Sunday, May 30, 2010

وحصانك الأشهب

" إلى روح الشهيد المجاهد محمد حسن اللداوي "
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
دون أن تغادر الاستشهاد /
استيقظت /
قرنفلك على بوابات الليل الفضي
ونجومك مساء المطر
وبيارات البرتقال
وحقول الزيتون الفضي
ليعمدك " الصاروخ " ! وأعشاب الشهادة
كأن ضحكتك ميدان الخيول حين أغمضت دمك باتجاه الشمس
وطفقت تتعامد مع قوس قزح
كأن حقلك رائحة شوك
وكأن نارك أحلام الجاردينيا
هكذا ،
القمر ابتسم لك وشفاهك فخاخ
ووجهك تضاريس المدى
لكأن أقدامك رطبة
وأعذاق غيابك الفضي !
وأنت ترتحل عبر أوردتي
وأنفاسي الغزال
فتحدثني عن موسيقاك المحببة .. عسل البارود
وشرابك قصائد الشاي الساخن
لعلك تسند السماء وتغير طلاء الصمت العمودي
وتتدفق عبر شرايين القمر
فتغمرني بالريح الصادقة و" الأشياء " العبقرية
ولعل الضجر يغدو تلال قمح ذهبي
ولعل الليل زئيرك
لأبصر وجهك الأقحواني
وجرار أرقك تملأ خلفك الجنون المعطر
وهذا العشق الذهبي ساحة أفكارك
فلا تبرح زغب الهدهد البحري
وترتدي أنفاسي معطفك الشتوي
إذ ينبت عشقك فوق العيون
والسنديان صديقك الوردي ...
وطرائد الأفاعي
لتأخذ شكل "الصاروخ " الملائكي
فأعض الصباح عليك
كأن دماءك غلال ملائكة !
( 2 )
كنت تركض دمعة جريحة
( الأمل .. دمعة
الدمعة .. أمل )
ونمر يتعقب " الغرقد "
مرة ،
كنت الباب الجنوبي
ومرة كنت الشمس التي تداهم جبن الليل
فأتمتم بلعبة مرفأك الشهداء
وسياجك الذهبي " الصواريخ " !
فتجوس بين " الغرقد "
وأنت تعود السماء على الزرقة
ومقاومة طوابير الأفاعي
ومخالب الكذب !
ألمح /
النهر يستحم في طعم بارودك القدسي
ابتسامتك شهداء
وحلمك نافذة
لأرى الضوء يملأ عينيك
والسنديان قامتك
فأسند ظهري على ضحكتك
ورقة مملوءة بالعصافير الخضراء
فأؤدي صلاة الذكرى
أحيانا ، تتسع غرفتك للسماء
وتتفتح أحصنة
لعل أوهامك خطى سلالم
فأراك وردة على صدري ،
ياقة الأفق
فيعلو صوتك الأزرق
برفق ، تتفتح رائحة الصهيل
ولون جواربك شتاء أخضر
فأستعيد نكهتك الفستق كي أصلي
ورائحتك الحبق !
تقول لي :" دعني أعود إلى استشهادي ،
صاروخي صديقي العزيز "
تتنفس أحلامك
شباكك الوحيد
لأحتمي من برد الخريف
وأعبر أصابعك دالية كي تترفق بك الورود
مرة أخرى ،
دعني أستعيد شكل ضحكتك
الآن ،
أغمض دمعي كي تصلني ابتسامتك
رائحتك النبي ! ،
والكلام في فمك سافانا
أجلس أمام الكمبيوتر أكتب جدارياتك .. فأراك عبر الشاشة الفضية
فأداعب قمرانيك
والأرض تكتحل بلحيتك
فأتصفح رائحة وجهك " الفارس " ! ،
الحناء ،
وليس بيننا سوى الرصيف
فأعبر مساء القهوة المرة
فألمع في برق عينيك
وأواصل السير برفقتك إلى دمعي
إلى دمي
كأن زرقة الليل ملك يمينك
فأبصرك شجرة خضراء
وأنت تعلو صهيلك على بوابات المساء
فيناجيك المطر ،
يناجيك القمر
فتغدو ابتسامة رسول
والقلب على أعتابك في بهجة البرق
الشجر يلبس قناعك ،
ووجهك نور
(( والوجه تحت القناع
وجه نور ))
وصوتك يشرخ الأفاعي
وهذا المساء حائط صدرك
كأن يداك سلالم
وأنفاسك طرائد في الفضاء الأمامي !
فتعبر سماء الخارطة
عيناك غارقتان في الفرح ،
الانتظار
فتتوكأ على صاروخك كأنك باقات زهور
بكلماتي
تحزم رأسك .. وصورة " الفارس "
حصانك صلاة متراصة
وأوراقك الصعود إلى الحياة كأنك المحارب الوحيد
فتهزم الصمت والصحراء من حولك
وتزرع بين الأشجار غدا الشمس
غدا أراهن ،
أستعيد ريحك من هذا الدلال
وأحصد سنابلك
كأنك تهاديني أريكتك والحديقة الخلفية للسنديان
فأفرش مناديلي إليك
وأصب لك كوبا ساخنا من الشاي المنعنع
وكعاشق أحبك للمرة الأولى
كأن الحكايا نرجسك وسمانك الحرير !
ماذا فعلت بك حتى تصادقني – أصادقك ؟
هل كان عليك أن تمطرني
وأزرع في تضاريس وجهك رائحة القرنفل
وأربي في صدرك العرفان ،
تغريد الجنون !
كالعادة ،
ستواصل التغريد في مسائي
وليلك قنديل لا ينتهي
صاروخك يلعب في التعب الأخير كالماء والنار والهواء
وبقليل من الضوء الذي يلمع في عينيك
سأجتاز المساء
وحين يستبد بي الغضب سيورق حزني
سأجلس وحيدا أتكئ على شظاياك
وأترك الهواء عاريا
وأعلق دموعي على الأطلال
ربما تجففنا الشمس من هذا الخراب
وهذا البرد
وأنت تستشهد خارج الكلمات
دمك سطور القرآن
وابتسامتك الوديعة في صدري
كأن قلبي اسمك
(( كم ناديتك باسمك
المعطر ))
وأنت تراقب صعود النجوم على سطح أغنيتك !
ماذا تنتظر امرأة من شهيد أو شهيدا من امرأة وضعت قدميها في الريح
وغفت في قلب نحلة
أو خرطوم سيف ذهبي لتزرع السماء
وتقرأ آية الشهداء ! ...
فأعثر في قلبك على زهرة جاردينيا يدوسها أفعى معتوه
حتما ستلوح لي يوما وننهض إلى " الصلاة " معا
وتدير ظهرك للأميرة التي استيقظت فيك
فتغمض عينيك عن رائحة الحبق والميموزا
وتترك طائرك الوحيدا
أنت الليل والنهار في سطور القرآن لأنك تعشق " الفارس "
وتعرف أنك فصول رواية !!! ...
فتصحو نبيا في الليل
ورسولا في النهار !
وبينهما شمسك التي لا تنطفئ ! ...
4 / 5 / 2010م
إشارة : استشهد المجاهد محمد حسن أللداوي في مساء 5 / 3 / 2007م .


No comments: