Sunday, November 01, 2009

انطفاء الصمت

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة - فلسطين
Isleem61@hotmail.com

أعتصر البحر في جبينه ,
فخفق قلب الشجر ...
كان يجلس أمام وجهه هادئا كنجوم النهار ...
كان أنيقا كماء زمزم ...
رشته الزهور بحلم الشمس ....
فصحت النوارس بتلات ,
وأشياؤه الصغيرة بدأت تنزف كصخرة تمطر شجرا ,
وشهوة الورد ...
قال لي يوما :" العاصفة بقايا دمعة ,
وخوف البحر في جسدي ألحانا غامضة تثير المطر ,
والمدى رائحة ظنون ... " ...
أحبك كل القلب
ونصف المطر
وخربشات سجود !!!
حين يتسرب الفجر في زهو خمرة الشهادة ...
أظن أنك تقود البرق ,
والورد يستوحش من الياقوت ...
يغسل تنهدات الحمام قلق كاليبتوس ...
ينبت قصاصات العشق في وصايا الزهر ...
ورؤيا تطاوعني صهيلا ,
وحفنة ماء ذابلة في قميصي ...
دعه يغتسل بجمر الثلج ,
وظنوني الخضراء ....
يتيمم من وجهي كدالية تبللني قصائد ,
وحروفي بنجمات صاعدة في انتشاء الصبح
لجرحي شرفة ...
فرأيت وجهي ...
وأزهار عباد الشمس تبتهلني سؤالا
في مغامرات الخريف !!!! ...
طرحت البحر على وسائدي ,
ورسمت صوتي كرمح غيمة ,
لبست دمي شجرا ,
وغادرت النوارس ,
والشاطئ يركض في عطشي ...
تبعثر ما تبقى من القلب ,
والموج بوح محارة في لمعة الحزن , وصدأ الفرح !!!! ....
يوما تسلقت الظل ورغوة الورق ...
للقصيدة طعم الخشوع والشبق المقدس ...
مر النهر من هنا ... ,
وعندما جاء الأزرق ظهرت شهوتي كخيط أبيض من النعناع ! ...
أستنشق تسعكي في برد اللغة ...
سأنام في حنجرتي ...
وأسرق الظهيرة حفنة سنبلات برائحة بئر يوسف
يوم قلت للصهيل " رأسك ورد " و" خاتمك تفاح " ...
أيقونة تؤثث حضرة دمي وشظايا في نطفة التيه ...
القمر يتناول قهوته ,
ويرتب ظله هذا المساء
أطرق قليلا على ستائر القلب ...
شربت نبيذك ليقودني العشب إلى ضوء الصمت ,
وشيخوخة الغيم
في مرايا وجهي ...
ترسمني في شاطئ حزني أزهار كاليبتوس ,
وأغنية تثير حريقا في أخاديد دمي ...
كان قادما من دمه
يطرق باب القصيدة ,
وينفحني قبضة سكر ...
أتوارى في رائحة السفر ...
تعانقني النار ...
أعانق الله ,
وابتهالات سويعات الفجر
أحن إلى الزهر يوم كنا قطرتي مطر ودهشة
غربتي الأولى بطعم " الأقصى " ,
فتمضي الشمس إلي ...
كلما نهشني الصباح ,
فألتجأ إلى صلوات دمي ...
دمعي يأكل الخبز ,
والصبار ندى صيام ...
أرى في الصيف عصفورة الخريف ,
وحينما
ينكسر
التراب
على
التراب
أسرح المطر ضفائر مبسم ... ,
والحنين يغمر نافذتي ....
بقايا جحيم عند عتبات حكايتي ...
الأزرق يهجر الكستناء ,
ويهبط دهشة في فمي ...
يوما أحرقت غيمة أمام عباد الشمس
فبكى الميناء غدير
والعصفورة في فم التنين جدول ...
نتعرى رائحة بنفسج ,
والقلق في زجاجة الدم ...
هنا تشرق النار سهلا أخضر حين قصقصت دمي بتلات ...
ليلا يجيئني الصباح زهرة في أيقونات رموشي ...
لا سماء في السماء ,
وعندما هوت العتمة تسربت نجمة في دروب اللانهايات ...
وحيدا أتكئ على أنين النرجس لأصعد ضفائر الليمون ,
ووردة تنشق حليب القلب ...
أهرب إلى نرجسيتي
والمساء زوبعة صمت ...
هنا صمتي ينطفئ
ويخضر دمي ...
26 / 6 / 2005م






No comments: