشعر
وحليب النثر قافيتي اللذيذة
أتزوج الجنوب ،
وأمي لغة اليقين
أسجن الريح في كأس صبابتي
وتحت كرمة أبيع ذكرياتي في مزاد السماء
أوزع الجغرافيا كما شاءت حدود العاصفة
فأسجل عذريتي بالملح
وبين أصابعي عسل مملح
فأمر بين توازن الرياح
وقافيتي لم تعد خيلي
وخيلي مجاز الصدى
فأحفر بئرا في السراب !
أنقب عن الماء العذب المملح بقلبي
وأنا أنتعل سيارة الإسعاف
فقد أجد نزيفي في أعماق رمح
أنا السردين المحنط ! ...
أنا مظلة المطر الجريء ! ...
فأرتدي ما يشبه السفينة
والخضر طوفان البر
ماذا تفعل أمي قرب جثتي ؟! ...
وأنا اقرأ خمر ابن عربي ! ...
وأبحث عن السرداب في عمق روحي
وقلبي صمت الحقيقة
سأقول ما يقوله الفلفل الأحمر
وأغطي صوتي بالسراب
وأستحم بطهو نعاسي
والبحر يتقيأ جزره ، ويستجدي اللحم المقدد
أطارد كبريائي كطريق طويل ،
وبطاقة برقي كطريق طويل على جانب القلب
أمي تدلني على بئر اللغة
وشفافية أبي كدمي والسماء
والورد يتمرغ فوق أظافري
أحني اسمي المستعار بالنارنج
لا خبز ...
لا شجر ...
أفتش في هدير القمر ، وفمي لغات النهار
لكل شمس أغنية
أمي تفتح شباكا يطل على الصدى
وأنا رصيف نشيد
قبل المطر تهب الريح
ورمش أمي ما زال يستكشف السكين
وحقيبتي مملوءة بالشمس
ذات يوم رأيت جرحي مفتوحا ، والريح ذابلة
من يشتري الصدى ؟! ...
ما لون دمي ؟!
تقول الصلاة : أخضر فضي
والخريف زوبعة في فنجان
على جدار السراب التقينا ، والنار ذابلة
حدود حقولي الشمس
كأنني ألقى القمر هذا المساء
وما بيننا بداية المهرجان ( ! ) ...
سرقت جفني حين جن السراب
وجفني جرة العسل
صليت من أجل مرمر ركبتي
بكت الحديقة خلفي
شمس على مطر في قلبي
وصوتي لا شيء سوى الشجر ( ! ) ...
صوتي نصف رمانة ( ! ) ...
وأدغال قطا ! ...
نصفي شمس ..
نصفي قمر ..
لساني عذق بامية ناشفة
وأصابعي دالية مرمرية
( 4 )
وأندفع إلى جثتي ، وأفتك بالصمت المقوى
وما في هجير أوردتي من شعراء
أود لو أمزق سور المدينة ، وأنتمي لشهادتي
وصار الجرح نورس
وأنتمي لإكليل جنازتي ، وتوابيت الشهداء
فأرى أمي سعف زندي
ومواسم الحصاد تتآكل
أجن ... فأصلب فرحي ، ويغويني الحديد
ووزارة الشهداء زنبقة
فأذهب في جداول صدري ، وأتنفس الحجر القديم
وأسمائي تهبط بكة
لتجدوا دمي خرائط التاريخ
وعصا موسى أقرب من فمي
إذن ، يجري القمر اليثربي
أنا الحجر الذي تعمد بطهر الأنبياء
أنا الحجر المقدس ...
وآية الكرسي معجزتي
فأتحرك باتجاه ضلوعي ، وعذريتي قبر رخامي
وابتداء ساعدي
لا توقفوا جرحي عن التمدد والصهيل
اقتربوا من القمر ...
وغزة سردين ملون لأغسل لحيتي
أفتش عن دموعي
والبحر حر أمام كاميرا التصوير
سأختار زوابع قصيدتي
وأمي غيمة حمراء ...
بودي لو أحرس البلاغة من وحل الشوارع
وأسوس خيولي بين دهاليز الصمت
وارتوي مواهب
لابد من أسئلة جديدة ، واللص الظريف يتسول الوطن
الجريدة الرسمية تتنفس جراحي
وأسناني تتقدم في العمر وتساقط مطرا
وأكتب قصيدتي بجانب دبابة !
وألغي الخبر من الفضائيات ،
وأحلم بالأرانب
القمر يهرب من البحر
ستون عاما والأفعى تطمع في الزواج من جمجمتي
ضجر من النخيل ...
ضجر من الورد ...
ضجر ...
أنسى التشابه بين دمعي ودمعي
وأتقاعس عن مجاراة زرقة البحر
واروي صدري من الكناية والاستعارة
أصفف شعر الناي
وأقوم من النوم إلى صلاة العشاء لأرى شجر اللوز يرقص في الهواء
ورصاصة تأخذني إلى الغموض ، والرمل الوثني ! ...
أباحوا لي الورد ، وغزة لحم خروف طازج أو متعفن سيان
أقود السراب نحو وعي الدمشقي
والسلم الخشبي يغلي
أرسم " الأقصى " مدفع للجياع
وأؤجر ذكرياتي بقطعة ملح ، وفتافيت قهر ! ...
دمي يتمرغ بين لفظتين
ونافذتين من قواميس اللغة
كي تليق بهذا الصهيل
وغباري يندفع باتجاه السراب
وأنا أرتطم بذاكرتي مثل سحابة تقطع الضباب
قد يكذب الغبار علي
ويعيش ابني مصابا بأنفلونزا الطيور ( ! ) ...
شدوا وثاق البحر إلى غيمة تغطي وجه القمر
دائما ،
يقترب النسيم من خطاي
ويفر التيه من تحت وسادتي
دائما ،
أخاصم الغيم
وأغني وعيني قمح من ذهب
ما لون القمر ..
والخيل ترقص في العراء ...
ما جدوى عطشي ؟!
أي عطش يفتته السراب ؟! ...
فأتيمم بنعاسي
والشمس تشرق ثم تنكسر ، وأبقى رمزا للغناء ! ...
ما لون الأنبياء ؟! ...
وجهي زهرة نار ...
يدي طاحونة شتاء ...
فيقف البحر على ساعدي ، وتطفو جثتي كالعاشقين ! ...
لن نفترق
والمساء وسادتي الخضراء
فآخذك إلى موتي اللازوردي
فكيف نفترق
وقاسمنا الأعداد الأولية
الصدى من أمامنا
الندى من ورائنا
ونلتقي
وشهوة السيف خطاي
والصدى يصحو في مغرب الشمس
وينام حليب ناقة
فألاقي عيون البرتقال في عناق البحر
والأفق حزن أحمر
ونمشي ، نتقاسم الضحك ، والفرح قصائد عادلة ! ...
ينام القمر في جيب شرطي أو عصا لص ظريف
يدلي باعترافاته ...
والمطر مائدة مستديرة
سأسمي المشنقة الباب المفتوح لكي يقفز البحر من الشباك إلى يدي
ويغطي رمادي بالسراب
وأنا أبحث عن شبابي ...
تنهار أعمدة الفراغ ..
والعشاق يستشهدون في أوج الصمت
وجثتي أحلى من القمح المذيل بالسراب
تولد غزة ..
من شفتي ،
وساعدي بحر شاسع أزرق
وشجر الزيتون يضحك كالشهيد ! ..
في آخر السراب التقينا تحت ظل القمر
منذ اعتقلت الأغاني في عصير البرتقال
دمي قرنفلة بيضاء
الريح عشنا الوحيد
والشوارع خبزنا الطري
وصوت حبيبتي قمح أخضر
أجئ من شرايين المدى
وأحنط أجنحة النوارس

وأنا أغرق في الزحام الدمشقي ، ومظلات الشاطئ قرنفلة العاصفة
أتدحرج أعمدة خيمة
فأشرب قهوتي الحلوة أمام عدسات الكاميرا ...
صدري نافذة شجر الزيتون ،
وفي الشمس متسع
هل استشهدت ؟! ...
وأشرب قهوتي – مرة أخرى – وأرسم حدود القمر ،
وحقول القمح شاسعة
فآخذ شكل المطر ( ! ) ...
والقمر يأخذ شكل الحياة
وأمي تشرب نخبي ! ...
وتغطي عودتي للشمس بزغرودة
يفلت سرج دمي ، والزحام
فأتوه رائحة خوخ
فأنبت قمحا وخمرا وماء
أعرف الآن خطوط دمي ، فأقتفي سرب الضباب
وعدسة محدبة تسمع الشمس
وتختفي تحت غبار وجهي
فيموت الغيم الأصفر
وأنا شهيد انتشر كالرمل ، وضوء القمر بيتي
والرياح بابي نحو الحديقة
لم أجد جسمي في الناي والماء
قاع الماء بحر جاف
لا يعترف بالحزن شمسا
ويغني لمجاهد ثوري ! ...
غزة / آب / شارع علي
الشمس هاوية الصعود
والتاريخ جامح في صدري ، ويدي رؤيا وماء
رفح / الشقاقي يصحو على صلاة العصر ... يعرف أدوات لحنه الثوري
يركض في دمي لخمس دقائق
ويفكر في توريث البحر دمعته الغزال
يكتب في " الطليعة الإسلامية " ، ويشعل دمه شمعة بيضاء
ويرشد الشجر إلى تجاوز إشارات المرور
فيجتاز أناقته البريئة
ويشرب كأس الشاي الكبير – كعادته - ،
ويمشي فوق الصبار
يعدل بوصلة القمر ، وينجو نحو الجنوب ،
والريح في فنجان قهوة مرة ! ...
يقول : لي وسادة في السماء
والأرض محراب لي ،
والقدس خطاي
اسمي في الأرض " عز الدين .. " ، وفي السماء " فتحي " ...
تدرب البحر على كتابة الشعر ،
وترشدني إلى الاستعارة ،
وترضعني المجاز من ثدي الصهيل
فإن الهوية ثورة حمراء لأحضن قبة الأقصى
دعنا نعدد أسماء الله ،
والشجر يغني
سأختارك كمشهد ملحمي
واحتفل بصلاتي وذكرياتي قبل صلاة العصر بخمس ثوان
وترتدي القمر قصيدة حب ثوري
وتدافع عن فكرة المساواة بين العصافير والشجر
وتستدير جانبا وتمضي في وشوشة البحر الأحمر
أمامك الرسول محمد ، وعلى جانبيك الحسين والقسام
وخلفك العشب ينهض مثل بوصلة تشير إلى حلمي
وحلمي يمشي أمامي ،
وأمامي خطاي
فأحمل ركبتي وانهض كما الغزال
سنمضي نحو " الحتمية القرآنية " ، والشجر يتوق إلى الشهادة
ألم أتسلل إليك بالأمس ، وبيتك جنة القلب
هيأت نفسي لكي أؤدي الصلاة فوق رمل بيتك الدمشقي المتواضع
والشمس تحنيك حين أخاف من الذئب
أستعيد رائحة الصيف ، وأرى قمر الانتصارات
هذه الأرض أكبر من دم كل العشب
والشجر ما زال معمدا بالشهادة ، وبدم أخضر
تعلمني المشي بين السحاب
وتملأ جراري بالشعر والبارود
دم في القصيدة ...
دم في الغيم ...
وأمي تسوس لي خيولي المثخنة بالصهيل
ليس لي – دائما – إلا الشهادة أو القصيدة
فأختار السماء كهرم جنوبي
وأمي ترتل لي الحكاية وقصة الخبز الناشف
أحملها في قفة اللوز
ونحصد معا بالمنجل !
نتقاسم الملحمة والعاصفة تثير السأم ! ..
متى تفرجون عن العشب حتى أعود إلى صلاتي وصيامي أبيض
يا أيها المحراب يسمونك رفح ( ! ) ...
فافتحي جرحي أكثر ليبدأ الطوفان والقمر
هنا التحمنا ... ففر المستوطنون
هنا مررنا فدارت الحرب غيمة حمراء لتتسع الطريق بيني وبيني
طريق صلاح الدين ..
صلاح الدين الطريق ..
أكواخ السراب في صدري
والمطر بريد الجنوب
أنتظر قدوم الريح
وأنا أعلى من الجبال
بمشيئة البحر أطبخ الريح والحصى
وأهيئ شجر الزيتون لحب الزيت
أسمع شكوى الحديد ، وأنين الماس
ليغتصب العشب الصخر الوثني
وأنظف سيفي من الموت المفاجئ
أشرب نخب صعودي ، ودمي ملء الفرح
والشوارع بديلا للغة الممسوخة
نكتشف الشجر فيك ...
هكذا يكبر القمر ...
والغبار خرير البحر
أفكك أسئلة المطر
وكل أزهاري بابا للبنفسج
عطشت
وكنت أشرب من السراب
عطشت
وكنت أصلي في السلاسل
عطشت
وغزة تبيع بكارتها ، وحليبها شكلا للوطن
لأعرف خضرة الليمون
وضيق الليل
وتعلمنا الشتائم والسباب
ومتاعب السفر الخفيف
وارتفاع حرارة الريح
والنوم تحت أغصان السنديان
قرأت حرية القمر
وعائشة تغار على النبي
وتصلي في الأقصى عند أعمدة العشق
وتربي الندى كالياسمين
أرى عائشة تلعب فوق رمال البحر المتوسط
وتغني للأقصى ،
وهى تزرع العشب في الصحراء على طول محور مكة – الأقصى
وتروي السماء
والشرفات
وفي عينيك قمر أخضر فضي
فأشرب بوصلة يديك ،
وأسجد
أسجد
وأهفو إلى زرقة البحر ، والشفق الدجى ( ! ) ...
أرى في عينيك أبوابا ، وثريات
وأنت تفتحي بوابة السماء
فأرتشف جمر غبار قدميك
وأنتمي للشهد ! ...
23 / 8 / 2008م

Tuesday, October 06, 2009

قلائد للأقمار للشاعر رفيق علي قراءة أولية بنيوية

" عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
" هل قرأت الديوان ؟ " سألني محدثي الشاعر رفيق علي في برهة انتظار أحد الأصدقاء ، بدهشة ... لا ... بينما كان يمد يده في كيس بلاستيكي أسود يحمله ممسكا بالقلائد ... " قلائد للأقمار " موسومته الشعرية الخامسة والتي صدرت قبل شهرين من انتهاء عام 2009م الموافق 1430هـ ، فقد صدرت له المجموعات التالية :-
1 – أغاني البقاء ( 1991م ) .
2 – الطوفان ( 1994م ) .
3 – النقش على الهواء ( 1999م ) .
4 – خيوط الفجر ( 2005م ) .
نلاحظ أن اسم هذه المجموعة مركب من لفظتين أنيقتين هما " قلائد " و " الأقمار " ، وقد وفق الشاعر في اختيار لفظة "قلائد " فهي التي تزين الجيد أما لفظة " الأقمار " فلها مستويين من الدلالة ، أولاهما بمعنى " الشهداء " وهذا المعنى يكثر تداوله بين شعراء المقاومة ويبالغوا في استخدامه أحيانا إلى حد الإسراف وشاعرنا لم يخرج على هذا العرف الشعري ونمطية الاستخدام ، وبذلك يصبح المعنى قلائد للشهداء ، وهذا المعنى نلحظه في عدة قصائد في المجموعة ، منها : قمر لم يسقط ص 37 وفي قوله منها " عياش " يا قمرا نار لنا الطريق ص 38 وعياش بالطبع هو البطل القسامي قائد الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، ومنها كذلك قصيدة : قمر يشتعل ص 79 – قمران ص 76 – السر المضنون به ص 67 المهداة إلى روح القمر الشهيد ... . ، وقصيدة فادي / لك ألف قلادة ص108 والتي يتحدث فيها عن تلميذه الشهيد فادي بقوله :
فعجلت لربك كي يرضى ..
بعظيم شهادة ..
فلك اليوم لترضى :
من أستاذك ألف قلادة .. ص 110 .
المستوى الثاني هم الأحياء الشهداء لقوله تعالى " ومنهم من ينتظر "وقد ورد هذا المعنى في قصيدة بعنوان : سلمت يداك ... مرابطا المهداة إلى المجاهدين المرابطين في أواخرها إذ يقول :
وتعيش يا قمر الثغور منارة
و على كل المنائر ص50 .
ونحن نرى أن كلا المستويين من الدلالة يتضمنه الإهداء الذين يزين المجموعة والمشتق من الآية القرآنية المشهورة " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " .
باستعراض متأني لعناوين القصائد في المجموعة نلحظ أنه على الأغلب لم يحسن اختيار عناوين قصائده فجاءت مهزوزة دون حبكة في السبك والصياغة ودون أن تشكل الفوكس ، بؤرة القصيدة التي تلم أطرافها وشتاتها ولنأخذ عينه على سبيل المثال لا الحصر طبعا :
رثاء شاعر – هو السبيل – سلمت يداك ...مرابطا – الغضب المتفجر والوصية – لوعة الفراق وحزن المشتاق – السر المضنون به – لك يا حمزة كل المجد – بطل معركة البريج – الرثاء للمرة الثانية – ولنا عودة ... وهكذا العناوين عامة ومطاطية ! .
وعلى بدء ، كانت تزين صورة الأقصى المبارك يعلوه أقمار الجهاد الإسلامي في فلسطين بدءا بالشقاقي وانتهاءا بالشهيد السعيد هاني عابد يتوسطهما من الشمال إلى اليمين صورة الشيخ الجليل عز الدين القسام يليه صورة المجاهد الفذ محمود الخواجة مؤسس قسم – الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مع انطلاقة الانتفاضة المباركة الأولى قبل " السرايا " ، وجاء التصميم الحركي للغلاف على خلفية سماوي أزرق جميل يومئ بديمومة الحركة والحياة لهذه الأقمار السعيدة ، وفي ذيل الغلاف تبني للمجموعة من قبل حركة الجهاد ، وهنا لابد من وقفتين :
أولاهما : تبني المجموعة من قبل حركة الجهاد رسميا يقتلها جماهيرا بين الصفوة المثقفة إذ يحشرها ضمن الإصدارات الحزبية ، والمعروف أن هذه الاصدرات الحزبية لا تشد عامة المثقفين إلى ما بداخل المجموعة الشعرية ، فإما مغرض يبحث عن هفوات بقصد لي العنق بقصد قتل المجموعة وحرفها عن مضامينها الشعرية الراقية ، فنحن نرى الحزبية ستارا حديديا أمام الانفتاح الإنساني الأرحب على مستويات المجتمع المثقفة فضلا أنه سيحمل الحركة وزر الأخطاء التي يمكن قفشها في هذه المجموعة بدلا من الشاعر وبخاصة أنها أصبحت ملكا حركيا يجب أن تدافع عنه ! ...
ونحن نرى أنه يمكن أن تساهم الحركة ماليا في الاصدرات الثقافية دون تبنيها رسميا لتعطيها مجالا أرحب من القراءة المتزنة الواعية واللاحزبية بدلا من حشرها حزبيا ! ...
كثيرا من الشعراء الكبار لهم انتماءات سياسية ولكنهم دخلوا إلى البورصة الشعرية من باب أنهم مستقلين ونجحوا في جماهيريتهم وكتاباتهم تقرأ من قبل الجميع في طقس إنساني فاخر ، وخلقوا جمهورهم الأرحب إنسانيا واللاحزبي وارتقوا باحترام الجماهير لهم ! ...
ثانيا : صورة الشهداء الذين زينوا المجموعة بدءا من الشقاقي إلى عابد نلحظ فيها اختلالا رؤيويا وبنيويا في تصميم المجموعة التي يجب أن تبدأ بصورة الشيخ القسام ، فهو الرؤيوي الأول للجهاد في فلسطين في تاريخنا المعاصر ، والذي هرب من سوريا إثر فشل الثورة ضد الاستعمار الفرنسي ليواصل مشروعه الجهادي ضد بدايات المشروع الصهيوبريطاني ، والمعلم الشهيد الشقاقي أعاد اكتشاف هذه الشخصية الفذة التي شكلت رافعه تقدمية بنيويا ليشكل تنظيمه على نفس المضغة والخطى ، فشكل المداميك الأولى التي اندفعت باتجاه تفجير الانتفاضة الأولى ، ونحن نرى أن الابتداء بشخصية الشقاقي يشكل اعتداء على طهارة القسام وأبويته للجهاد على مستوى التاريخ الفلسطيني الأصيل ، فالشقاقي لم يقدم أسئلة جديدة أو إضافات ذات مغزى للمشروع القسامي الذي انطلق في الثلاثينيات من القرن الماضي – القرن العشرين ، فالقسام هو القاعدة الذهبية التي ينبثق منها الجميع بلا استثناء والتي شكلت الإجماع الفلسطيني التاريخي والمرحلي منذ اندلاع الانتفاضة الأولى في فلسطين عام 987م .
ونرى أنه لو كان التصميم البنيوي للمجموعة على اعتبار القسام والشقاقي قطبين يتوسطهما أقمار الجهاد لكان أروع وأجدر بالاحترام والتقدير ! ... أو صورة القسام تتوسط الشقاقي والياسين لكان أرقى وتجازا للنمط الحزبي الذي يبتلع الجميع في جهنمية جاهلية !! ...
هذا من ناحية بنيوية تصميمية ، أما بنيويا شعريا فنبدأ بقصائد الشهداء على الغلاف فنسجل الملاحظات الأولية التالية :
1 – لا توجد قصيدة مستقلة تتناول الشهيد محمود الخواجا الذي يزين بصورته غلاف المجموعة وإنما ورد في ثنايا قصيدة " تاج المحاميد " ص 95 التي تتناول محمود عمرة وابن الصخر محمود الزطمة ، ونحن نعتقد أنهم شهداء كبار ( لا نزكي على الله أحدا ) كل منهم يغري بقصيدة مستقلة تجلو جهاده العظيم وتنشره للأجيال لتقتدي به ، لا يعقل حشرهم معا في قصيدة لا تتجاوز 29 سطرا شعريا ، يقول في حديثه عن محمود الخواجا – قسم :
من عهد محمود الخواجا من تلا قسما فبره !
حتى طوالبة الذي أوفى بساح جنين نذره ص 95 .
وقوله في آخر القصيدة :
وإذا بمحمود غدرتم سوف محمود سواه يشفع ص 96 ، فمحمود هنا ممكن أن يكون الزطمة أو الخواجا سيان .
2 – القصيدة التي تناولت الشهيد هاني عابد جاءت مفعلة وقصيرة ولا ترقى إلى مستوى الشهيد فنيا ، فالأجيال التي ستقرأها لن تستنبط منها شيئا فلا تتضمن نكهة ولا سحر الشهيد عابد ولا بصمته المميزة في جهاده النضالي ، بل جاءت فضفاضة سطحية تخلو من العمقية الشعرية ، مجرد وداع عابر دون وقفه شعرية تأملية من الشاعر ! .
3 – القصيدة التي تناولت الشيخ العظيم القسام المعنونة بـ " أبو الثوار " فقد جاءت عبارة عن قطعة شعرية ولم ترقى إلى مستوى قصيدة فعدد أبياتها 9 أبيات تحديدا ، والإشارات التي تضمنتها جاءت عامة فلا يستطيع القارئ المثقف الولوج إلى عالم القسام الجهادي الفذ بكل اتساعه ورحابته بالرغم من أن الشيخ القسام بعمامته يقدح البرق فينا وفي نهوضنا الثوري المستمر ... فهو حاضر فينا دوما في يقظتنا ومنامنا .. ليلا ونهارا .. صقورا وحمائم ! .
4 – القصيدة التي تناولت مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، المعلم الشقاقي فقد جاءت أطول القصائد إذ تمتد على مساحة ثلاثين بيتا بعنوان قمر المنافي والتي كتبها الشاعر تحت مشاعر اغتيال المؤسس في تاريخ 26 أكتوبر 1995م أ أي يوم الفاجعة السعيدة ! والتي صعد فيها إلى السماء مكملا مشواره الجهادي العظيم .
هذه القصيدة جاءت عامة إذ لا تحمل خصوصية الشهيد المؤسس القائد ، وتحمل نكهة عامة ممكن أن تنسحب على كثير من الشهداء في الساحة الفلسطينية لولا ذكر اسم الشقاقي ، فتحي ، بوضوح في البيت الثاني تحديدا إذ يقول :
فأوفي حق ( فتحي ) من رثاء
وحق رثائه فرض الزمان ص32
وبالتالي لا نلمس خصوصية معاشرته للشهيد الحي – فتحي بالرغم من احتكاكه به ، وجلوسه معه ، والتلقي على يديه الكريمتين الطاهرتين .
نلاحظ في هذه القصيدة ما اسميه المكر الشعري حيث أراد مديحه من باب الاساءه إلى خليفته وإلى خيل الجهاد بقوله :
وفارس خيلها والخيل باتت
بمدرجة القعود والارتهان !
أحقا قد ترجل ممتطيها
وقد هامت مسيبة العنان ؟! ص 32 .
كما نلحظ التأثر بمطلع قصيدة ألجواهري – الشاعر العراقي ، والتي قالها في الراحل الملك حسين قبيل وفاته وأمام يديه " أسعف لساني كي أقول ... " كما في مطلع هذه القصيدة في قوله :
ألا يا ليت تسعفني المعاني
وليت تنال بالليث الأماني ! ص32 .
ويعجبني قوله :
يرى حرية الأوطان فرضا
صلاة لا تؤخر عن أوان ص33 .
ولكن لم يعجبني حديثه عن الحرية الحمراء مقتبسا البيت الشعري المشهور في قوله :
وللحرية الحمراء باب
يدق بكل مخضبة البنان ص33 .
لابد من التسجيل هنا أن :
أولا : المجموعة احتوت على قصائد ضعيفة بنيويا ، منها :
1- أسد الشاطئ ( أيمن العيلة ) ص112
2- بطل معركة البريج ص97 .
3- لك يا حمزة كل المجد ص90 .
4- قمر جديد يشتعل ص79 .
ثانيا : من التعبيرات التي أعجبتني :
1 – جبل في خيمة ! ص 114 من قصيدة ( أم كامل ) أما باقي الصور التعبيرية في القصيدة فقد جاءت كلاسيكية من المستهلك في الشارع الفلسطيني الشعري .
2 – ما آخر الشهداء – عبد الله – أنت
ولا الأخيرة من تزغرد أمه جدلا ص 86 .
3 – هذا الوطن ...
أغرودة في ثغر أمك يا شهيد تقول لا
للخسف لا للذل .. لا للاحتلال ص 86 – 87 .
4 – بوريدك المذبوح يرسم شكلا
أبدا بعيدا عن مراسيم التفاوض ص 87 .
ثالثا : من التعبيرات التي لم تعجبني ولم ترق لي :
1 – ما آخر الشهداء – عبد الله –
أنت ولا الأخيرة أمه أنت ص 85 .
2 – قمران .. قمران
ليضيئا دربنا يشتعلان !
ليقيما عزنا ينهدمان ! ص 76 ،
فهو صعود نهايته سوداء ! ، والأصل الصعود الفاضل نحو الأفضل والأمل .
3 – هويا لكن صعودا .. سامقا نحو العلاء
صعدا لكن هبوطا ... ص 77 ، فالشاعر دخل في تناقض مربك ! .
رابعا : أعجبني المشهد الدرامي في قصيدة إيمان حجو الشهيدة الرضيعة في قوله :
صحت الأم على نوم ابنتها
ما زال بفمها الثدي !
ناغتها بحنان
نادتها : اصحي ( إيمان )
إيمان ..ما بالك لا تصحين ؟
ما بال الصفرة تعلو الوجه ؟
ما بال العينين زائغتان ؟
( إيمان ) ! ( إيمان ) ... ( إيمان ) !
ردي إيمان !
ردي إيمان علي !
صرخت أم الطفلة : " وي "
نادت أهل الحي :
( إيمان ) ماتت يا قوم !
قتلوها بين يدي
آه آه ! حبة عيني !
آه حبة عيني ! ص 73 .
فهو حوار درامي ساخن يحمل اللوعة وحسرة الفراق لهذه الطفلة الرضيعة ، إيمان حجو .
خامسا : تضمنت المجموعة عددا من الشعارات التي تزين الشارع الفلسطيني المجاهد والمناضل ، منها :
1 – لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة ص 87 .
2 – وتحيا فلسطين مسلمة حرة أبدا ص 29 .
3 – لا صوت على صوت الثورة يعلو ص 88 .
سادسا : وقع الشاعر في التكرار لمرتكزات أفكاره كما تتجلى في التعبيرات التالية :
1 – أسقطوك ... وردت في الصفحات : 34 ، 37 ، 99 .
2 – عجلت لربك كي ترضى وردت في الصفحات : 16 ، 41 ، 110 .
3 – هل ستجدي المراثي ؟ أم الكلمات لها حقها الأزلي وردت في الصفحات : 15 ، 19 .
4 – الحرية الحمراء ... وردت في الصفحات : 56 ، 33 .
سادسا : التأثر بالقرآن والتراث العربي الأصيل واضح بين طيات المجموعة .
سابعا : وقع الشاعر في الضروريات الشعرية وبعض المنزلقات العروضية ، وهذا يمكن تناوله في دراسة منفصلة ، مستقلة بعنوان : " قلائد للأقمار ..قراءة عروضية " ، وهذا يتطلب بحثا نوعيا آخر ! ، وسفر مع المجموعة في بحور الشعر ! .
وأخيرا ، أهنئ الشاعر ، زميلي ( رفيق علي ) على إصدار هذه المجموعة الناجحة ، وأنصح الشعراء الشباب والمثقفين بالإطلاع عليها واقتنائه ، وتقديم قراءات متعددة الدلالات حولها .
6 / 10 / 2009م

Saturday, October 03, 2009

صلاة الجسد

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
النار تطفئ خطاي ! ...
فأتدحرج مع كرات الماء
لأبلغ موعد الرياح ، العاصفة
والنحل فوق يديك هلالا أخضر
لأقتفي ظلال زهرة النرجس
فأمزج الظل بالشمس ، بالأعشاب ، بـ ...
أهرول صوب دمعي ، البحر
السنابل ترتجز الضفاف ، الرمل
فأنوي الركض في طمي عينيك
لأني ألمح خمر شفتيك معجونا بالأسلاك الشائكة ،
والدلال الغجري
النوارس تطوف حولي
والحقول
الآن ، اسميك زهرة الرياح
وهذا المطر قيظ جميل ، غويط
لأرى اعوجاج القيثارة في صدر الشتاء
فأعجن الشاطئ في سريري بالرياح ، بالسفر
وأمضي صوب ظلي الوثني
( 2 )
هكذا ، تصادقني العطور الفاضلة
وثدييك موج المرايا
الظل مسكني الجميل
الحانة جذعي النبيل
ألم زمن جرحي
أرقب غباء الشط الغجري
فأقذف الصمت من فمي في فمي
فمك نهر أزهار ، عسل تربيعي الوجنتين
^^^^^^^^^^^^^
وتنهض السماء في كما سرب الأفاعي
( 3 )
نلوي عنق الدموع
نخيط حواجب الشمس
ونحلم برخام الجسد والظل امرأة من صقيع ساخن
لأروي جثة البحر ، هاوية العصافير
والسنابل تملأ البحر الفضي ، مجامر للرمل
ولباب يصلي خلف غراب أحمر الخدين
يرسل طفولته مساقط زبد عذب !
ونمضي نعانق دمامل الندى ، العاصفة
ومتراس يشق حبيبتي ليمضي الجنون إلى حافة القحط الجميل
وعمامته سراويل سنبلة
أعصر البحر رائحة حديد ، مساء مقعرا
فأتشمم خوار الضحى
عشيقتي ترث مجامر القحط ، تلد السماء
والجسد كله بلون الصمت
" آتوا حرثكم " – ترتل
فألمح جثة الشوك الأخضر ، تباريح الصقيع
وأشكر الندى على سمسرته !
وعلى مضاجعة سماء الخرافة للأفعى ،
وهي تجرجر السحاب خلف البرق الكنعاني
والخيول تتناحر حول ذاكرة نقطة العسل الأحمر الفضي
فأنتمي للقلق يوحد بين السماء والأرض بين الملاءات
كزهرتين تسكنان هلال الحصاد
وترتقيان غموض مطر يطلق آهات النرجس الثوري
فيتبعني الجسد على هيئة شمس فاضلة
ومقهى يهيئ للعاشقين أحلامهم
يهذب نشوة التصعلك في غابة نهديك
سأغني لفحولة الدم النرجسي
وتنوره الطيف وهي تقرأ وجه الثريا
والغيوم تهرول خلفها كضوء مصاب بالصلع !
ضفيرتها شامخة
كحلها حناء
رمشها نرد
جسدها أغنية
غبارها هيت لك
عشيقتي تخطف سنام اللغة ، رؤاي
وتنمو ذروة العاصفة
لتحلم الصلاة بالصلاة
أفتح الشمس بكل عبودية
وأنتمي للبياض الأحمر بكل غرور ، خشوع
( 4 )
هكذا ، أغوص في لهيب العسل
جحيم العاصفة
وأصعد أعالي الجسد
أرتقي أبراج نهديك ، حمام زاجل يطاوعني
فتمتلئ شفتيك بالخمر الصوفي
أنادي الشموس أن تسابقني
أنادي القمر
أنادي المطر
أنادي ...
شاغلي خصر امرأة بطعم الفلك
عشيقتي ، أيتها الملاءات
كيف هيأت هذا الحبر الثوري
وغلقت الأبواب
وعلى الجدار هديل
وفوق الوسائد يمام
............
^^^^^^^^^^^^
ألهذا فتحت الشمس شعرا ؟!
لا صلاة غير الجسد ! ...
(( أفتحك بكل خشوع ،
وعذوبة صوفي محترف
أنامله ، أناملك ، نار
شفتيه ، شفتيك ، غيوم لهب عنيف
عفيف كطعم المزاج ))
19 / 8 / 2009م


Sunday, September 20, 2009

عزف على الحلمات

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
كهيعص ،
وأجرح ظل السفر ، وهج النرد
اليمام يهرب باتجاه البحر ، السرير ، كلما اتسعت الذاكرة
فأروي تفاصيل الفاكهة
إذ أتذوق ابتسامة السرير
وهزيمة الضوء بين أحضانك – الشتاء
لأمر كالنار بمفردي عبر رائحة حلمتيك – الورد
وأروي دلع السنبلة ، التعب الحلو
( 2 )
أطمع في اصطياد يمامات نهدك
انحاز إلى حدوثه القلب
نغرق في لعبة الورد – الورق ، ولملمة عصير حلمتيك
في فمي المطرز بأزاهير الأقحوان
ما أخشن حريرك الندى ، حليبك ...
بودي لو أسهر مع الشمس
وهي تتأوه عند قضبان النافذة ، السرير
والقلب يفتح كرومه ليتجمل قارورة ندى
ويغمر السموات كسيد عارف
( 3 )
والندى يفجر قصيدة نهديك ،
شفتي حلمتيك
ويترنح من شدة حمرة خجل الندى ، وجنتيك
فأسمع عرق جسدك ، عزف حليبك
فتطير العصافير في فضاء حنجرتك
حجرتك
حلمتاك جنية ، شجر خرافي ، ومقهى يرضع السواك
فأمسح ، بيدي البيضاء ، دموع حلمتيك
وأسكن بتلقائية هائلة قصورك الطازجة
فأفتح الندى للمرايا
و حليبك يوقظ الشمس
لنرى الموسيقى فوق سنام نهديك
وخطواتنا مزدحمة بالمواعيد العاشقة
... هاربين من أسطورة الخريف
... هاربين من الجدار
... هاربين من انكسار الضوء
... هاربين ...
والنافذة وسادة مغمورة بالابتسامات
فأتسلل إلى مناخات اسمك الفذ ، الشتاء الربيعي
وضجيج ملامحك كواكب اللوز
فخذاك شجر
حلماتك نهر
دموعك نبضات رؤى
عاشقا ، أنتظر خطاي ، ليلى
وحلماتك تعطر أزهار الحبق
مندفعا إلى ركبتيك – القصيدة
وأنا كالثلج أتدحرج فوق نهديك كهدهد دبلوماسي أخضر شبق
وكشفت عن نهديها ، عن حلمتيها ،
وراحت تصهل باحتراف رائحة أزهار الحبق
أتنفسك كالهواء
كالماء
كالمغناطيس
أشتهي ضحكة حلمتيك ، وأطير خلف غبار الليل ! ، الجسد !
بدهاء ،
أترصدك تحت اللحاف لأتسوك نهديك ! ...
وأمضي كمطر فاضل ! ...
20 / 9 / 2009م
29 رمضان 1430هـ

Tuesday, September 08, 2009

سآوي إلى الصدى

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
عندما يعتكف المطر على الهطول
إذ يراني البرق
لا ألمح الشطرنج في قفا سمكة مترهلة
وصوتي محدب
صار الغيم مقفرا
والدموع قصيدة نثر صوفية !
( 2 )
أفواه الذاكرة حدود السماء
لأرى المسافة مرثية
حيث المساء رائحة النور
والصدى مكتنز بالضحك الغجري
وحفيف آل كنعان
فأشيد قلبي وردة لعل الخطوة سماء
لعل القمر هدنة
( 3 )
سآوي إلى الصدى
ليعصمني من حوافر الغبار
8 / 9 / 2009م
18 رمضان 1430هـ

Saturday, August 29, 2009

العاشق يكتب بدمه

العاشق يكتب بدمه
" إلى المعلم الشهيد سيد قطب في ميلاده المئوي واستشهاده الأربعيني "
( 0 )
حم الر ،
وتكتب ،
كلام العاشق دما لا ينضب ،
ورحيقا يطرز الشجر ،
والصدى ...
( 1 )
و تشرق كالصيام ،
وتسافر ندى وصهيلا ...
فيركض النهر خلفك ...
والليل سجادة لك ...
وأمطارك تتساقط فوق القمر ...
ربيع يأوي إلى دمك !!! ...
صدرك سدرة المنتهى ... ،،،
والمعالم أقصر طريق إلى السماء ...
( 2 )
والأفق في راحتيك هدهد ،
وهذا البحر حقول قطن ،
وشموع أرز ...
فرحك فيضان شجر
وطمي سنابل ...
هذا زمان الحب ، والمرايا المجهدة ...
أمطارك تحاصر الخريف !!!
فأسكن رؤاك ،
وشرفات الظلال ،
وأشكال صهيلك البهي ...
وحدائق الريحان جسدك المسجى في قلبي ،
الغزلان تقرأ شرفاتك / الندى
وتبادلني صلوات الفرح القادم
تفتح في داخلي مئذنة للعصافير
ودمك يتجاوز غربتك ...
هذي صلاتي الأخيرة !!! ...
والفجر مسافة انصهارك في الورد !!!
دعوتك أن ترافقني إلى أغنية أطرزها بدمي
وأعلن الصيام على ضفاف الأبجدية ...
في حرقة أسرق الزعفران من وجهك !!! ،
وأنت تهيم في فراديس المشنقة !!! ...
( المشنقة معراج الخلود )
هل أستريح فوق نبض القصيدة ،
وأنت تتجلى للشهداء ،
وتفطر عند النبي محمد ...
وتكتب شهد روحك ...
هذا ابتهالي إليك
رؤاك جزء من النبوة ...
وسر صعودك اللحائي !!! ...
( 3 )
يولد العشب منك / فيك
والعصافير حروفك / القمح ...
البحر يرتجف حين أحبك
وأغانيك وحيا للفاتحة
مسدسي إليك ...
دمي إليك ...
وحجي إليك ...
براكيني على موعد مع يديك !!! ...
تقارب زمانك فلا تستريح مثل القمر !!!!
شمسك تبادلني العشق
فأذهب بعيدا في المستحيل !!!
صباحك على مرمى سواحل تغريد البلابل ...
رصاصك برائحة الفل تشدني نحو النبي / أنت
وتكتب تهجدي الأخير !!! ...
وحدك تتناسل زرا زير ،
وأسراب بجع ،
وطقوس زلازل ....
وحدك ،
والإسراء بضع منك فتسافر في فضاءات القطا
وتسكن برفق رموشي !!! ...
وحدقات النبي – محمد - !!! ...
تركب ناقته القصواء فأهاجر في ضلوعك
تزمجر ناطحات سحاب ...
تسمي الشمس والقمر ،
والريح تخطو على شكل سجود !!! ...
أحن إليك كرسالة تتنزل الآن علي ،
وأزحف نحو ضوء ذاكرتك
فأرسمك في خيالي حصانا أبيض ،
وشجرا أحمر ،
ونبيا يجتاز السراب !!! ...
والفراغ ...
وحدك ،
تقرأ خلسة الصيف ،
فيزهر الشتاء في روحك فراشات ،
وبرقا زيتوني !!! ...
( 4 )
عليك السلام ...
عليك السلام ...





Thursday, August 27, 2009

الرعب الشهي

الرعب الشهي
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
... فأزين الرعب
أطل على شهيتي الكابوس الفاخر
فأنحت صلواتي بحيرات مدببة
أشجار الكآبة بلبل إباحي
فأساور الثلج ، عنق الزرافة
وأنتشي ...
ظلال تتموج فرج ضوء ، أيها الاستشهادي الفذ
إذ أضعضع خصوبة الماء ، نهد الملح
فأذرف الابتسامات فخد وردة حمراء
بعطر الدلال
أسامر اللقالق
فأمتزج بخمر النسيم الطليعي
أسرف في سرقة كنوز الندم
كمذبحة مكتظة بالمدن العاشقة
وبحكايات السراب المالحة ، الفوضى
فأرى الماء مالحا ، ملح منقار هدهد مطعم بالصبار
مانجا غانية ، فتنة خوخ
السماء تخونني بشهية مناضل ، ورفيق يعرف مواطئ الغرق المشتهى
لأرى الأفق بطعم رائحة النعناع ، ملوحة سكر مجنون
أمدح شهوة الريح
أدهن الطمأنينة بالمتعة المدللة
وابتسامة الينابيع
كما قرأت أفواج الغدير ، الغدر
ورأيت النار تغزو الحشائش ،
تعبر لذة الوحل
كلما دهنت الشمس بلحيتي ذاكرة بكرا ! ...
الأرض حبلى بالعيون الكاذبة
وبحر موزع بين الخمر وغباء القمر
كأن البحر يكتشف غرقه الأخير
وكأن الدهشة ابنة الحجر
فيبذرون الشهادة في الشارع الأمامي بفرح جثة تحمل الغيوم
وتطرد البحر إلى تخوم الصلاة !
فأضيء حدقات الغموض ، إشارات التعرج
مزامير البحر الأزرق
فأضخ الجمر في جرة شاخت ، سلالة لا متناهية من الزبد
ورعونة صلصال البحر الغربي
الدخان يتأبط الشيخوخة ، القهر اللذيذ
ويرصد خميرة الشهادة
أكثر هيبة من الجنون
أكثر فتنة من الظل
أسمع مزامير الغبار قيثارة
فأتمرد على سعادة الريح
وأقتنص بهلول النيازك
أفرط في رعونة الدهشة المرة ، مهاميز رغوة الجحيم
فأدلل أهدابك الفتنة ، شيخوخة الرعد
فأدهن نهديك بالبرق
أتملق نشوة الضحايا ، رماد الحديد
جلجلة الشهداء
فأعري المساء من المكابرة
أسن مسدسي على حافة الشفق ، الحجارة بخيلة الترنح
لأصقل جمر الريح
فأرى تجلي سهرة الجنادب خراب نص حداثوي
أسئلة تعشى الذاكرة !
فأمازح الهذيان لاصطياد وبر الضوء
أتكاسر على الوقت
أدهن الوقت فوهة ملل ! ، ذكاء نرد غبي !
وأتآمر على لغة طائشة
أي تيه فاخر
سيطرد الندى
إلى رائحة الصنوبر
ويحرق أصداف النص المشرش بالنجوم ، شذرات الكسل
ويقع في تأويل طموح المكبوت
إذ يحك أضلاف التثاؤب
يصقل هذيان الهداهد ،
ويروض أمشاط النباح
تمتطيني الريح حمام زاجل
فيتوه الخراب أعشاش عصافير
السماء في ذروة الهياج السجين ، تقذف التثاؤب الأخير
وجثتي المعطرة بالموت تمشي شبه عارية من الرحيق
وتستحوذ على مشاعر الطيف الثقيل الظل !
فينصت العشب بلا فتوة ، قال البحر ،
القمر يمضغ القلويات
ويلتهم شدقيه
ويفتح باحة النسيان ليحترق اللهب ! ...
9 / 8 / 2009م

Saturday, August 22, 2009

هايكو فلسطيني6

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
الشتاء يأوي إلى مرايا الحديد
يهشم قهوة الجرح
الماء يتطاير أنبوبة اختبار
وأشهق إذا شئت
( 2 )
الصلصال نزق
حلاوة الطين شك
كمروحة تفهم المطر العطشان
( 3 )
أسند حزني
ريح
أصادق هجير ظنوني
( 4 )
خبز الليل يمضغ الفجر
يترك دمي توأم الشك
لأرتقي بقايا المنفى
( 5 )
تعامد الضوء على ظنوني
الريح تستريح
كفي تمشي
( 6 )
بالدمع أوصد بابي
القلب شباك
جدار الباب بحيرة تعب
( 7 )
ماذا بقى
لألملم البحر
وأرمم شكل جسدي
بنفسجه تلهو
( 8 )
أطفئ الرمح
القلب جناح حمامة
هل
أعتذر في الصباح ؟؟!! ...
( 9 )
1 + 1 = 3
أعز عرش القلق
أستريح شباك على شرفات وردة
( 10 )
بالنسيان
أصابعي مبللة
أدخن على عجل
أقطف روث الذباب ...
( 11 )
سامحني
لأن الصباح صديقي
الورد على قارعة المساء
( 12 )
أشعل شامة خدي
قنديل يعتذر
الأرض سماء بيضاء
( 13 )
يفلت الكلام حبات سكر
أحتسي شفتي
وأمضي
( 14 )
الزجاج جرح فمي
فأشد جثتي إلى ظل وردة
البحر أمي المتوفاة ...
( 15 )
تهجرني الريح
ظنوني مقلوعة / عمياء
القلب يحجز يدي ...
( 16 )
وتعشقه الطريق
النهر بيننا
يتوارى خلف التوحد والحلم
( 17 )
يرتدي رائحة البخور
يعقد حلفا مع المطر
يتنفس طقوس النار
( 18 )
تعلمني
كيف أمارس صيام الورد
النار في جسد السماء
( 19 )
سماؤك مملوءة بالضفادع
أفق كحل عيني
لا تنساني الخيول
( 20 )
كالفراش أعشق الاحتراق
أطفو في عيوني
وأنادي الماء ! ...
( 21 )
الخيول تعود معي
كي أبتسم
وأضحك لقامة البحر ألعنكبوتي
( 22 )
المسافة ريح عمودية
الجفن مطر نهري
سراب على السراب
( 23 )
الشتاء يدنو من أزهار ألليلك
جثة تستلقي فوق الحائط
أرمي الضوء غصنا فوق الماء
10 / 12 / 2008م

Thursday, July 30, 2009

دوائر الماء ونرد كسيح

دوائر الماء ونرد كسيح
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 0 )
بشرارة الماء
القصيدة تتورد
أمام أشجار اللوز الغجري
فيشع عشب صدري
وهذه المرايا حمراء ، لغة الشفق
لأمر إلى نبض البرق الأخضر
لألمح شراعك الأرض وهي تبتلع زرقة البحر
وهذا الليل أبيض الروح
( 1 )
... وذبحوا أشعة الشمس ، الشمس
صوت الشجر يشتعل مناديل في أنامل الوجع
السهول تغتسل بصوتي المقلوع بفضة الشهداء
لا بحر يكتمل في لغة الدموع
وأنا خلف الطرقات
يشتعل الكحل الأبيض طلقات
وصبايا داخله في الحلم الأبيض
وموجي قمصان الجرح الفاضل
ملوث بالغيوم
ممزق في ضواحي الروح
وصوتك الجهوري يعدو
ويلتقط عشقك من جراحي
المدن غابت في فوهة المسدس
كطحلب يؤجل صلاته
قيامه
البحر يراقص الريح
والريح جرس دمي كلما هبت الموسيقى
الصلاة في عيون العشب لا تنام
والبارود فجر أبيض
خيول صاهلة في دمي
فأحتطب ذاكرة الجرح
والشوارع ترقص على نهدين
أنا سيد الهواء ، تقول الأفعى
وأنا انفلاش خاصرة الناي ، يقول السيد البحر كذلك
جرحي السماء
أنا الأرض ، فأصحو
وأكمل فضاء ناري
وهذا البارود عرسي الربيعي القادم
لأرى البحر قرب البحر
وأعبر صدري جسرا
وأعشاب صوتي زمنا
هكذا ، انحنى الوطن خيمة
عفوا ، والجرح يحمل الريح
ويمر إلى زناد صوتي
بين ضلوعي فجر وشهادة عاشق
وموت مذبحة كلما احتج دمي على دمي
وحكاية متراس يداعب امرأة حامل أو عروس البحر
والطائرات عطشى
فأقرع لهيب الشمع الأحمر
وأطلق خيولي في مواسم العراء
لننهض على شكل لغة للعرس القادم
النار
المسدس
الطائرات
تركع أمام روحي ، وصلصالي عنيف
وفوق فضاءات الموج أردم عشب الوقت
الريح تحتشد خلف الأرض
والرمل يهبط نحو السماء
خطوة
ويرتفع الرعد
لهفتي زرقة الوشم
فأمعن في سمرة ، حمرة الأفق
ها الورود يتهجى الشمس الذبيحة ، القمر
وتمتد حنطة اللغة
وسنابل تفتتح القلب أمام طيش الجليد
في لجة الصحو أرى دمعتي المتدحرجة
أشرعة للقمر
والضوء واقف في جنوب الخاصرة
فأحبل بالعشب ! ...
وأمضي لصلاة المطر ، العطر الشرقي
وفضاءات مسالك الغيوم
هذا التراب ثريا
وأنا المثقل بالسنابل أصغي إلى الحناء
وطفولتي تزنر الخيول الحمراء
الدخان على حافة الكلام ، خاصرة المسبحة
وهذا الوقت شيخ شاب وردي الدمع ، الجرح
فأسرد ذاكرة طفولتي
وروحي غدت الوطن الكبير !
تيبس الحلم في خواطر الشاي
في ملامح إبريق العشب
وزقزقة العصافير
الشهادة
معراج
الوطن
الشهادة معراج الخلود ، أربعين حورية
وقمر فضي ينمو من تفاح وجنتي ،
جثتي
فأرى المساء نمرا
وغزالة في صدري اليثربي
( 2 )
... وحين يأوي الفجر ألمح أسراب الدمع
القمر أغنية البارود
وأسئلة الريح للريح
ولبحيرة مزروعة بالخيول
على حافة الجرح
أدرب الحقول على الفروسية
والضوء يقضم الضوء
الورد يغني
لرشقات الرصاص
ولمذبحة الأرض على ركبتي
فأرمم وهج الروح ، موسيقى التراب
فأدحرج الأسئلة كرات ثلج أحمر
وأذيب الوقت الشقي
ألوي عنق فواصل اللغة
فأرى حنطة الذاكرة
وتهاليل العشب هديل ، اخضرار الكرز الفضي
نكهة الشاي تفيض من فوهة المسدس
رقصة أخرى
وازدحم
ابتسامة مرة
وأراود النوارس
لا تنحني للبحر
للدمع الشقي
للسراب الهمجي
رمحك نمل نقي /
تقي
فأنشر ظلك العالي شجرا
وألبس جمر شجر الزيتون
وأحلام الأسئلة
... لاهثين في سهول الغبار
نطوي فسحة الروح
والقلب يحمل السماء
والسماء فستان الأرض
الزعتر يلوح للريح ، مراجيح العصافير
في وداع بلل الغبار
السماء تحتمي في حلق الخيام
ونشيدها الكوني في اكتمال الحزن
على شفير الميجنا
أرى كفي
الناي يفصل البحر عن المساء
فأرى حضور الغياب
وحقول الصقيع وجع جليد
الوقت ذاكرة الطابون
ومفردات كسيحة في زفة الخيام
وأنا الشاهد على خمر السؤال
الأفعى
باسطة
ذراعيها
كي أصعد نوافذ البحر الغربي
والغبار يغدو كسيح
ومدارج تحشد الطرق في مناقير الطيور
فأشرب قهوتي البيضاء
والتراب يفرك الغيوم
الأرض معاطف الحجارة
كل الأمكنة معارج
وحدي أناجي جرحي في دموع الورد
كي يفيض التعب الأبيض
وأمشي متسللا على حافة المعنى ، الصلاة
وجمر الليل غيمتين
فقادتني إلى صحو الماء العذب
فأشيع الريح
البحر يشم رائحتي ، حكاية رجولة الورد
وحوارات أضرحة الشجر
فأنعى حبر البحر !
فأرى خيولي صافنات
اللغة قطعان حيرة ونرد في جمهرة العطش
هل أكمل ما خبأه البحر
غباري مساء ! ...
الناي بريق الشاي
لم ألتفت لحزن العشب ، رخامي أخرس
البوصلة شارع حار
وسلالم الضوء حكاية العشب
فأخلع جبة الهواء ، القشطة
والجبال تسيل فوسفورا أبيض حين يكتمل معراج المزاح !
فيبتسم التعب !
والطائرات تأكل فناجين الروح العنيدة
ورعشة الجسد بخور
الذهب يشكل المئذنة
ازدهر المطر في رئتيه ...
الشمس تشرق من ضلعيه ...
ذبل المساء في وجنتيه ،
عينيه ...
وحمرة الأفق تنهيدة خضرة الورود
والنحل في ريعان حبره
وهذا الجرح يسند النحل ، الحجر
وطلائع القمر
كنا
نلبس المئذنة
ونتموج في فضاءات الظنون
وسفينة الدمع خف متسع لسلحفاة برمائية
فأمشط ذكريات الغبار
وقميص الغروب صهللة ! ...
هكذا ، هاوية الشروق ، تلتقي
والقمح في رئتيه ، في جفنيه ، نمل أحمر
وبعوض وردي
وقارورة زيتون مصفى
إنها الصلاة لا تنحني
والإشارة تستسلم للعشب
ولفارس يصحو مع الغيوم
ويتيمم جرحه الشمس
هو ذا النحل في محراب باروده
والورد يقرأ بيته الطمي !
ويتسلق سفن الأساطير
فأغمض جرحي لأرى القمر الفضي
يوم تصادقنا مع المطر الفضي
غباره غابات نور
وطرائد تصطاد الحنون البري
وتغني لأحلام الجرح اللذيذ
هذا المعراج دافئ
وهذه الشمس زندي أمام تقهقر الليل
فأعشق خيل الحسين
والمتنبي في محراب التيه
هكذا ، أرى الحلم عيانا ، بأم جرحي
وعباءة النوارس تحتي كأن الغيوم فضاءات تفتح في القلب الرؤى
ليتقدم الواجب ، الإسراء
اليقظة تخلع قمصان الشمس
وتطفئ القحط – القط كلما استطال
فيتجلى الجرح في صورة حقول
وحنجرة مغمورة بالعطش
وتسابيح شهوة
وقصيدة تقود خطاي إلى المعراج كلما سكنت فوهة مسدسي الأخير
( 3 )
كل شيء يشبه الميجنا
الصلاة في أباريق الخمر
مددت ضلوعي شوارع في الدموع
فطفقت أزين زيتون ، نحل ، صوتي
كي أصلي لبرقوق شفتيك
وأمشي أميرا بين حبات المطر
غادرتني شفتاي حين خجل جرحي من السنابل
واصطاد ناي الشهادة
لأرتقي مدارج الليل ، حمى هذه الكلمات
لغة أخرى تعمق رائحة الزيتون
أمد يدي
كي أصافح يدي
أزرع أحواض الكلام نعناعا
وأرسم دفترا للصعود لحافة الصيف ، مقابلة الليل
إذ أتهجى الطقس
الرعد خفي ( بضم الخاء )
الأرض أسلمت للروح
وجعي قطعان سنابل
صاحت خلفي الفراشات ، زمجرت الرماح
هذه الطائرات حطت على قرطي
اعتلاها الهديل
تعبت مني
سيصعد البنفسج إلي
وأطوق خصر السنابل في اللحظة القادمة
ذاهبا إلى خليج الجرح ،
وماء القصيدة ناي
فأغازل الريح في سعال الشتاء
صوتي بلاغة الشهداء
إذ يدور بي زخرف الشجر
فأطير إلى مباهج الحياة
ماء الفرح ظلي على الإسفلت
فأهز جذع الدموع
وأؤثث ذاكرة العربات نحو جمر الضباب
ربما اصطاد شمس التعب المعسل
القمر تنهديتك البكر
في اشتباك الريح
قريبا من الصهيل
ألوح للجوع
ولدموع الحب
من الفرح أجرح الغبار
والورد حر في اختصار السماء
أو اختيار المقصلة
إلى أين أمضي ... ؟
والحزن انطفأ على ظهر حصان ، أرجيلة
وفوهة مسدس مخملي !
والسماء تتزاحم في الخيام
فأمطر القمر
والحزن في اتساع الأرض
بين يديه
يضم تنهيدته الناشفة
بطيئا
أمر على استدارة الرغيف
والمنفى حضور العاصفة
فأمعن في السفر
سنبلة خبأت روحي
وانزوت كالشتات
أسئلة على جدار مائل
وخيول الذاكرة أعرفها ، وأتقن أنني التاريخ
والوجه من تحت القناع نبي
أو محراب
والقمر نشيد أبيض أو نبيذ
الأسئلة متدحرجة كملح سكر الدموع
جرح يليق بك !
نارك كحل الشهداء !
المطر هو المطر
القمر هو القمر
فأقبل الجرح مئذنة
وأسكن شرفة الاشتياق
وصباح السؤال
حقائبي جراحي
دمائي أحلامي !
يكتمل الاشتياق ، اشق السيف
أقطع الرمح
والبياض صاهل
السماء مبللة بالخطايا
لينهض الحلم
نمدح غياب الريح
مخدعي طاهر كالشمس
وأنا موغل في الهديل
كي نغني الشهادة في أول النهار ، آخر الليل
ونسرج سر الورود على شاشة التراب
ذاك صلاة مكتظة بالعشق ، الحزن المقدس
الفرح الملائكي
سالت الريح فينيق
سميت البحر آية
أنا سليل قنص الدوالي
فأحرس الجمر
سلام يفترش العطش
بين دمي ودمي مشيت كي يتيمم بالموج ظلي
فأضيئ تفاصيل التاريخ الخرافي
ووجهي يركض بلا تضاريس
وحقولي قافية
كأني ولدت على خد القصيدة
رأيت الليل في حضرة القمر
وأنا أتجول موسيقى
أصغي إلى كتف الورد
وأقرأ : لهيب الحكاية
فأقيس الأفق بين شهيدين
وأحلامي العالية
( 4 )
نرد بقامة الثعلب ، الذئب التقي
الدوالي على حلبة الشهادة
الحواكير عكاز الخيول
ها ، يذكرك المسدس الجنوبي
وزيتونة مطعمة بالرصاص
فيزغرد الندى
ودمي مزدحم بالورود
وخبز الفقراء
وأنت تكحل الشجر برائحة البارود
جبلا
كنت في امتداد الجرح ، الخيمة
وعشب عينيك
أيها المتمترس في الميجنا
تحمل زوادة الورد على ظهر السماء
لتقرأ عين الوقت ، ريش يمام
والحقول لا تنام على جرح القمر /
البحر
الخيام خيول العرب !
وجعك مسك
ووحشة الزنابق نعلقها على الجدران
لنا دمنا
لنا موالنا
لنحترف الاستشهاد
ونجرح مرايا النوم ، النعاس
بكت النار على القبرات
الريح تملأ شارع النهر الجميل
في جعبة الروح
حين مررنا سويا
كنا نقرأ تراتيل الغضب
نلم كلمات العشب
لكأني أرى خضرة المساء
ومساء البحر حروف من وجع الهديل
دم على الجرح
دم على الحائط
دم على الموسيقى
دم مذبوح في صوتي
دم على جدران الهديل
دم على زفة الصهيل
دم يطلق نشيده ، طيوره
ويبحر في بخور الشهادة
دم على الدم
فنبكي كما نشاء ، كما نشاء
وهذا الاشتهاء مساء فذ
فأحمل نزيفي في سلال الجرح
وتبكي المرايا ما تبقى من صحو
منذ ستين نايا
وفجري البريء مصاب بالأفعى
فيمضون لحلق حروفهم
وأحلامهم نافذة البحر
حين أخذنا دمنا وسافرنا لاكتمال النص
لعل الحداثة تتجاوز سؤال السؤال
وتقول لي أنفاسي المشتهاة
الريح تثقل نهار القمر الوثني
راشفا فنجان كسلي
وكحلي المشرع للطمي
فأسوس السماء كما الأرض
وأمد ذراعي الفستقي ليدي
على طاولة النرد الكسيح
بالعشق
ألاعب الهواء
وأمر كلمح البصر في رسائل الغيم للأشجار
ولغابة تزنر المزمار
تفوح رائحة الاستشهاد ، الجمر اليثربي
ونشيد الوتر
العشب ذبيح
الورد ذبيح
الجرح في أوصال القصيدة
أروي زرقة حلمي في بهجة القرنفل
حتى صياح الديك
أسئلة
طفولتي الناي
وسريرك عشب الفضاء
ومسلة الظل العنيد
ها / الأرض تفيض قلقا
وبوح الدخان خارج من خاصرة المسبحة - الوقت
كي أقطف من رموشك أغنيتي
وأكتبك لهفة موال في القلب المتورد
فأرى رعاف البحر في رغيف كسيح
الأرض جريحة
النهر جريح
والطفولة راية الأفق الثوري
وردتان نحن /
نهدل مع اليمام /
الحمام البري
ونطلق تكبيرة الشهادة الأخيرة
أمضي إلى وميضي
أشم رائحة الخيول خلف انطفاء الفراغ
والشهادة فاكهة الموسيقى
لأمد راية نزيف المعنى إلى شجر راقص
قليلا من بلاغة النمل
والشجر يكسر عنق العاصفة
وينقر رأس كنعان
( 5 )
بالصبر
أغسل الشمس في اكتمال النور
وأزوج القمر للشمس
على الجرح
ابتسم
أصلي
أصوم
ليتهجى جرحي مغازلة البحر الذكي .
كتفاحة
تأكل حبات اللوز الكنعاني
لأعثر على رمحي على وترين
ضيقة عين القمر
واسعة عين الريح
هذا الكون صحن الروح
لأملأ لغتي بالخمر الصوفي
كنا
نضيء حزننا كحبل الوريد
وصراخي رائحة الطباشير
الخيمة أكبر من القلب
القلب أرجوحة الندى
الأرض تنهض في المطر
أواصل الصلاة في جرحي
لثمتها
فوق صدري
الورد مئذنة التراب
ما عاد المطر يشبهني !
ما عادت الكتابة تشتهيني !
فأغزل
شراشف الزمن
أمضي محتفيا بزرقة اللغة في بهو المعنى
والثريا تطعن العطش
مساء نصفه سقف الشهادة
جثتي
مبللة بالنور
فأفيض على وترين ، حصانين
ها أنت الآن تمضي إلى وجهي
تراتيلك الأولى
كي تشاهد حبري منسوجا بالحناء
عرس أمي منفى !
كن مطرا
وبرقا
في اكتمال الميجنا
كن فن الرؤيا
الغبار يصعد في لجة الصلاة
لأستل صحو النور
بكيت مثل دفء
وجرحي يقرأ خضرة النور
أمد النهد إليك
وقد أرهقت الريح
فافتحي بهارات الضوء
أقرأ /
ما خطه الدم على سولفانا القلب
على شاشة الوقت
فأصعد /
رغوة الأفق البهي
وفي حضن الاستشهاد باب الروح
فأمر إلى ملح الخيول
وطعام الورد همزة الوصل
لأصعد إلى جذع التهاليل
يا هذا الدم
الذي أدمن القمر اليثربي
خذ ما تيسر من صيامي
تراتيلي
صلواتي
من صهيلي
ومن شهقات الخيام ، حكايات الضوء
على رسلك أيها الدم
امتلأت الروح بالخضرة ، الهديل
وسفح بابي رؤيا
فأسرج خف الكتابة
على رسلك أيتها الشهادة
لي أبجدية الصباحات
ولهفة اليمام
لألمح صلاة الضوء في وضح العتمة
على رسلك أيها الدم
فأنا والزيتون شهيدان ...
لألمح وهج المطر في حنجرتك
الأرض تبتلع السماء
وهذا المساء أحمر فضي ! ...
23 / 7 / 2009م

Tuesday, July 21, 2009

ملح حلو

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com

لليل آخر السماء
أول البرق
أهيئ زعانفي كالخيام
وأحرث صلع البرق
فيبوح المطر لي بمحضر اغتيالك
ومقاتلة السراب حتى النزع الأخير
لأرتوي من عض الشمس
ومحاولة حراك الريح بشكل هستيري
لنستوطن خدود النحل
لغة النمل
الصوفي
وننفي السراب إلى الشتات
فأنا عاشق بلا تاريخ
وبلا قافية
17 / 7 / 2009م

Friday, July 17, 2009

المطر ينقض وضوئي

المطر ينقض وضوئي
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
... وتنقض وضوء المطر
تعدو عبر الكلمات ! ...
هذا النهر الجنوبي قنديل وزورق
فأسمع عينيك الواسعتين كشموخ السوسن !
سروالك مملوء بنانو المطر الصوفي !
( 2 )
أغنية تتدلى ودمعة
هذا الكون ابتسامة سفينة !
بحر يمر عبر شفتيك ، وصباح جميل
وهذا الدمع أنيق ! ...
أقترب من المطر ما استطعت
أعدو تحت رموش الوهم
وهذا الندى سيمفونية
............. ،
جسدانا بين جحافل الليل ووسامة النهار
الريح امرأة تبحر صوب صوتي الشهيد !
وتنادي رنين الماء
الفراشات لا تكف عن الضحك
والغنج الليلي في وضوح لغة الهمس الجريء !
بلباقة أبحر بين تضاريس الماء
وهذا النهد كنعاني الأمارة
مجوسي النار
شمالي الندى
جنوبي القبلة
شرقي المذبحة
غربي التوحش ، التفرس
قطبي التوحد
صوفي الهديل
( 3 )
بيني وبين الابتسامة
لغة ، بيننا تراتيل
طرزته الأسماك الملونة ، حضنتني كالصنارة
بيننا ، ...
المطر ينقض وضوئي
ويملأ كأس الشاي بندى الصباح
وكأن العشق
رمح يثقب البحر
وكأن العشق
زورق من الفرح
لعلي أسمع الشمس
أرى رنين الجنادب الجريحة
... والماء يسرج أفراسه
والغيوم ذبيحة
لم يبق من جسدي إلا مثل الرمح
وهذه اللغة الجريحة
فأفتح خطوات ابتسامتي
والدمع في حالة نفير ، وجنون عبقري
ماء يتخبط
دمع يذبح الصخر
فأرتوي من صوتي القلوي فوق الجليد
( 4 )
أميرا أمشي
أفتح خلايا عصارة حصوني
وهذا الجموح جليد
وحمامة فاتنة
( 5 )
أعرف أن أجرح المرايا
الابتسامة متدحرجة والطريق
وهذا الليل تنهيدة عاشق أخرس
ونار تسند خطواتي الأميرة
فأسند وجهي الأفقي على صدرك
وزغاريد البنفسج تحث القمر كي يرتل أبجديته
ويفتح ذراعيه لغنج البحر
وأنا عار على السرير أزجي الماء القلوي
وفرج الأرض إبريق
هذا النهد حمامة والطريق أطول من السراب
أصغر من الضباب
فأطلي حلمة نهديك بالسراب
أمحو الزبد عن شفتيك
وفرج الأرض إكليل
وأصحو قليلا
ثم
أنام
بين وجهي ووجهي
وهذا النهد وسامة السراب
أتفرس
ألمس
أقرأ
تنهيدة المطر
هذا الأفق حريق
حيث تبدأ معصية الرمح ، الطريق
حيث أتقيأ الوقت
أتفيأ
وشوشة أحمر الشفاه
جرحي جذر الزهرة
ساهرا
بين صلاتي ومحرابي دمعة
فأزرع الكحل الأبيض بين روائحك
صار المطر
كتبا ، وأنت بين السطور
لغة
ساهرة
خربشاتك على الوسادة نحلة
رؤياك طوق هدهد ،
ويمامة
مهلك يا حبيبتي ، أسرعي الخطى
هذا الندى قارورة شفتيك
كالهالة مرسومة على باقة الحلم
في حنيني سخاء ! ...
( 6 )
سرتك تطيل البكاء
في السرير الذي فرشه الهديل
أسألها – ثقب السؤال الأبيض
تنقب في بطن النحل
ساكن
حيث يصحو النخيل
بين جفونها والوسادة
ليس في دمي شيء من الحزن
وصهيل يسكن القمر
أمس
كنا على وترين
فرأيناه ندى !
وكانت ثيابنا أحمر الشفاه /
نغم المجامر
لذة العراء
الشمس والقمر يتراقصان
دموع تسكنني
وهذا الوتر جمر الخاصرة
الحمام فؤادي
أبراجي أمواج
نمشي بين الملاءات معا
نضحك معا
نصرخ معا
نشتم معا
نفيض معا
نلبس الابتسامات معا
نعطي الليل لليل
والنحل سراب الغجر
لكن أمام الصلاة نفترق
وهذا الماء لغة حمراء !
( 7 )
أحلم يا كنعان
بالعشق في ظلال الزيتون
بتقاطع الرئتين
للندى الجريء
أجئ
أستلقي في سفوح الغواية
ألبس الخمر الصوفي
وارتوي من ابتهالات الشمس
فليحترق السرير
وهذا اليقين ذبيح
أو جريح !
( 8 )
أجري مثل بيكربونات الصوديوم
أواصل حصار الأسئلة
عاشقا أتقصى دمعي
برقي خيمة
أجلس فيثقب الإبرة
أغزل حلمتيك صلاة
وشباك يصطاد الضوء
ويغني الميجنا
( 9 )
أمس
عدنا وسيمين
فارتمينا وتوسدنا السجود
وكان الحلم وسادة
الشهوة رغيف
أعرف سعالي في محرابي الجميل
ووجه الندى مطر لذيذ
ورؤى تغسل الجفون
فأزرع الدمع
وردائي جوع لطفل بهلول
ولشيخ يقبل الغزلان
ويتوه بين الندى والمطر
وهذا المحراب سجدة ، وعلامة
حيث تصهل ولا تنام
حيث الجوع صهوة
والخطى منبر وسادة
وشال يغسل الضباب تحت إبطيك
الرياح معراج
النيران فسطاط
أعلو مع الماء
وسادة
لتولد صرختي رغيفا
وأسراري سنابل أليفه
لي فرس قدماه في الماء
وجناحاه الشمس والقمر
لطفا ،
المياه تهاجر فيك كما السمك الملون
والصيام يقترب كما الوشم
لطفا ،
أحلامك صديقة
فرشت الحلم بالغزلان
وتضاريس الملاءات بالنعناع
وزهور الزيتون
لعل الموج يصحو
لعل الرياح وجهي والمدينة
صار وجهي جرار دمع
والحارة رفيقة لشطوط العشق
وهذا الفرح بلورة ندى
عفوا ،
سأغني للبرق
والسماء تشتهيني
حان ميعادنا
ألملم فتافيت الخيول ، والحقول الجريئة
فأعطيني أن أنسج حياتي حماما مسلفنا
والورود تغني إلي
^^^^^^^^^^^^^
البحيرات حبلى بوجهي والأصداف













11 / 7 / 2009م

Tuesday, July 14, 2009

مطرمن القز

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
مطر
يتسلقني
دودة قز
لأدرك جنوني المترع بالعسل المملح بالنبيذ الأحمر
وبقافية مهذبة عرجاء
فيختبئ الصمت في داخلي
قطرة بخور
لأرى المخاوف تحتل طحلب القمر
لأعاشر الريح
لعل الحكاية تذبح الثلج
( 2 )
فأرفع النبيذ المرقع بعلو صوتي
وأظل أفتل نجيع الأمس
لعل الصقور حمى القصائد
ولعل الرماد غرق الندى
وهذا الجمر سلالات الضباب
وحرقة القصب
فألمح الليمون جمرا
وأشتاق لنقطة الدم الأبيض المغمس بالكحل
وبرائحة قارورة عطرك
هكذا ،
أقبل ظلك كطفل يدرك مفرداته الغجرية
وعذوبة كحل القز
ونداوة حالتي القلوية
14 / 7 / 2009م

Thursday, July 09, 2009

تزورني الينابيع والملاءات مذبحة

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة- فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
ذاهب أتقيأ جزر البحر
وبراعم العشب الأصفر صدأ أفعى
هكذا ، ألمح مرافئ الفراشة
فألبس أشعة القمر
ألبس خيوط العنكبوت
حاضنا هشاشة الناي
وندى يهرب مني ، في
وتتقي خوف الشجر
( 2 )
قبل أن يأتي المطر ، أضئ
قبل أن يركض الظل خلفي ، تزورني الينابيع
أفك أزرار الشمس ، وأستيقظ
وينسى القمر ابتسامته تحت وسادتي
( 3 )
صارت لي الصلاة خبزا قلويا
حلما خرافيا على الورق
من زمن الغرق
في غابة الزكاة
صارت لي المئذنة حريقا
والشجر غبار الابتسامة ! ...
( 4 )
الريح والمطر عاشقان
وأنا بينهما محبرة للسؤال
وشفتي وردة يتيمة !
أسمع صدى يغور في النمل
وأغزل من قطرات المطر خيوط شبكة لاصطياد الشمس
^^^^^^^^^^^^^
وأنصتت الشمس للقمر
وسمعت تكبيرة الإحرام
( 5 )
عائلة القمر
تجلس قرب المرآة
تغسل خبز النار
وتقرأ للدمع الشاي الأخضر
( 6 )
وقطع الندى الطريق إلي
وأقبل البحر ، فصاحت الورود
اقبل لا بأس
فمضيت كالسيف
البحر يذهب نحو الغرق
والسماء تستعجل الوصول إلي
فضرب البرق دمعها ، ومضت بجسدي
مضت إلى وجهي : أحسب أني وردة
والسماء قدمي !
في رموشك زرعت شجرتين
من دموعك سرقت غيمتين
في دمك غمزتين
في جرحك ضحكتين
في ركبتيك وردتين
في نهديك رمحين
ثم مضت الريح معي والبيارق
وضوء الشحرور يسعى نحو الحبق
كأن الدمع / رمح
كأن الدمع / فارس
أسمع فضة الجسد
النار تبحر صوب أشرعة المطر
شهيقها الليل
زفيرها الخيل
وكأن الجسد / شهاب
وكأن الجسد / نبع دمع
بيني وبيني زنبقة الدم
لغة ، بيننا صهيل
حضنتها الابتسامة ، تتكأكأت كالشراع
بيننا
واقمراه ، كن لي ندى ، وكن لي نارا
أسمع رموش الصلاة ، وهذه الغيوم ضاحكة
مطر أخضر القوادم
والجسد يسرج خيوله ، والملاءات مذبحة !
سماء تتخبط ، والزوارق
هذا قدوم القرنفل والبنفسج ، والوسادة عاصفة
فأسمع رنين الرمح
لم يبق غير شذى الدم
وبوابات القهوة الحلوة خطوات فضاء
وحكاية نص نثري معجون بالصدى
أدحرج كتاب المرايا والجسد فضاء
أتفرس عشبا عاشقا ، والأفق تنهديدات رأسية
حيث تمتد لسماء
ولا يهدأ المشي بين الملاءات
وهذا الصراخ أميره !!!
( 7 )
عفرت الريح
وهذه الأرض شهوة دمعة
ساهر بين الضوء وبين البحر والنافذة
ينصت السرير إلي
حيث سندباد الملاءات
وشوشت حتى المطر الفضي
وهذه الصلاة بلا وضوء !
سأحرس ماء الزيتون ، ودمك عاشق
فأشارك المطر أعراسه
1 + 1 + 1 + 1 = 9
صارت نقطة الدم قصيدة
وماء بطعم الرحيق
وهذا الوضوء شامة
لم يبق في الجرح يمامة
والحمام طار من دمي ، والسراب خطاف
أنا وزنبقة الدم عراف
علامة
الشمس قنطرة المطر
وهذا القمح يغذي سرتك الزرافة ! ...
1 / 7 / 2009م








Sunday, June 28, 2009

الشاي الأبيض

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
للنهر
الذي يشرب الحليب في دمعنا
وردة في المكحلة ...
وأرجيلة لها نهدان
ودمعتان زرقاوان
وأردافها لا تفارق ابتسامة الشاي الأبيض
جنونه الأزرق في قمة الصلاة
وذيل فرسه أغنية مشفرة
( 2 )
... وليل طويل كوسادة عاشق
وأنثى تشغلها لقمة الحب
فيداعبها مثلما يفعل الذئب المطر
ويحنو على فرو حلمة نهدها
ويقول لنا / أزرار قميصه بئرا بطعم التين
وخوف الشاي من الهواء
ورمح يصعد ساحات الوقت
يزرع الأغاني بين نهديها
ويحترس من الصيف
وحقول الشعير خضراء في دمها
وصوتها طائرة ورقية ملونة بأحمر الشفاه
( 3 )
... وألاعب قطرات دم الزغاريد
وسروه حمراء بلون عيونها الخروب
كتف على كتفي
خد على صدري
والمطر الوثني جميل
هذا الكلام الإباحي برادة مغناطيس
فأشم سعال خمرك
وأضاجعه في ملاءات السرير كقطة بيضاء تخمش الضوء
والأفق إلى جانبي على السرير بخور الجسد
( 4 )
لولا الأفعى
لأختلط الأفق في الأفق
والجسد سورة مطر ساخن
أنا لا أحب الصيف
ولا الخريف
وأرى دمعك طاحونة المعركة الساخنة
( 5 )
لن يذوب الأفق ما دام جسدي حليبا
مصهورا بين شفتيك
وسروالك الأحمر الداخلي سعالا
جارحا بطعم الموز
فأزورك كما صلاة الاستشهاد
والفرائض كوتر يبحث عن توهج الجنون
وقدسية البهلول في لعابك ورق الشدة ..
على الإسفلت
أرى غبار رحيقك
وجسدك الفينوسي الفذ
دموعك مسدس سريع الطلقات
وصوتك نحلة زرقاء مقدسة
كالبجع أدافع عن ظلي بين نهديك
فلنكن أفقيين إذا ،
ولنكن نرتجل احتراف السحاب ،
ولون الشفاه
وهذا المطر شحيح هذه المرة كأن المساء مساء
والصلاة صوت سعال بلبل مهذب لطيف
أدافع عن رصاصك الأحمر
وجنون الصقصلي
( 6 )
أتلمس مساربي بين دموعك ،
ودموعك فراشات حمراء
لأرى فناجين الشاي الأبيض على ركبتيك
هل تشم أحمر الشفاه
وطعم جديلتك ، وحاجبيك خفيفين
مرسومين كزيارة ضيف عزيز
لتتابع صهر سروالها الداخلي على وجهي
ووجهي حبات شعير أخضر
فيتلألأ عمرك الشتوي كالنحل
وهذا السعال مقعر مرة
ومحدب مرات
( 7 )
في دمعي يستريح من السراب الساخن
وتتركه مثلما يفعل القط الدبلوماسي
تغفو قليلا على كتفي
وتحنو على إبريق المطر
تتسلق برودة الليل
وتجفف أزرار حقول الشعير
وتترك سرها فنجان شاي أبيض
ولا تخاف من الورد
الوقت يضيق على حدود النافذة
ولا ينسى خوف الأفعى من المطر
وبوابة الضباب على مصراعيها
تترك ابتسامتها جديلة
والبئر يستحم فيك
كزنبقة مفتوحة المدى
وفي ليالي الشتاء
تجفف صورتي برائحة الشاي الأبيض
دمعتان كثيفتان
ضحكتان بنيتان
وعلى نهدك حصان بري
( 8 )
... بين نهديك أستريح من مشاجرة الضيوف
وتقول لي : امش كالقرنفل بين أنامل عاشقة
ظلنا يمضغ الاستشهاد
يفتتح جروح البيوت أكثر
وإلى غابة العشب الأسود
يمر
مثلما يصحو الوقت
أو يغادر رائحة السراب الثخين
لأرى الشتاء كما الشتاء كما الشتاء
وأزرار قميصك مد وجزر
والمطر يسأل
كلماتك تكسر الزنبق البري
كالنحلة جهة التين الأسود البحري
ويقول : لا تلوموا البحر إذا انكسر على فوهة لعابك
هنا إذا الوقت أرجواني النظرات
الدمع يستبشر بالحصان
ويهرب من الوقت يمر بين دمعتين
ساقيتين
وبلاغيتين
مساء الورد ،
وقبل الدمع بدهاء
لا تلوموا الدلال ، كان يقول
ويترك أنفاسه في جيدي
والشاي غدا باردا
كضيف ساخن !
وسادة تلمع في الليل
هذا النهر جرئ وهو يفكك أزراره
تلال قمح
ويحتضن الوسائد المحشوة بالأغاني
والسراب مساء مساء زغرودة
( 9 )
ستستمر الحرب بين السماء والأرض خمسة دقائق
أقرأ فيها شعري الحي
ودموعك مملوءة بالنمش
وفرح الزغاريد
نمشي عشرين سنتيمترا إلى الأمام
وإلى الخف سبعة سنتيمترات
هكذا ...
أتفوق على الوسط الحسابي والهندسي معا
فيترنح البئر في حضني
وحضنك يتسع زرقة القمر
فيخاف الشاي مني
وتنهمري ملاءاته فوقي
فيخطفني الاستشهاد
عميقا
كعمق رائجة الحبق
7 / 5 / 2009م




Tuesday, June 23, 2009

ردة الشمس

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
القمر يتجاسر على خدود الشمس
يخدش أشعة الصمت
ويطمح في أن يحمل الليل الرخيص على كتفه كريح تسكن الريح
فأطل بمخلب الحنين
وأرى ظلي بمحلب الظل
أبتسم كخرقة
الحنين يرغب في الندم
ومحاولة اجتياز الأفق
خمسة دقائق
تكفي لأسرق النهار من الليل
سأحمل وجهي المصمغ
وأنتمي لغيمة حبلى بالسراب
ومواقعة الزيتون في ركن بيتي الجنوبي
لأجتاز أقراط بحيرة البجع
( 2 )
أين يا ترى عين النسر ؟!
( 3 )
والغد يمضي إلى صحوت الماضي
عاريا من المستقبل
يحارب الضوء
لكي تكون السماء أجمل
( 4 )
بلساني
أحلب الظل
وامرأتي العشب المعطر
أأسر جرحي ؟!
يمكن التلصص على الشمس
المطر يجتاز وحله
وينفخ العطش في الغيوم
عندما يتكور الحلم على الحلم
( 5 )
بؤس فج
قافية تجلو فرج الحديد
وأزوج الحائط للحائط الأفقي
ببساطة
الهواء غاضب
والدمع إطار النافذة
أساهر الدمع
وظلي فنجان ورق بردي
فأجمع خمري من مناقير الشحارير
وأنوي معاقرة خيوط الفجر
فأبوس الريح كما ينبغي لما ينبغي
وأدفع جرار السراب إلى هامش سرة البلابل
ليصاب السراب بالغيرة
(( السراب أنثى مجنونة تقلي السراب بأحمر الشفاه
وتتزوج رشاقة الحبر في فم نحلة عاهرة ))
ومحاكاة قنفذ بري
أعلو بخار قبلة
وبوارق الشتاء تنمو فوق أسناني
أعجن مرارة النار الزرقاء
وأرتوي من ابتسامة السراب
( 6 )
أجنحة الصمت أكثر بياضا
بودي لو أصوب دلع السحاب
فأسافر أبعد أبعد من السماء
وامرأتي تلبس الضجر الحلو
وهذا السرير فضاء لخشونة الماء
لهايكو يتفلت من سبابتي ويزرع الصمت في الهواء
لشاطئ يصعد ذاكرة ، ويرتعب من موت البحر
فتهاجمني أسراب الدهشة الحلوة
بودي تحلية الغبار بينما يهرب النهار من الشمس
فأسمع صرختي أكواز ذرة
200 = 1000
ما زلت أتهجى غيرة الماء
وهذا الملح سحنته رماد
الدم أعرج
العصافير أنضج
ما عدت أقوى على الصهيل
فأزرع النوارس إطارات خشب
حائطي مائل
وجهي يرتق المطر المكتنز بالفرح
مثل ريح تتزوج الغبار
أراقب دموع الباب
فتتمشى صورتي على حائط جنوبي
تحرث الدمع
أزيف النار
ثمة
عصافير أجمل من النار
ثمة
هواء يبالغ في الموت ألسريري
ثمة
دموع تقهر السموات
وهذا البحر نازي
كجلد فراشة تمتص الضوء
فيغلي الصمت سرب نبيذ
فيتكدس ظلي حائط رجولة
ابتسامتي قرين المسدس الكنعاني
فيمر الباب لملاقاة رشاقة الفوضى
بين صرختين أكري وجهي
والرعد زيتوني الحليب
في السرير
مابرحت الشمس مصلوبة
ودمعي يجلس القرفصاء عند أطراف سبابتي
فأتلو كمنجة الصلصال
على وتر ضبابي كرؤيا ذبابة
فأخمش رئتي الماء المسجى برقا ! ...
وأنهض دهشة عذراء
23 / 6 / 2009م







Friday, June 12, 2009

جسد أخرس

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
...
أتقطن في دموعك الخيول
أم أن الصهيل مغزل الألم !؟
أغادر الصدأ
إلى الصدى
أغادر الظمأ
إلى الظمأ
قمر خشبي الذاكرة .. خيالي الإحساس
فأقفل خيط النسيان
وأبعثر مؤخرة ظلي – ظلك
ينقصني حبل الوقت الذهبي
وزبد يغتصب الحلم
( 2 )
...
يسعدني مباكرة الاشتياق
( 3 )
هذا الجسد نستنجده
فيخضر
ثم نستنجده ثانية
فيحمر
مثل زيتونة أخطأها الصياد
وراح يتضرع لرائحة اللوز الكنعاني
( 4 )
...
أتلمس معنى الليل
والنهار يفرك مقلتيه من الأعاصير
وزوابع الخجل
التي تفك خرس أحمر الشفاه ! ...
( 5 )
تدريجيا
تعلو نجمة الجسد الجنوبي
وأحيانا الشمالي
تحمل الليل في حقيبتها
تشتهي مغافلة البنفسج لتهامس زنبقة الدفيء الحمراء !
عن عمد
لمست جدار القلب /
بوابات النور /
مصابيح الروح /
وعلامة السؤال تفيض من جمرة خديها
فأرى وترين يناغيان ظلك الكنعاني
فأنوع حنطة الفراغ
وأمتلك مسرى الإعصار
وسادة ! ...
( 6 )
فتنمو الابتسامة في راحتيها
تعشش على نسيم الجرح
تبلل الورد قطرات ندى
ليفيض خمر الدم
فأشتهي سرداب رموشك
وأحاذر تشابه طعم الفصول
وهذه الخيول أجنحة عصافير
لأمس بجع شفتيك
إذ مشى المطر أمامي
والأرض ترتديني في العشاء
فأشتهي ابتسامة الزنبق
والفراشات تغزو رخام عيني كعذوبة الشمس الخضراء
بقلبي
أحصد ابتسامتك
حزنك النهري
وأوشوشك طفلا عبقريا
يترنم بالشهد
كمن لا يراني
إذ أراه
( 7 )
أتمترس رنة جوالك
أسكن ،
أحرس
منسوب الثلج لئلا يوقظ الليل
فأوشوش خيول عرقك
جبينك الفضي
أتمرجح
والمطر لظى
قيظ
والظمأ يزغرد !
ثمة
ما يغري بالسفر
ثمة
قمح طويل السنبلة
ثمة
صهيل نظرات
فيخجل المطر من سرب اليمام
لا أزهد في الصلاة !
ولا في مواقعة البنفسج
وأحلامي تغري القمح البلدي
وعبق سروالك لظى شهد !
( 8 )
يشتهي ابتسامتها
حين رأته
اشتهت المطر !
وصخب العطر لتتوسط ظنونه
تنورتها
سروالها الزهري
أنوثتها البرتقال
سرتها خصر الزمن
رمادها الصحو
صحوها الحريق !
نزلت بين سنابل قلبه
اشتهت مرح الجنون
ومباكرة الماء الفضي
عادت إلى صهيلها ، تهيأ له الحلم ثانية
وثالثة
ورابعة
وخامسة
وعاشرة
وهرولا خلف حورية القصيدة
يدنو بلا قافية
ينمو
شجر كثيرا يطل من روحه
فكت أزرار قميصه ، خلعته
كالهواء
وجدته مطرا قادما
يتكامل قلقا
وثمة
عصفور منسي بين نهديها
تدلت من اسمها اسمه
اشتهته إلى آخر الجحيم
واشتعلت طمأنينة قلق !
والقلق نرجس مساقط حبات التوت
أهدته قوارير حليبها
عطرها أصوات كمنجة
اشتهاها كالظل
ورأي الماء ينزف
تمرغ في كروم نهدها
واحتضن أطراف دمعها
بسخاء ،
أخذ يضحك
يلاعب برعمها
مأدبتها
ينبوعها الأرجواني
فتهرب على السرير
أشتهي فضة دمك – يقول بخشوع عذراء محترفه
وتتماها في نيران صوته القمراني
تتلألأ في علو الموج
وهبوط ساحل البحر الأبيض
ودمعه فراشات خضراء
تمدد بجوارها كالمغناطيس وعود ثقاب ،
وراح يشرب هذا الفيض ألحوري !
^^^^^^^^^^^^^
ومترف هذا الخمر /
الخرس /
بصوفي متوهج مثلي !
23 / 5 / 2009م

Monday, June 08, 2009

ضلال الضوء

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
والضوء يضلل البحر ، وأنا
مجنون هذا الخمر الإلهي
وأرداف الرمح الغجري
يستلب العطر من سروال النسيم
لتسجد السماء لي
والخيول
وهذا النهر
وهذه الورود
شجيرات النرد وأسطورة تهز القز
وعري الساحل الغربي
وأمنيتي حمراء كالدمعة
فأحرر العصفور من جبينه /
جبيني
فألمح الزنبق البلدي فاتحة الخيول البيضاء
( 2 )
الأرض تركع لأناقتي
ولهذا المطر المباكر
لأزرع المدى في دمعة
فلا أبالي إذ ينحني القمر
وهذا الضوء حقد لذيذ بحجم قافية الخيول /
النرد
أروقة معفرة بالملح المطرز في الدمع الحلو
فيعفر السجود بوحل زمزم
وزغردات النفير
( 3 )
وأشكو النرد إلى الخيول /
السيوف /
رماح الملاءات
وأرض بحجم النهد اللدود /
الغني /
وأقصوصة العشاق ثقب رمح في مكحلة متوحشة
( 4 )
امرأة .. يا وطن المطر
وبكارة الغدير
فيستحم في لعاب كلماتي
لكأن الموج حداء
وسريرك عوسج
( 5 )
وأسافر بين ابتسامتك
ووشوشات مشمشك الفضي
دمعك يناديني
كنت ندى ،
وعدت ندى ،
وبقيت في الأرض السما
وثمالة عاشق يروي السرير بصيامه
ولعبة التقاطعات
وكؤوس الشاي الأبيض
وزرقة الكلمات وخضرة الهوى
في كلماتي ألاقيك حصانا نهريا
وفي يقظتي مهرة علوية
فأرسمك بهديل ريش اليمام
وأنت أغنى من اليقين
وفوق ، بين ، الخيال
وصبح المساء
وأغني لما بعد العشاء
وخمر الصيام ،
والصلاة حبلى باليقين
وهوس الخمر الصوفي
لأرى زرقة البحر أثير فمك المغناطيسي
ولوثة خرقة في يد أرض الشمس الذكية
ربما أخطأت قافيتي
وندائي بجانب سرة الجسد العبقري
لأرى مرآة وجهي في وجهي نهرا صوفيا
وثلج أقحوان لما بعد الصلاة
هذا الضباب هويتي
والجسد وشم السجود
والصلاة ربيع فجر قادم
3 / 6 / 2009م



Monday, May 25, 2009

وباكرتها

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
هامش صفري :
... وحين احتوانا السجود !
والفجر ينتصب سنبلة ذهبية زرقاء
وشجرة أرز حمراء
ومطحنة !
كان الجرح قد أغرق المحراب
وتصاعد التصفيق لظلي الجديد
العشق .. قيلولة المطر
القمر
النهر
الـ ...
والعشب جائع يفترس الماء الفضي
فأرضع لبن الهديل
أرمي ابتسامتي في رحم الليل الفضي
والليل وشم رهيب !
الصلاة تهتك حرمة الزنزانة
فأرى جسدك تاريخا
تهليلة وطن
وموسيقى ساخنة
وحجاب دمعة خضراء
( 1 )
أعطيني قليلا من العشب أهزم الصدأ
وأتوغل في ضفائر دموعك
كسهم شتوي النزعة
والفيض
( 2 )
كأسي تبتلع المزيد من النمش
لأرى الأضداد بين أنفاسك وردا
وزنبقا
والذاكرة منسدلة كالنهد
الحلمات طريقك إلى اسمي النوراني
لأحصي مناقب المطر
صدرك يخبئ الليل شموسا صغيرة
فأقتبس الصمت من معاقل حليبك
ووجهك سوسنه تخضب الندى
فتصيري في معصم القصيدة
ككتاب الريح
( 3 )
من لي بجرأتك الزرقاء
لأواجه هذا البحر العذب الغويط
وهذا القمر الثقيل .. المحراث
وهذا الظل الممتد عبر خط الاستواء
لأرى النافذة
في وضوح المطر المعتق
وفي طول رموشك الزهرية
أو الذهبية
لألمح جسدك على السجادة الحمراء منقوعا بالزيت الزيتوني
ورائحة القرفة
ودمعة تتخطى حدود لعبة ورق الشدة
( 4 )
الوسائد حمراء
قدميك ربيع ليلكي
ليراني المطر في وضوح النرجس
ومؤخرة مهرة
تقاتل الظلام لتضئ الفراشات في زحمة الصلوات
( 5 )
مطر يراود قرنفلة عن نفسها
فيجئ الليل مستسلما لأغصان القلوب
ولعصارة تسكن ذاكرتي أفراح فصول
وشمسا زاهية في قفص الكلمات
تمتد جذوع الشفق
وهذا الأفق الجميل يمامة
فأحملك كومة مسافة
ووطنا يفر من البكاء إلى النحيب
فنستحم في أنهار لعابك
وضلوعك فيروز ريح عبر تواريخ القمح الجريح
( 6 )
... ،
وباكرتها ...
ولم أصاومها ، ولكن دمعتي
ساءلتها .. أين ابتسامتك ؟
أين ابتسامتك ؟
( 7 )
وهو يصلي ، على عادته
فوق سرتها ، كل مساء
كل عشاء
والشمس تشرق بعد منتصف الوجع البهي ،
والليل أحمر .. أبيض
( 8 )
فانثنى يزرع من دمعها زهرات التوت
لرجولتي كيف لا ..
كيف لا ..
والقمح في انتصار الرمح
وفحولة العسل الكنعاني
وقافية بلا شاطئ ! ..
( 9 )
...
قلت ، لما خضبت ابتسامتي قلبه
أترى تملك أرضا !
وزعترا فوقها
أو شمسا ناضجة ،
وربيع يمامة تطل من نصل كلماته
وتزرعني صدى !
( 10 )
تسأل ، ماذا تعني بذا يا بحر
يا سيد النجوم
وهذا الموج دلع رائحة الحبق
قلت : هو الندى الفضي
و- بحرقة حصان أبيض غجري - لثمتها ! ...
( 11 )
... وعلى الوسائد أشتعل المطر الأحمر
أخضر قانيا كالوشم الغويط
وضحكتها تلملم الزئير من أقاصي سنبلة البكارة
... وتضحك كغجرية أرملة استشهد العشب على ظلها
وخصرها
وشفتيها
ونهدها
وركبتيها
... وهي تواري البحر بمنديل ضحكتها
وتغنج كمنجة
تنظر إلى الرصيف الآخر
وتلمح نزول المطر تذكرة صيف ربيعي
وهواية قرنفلة تدرك طعم الاستشهاد
... وتلوح للقمر الذي بين ذراعيها كي يحرث الأرض قبل السماء
وهي تمتطي سوسنة الكلمات في حارة القلب الغجري
^^^^^^^^^^^^^
ومجنون هذا الجسد بعاشق مثلي !
22 / 5 / 2009م

Thursday, May 14, 2009

أنا وأنت والبحر المحدب

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
" إلى الأخ الرسالي الشيخ الدكتور / رمضان عبد الله شلح ... "
( 1 )
حم ,
شجر ينام معي في ظل الوشم ...
وينتشي من ذكريات الشمس
وجذور النعناع
فيتقدم ظلك باتجاهي
ويؤاخي النار والملح الحديد
فأرتقي درجات الورق
ورائحتك ياسمين
حين يصحو النهر تتفتح رائحتك بيادر
والمساء خمر روحك الفذة ...
هذه السماء كرسيك
ونكتك الخضراء
(( عسل غبارك أضحى مزاجي ألشفقي
الحاتمي
والشمس تطلع من تضاريس وجهك
النبوءي ))
فأجادل عنك السراب ...
كما السراب أمشي وأختفي في خبز الفقراء
وذاكرة العطش المعسل !
القمر يتسكع لسعات غدير
على ضفاف وجعك الأخضر الشامي
وبين شجيرات الصمت
حين ملأت البرق
ورودا كعنقود العنب
والدوالي !
(( الدوالي وجبتك الصيام
المفضلة ))
لقهوة هذا المساء العفيف
الأبيض
الذكي
الجميل
الخفيف
هنا الذاكرة نرجس بأريج الغياب !!! ...
على رصيف الغصن عصفور ينزف ضفائر ليل أبيض
أنظر إليك ,
ونحن نمشي أمام قلبي !!!
نقتفي تخوم قلبك الوردي العصي على الجرح
(( قلبك دمعة
خضراء أو حمراء ))
تلتقي الريح في حديقة القرنفل البري
دمي قصاصات جريدة شبه يومية ... فيبكي صمتي
يضحك
نعناعا يندفع باتجاه صلواتي
وصيامك
ما بيني وبين الصمت أعثر على برقك الفضي
كنمش ميناء يصل إلي همسك مناديل سمك ملون أعرج
يسعى نحو البوصلة كتمارين لياقة زيتونة تتذوق السراب بمرارة
كؤوس الشاي المحلى بقيح جرحك
ومواثيق نورس يتقن فن كشف أوراق الطاولة
وأوراق القمح كابونات نرجس
تحتمي من أشعة الشمس الكريهة
الظهيرة تعاني من العرج الشديد وطول المشي الرشيق
فتتجلى كما الغمامة فوق قناعي الضوء
أو جرحي الذي ينمو كواليس أحلام
لحمامة ترى السراب غصن زيتون في بحور النرد
فأعثر على بقايا النرد على ظهر حصان يأكل فطائر الورد
ويستنشق دالية ناشفة من شدة عرج القمر الكنعاني
ومتابعة السماء خلف جناح بعوضة تتعلم الدبلوماسية
وتحشر ألمي في مخلب قط إرهابي
وتبني صالونها من دمعي أكياس نمل أحمر ! ...
( 2 )
اقتربنا ... ،
اقتربنا من درج الحلم
قامتك دهشة تلائم حذر القمر
وفي صوتك عذوبة زمزم
وردة تكفي
فتنسج لي غيمة على شرف المطر
هل أساء البحر لك ؟!
هل أساءت السماء لك ؟!
هل أساء القمر لك ؟!
عندما لمحت الحمام يولم لوزا باهتا لشقوق العشب
أو لظل العصافير المشلولة
أو ينصب فخاخا حول أبراج الحمام البلدي
أو يبني عراء لليمام
أو يحاكم الأقحوان بدموع الحديد
أو يسلخ دم القمح الكنعاني
الآن
تولد كمطر مدلل
كقمر مترف بخبز الفقراء
الأنبياء
وترفو السماء من احتراف الريح
ولعنة الحمام
ومعطفي سنبلة زرقاء تنمو في صوتك لهيب الشمعة
كنت تقول لي : لا ... لا تجفف ظلك الموسمي
وتأخذني من جرحي لأرى صهوة الغيث الجميل
وأخوتك النجوم يغنون للخيول
ولفضة رائحة البرتقال
ولزيتونة لا شرقية ولا غربية
أبتسم ، وأقول :
أريد من الغيمة أكثر من المطر !
وأقرب إلى الشمس الخضراء ...
رائحة الجاردينيا مثلا
وخمرا يعطر الليل الصوفي
وشجرا يبني السحاب مقلاعا
لأرى النجوم عكاز الفقراء
وخبز المستضعفين إسفلت دبلوماسي
وكرسيا يحترم السماء
ويتطاول لمصافحة العشب
ويؤاخي فاكهة الأنبياء
ويعلم الليل التهجد
ويشبع من الصيام
............ الخ الخ
عفوا ،
كان البحر يعرفك من رائحة الظل
وجدار الغبار
وصرختك القهوة
وابتسامتك الصرخة
فتسرج دمك بنية " وليدخلوا " وتسافر ما بعد بعد
الهال رائحة قدميك
والزيتون ظل حصانك اللازوردي
فتتفهم رقصة العنكبوت على باب بيتك المغناطيسي
وصالونك مملوء بأعشاش الهدهد ! ...
في صرختك ندى
وتورم مائدة الخيول على شجر السنديان
( 3 )
عند " العصر " كنت تتسلل إلى شراييني
كبحيرة مذبوحة بالنور !!! ...
تشرب القهوة مع الدوالي ,
وتنوي الصهيل ...
صوتك عامر بالشجر العالي ,
وما في شرفاتي من أنبياء !!!!
وما في أورادي من متصوفة مسدسيون
يعلمون البرتقال فن الاستشهاد الأخضر ،
ومواجهة خياشيم الأفعى بمهارة الرخام
وما في عروقي من نحل أليف !
وعناكب تعلم الزيتون المغامرة كجسارة النوارس
واستزراع الريح عبر أمواج البحر الأحمر
وهذا الغيث فناجين خيول طيبة تبصر الغيوم في وضح السراب .
تجيئني كلما أتسكع
مع بياض ناعم بحجم انتظاري ...
التقيتك في أروقة النار " صلاة " .
التقيتك في معطف النهر بساتين حنين .
فأسكب شذاك في آنية ضفائري
لأعطيك شهوة الشتاء ,
وحكايات مبللة بالقلب
عند عتبات شفتي المشتعلة عصافير .
أسرجنا عناقنا وشعري الطويل ( هل تتذكر ، الآن ، قصير )
ورمشك الذهبي
يوم ذاك ...
النافذة تدنو كوجهك ...
البحر يهجر دمي , دمك
هواؤك شجيرات أبجدية عالية !
العشب يتعرى من ضفافه في مرايا الدهشة ,
ويمد زوارقه في أوردتي – شرايينك ....
( 4 )
في كلماتك أرى القدس " عصرا " ...
وطيور لم تكمل قلقي الأزرق !!! ...
فأتذكر وجه " الفارس "
بتله ...
بتله ... .
....

كان صباحا جميلا
في سهول يديه , يديك
وضفاف قدميه ... قدميك
كقرنفلة توزع رحيقها على أشجار الصنوبر ,
وكخبز تقرأه النار سلسبيلا
جرحي يقرأ السفح نرجسا
وأنينا أبيض
يرتعش لبنا !!! ...
وردة تقطف أريجك , و تعض رموش الفارس
وتشرق في صدري – صدره
لكي يضيع البحر في يديك !!! ...
وتحاصر ركوع الحمام البلدي في جروح خبزي الكنعاني
وطمي الطازج
الذي يلاعب البحر بين أسنان الغرقد
ويدفن ما تبقى من سراب
بعيدا عن دمي العفوي الذي يربي الخيول على قراءة العشب
ومحاولة استبطان أبجدية الشمس
ومسائلة القرآن عن تضاريس المرحلة
القيء يعاجلني بزراعة فسائل النحل الأليف أو الشرس
لمتابعة زرقة السماء
ضروع الندى أناملك ، وغبارك الأحمر الفضي
لأرى السماء كما السماء كما السماء
والخيول مسارب طيور الإسراء .. الجنة
وخطاك إلى دمعة الجاردينيا وهي ترصد جبال الوهم
والكواكب التي تشع خبزا متعفنا بالقرب من جرح الخيول
لمصاحبة السماء إلى طوفان الغيث
( 5 )
يولد الآن قمر
وضحكته
في دمك
اقتربنا من سماق الشتاء
واسمك الحركي محراب المطر
(( اسمك الحركي على
جبين القلب ))
أخوتي ، يذكرونك ليلا ، ويركضون
نحو موجك الذهبي
دمعتان
تكفيان لمائدة السماء
أناملك بئر الندى ، تقول له
اصعد إلى زهر الزيتون
وصلي لمدائح الغيوم
وكبر أمام صهيل السنديان
في دمك
نهر يثير الشهية للقصيدة
ولرائحة قهوة " المزاج "
لأرى القمر قمرا في فضاءات جرحك العالي
واليمام ! ...
( 6 )
وكنت أمام العصافير ترتل الإسراء
تأكل الحبر
وتزرع الفطرة
وترش الفراغ .. العراء بماء الطمأنينة
وتصرخ كالنبوءة
كوتر مشدود إلى دم " الفارس "
وعافية العشب
تلقي الحصى في عيون الضباب
وترسم ظلنا القصي
تمشي واثق القامة بين هاويتين
أراك تشعل النار في العراء
وهذه الخيمة وترك العصي على الدمع
فتصغي الطرقات بين قدميك
تدفع النهر إلى أن يلعب مع الورد التسابيح
ويملأ السماء بالزرقة !
فتكور الطين الزلال في سقف رائحة اللوز
كعاشق تتقن التهجد
كيف تسللت إلى رمش قلبي ؟!
أي قمر في عينيك أوجعني !
وأي جرح قادني إلى الهوى ؟!
بكلماتك
تضمني كماء الورد
نحن روحان حللنا دمعا
جرحا
وقافية تمتص عطر الصلاة صلاة
الجبال تنحني إليك
لتكمل وقوف الهواء فوق المنصة
والجاردينيا سجادة للتبتل
ودخوله إلى دمعة الروح
بجوار البحر تقول : اكتب ، الريح تنصت إليك
والصمت يدشن دموع الأرض
وهذه السماء بلبل محنى بالأقحوان
وتردف بارتجال وتواضع المطر : حلق كضوء الشمس
وابتعد عن شواطئ القلب
المكان لغتك
المرجان صمتك
أريد أن أقول توابل برائحة الحلم وهو يسرق جرحك الدبلوماسي
صوتك لغة الصباح
وقطرات خطاك تلمع
سلام لك أيها الصلاة ... المسدس ،
وأنت تفتح الباب للشموس الجديدة ،
وتحاول إنقاذ السمك من الغرق
أو من الموت في جيوب السراب
أو في أرجاء تعاريج الذاكرة ...
وحماية أبراج الحمام من هواء العراء
أو ملوحة الكلام ..
أو خطى نهد الهاوية ..
سلام لك ...
والشمس تتبرج للعصافير
والظل يختبئ في ملوحة الناي
أو وهج الرمل الغويط
أو سفوح بعوضة تدرك الغرق قبل عقارب ساعة الحائط الغربي
سلام لك ...
والمطر يكشف زينته للمسرة وجهك
وهذا الندى ما زال خريفي الوعد
وكحل العمامة أزرق غويط كرائحة النوارس
( 7 )
هو الباب إذ تضيق بي السحب
فأتماهى مع أول القمح
باب الحكاية
فأراك عاشقا للشتاء
ولخريف أمي
أحب السماء التي تولد من يديك
من دمك
ومن كلماتك
لأراك تضئ الخيول البيضاء
وتفتح باب الصلاة للبهلول
رائحة الابتسامة في قميصك الزعفران
حين تفتح باب النهار
وتسرج الليل بعرقك
بجرحك
وبدمعك
بكلماتك
أضيق ضجري
وتمر السماء إلي كما حريتي
وهذا الدلال مناديل عشق
مصابيح تقص الدخان والسراب
وتنتظر وقوف البحر إلى جانبي
فتستعيد صواب الخيول
وأغاني الدلال
وهذا الدم يصطاد الأفاعي
كانت السماء أوضح حين أسرجنا عشقنا
وهذه الخيول زهور مغناطيس
يدور بي الحب
الأرض واقفة
والسماء لجم الريح
فأتقيأ قبيل سفري
بدمعي سؤال ، يا قلب ... كيف صحوت قبيل الزفاف الجميل !
في صدرك زجاج القطارات
نحن الذين نعبر النهر مرتين
وهذا الصدى صواب السفر
وعمق التاريخ صلاة
لأصعد خلفك عبر المنحى
فأين عذارى الأغاني ؟!
أين قرآن صلاة العصر ؟!
أين ابتسامة الصباح ؟!
وأين الخيول التي فينا ؟!
نحن الذين نعشق " إنها لحياة طويلة .. "
ونرجس " لا يصلين ... "
كل العصافير تعود إلى لغتك
وأنت أساطير الرصيف
وهذا القطار السريع الذي يزف الحمام البلدي
وهذه الزنابق صورة العائلة الكريمة
لدينا فائض من الموت ، فاصمد
لدينا فائض من الدمع ، فأزرع
لدينا فائض من الريح لولا ابتسامتك ، فاهدأ
لدينا فائض من الوقت ، فأسرج
قطعنا ربع البحر وستين خريفا
ومازال في الدمع صلاة !
^^^^^^^^^^^^
ما أبعد الحب !
ما أقرب العشق !
فالسلام عليك
/////\\\\\
ملحوظة : كتبت هذه القصيدة في 15 / 6 / 2005م ثم أعدت كتابتها في 25 / 4 / 2009م ، 14 / 5 / 2009م فاقتضى التنويه .