Thursday, July 30, 2009

دوائر الماء ونرد كسيح

دوائر الماء ونرد كسيح
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 0 )
بشرارة الماء
القصيدة تتورد
أمام أشجار اللوز الغجري
فيشع عشب صدري
وهذه المرايا حمراء ، لغة الشفق
لأمر إلى نبض البرق الأخضر
لألمح شراعك الأرض وهي تبتلع زرقة البحر
وهذا الليل أبيض الروح
( 1 )
... وذبحوا أشعة الشمس ، الشمس
صوت الشجر يشتعل مناديل في أنامل الوجع
السهول تغتسل بصوتي المقلوع بفضة الشهداء
لا بحر يكتمل في لغة الدموع
وأنا خلف الطرقات
يشتعل الكحل الأبيض طلقات
وصبايا داخله في الحلم الأبيض
وموجي قمصان الجرح الفاضل
ملوث بالغيوم
ممزق في ضواحي الروح
وصوتك الجهوري يعدو
ويلتقط عشقك من جراحي
المدن غابت في فوهة المسدس
كطحلب يؤجل صلاته
قيامه
البحر يراقص الريح
والريح جرس دمي كلما هبت الموسيقى
الصلاة في عيون العشب لا تنام
والبارود فجر أبيض
خيول صاهلة في دمي
فأحتطب ذاكرة الجرح
والشوارع ترقص على نهدين
أنا سيد الهواء ، تقول الأفعى
وأنا انفلاش خاصرة الناي ، يقول السيد البحر كذلك
جرحي السماء
أنا الأرض ، فأصحو
وأكمل فضاء ناري
وهذا البارود عرسي الربيعي القادم
لأرى البحر قرب البحر
وأعبر صدري جسرا
وأعشاب صوتي زمنا
هكذا ، انحنى الوطن خيمة
عفوا ، والجرح يحمل الريح
ويمر إلى زناد صوتي
بين ضلوعي فجر وشهادة عاشق
وموت مذبحة كلما احتج دمي على دمي
وحكاية متراس يداعب امرأة حامل أو عروس البحر
والطائرات عطشى
فأقرع لهيب الشمع الأحمر
وأطلق خيولي في مواسم العراء
لننهض على شكل لغة للعرس القادم
النار
المسدس
الطائرات
تركع أمام روحي ، وصلصالي عنيف
وفوق فضاءات الموج أردم عشب الوقت
الريح تحتشد خلف الأرض
والرمل يهبط نحو السماء
خطوة
ويرتفع الرعد
لهفتي زرقة الوشم
فأمعن في سمرة ، حمرة الأفق
ها الورود يتهجى الشمس الذبيحة ، القمر
وتمتد حنطة اللغة
وسنابل تفتتح القلب أمام طيش الجليد
في لجة الصحو أرى دمعتي المتدحرجة
أشرعة للقمر
والضوء واقف في جنوب الخاصرة
فأحبل بالعشب ! ...
وأمضي لصلاة المطر ، العطر الشرقي
وفضاءات مسالك الغيوم
هذا التراب ثريا
وأنا المثقل بالسنابل أصغي إلى الحناء
وطفولتي تزنر الخيول الحمراء
الدخان على حافة الكلام ، خاصرة المسبحة
وهذا الوقت شيخ شاب وردي الدمع ، الجرح
فأسرد ذاكرة طفولتي
وروحي غدت الوطن الكبير !
تيبس الحلم في خواطر الشاي
في ملامح إبريق العشب
وزقزقة العصافير
الشهادة
معراج
الوطن
الشهادة معراج الخلود ، أربعين حورية
وقمر فضي ينمو من تفاح وجنتي ،
جثتي
فأرى المساء نمرا
وغزالة في صدري اليثربي
( 2 )
... وحين يأوي الفجر ألمح أسراب الدمع
القمر أغنية البارود
وأسئلة الريح للريح
ولبحيرة مزروعة بالخيول
على حافة الجرح
أدرب الحقول على الفروسية
والضوء يقضم الضوء
الورد يغني
لرشقات الرصاص
ولمذبحة الأرض على ركبتي
فأرمم وهج الروح ، موسيقى التراب
فأدحرج الأسئلة كرات ثلج أحمر
وأذيب الوقت الشقي
ألوي عنق فواصل اللغة
فأرى حنطة الذاكرة
وتهاليل العشب هديل ، اخضرار الكرز الفضي
نكهة الشاي تفيض من فوهة المسدس
رقصة أخرى
وازدحم
ابتسامة مرة
وأراود النوارس
لا تنحني للبحر
للدمع الشقي
للسراب الهمجي
رمحك نمل نقي /
تقي
فأنشر ظلك العالي شجرا
وألبس جمر شجر الزيتون
وأحلام الأسئلة
... لاهثين في سهول الغبار
نطوي فسحة الروح
والقلب يحمل السماء
والسماء فستان الأرض
الزعتر يلوح للريح ، مراجيح العصافير
في وداع بلل الغبار
السماء تحتمي في حلق الخيام
ونشيدها الكوني في اكتمال الحزن
على شفير الميجنا
أرى كفي
الناي يفصل البحر عن المساء
فأرى حضور الغياب
وحقول الصقيع وجع جليد
الوقت ذاكرة الطابون
ومفردات كسيحة في زفة الخيام
وأنا الشاهد على خمر السؤال
الأفعى
باسطة
ذراعيها
كي أصعد نوافذ البحر الغربي
والغبار يغدو كسيح
ومدارج تحشد الطرق في مناقير الطيور
فأشرب قهوتي البيضاء
والتراب يفرك الغيوم
الأرض معاطف الحجارة
كل الأمكنة معارج
وحدي أناجي جرحي في دموع الورد
كي يفيض التعب الأبيض
وأمشي متسللا على حافة المعنى ، الصلاة
وجمر الليل غيمتين
فقادتني إلى صحو الماء العذب
فأشيع الريح
البحر يشم رائحتي ، حكاية رجولة الورد
وحوارات أضرحة الشجر
فأنعى حبر البحر !
فأرى خيولي صافنات
اللغة قطعان حيرة ونرد في جمهرة العطش
هل أكمل ما خبأه البحر
غباري مساء ! ...
الناي بريق الشاي
لم ألتفت لحزن العشب ، رخامي أخرس
البوصلة شارع حار
وسلالم الضوء حكاية العشب
فأخلع جبة الهواء ، القشطة
والجبال تسيل فوسفورا أبيض حين يكتمل معراج المزاح !
فيبتسم التعب !
والطائرات تأكل فناجين الروح العنيدة
ورعشة الجسد بخور
الذهب يشكل المئذنة
ازدهر المطر في رئتيه ...
الشمس تشرق من ضلعيه ...
ذبل المساء في وجنتيه ،
عينيه ...
وحمرة الأفق تنهيدة خضرة الورود
والنحل في ريعان حبره
وهذا الجرح يسند النحل ، الحجر
وطلائع القمر
كنا
نلبس المئذنة
ونتموج في فضاءات الظنون
وسفينة الدمع خف متسع لسلحفاة برمائية
فأمشط ذكريات الغبار
وقميص الغروب صهللة ! ...
هكذا ، هاوية الشروق ، تلتقي
والقمح في رئتيه ، في جفنيه ، نمل أحمر
وبعوض وردي
وقارورة زيتون مصفى
إنها الصلاة لا تنحني
والإشارة تستسلم للعشب
ولفارس يصحو مع الغيوم
ويتيمم جرحه الشمس
هو ذا النحل في محراب باروده
والورد يقرأ بيته الطمي !
ويتسلق سفن الأساطير
فأغمض جرحي لأرى القمر الفضي
يوم تصادقنا مع المطر الفضي
غباره غابات نور
وطرائد تصطاد الحنون البري
وتغني لأحلام الجرح اللذيذ
هذا المعراج دافئ
وهذه الشمس زندي أمام تقهقر الليل
فأعشق خيل الحسين
والمتنبي في محراب التيه
هكذا ، أرى الحلم عيانا ، بأم جرحي
وعباءة النوارس تحتي كأن الغيوم فضاءات تفتح في القلب الرؤى
ليتقدم الواجب ، الإسراء
اليقظة تخلع قمصان الشمس
وتطفئ القحط – القط كلما استطال
فيتجلى الجرح في صورة حقول
وحنجرة مغمورة بالعطش
وتسابيح شهوة
وقصيدة تقود خطاي إلى المعراج كلما سكنت فوهة مسدسي الأخير
( 3 )
كل شيء يشبه الميجنا
الصلاة في أباريق الخمر
مددت ضلوعي شوارع في الدموع
فطفقت أزين زيتون ، نحل ، صوتي
كي أصلي لبرقوق شفتيك
وأمشي أميرا بين حبات المطر
غادرتني شفتاي حين خجل جرحي من السنابل
واصطاد ناي الشهادة
لأرتقي مدارج الليل ، حمى هذه الكلمات
لغة أخرى تعمق رائحة الزيتون
أمد يدي
كي أصافح يدي
أزرع أحواض الكلام نعناعا
وأرسم دفترا للصعود لحافة الصيف ، مقابلة الليل
إذ أتهجى الطقس
الرعد خفي ( بضم الخاء )
الأرض أسلمت للروح
وجعي قطعان سنابل
صاحت خلفي الفراشات ، زمجرت الرماح
هذه الطائرات حطت على قرطي
اعتلاها الهديل
تعبت مني
سيصعد البنفسج إلي
وأطوق خصر السنابل في اللحظة القادمة
ذاهبا إلى خليج الجرح ،
وماء القصيدة ناي
فأغازل الريح في سعال الشتاء
صوتي بلاغة الشهداء
إذ يدور بي زخرف الشجر
فأطير إلى مباهج الحياة
ماء الفرح ظلي على الإسفلت
فأهز جذع الدموع
وأؤثث ذاكرة العربات نحو جمر الضباب
ربما اصطاد شمس التعب المعسل
القمر تنهديتك البكر
في اشتباك الريح
قريبا من الصهيل
ألوح للجوع
ولدموع الحب
من الفرح أجرح الغبار
والورد حر في اختصار السماء
أو اختيار المقصلة
إلى أين أمضي ... ؟
والحزن انطفأ على ظهر حصان ، أرجيلة
وفوهة مسدس مخملي !
والسماء تتزاحم في الخيام
فأمطر القمر
والحزن في اتساع الأرض
بين يديه
يضم تنهيدته الناشفة
بطيئا
أمر على استدارة الرغيف
والمنفى حضور العاصفة
فأمعن في السفر
سنبلة خبأت روحي
وانزوت كالشتات
أسئلة على جدار مائل
وخيول الذاكرة أعرفها ، وأتقن أنني التاريخ
والوجه من تحت القناع نبي
أو محراب
والقمر نشيد أبيض أو نبيذ
الأسئلة متدحرجة كملح سكر الدموع
جرح يليق بك !
نارك كحل الشهداء !
المطر هو المطر
القمر هو القمر
فأقبل الجرح مئذنة
وأسكن شرفة الاشتياق
وصباح السؤال
حقائبي جراحي
دمائي أحلامي !
يكتمل الاشتياق ، اشق السيف
أقطع الرمح
والبياض صاهل
السماء مبللة بالخطايا
لينهض الحلم
نمدح غياب الريح
مخدعي طاهر كالشمس
وأنا موغل في الهديل
كي نغني الشهادة في أول النهار ، آخر الليل
ونسرج سر الورود على شاشة التراب
ذاك صلاة مكتظة بالعشق ، الحزن المقدس
الفرح الملائكي
سالت الريح فينيق
سميت البحر آية
أنا سليل قنص الدوالي
فأحرس الجمر
سلام يفترش العطش
بين دمي ودمي مشيت كي يتيمم بالموج ظلي
فأضيئ تفاصيل التاريخ الخرافي
ووجهي يركض بلا تضاريس
وحقولي قافية
كأني ولدت على خد القصيدة
رأيت الليل في حضرة القمر
وأنا أتجول موسيقى
أصغي إلى كتف الورد
وأقرأ : لهيب الحكاية
فأقيس الأفق بين شهيدين
وأحلامي العالية
( 4 )
نرد بقامة الثعلب ، الذئب التقي
الدوالي على حلبة الشهادة
الحواكير عكاز الخيول
ها ، يذكرك المسدس الجنوبي
وزيتونة مطعمة بالرصاص
فيزغرد الندى
ودمي مزدحم بالورود
وخبز الفقراء
وأنت تكحل الشجر برائحة البارود
جبلا
كنت في امتداد الجرح ، الخيمة
وعشب عينيك
أيها المتمترس في الميجنا
تحمل زوادة الورد على ظهر السماء
لتقرأ عين الوقت ، ريش يمام
والحقول لا تنام على جرح القمر /
البحر
الخيام خيول العرب !
وجعك مسك
ووحشة الزنابق نعلقها على الجدران
لنا دمنا
لنا موالنا
لنحترف الاستشهاد
ونجرح مرايا النوم ، النعاس
بكت النار على القبرات
الريح تملأ شارع النهر الجميل
في جعبة الروح
حين مررنا سويا
كنا نقرأ تراتيل الغضب
نلم كلمات العشب
لكأني أرى خضرة المساء
ومساء البحر حروف من وجع الهديل
دم على الجرح
دم على الحائط
دم على الموسيقى
دم مذبوح في صوتي
دم على جدران الهديل
دم على زفة الصهيل
دم يطلق نشيده ، طيوره
ويبحر في بخور الشهادة
دم على الدم
فنبكي كما نشاء ، كما نشاء
وهذا الاشتهاء مساء فذ
فأحمل نزيفي في سلال الجرح
وتبكي المرايا ما تبقى من صحو
منذ ستين نايا
وفجري البريء مصاب بالأفعى
فيمضون لحلق حروفهم
وأحلامهم نافذة البحر
حين أخذنا دمنا وسافرنا لاكتمال النص
لعل الحداثة تتجاوز سؤال السؤال
وتقول لي أنفاسي المشتهاة
الريح تثقل نهار القمر الوثني
راشفا فنجان كسلي
وكحلي المشرع للطمي
فأسوس السماء كما الأرض
وأمد ذراعي الفستقي ليدي
على طاولة النرد الكسيح
بالعشق
ألاعب الهواء
وأمر كلمح البصر في رسائل الغيم للأشجار
ولغابة تزنر المزمار
تفوح رائحة الاستشهاد ، الجمر اليثربي
ونشيد الوتر
العشب ذبيح
الورد ذبيح
الجرح في أوصال القصيدة
أروي زرقة حلمي في بهجة القرنفل
حتى صياح الديك
أسئلة
طفولتي الناي
وسريرك عشب الفضاء
ومسلة الظل العنيد
ها / الأرض تفيض قلقا
وبوح الدخان خارج من خاصرة المسبحة - الوقت
كي أقطف من رموشك أغنيتي
وأكتبك لهفة موال في القلب المتورد
فأرى رعاف البحر في رغيف كسيح
الأرض جريحة
النهر جريح
والطفولة راية الأفق الثوري
وردتان نحن /
نهدل مع اليمام /
الحمام البري
ونطلق تكبيرة الشهادة الأخيرة
أمضي إلى وميضي
أشم رائحة الخيول خلف انطفاء الفراغ
والشهادة فاكهة الموسيقى
لأمد راية نزيف المعنى إلى شجر راقص
قليلا من بلاغة النمل
والشجر يكسر عنق العاصفة
وينقر رأس كنعان
( 5 )
بالصبر
أغسل الشمس في اكتمال النور
وأزوج القمر للشمس
على الجرح
ابتسم
أصلي
أصوم
ليتهجى جرحي مغازلة البحر الذكي .
كتفاحة
تأكل حبات اللوز الكنعاني
لأعثر على رمحي على وترين
ضيقة عين القمر
واسعة عين الريح
هذا الكون صحن الروح
لأملأ لغتي بالخمر الصوفي
كنا
نضيء حزننا كحبل الوريد
وصراخي رائحة الطباشير
الخيمة أكبر من القلب
القلب أرجوحة الندى
الأرض تنهض في المطر
أواصل الصلاة في جرحي
لثمتها
فوق صدري
الورد مئذنة التراب
ما عاد المطر يشبهني !
ما عادت الكتابة تشتهيني !
فأغزل
شراشف الزمن
أمضي محتفيا بزرقة اللغة في بهو المعنى
والثريا تطعن العطش
مساء نصفه سقف الشهادة
جثتي
مبللة بالنور
فأفيض على وترين ، حصانين
ها أنت الآن تمضي إلى وجهي
تراتيلك الأولى
كي تشاهد حبري منسوجا بالحناء
عرس أمي منفى !
كن مطرا
وبرقا
في اكتمال الميجنا
كن فن الرؤيا
الغبار يصعد في لجة الصلاة
لأستل صحو النور
بكيت مثل دفء
وجرحي يقرأ خضرة النور
أمد النهد إليك
وقد أرهقت الريح
فافتحي بهارات الضوء
أقرأ /
ما خطه الدم على سولفانا القلب
على شاشة الوقت
فأصعد /
رغوة الأفق البهي
وفي حضن الاستشهاد باب الروح
فأمر إلى ملح الخيول
وطعام الورد همزة الوصل
لأصعد إلى جذع التهاليل
يا هذا الدم
الذي أدمن القمر اليثربي
خذ ما تيسر من صيامي
تراتيلي
صلواتي
من صهيلي
ومن شهقات الخيام ، حكايات الضوء
على رسلك أيها الدم
امتلأت الروح بالخضرة ، الهديل
وسفح بابي رؤيا
فأسرج خف الكتابة
على رسلك أيتها الشهادة
لي أبجدية الصباحات
ولهفة اليمام
لألمح صلاة الضوء في وضح العتمة
على رسلك أيها الدم
فأنا والزيتون شهيدان ...
لألمح وهج المطر في حنجرتك
الأرض تبتلع السماء
وهذا المساء أحمر فضي ! ...
23 / 7 / 2009م

No comments: