Tuesday, April 21, 2009

صلاة هاربة

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
قمر نبيذي وقرنفلة يتشاكسان الحلم
الحزن هارب كالصلاة
هذا الصباح ضامر كالخيل تبكي المطر
وترى الغيوم أوجاع من مرمر وعسل
فتتسلل خارج البعد الرابع
نتلصص على الابتسامة ، وفتنة دمعة ضاحكة
فنغرق في الصلاة
والصدى أخضر في رائحة الجاردينيا
نبلل قوس الذكريات
والشاي المحلى بالحزن الفذ
نلعب على أطراف أغنية ضحلة
كسوسنه تخطف نصف الليل أو يزيد
وتسمع حرقة الدوري
وهذه الابتسامة أصابع الحنين
ليعيش الصباح هاربا مني أو على وشك الغيوم
وهذا النهر معطر بالكرز لنغدو أوصال دمعة سكر
والقلب ضفة الهذيان
ابتسامتي عكاز رموشك لأركض زرقة الليل
( 2 )
تتأوه الحيرة
وهذا العري ثمالة عاشقة
واقتناص بوح سنبلة خضراء
فأتشظى إلى جمر وخمر من شمس وقمر
فأنهش الكفر اللذيذ
نتعرى زيت ملاءات
نكفر الحلم
ونعوي سريرا
أتسلق عنابك في هزيع الدمع الشقي
والمجاز تأوه الصلاة على ربوة نهدك
فأصنع منك نايا وقربة من عسل
وربما وثنا معجونا بالضوء أو الزنجبيل
وبساقية لا تعرف الساحل أو ببحر يمده سبعة أبحر
وأتغلغل كالمطر اللولبي
أهامس انتظارك الربيعي
وأتلمس كثافة تضاريسك الشفافة
فألملم ساقيك الندى رائحة دفء ومسلات قطن طويل التيلة
بأنفاسي
أنقش وجنتيك الخروب
وأعلق على جسدك نكهة الغيوم
قميص نومك ومضات زعتر
وعروق عنب
والغيم ظمآن على زرقة دموعك
فأرقص أمام حلمي الزنزانة
(( زنزانتي الأجمل
تسكن قلبي
وجرحي ترنيمة بلبل أبيض ))
أقامر الكفر ببصيرة الحصان الثعلب
وردة تجرح دمعة
عفوا ،
دمعة تجرح
دمعة
جرحان
يضيئان الروح
لكأننا دمعة خضراء ، وخطانا بنفسج فضي
( 3 )
أتأمل ابتسامتك في طعم الشاي
في نبضات شفتيك
أتربع
وأحلي عشبك بصيد الغمام
كي أؤخر نضج البحر ، وزمزم خاتم غيمة
فيهرب الكفر إلي ... إلي
فأعقد هدنة مع الزنزلخت ليبقى حصاد المطر
وابتسامتك تراودني هديل سياج
فأنشر على حبل غسيلك كفري النديم !
قميصك الداخلي
صفصافة
غدا ،
سنسرق السماء
ونقلد طعم التين في الانتظار
جاء وقت الحصاد
والطوفان برائحة الشاي المعطر
( 4 )
مرة أخرى
يتأمل اليمام وجهك – الوطن
على خديك رحيق أخضر
وحيدا ،
هناك بين الغيوم أحلم بالكفر الجميل !
واشتعلت لحيتي عشبا أخضر
وابتسامتي تصطاد حسونك الفلسطيني
فأتجمل كالهديل
سأشبه زيت جسدك الفذ
وزهور البنفسج حبل غسيلك الكنعاني
هل نبقى مكسورين على السرير
ولغتي خبز الروح ؟!!
(( جنون صوتك يضئ بابي الجنوبي
فينكسر الدخان في – فيك ))
بين الغيوم
النحل متوحش ، دبلوماسي
والجسد يتشكل زرقة البحر الأحمر !
على ضوء عباد الشمس
سأعجنك صفصافة
وأنت تصفين لي الخروب
وتقدمي لي قطعة حلوى على شكل يمامة
الآن ،
ينهض السرير في
أتوكأ على قلبي
وهذا الضوء بئر مالح !
ما زلت في خفة النرجس وبطعم الكفر – الشوكو
فيطل جسدك علي ،
فأضل الطريق بين نهديك !
وباحة سريرك زنزانتي الأجمل !!!
لكأن الغيم خمري المثلج !
( 5 )
كم مرة
سينضج الغيم فيك – في ؟!
كم مرة
سأصادق الكفر الجميل ؟!
كم مرة
سيخدشني الدمع ؟!
(( دمعي يتخادش ،
ويحاول أن يجرح رمش الشمس ))
( 6 )
ونرجع دمعتين تتعاركان السحاب
وتغسلان الريح بالهديل !
فجأة ،
تدركنا السماء
واللغة تبحث عن ملابسها الداخلية الساخنة
وسروالها ممزق على أرض القصيدة
والدمع مازال يشع بحيرة بجع أزرق أو هديل يمامة !
أو غيمة ساجدة تهم بقتل الصمت
أو مجاورة رحيق الرمان
أو زهرة الوسائد المحشوة بالعسل المصفى ! ...
أو غيمة مكتوبة بحبر الدمع
أو غضب الزنبق
أو هذيان زيت الزيتون ...
أو ... الخ الخ
غيمة
غيمة
20 / 4 / 2009م
ملحوظة : الكفر هنا بالمعنى اللغوي لا الاصطلاحي ، لذا سمى الليل كافرا والزارع كافرا مصداقا للقرآن " كزرع أعجب الكفار نباته " ، فاقتضى التنويه .



No comments: