Monday, June 06, 2011

ونهضوا كالسحاب

عبد ربه محمد سالم اسليم

قطاع غزة – فلسطين

Isleem61@hotail.com

( 1 )

حتى تفيء الريح إلى وشايتها ،

أشتهي قبلة كما الخيال العنقودي الدافئ ،

أدحرج الغيوم المالحة في حذاء جندي غويط معطر بقهري ،

وأعشاب البحر كي أخفف من شراسة السراب الذي هيجته الشمس في أهداب غزال موشوم بمكري الساخن ..

أقابل المطر مرتين

مرة

في حظيرة القلب

وأخرى

حين يتذوقني المساء المجعد المحتفي في طعم حورية منهكة في حياكة زمزم كلما تقدم الموج على هيئة شهيد محترف يبني جسدي أدغال خمارة تقرأ خرافة القبلة المغمورة بعطرك اللازوردي ..

لا فرق بين الريح والطمأنينة حين يتورم العطر في عناقيد الغيوم التي تتوج الغموض الكادح برتابة تفسر ذكورة السراب عند منعطف السحاب الواطئ الذي يتمرغ في أنف الزبد المعطر بعذرية الخمر كسؤال يجفف خطورة الملح في خياشيم الموج الكالح البرمائي لأفرغ صراخي في البحر كامرأة تشتهي المدى خلف لهاث الماء المعكر بخواطري الرصاصية ...

( 2 )

السماء تجادلني كتاب طمي

فر البحر إلي

مني

شرياني زيتي الدائري

الريح تفتش الطرقات عني

إلي

أركل أول الغيوم

أسجن آخر الغيوم

أدجن السحاب العالي الأخضر بطعم قزح

الشمس ترمي نفسها في حضن زوابع الرائحة التي تقطع الشتاء

ثلث لي

ثلث للمطر

وثلث لامرأة تدخل فائض السماء

وتحيك الحلم بإبرة الدمع الزكي الذي يولد في مواسم النعناع

هكذا ،

تساقطت الغيوم ، قلت

دنت من سياجي ،

انحنت

تحنت

( 3 )

طمث ناصع البياض

لا فرق بيني وبيني

من سيكتب مذاق الجسد

ويختفي في سواحل الوشم

ويقزم النرجس كلما اشتعل الدم شيبا في حواس اللغة ؟

من سيكتب لون الطمأنينة

حين يشرق القلب ساخطا

ويعري الريح من موج الصمت ؟

سراب محايد

أبكم

الريح برمائية

ولغتي

هكذا ، يتذوقني السراب

أشرب ما بعد بعد الثمالة

امرأتي تقزم الصيف

تشتهي الشتاء

ومواسم النوارس كلما سقط المدى

وأنفقت الريح في تلال ابتسامتك

بكامل أناقتي تهرب إلي

الليل نظيف ،

ملوث بالصلاة

بالسماء

لم أعد مثقلا بالريح

امرأتي تزرع القصب في حدقات الوشاية التي تفيض زرقة السماء

فينحل خصر السرير كخريف يشرق ملوحة

يعلو ابتسامتك الغيث

حتى تفئ ضحكتي

سيفا مصقولا بالملح المعطر !

( 4 )

كل الذين استشهدوا في جراحي

تكحلوا للبحر

تذوقوا طعم السماء

خلعوا الريح من تضاريس المدى

القمر خلف ظهرانيهم

أمامهم !

عن أيمانهم وعن شمائلهم

وسقطوا كاليمام !

نهضوا ! ..

2 / 6 / 2011م

No comments: