Saturday, June 18, 2011

حناء عرشك

" إلى نون "
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
هل تذكرين يوم قبضت على الشمس .. وعافية القصيد .. فأزدهر المطر ملء سجادة عينيك .. وصوتك البلوري الذي يولد من السحاب .. وأحرف القرآن .. وترانيم الخمر الصوفي .. وكحلك الأشهب .. فأرتفع صليل الشعر في داخلي .. وزاد منسوب اللغة .. فاقتبست البياض من عطرك .. والأهازيج وقع قدميك يوم ثملت اللغة على أطراف أناملك المجدولة برائحة النعناع فكنت تحنين الأفق بماء زمزم ...
( 2 )
هل تذكرين يوم تلاقت الابتسامات على مبسم اللغة .. وهي تنير الظل بحرقة القمراني الذي يفهم تورية الشمس في بيادرك .. وحقولك التي تعبد ( بضم التاء ) الشجر لنشوة القريض فكانت لغتك المتزنة – الثملة فقه الحداثة وما بعدها في مدارات نسائم وعبقرية زحمة ما بين السطور فكنت " النون " خبز الشعراء .. وقمح الرواة .. وأزاهير النقاد لتشكلي عناقيد الأبجدية في سموات هاشم ... فكانت " الريح " و " النار " مفردتان لهذه البيادر الشامخة .. و " الندى " الذي يغذي الأبجدية بنسائم معطرة متجددة تغزل الطلح بين جفنيك لينضج المشهد الرائي على ديناميكية طيفك وقبسك العفيف الذي ينضج تويجا للأبجدية وطلحا لحقول الثقافة .. ويدفع بها نحو الاستثنائي باتجاه " مي " فكان تلاطم الموج على شواطئك " النونية " معطرا بك .. وأحلامك التي تسبق الشمس نحو مزيد من الخيال الجامح المدجج بطيفك الأرجواني لينضج الإبداع بين شموع يديك .. وحرقة جراحك .. وروحك البيضاء .. وقلقك العذب الذي يسعى نحو القلق المتوهج دوما بعذرية اللغة .. وطموح الجنون النوراني ! ...
( 3 )
ما الذي يدفعك إلى بساط الريح ؟
ومحاصرة ظلي بالبنفسج أمام لعبة الأبجدية ؟
وأنت تفكرين في تنمية السحاب
والغيوم المفقوءة بوجع العشاق
وحنين الفرسان لقهوة الصباح الفاخر
فأقابل صديقي الذي استيقظ منذ صلاة وعشر دقائق بتواشيح الضوء
فأسرق الحلم من ثغرك
والهواء من رئتيك
وروائحك الخمر الصوفي !
أرابي كلماتك الساخنة
أنقي السماء من المرايا
أتسلح بالغموض
بالأفق الجديد
والموسيقى تحرض القمر على الريح
تاركا السحاب المصفى فوق مائدتك المستديرة
أتحسس نوتة ملامحك
والعاصفة !
وأنت تتجولين في منتصف القمر
كطيور مهاجرة
بعد إصابتي بربيع الياسمين !
فتملأين جيوبي بالنجوم
وبالشموس
ونحن نتسول الريح بملابس الأبجدية !
وأنت تمسكين بغمامة الصيف
وتنصهرين قناديل قزح
هي الخرافة إذا تأسرني
والحنين عصي على الأبجدية
ومناخاتك الجديدة
عرشك مناسب لفنجان من البن
فأطارد الإعصار !
إنها الشمس وقد أطلت بشغف على الليل الأخضر
وأنت تبتسمين بكامل الجنون الشقي !
فتمنحين الحرف حق التفتح والازدهار
فكان اللقاء : كحرفين
وأفقين منصهرين في عسل الأبجدية !
15 / 6 / 2011م

No comments: