Monday, April 26, 2010

دمك المسك

" إلى روح الشهيد القسامي وليد أبو يوسف "
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
بدمعة ناضجة /
أنقش خطاك وأنت تطارد البحر ، وسلاسل الوطن
تجلس على الأرض بين السنابل ترسم الشمس العتيقة
وترمم بوابة السماء
تحاول أن تربط بين السجود والبندقية !
هل كنت تحتسي الليل برفق
وجروحك تحلم بـ " الأقصى " ؟!
دمك عذب
أشلاؤك نهر
بينما أقف بالقرب من مسك دمك وابتسامتك نور
وزيتونة لا شرقية ولا غربية
رحت أبكي على فارس يشبه شمس " الأقصى "
وعشقت مطاردة الأفاعي
الآن ،
تجوب حواري الوطن
وشوارع تمتد بالسلاسل وتتعمد بالبخور
فأتسكع بين هديل رائحتك الزيتونية
قلبي لك نصب تذكاري
وأغنيتي كتابة جرحك / دمك
هكذا ،
تنتصب كالبنفسج في العراء
والبحر يغمرك
والسموات تناجيك
تتقي الرصاص عن الشجر الأخضر الرابض
وتركض بين خيام الفسفور
تحتسي دموع الفقراء
ولما قررت أن تستشهد ، وقبل أن تبصر رائحة الجاردينيا التي شذبتها في دمك
لمحت القمر يقبل جبينك ومحياك
والبحر يأخذ شكل الفسفور وطائرات أف16 ! ...
تنقش تعويذتك على ملح الموج
وأنت تغسل شارع البحر بدمك الحناء
فيما ترفع محراب دمك المنسوج من رائحة البارود
أدعوك إلى ساحة الشهداء
واليمام يعشش على قبرك الضوء
( 2 )
كنت تسعى نحو الشمس
وغيمة تظلل ابتسامتك الخروب
ودمك فوق لعبة الشطرنج
بودي لو أراك مرة أخرى تطهر البحر من الأفاعي
وتربي القمر !
هكذا النجوم تحبك
هكذا الصلاة تحبك
فنلتقي بك كل صلاة عصر نتذكر شمس " النصيرات "
وما في نسيم البحر المتوسط من أيقونات
عفوي أنت حد الخجل
بدوي أنت حد العشق
(( كم أنت عاشق والبحر عشب
صدرك العالي ))
يسرق من البحر دمه
ينقش أشلاءه في قلبي
يرغب في ابتسامة " الجنة "
ولغة الحور على جدران صوتك
بلطف ،
هنيئا لك الجنة - الشهادة وأنت تداعب القمر اليثربي
وتعلم النجوم أبجدية السفر
حين كنت ترغب في رائحة الصباح
كم أنت كالسنبلة
مزعج للأفاعي
حديقتك تفتل الدمع الندى
تضحك معمدا بالطمأنينة ، السماء
كألم أغنية الرخامي
هل بوسعي أن أمطرك بالقرنفل ؟!
تبارك هذا .. الشهيد
وانتباه المسجد إلى بارود يديك
تفتتح أزيز النار ، لهيب الندى
والمئذنة تمشي صوب مديحك
تفضح المطر الوثني
وحبقك بلون الذاكرة
فتغازلك رائحة القرنفل ، ابتكارات الظهيرة
وأنت تحرس البحر من الأفاعي
كأنك تتداعى خيولا
ونجوما
نسورا
وصقورا
تصعد إلى شهوة الشهادة كأنك دغل ضوء
يهمس البارود إليك
وتهيئ السماء لزرقة البحر ، فاكهة جسدك
وابتسامتك مسك غزال
فأتلو عطشي إليك
أتلو فرحي بك
وفخري بك
فتخرج شبيها بالبياض عند منعطف المراوغة
قانعا ،
تغسل البحر بدمك
وأراك في المساء الفضي تناجي الأرض – السماء
اليمام يتحلق حول قبرك الضوء
ويغني لفحولة بندقيتك
كأن السفر العذري يناديك
فتستزيد من عسل التعب
فتأخذ شكل الوضوح ، انتباهه الفارس
وأنت تمنح للشجر البري قلبك
والنسيم عشبك الجميل
فتركض نحو الشمس على عتبة الصباح
خطوة ،
وتستنشق الضوء
أشلاؤك مفاتيح الصعود إلى " وعد الآخرة "
وأنت تؤرخ ظلك الأخضر
وتحلم بالبخور الفضي
فتشتاق الفراشات إليك
وأنت تتهيأ خلف متراسك !
في راحتيك القمر اليثربي
ودمك صحو الشجر
فنتقاسم الضحك معا وكرز الابتسامة
صوتك تسريحة نعناع
والقمر يتناسل من دمك
ترى يقينك وأنت تصعد منحدرات الليل
وتكتب دمك على سجادة الوضوء
جريء كالظل
أغنيتك كالذاكرة
قدماك غربة الوعول ،
وسألت قلبك عن معنى الشهادة
قلت : الشهادة = الاصطفاء
وينابيعك إحساس القلب بذروة العشق
فتخط عطشك على صفحة الماء العذب
عشقك = حلم الفارس لمجد " السحاب " !
تلمس رائحة الورد ، اللؤلؤ المكنون
وعندما تستيقظ خلف متراسك تعثر على السماء
بماذا سوف تحلم هذا الصباح ؟
بصلاة مخضبة بيضاء أو بسماء زرقاء
وابتسامتك خصلة ضوء مبللة بالندى في جوف الليل
فتذكرني بحلم الشتاء
وما في عينيك الصافيتين من موسيقى ،
وجبينك العالي
كنت وردا بحجم الوطن
تمشي خلف خيط عطشك
وترشد السماء إلى فسحة من ضياء
كأنك مزامير الفراشات
يا فارس البحر
إن بي حاجة لتعلمني عشقك في بهجة الريح
يا أيها البدوي الشهيد
يا أيها البدوي الجميل
عشرون عاما من الحب تكفي كي تطهر درن السماء
فنلتقي كالمطر قطرة قطرة
سال شوقي إليك
هي السماء مشتاقة إلى الشجر العالي
فإخضوضرت على شاطئ البحر
وأزهرت بخورا وتسابيح لتقطف المطر وحدك ! ...
ربما في متراسك نقطة من ضياء
وحدي
سأبصر شعلة دمك
ووحدك
ستمشي في نشوة الصلاة / الوطن
فأعثر على قلبك النورسي في غيوم صباحك الأنيق
وأنت بكامل عشقك اللازوردي
وزحام الزيتون حولك ! ...
الندى رخام قلبك الفضي
وما زلت تترمل عطشك الكوثري ! ...
فأراك قبسا من العشق الثوري ! ...
فهنيئا لك هذا التجلي
وهذا المسك
العبقري
17 / 4 / 2010م

Thursday, April 15, 2010

هياج الطمي

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
... وكانت تشبه أهداب المطر تحت نعاس البرق حد الموت اللطيف
تلاعب حرير الضباب
وثغرها سفينة تطلب اللجوء من البحر
لتقف تحت خازوق الرماد ، المنفى
فيما الضوضاء بطيئة حد الجنون ، الشبق الدائري
كأن الهندباء مظلة تهرب من رائحة الصلاة
ربما الظل ملاءة زرقاء
وربما الشمس جرح أنثوي ساحر في سراويل المطر الذهبي
( 2 )
من نهد إلى نهد أركض تحت المطر
الضوء ؟
قل شكرا لرائحة الجاردينيا
فأرتب خوفي المشروع أفخاذ أرانب
ولغة أفق سماوي كصنوبر يربط البحر بلون أهدابك
فأروغ خمرا فاخرا
وزجاجات طوفان مثلج
أحمل مكري المخمور , وأبلل عينيك بلغة الابتسامات
أمدح ماءك الخمري
وأثمل مع الضوء كأن الماء برج يخشى النعاس في حضن الزنك
( 3 )
من نهد إلى نهد أقول : أحبك
كالعادة
أرى جمر رائحة النعناع
وفطور الليل ما زال ساخنا
ربما أشكر أميرة المطر
فأنقش رائحة البنفسج بين نهديك
أمطارك برقوق ينهمر مخمليا في سريري
وزهر التين بهلوانيات الندى
ولي هنا لغة تصادق الفجر الغجري
وتترصد رائحة الحريق ، كتاب نهدك
غير أن ماءك مازال طميا ، سلالة النخيل
هادئا ،
أقضم زهر نهديك
وأحلم بشفتي ، شراع شفتيك
لأشبه صدى الماء ! ، نعاس البرق
وحلم الخيول البيضاء في قاع الضوء ! ...
7 / 4 / 2010م






Saturday, April 03, 2010

تقاسيم على النهد

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
وكانت تلون السماء
وتنهمر بلون " المن " ولغة " السلوى "
فألملم حبق الغيم ، وطعم الحب
وأفيض زحاما على الورد
( 2 )
دموعك ترسم طيف القصيدة
وترتق طعم الشمس
ولحاء الكافور
نهدا
فأجود على السموات بما أتشهى
أعشق جسدك المنسي جاردينيا
وأناغي مغامرة الليل اللطيف
دفئا /
يعصف بالحرف القمرآني
وأقبية الحزن الجاثم فوق الدمع
فيهتز اليأس
( 3 )
وحبيبتي تسكن نواة الفرح
فيسيل لعاب اللغة
الشمس تنشق عرايا /
مرايا /
ترفرف شفتيها
وتتمتم بالإحساس ، الدفء
وهمس حكاية جرح
فأتوه في أوردة الشمس
فأتوارى خلف الظل الفضي
يتداعى العشق
فأملأ جنبات الجسد بنكهة شفتيك
الزرقة حلاوة موتنا
والغرق حلم الروح
فأذبحك على صدري
وأماسي القصيدة حبات قمح
أأترجم أحاسيس الندى
وهذا المطر نكهة السفر الجميل
فأشذب شراع الروح
وهذا الوهم محراث
فأضمد شقاوة العبارة
وننفجر رائحة زهور
وتكتب دموعي : " أحبك "
كم فاضت رعشة الضوء
فأغرق حدائق للوهم زهرة فل
وأحتل ريح عينيك
وصرخة شواطئ صوتك
وأقول للمرة الألف : " أحبك أغنية "
ووسادة محشوة بالموسيقى
ورائحة ليمون
كأن أهازيج اللغة ابتسامتك
وينبوعا يناجي عشب صدري
كأن وضاءة نهدك رؤى الطفولة
نلتقي فوق صدري /
نهدك
كأن النزيف أقصوصة دمعة
وأحضان صلاة
وهي تفر نحو رحى شفتي
نسكن آلاف النكات البئيئة
وأحمر الشفاه تعاويذ
وروائح زلزلة
فأقامر على السرير ، الوسادة
فتضحك الحناء مغامرة
وتتجاوز حماقة الشمس
فأسبح باسمك
وأرتل أدعية الصلاة
وهذا الجسد عصفور يصوغ اللحن العبقري
لتتحول زوابعك إلى أعاصير تضرب الجذر التكعيببي للشمس
وهذا القمر أحلام وسادة بلون النمر
كأن ابتسامتك بركان من الهمس ،
واللعبة الصيام ! ...
عاريا ،
أركض في ضحكتك الحمقى
وأجن في عمق الضوء البدي
عفوا ،
ما زلت وردة يبهرني نهدك ،
وموانئ الكلمات في صهيل الخيول
ولمعة الظل / الجنة
فيعلوك الدهشة /
الهديل
الوتر السادس أنت
فأغني للعطش
وأسافر فيك تراتيل
تلملم تعاويذ أغاني الميلاد ،
ووسامة الحرف
18 / 3 / 2010م