Saturday, February 28, 2009

صلاتي الأخيرة

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 0 )
............
....
.
وأنا ارتكب صلاتي الأخيرة
وأنمو وجه طفل يلبس الرعد
ومحاكاة معجزتي الضوء
( 1 )
... هي حماقة فذة لاستعمار الندى
... هي سرية لاعتقال النرجس ،
وحائط الياسمين الذي ينمو بيننا فوضى نهر غجري الملامح
وأنا افتراس هذا القط المدلل
أجاهد أن أحاصره في شعاب روحي
ودلالي الشرس !
وأنا أمتص كوب الشاي المنعنع من أطراف أحمر شفاهك
فأبحث في الليل عن رائحة صوتك
وارتطام طفولتي بين أهدابك البرق
( 2 )
كأنك تعصرين بين شفتيك صباحي
شذرات مسك
فأتناثر على ارتعاشات ملاعقك تعبا زكيا
لأشرب وحشة المكان
ومخدعك الشمسي
والتعب الذي يتساقط من رموشك
وبؤبؤ عينيك صدى الصبابة
كمجاز شعري
ارتعاشاتك تملأ سفوح خدودي
وحبر شهيقي البحري
فأستغفر خبز جسدك أوراق خريف
لأسافر عبر حرارة الموبايل
وعبر الكاميرا الرقمية أحضن صوتك
ودلالي الدمشقي
( 3 )
أمشي على ضفاف دمعتك
أنثر بهاء جروحي
وأرصف نشوتي بين سبابتك وقدميك
أنا سيد الثلج المعطر وبستان الثمالة
فأستظل بهمسك
وعرق جبهتك يغمر رائحة كلماتي
فأخبئ انتحار حقيبتك في أناملي
حدثيني عن ذكرياتي لألقاك شمال القلب
وضفائرك تتطاير في أحشاء حوت بري أنيق
( 4 )
وكأني أصوم ...
وكأن الدهشة تسابيح عاشق
فتخضر أناملي الزرقاء
كادت الابتسامة تعاتبني
وأنا أخامر رحم الريح – المغناطيس
تقدم رجلا وتؤخر أخرى
تترك على جسدي جنون القصائد
وتختبئ في قبلاتي المهموزة
( 5 )
تعثرت بظلك كحبلي الوريدي
كنسيم يفضحه فنجان القهوة
لأمنح ابتسامتي لأشجارك التي تنمو في ظهري قصائد
وعبر أناملي دمعات قافية
أتفهم جنونك الذي أسميه الوقاحة الحلوة
فتكشف عن ساقيها ... أنا لجة الماء
قوام أظافرك مواعيدي
التقينا
ذات قبلة
والذاكرة شقوق العشق كأشجار الحناء
فتنمو جروحي
تخضر كحبات اللؤلؤ
فيكبر على شفتيك الثلج ورائحة الصقصلي
فأقع في غرام المطر
ألعب مع الحزن والنار بلا شاطئ
أقطع شرياني
وأرسم وجهك خارطة وفخذ نهر
وكتاب مئذنة
هي
تربك ظلي القزحي فوق ركبتي الزيتون
فأمشي كجفونك
دهشة تبحث عن زرقة المطر
كرجولة الندى
وهذا الجدار يحتمي بالريح
وبريق سجودك
فيكتمل السيد القلق
الليلة
ينام السحاب إلى جواري وشعرك طهر الصمت
أمسح الضباب عن شموع أظافرك
بدون قصد
أغني
لأقطف مواسم الجمر
وسيجارتي تحملق في الانتظار
وأنا أوزع لفافات الغيم
أأكون الفارس الجديد ؟!
تعالي
لأسكن خدك
أتدحرج بين شفتيك مرايا
أفك رائحة التعويذات
نترنح من شدة الضوء
وصدرك مزدحم بالوجع وصهيلي
المطر ملامح القهوة
ابتسامتك بيتي الفاخر
أسلي القرنفل
وهذا الورد يعاني من الضجر
ألملم لحن قبلاتك
أأعزف حزني الأسطوري ؟!
أتحس شقاوة الشتاء
فيتعرف البحر إليك
أتحسس انفجارك بستان عنب
بدموعك
أكتب مذكراتي
وسيرتي التي تخرج من عيون السمك
بدموعك
أشتهي دموعي
بدموعك
اصطادك على شرفات الابتسامة
ورائحتك صراخ
أمسك بيديك الزيتونيتين ونجتاز منعطف الخيال
لنشرق كيمياء نخاع
لألقي القبض على الشمس خلف نافذة السرير
فأنهض كلون عينيك
نتقاسم لون القرنفل
ومساحات الخوف الأبيض
تعالي ...
وشمي سريالية أفق إبطي الذي يتمدد كالخرير
وأنت تراقصي دمعتي
الليلة
أنام فراشة
تغطيني بالفوضى وبحائط مجبول بالدموع
وقصاصات جسدك الكنعاني
وحبر جراحك !
أقنص أمطارك شعاع قمر غويط
دمعي
يناديك كمحراب يعد نغسه لمعاقرة جسدك النهري
فيجتاح جرحي طوفان المسك
أرى بجراحي
جراحك
والريح متوترة كالزنبق الأبيض
ثمة
سهم يفاجئ الريح
وخدك بئر مملوء بالظمأ
هي طقوس صعبة
أشرب ما على شفتيك من نجوم وحنين
دمعك
تشكيلة كلماتي
وهي تنطق باسمي الحركي الذي يخشع أمام رائحة القرنفل
كطائر العندليب
خدك
على خدي
والأغاني تسيل أزهار لوتس
في رأسك قلب
في قلبك حنون نار عذبة
أحضن لهيبك
وتنام في حضني غيومك
أقرض جدار الليل لتنهار جراحي
ولأكون مصب النهر الحرون
إنما الخشوع
لذلك العاشق
الذي أضحى زوابع
وأدغالا تحمي السماء من القراصنة
فأسرق عنب قدميك
وأردد للمرة الألف بعد المائة : أحبك
لنتدحرج قطر الثلج
ونختصر حمرة العيون
أأطعمك رحيقي ؟!
أأتذوق معك رائحة المطر ؟!
أنا فارس الرعد ، وقبلاتي الفردوس ...
( 6 )
مولاتي ...
أحتفظ بخط يديك وقبلاتك الحارة المجنونة
على جدار رجولتي
الريح ألبوم جراحاتي
ودموع تطحن شفافية الحلم
نتقابل قوارير عطر
ورائحة خلف أذنك اليسرى
منذ خاصمت الشمس
وأنا أقدمك إكسيرا لهذا السرير – المغناطيس الوردي
أتوغل في ضفائرك
وأفتح دواليب الخجل
فأنثر جمر عينيك
وأعد رمحي لطعن النهر
فأثمل
وأمرغ انكساراتي حبات برتقال صوفي
لأحفظ عن ظهر قلب تضاريس لسانك
ورقصة البؤبؤ وهو نائم في انفجارات الضوء
أتقن فن الهزيمة
وبطولات الاستشهاد
كأن الأرض تتوجع من غروب الشمس
فأغرق في ظمأ يفترس المئذنة
والسجاد معجون بالهذيان
هذا اللقاء
تفوح منه رائحة الذاكرة
والصدى يحترق
ورمادي بلون ابتسامتك
سأتلو وحدتي لأكون لغة العشاق
برائحة الخبز
أنقشك على ساعديك
فأمر بيدي اليمنى
أتحسس تاريخ العشاق
أولد من رحم الندى
يولد في الندى
أرجم الصمت
لنكون أنشودة الزعفران
أولد فوق الريح
شفتاي ابتسامة أبي
وهذا الهدهد أصابعي الحمقاء
ألبس
لون عينيك
عانقيني
كماء عينيك
عائدا من سرة رائحة التفاح
لنتقاسم معا صلوات التهجد
وندعو القرنفل للتمرد على الخوف
والريح على مصراعيها بواخر ركبتي
سأسقط مغشيا على صوتك
وتضاريسك الحناء
ومدينة عشق بلا شاطئ
ومساء حافل بأشجار الزيتون
أمسك بابتسامتك
وأداعب كلماتك الحبلى بالشمس
فأدعو ضفائرك إلى الجلوس معي على حافة النسيم
ومعاقرة الظمأ
فوق رياح شفتيك
أنوح خمرا
وأعمدة الليل حديث العمر
وما تسرب من أنوار آبارك الغضة
كالعادة
روحي وسادتك
وأنا مرتبك أمام ابتسامتك الغيم
المطر لم يكتمل بعد
وأسئلتي توازي التعب العبقري
لأستكشف نبض صحراءك
وأشعة الشمس التي تمتد بيننا
كلما تكلمت أعشابك الخضراء وروائح القرنفل
وقصيدة تستحق المحاولة
وفك لغز سروالها
فأرى روائح ضفائرك على شفتي
كنت أريد أن أهرب البحر
والحياة تطل من رموشك
جريء هذا القمر
وهذه الكأس تأخذني عنوة إلى أحشاء الصراخ من شدة العشق
فدفعتني إلى السحاب
أحمر كالورد
أبيض كالزنبق
والإشارة حفرت بئر جروحي ينابيع حصاد
وقف الظمأ فوق شفتي
وراح يختال كقامة شمعة خضراء
والليل وردة حمراء أو دخان من الماء
لأعرج ! ...
25 / 2 / 2009م

No comments: