Tuesday, May 18, 2010

نجوى الحجر

" إلى الشهيد القسامي هيثم محمد خليل العيسوي "
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 0 )
فجأة ،
تكبر كالمدى فتغمر البيت بالضوء الأخضر
قانعا ،
بهمسات حجرك النوراني
وأنت تفكر في المطر
والورد جبينك العالي
فتسافر في جدائل الحب .. ضفائرك
فالمطر مثقل بابتسامتك .. شمسك
وأنت تتصفح وجه الحجر
تزرع ظلك أزاهير
وصوتك الطري مدارات ، إيقاعات الورد
يعجبني خلوف صيامك
طمأنينة حزنك
أنفاسك الفجر
لحافك حصان النهار ،
وريح الأسئلة
وجهك يشبه النسيم العذري
السراب يهرب منك
فتجتاز الأفق بين دمعك والحجر
فتردد ترانيم السفر
ولغتك الصلاة
فتزرع الإسفلت حقولا من نار
وخمرك لظى رائحة بنفسج شهي
( 1 )
تبتسم ،
البحر يعشش في دمك ،
بين يديك
فتعدو خلف حجرك القدسي .. طيفك
والرمال البيضاء من خلفك
لكأنك تحتضن المساء
الأشجار تحتك
والنجوم خطاك
صهيلك بحيرة تطل على دمك
لنتبادل البوح الجميل .. العسل المصفى
العتمة تضئ النهار المرقط دغلا
القمر يتلوي بين أحضانك
وتصعد !
تسابق " السحابة " رؤى وبرقا
ومن حجر على حجر كالوعل
والشمس يقينك العالي
لأرى الليل براعة صلاتك
وتسابيحك تتربص بالأفاعي
وزئيرك يثقب العتمة الملونة
مرارا رأيتك ترتل " الأنفال " وتتقن قراءة " الكهف "
وتصلي غالبا بـ " براءة "
كل نهار تصحو
وبخفة زنبقة ترجم رائحة الأفاعي
كالأشجار تحرس المكان /
المخيم /
القمر غدا
طريقك مصقول بالحكمة ،
وأنت من سكن " البراءة " على شاكلة الصهيل
قابضا لغة الحمام
ومحرابك بردا وسلاما
ما أعظمك ،
وشرفك أمير المطر
والعصافير
أريجك المصفى بعطر " الشهادة "
دمك قبس من روحي
فهنيئا لك هذا الفيض الصوفي
صوتك
سحر الزيتون /
والندى
خطاك سموات خضراء
وعرشك أحلام الخيول
فتحفر روحك في حواصل الطير الخضر
وتسكن دمعاتي وكلماتي
وقلبي لك وطنا
وأبجدية ! ...
وصهيلك أوسمه
لعل قمرك ينقح الريح وهمسات النخيل
فتختزن الشمس لي
ولي خضرة عطرك الأرجواني
من " الإسراء " تنبع .. وتثقب أشرعة الوقت
وتراوغ القحط
فتتكاثر أزهارا
والنسيم دقات قلبك ! ...
كعاشق تترك ملامحك في صوتي
وأسئلتك أحلام الزيتون
دمك
انتصار القمر
والضوء لغتك
مبللا بحنينك
وحزنك وتر سادس
كأن القمر اليثربي صورتك
فأتصفح مرايا صوتك
وتفاصيلك الصدى
تشعل رائحة الليل
وتتسلل بطمأنينة إلى صلاتك
وخيوط الفجر على بعد فرسخ
كأن قدميك صيد القمر
موشح بالبياض العسل
وأيقونة خمرك تغدو نبعا لقيامة الحجر الذكي
الدعاء الذي طبخته لي كان نعناعا
وزعترا
وشموعا معطرة في ضواحي الكلمات
كأن زئيرك شرفة عالية
وحواسي صلاتك ، ظلك ، حج صوفي
بيمينك شمس
بيسارك قمر
ومقامك بين النجوم كعبة
فتكتنز بالوقت أقراص عسل
وموسيقى برائحة العشب
فتبعثر فوضى مزاجك
هو القمر صرح القلب
هو الدمع نبر الشجر
فتفيض رائحة ذاكرة ومكانا
وخريطة معجونة في كرات دمك
مجدولا بالحلم النقي ،
وانصهار " السحاب " في شفتيك
دائما ،
أنت صديق السحاب
وولع الدموع
فأتبعك
والشهداء يحسدونك
والزهور
وفي صدرك معجزة العشاق
فيبكي السنديان !
يبتسم السنديان !
انطلاقتك صباح
مرفأك وطن
وشفتاك للنخيل سحر !
فتغتسل السموات في عيونك
ودمك يباغت القبرات ! كأن أقمارك موج ! ...
وحجرك صلاة ! ...
( 2 )
الكتابة عنك حافة البصر
داخلا إلى ضوئك .. إلى صلاتك في الفجر
تتلألأ كالحلم
وتوغل حصانا أبيض في البعيد
تتحسس " نجوى " الحجر
وحلمك اللامتناهي
تطير باتجاه النسيم كالكرز
وترانيم الموج
فأرى ابتسامتك لم تكتمل ،
حصرما
وبوحك على شفاهي مطرا
ودرب الأنبياء أنفاسك الظمأى
كأنك أفق أرجواني
هادئ أنت
مدهش كالولادة
ناضج كالكرز
وكلامك دائما عن " السحابة " و" الشهادة "
ربما استيقظت على حديث المطر الفضي
وجفونك تطوي الأفق
أصدق دمك
الغزال ملامحك
أختار بذور ابتسامتك
وأغرق في الاشتياق
لكأنك الاتجاهات الأربعة
رؤياك سبيل الكرز
دمعك سنابل الحناء
فتعبر المتراس كي تتعطر /
كي تمطر /
كي ...
والحجر في يمينك
في شمالك
وصدرك متراس
وصوتك ابتسامة عاشق
لقد رأيتك وأنت تنهض حجرا
(( يتكئ الحجر
عليك
ودموعك أحد من عيون الصقر ))
و" سحابتك " تحاصر الأفاعي
فأراك وأنت تكتب صعودك
وتواصل صرخة الندى ! ...
( 3 )
... وتهجي " صلاة " الحجر
يمينك دلع النار
يسارك القمر
فتركض كاليمام نحو الأفق
فالشهادة في عينيك رائعة
والحور تراتيل صوتك الرخيم وأنت تتلو القرآن
فتبحر عباب الصدى
ليلك نحل من السهاد والطمأنينة
دمك لم يمت /
لم يمت
لم ...
كالأقحوان إلا في الذبول !
وحجك قذف الأفاعي ما استطعت إلى ذلك سبيلا
وتكبيرة الروح
وعنفوان برق الحجر
هذا زمانك أيها الفارس الصغير
تركض الجنة فيك
تهرول
وأنت لحن " الحجر "
وإيقاع " الصلاة "
دمك شراع
عيناك بوصلة
كفاك حجر
وأنت تحتضن الحجر وتنام ببراءة مذهلة
تبتسم وتحلم بقنص الأفاعي
وسعادتك وأنت تعرج إلى السموات
فما زلت تبحث عن أحلامك في مدارات حجرك الصغير
وضفاف ابتسامتك الخجلى !
( 4 )
انثروا /
على دمه الورود .. رائحة البنفسج
وعلى صوته /
انقشوا جداريات البوح .. رائحة المطر
وفي كأسه ذوقوا عسل الشهادة ، وشم الفرح
ورائحة الطمأنينة
دعوه يستريح قليلا ! ، يواصل العزيمة !
وهموم طفولته البرق الذكي
الحجر يضحك إليك
والورود تنضج بين شفتيك ! ...
تكسو الفجر بالتسابيح
فأخبئ حبك في دموعي ، شرفة القلب
والقلب غمام
فصار دمك سلال السنابل
وجراحك انتشاء الخمر ألعرفاني
أنت المبتلى بالصهيل !
ودموعك شهوة الصباح ...
وندى
فأتبعك مولعا بخطاك
أحصد كوابيسي بعدك
وأعد المسافة بين بلابل صوتك
والفضا
كم الساعة الآن ؟
صباح الورد على قبرك
صباح ...
ما زلت أهجي نورك ومساءك الشمس
ومشارف قلبك نور
تعزف عطشك
ويرشح الشوق من حجرك القدسي ! ...
صباح الخير ...
صباح الخير يا هيثم ! ...
25 / 4 / 2010م
خالك المحب




No comments: