Thursday, December 25, 2008

وأنام في المرايا

عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
الوضوء يهاجم المدينة كالبحر
ويرتفع في قامتي كتسانومي ...
هي جثتي حلم فراشة بيضاء
فأعتقل رذاذ الوضوء
وما في أنف السيف من مزاريب تجتاح تجاعيد القرنفل
( 2 )
في البدء كان الحجر نورس
في البدء كان النورس حجر
هكذا ،
أتقدم باتجاه الغرق في حجر
والحجر أنامل رمح ...
( 3 )
هو أبجدية القمر
والليل ينحني باتجاه الشمس
ويتزوج رمحا بابليا قديما
( 4 )
أعتقد أنني صوفي ما زال في ريعان المطر
وأنا سيف في كف علي
والدمع يسبقني مزركشا بالضوء
فأقابل الحسين عند منعطف الطريق
ألمس عباءته القطيف
وانهمر مطرا على حجر
على حجر
على ...
( 5 )
فيخرج القرنفل من خاصرتي
ويعطيني قبلة بيضاء
ويهديني إلى شعاع عصا موسى
و" الخضر " أمامي يسكب الجرح شوال قمح
وسلة عنب
يثقب القمر ليميز الليل من النهار
والنهار من الليل
نهار يركب حصانا أعرجا
ويحاول أن يخرج من وبر القصيدة
هكذا ،
أحاول للمرة الأولى
فتنجح نافذتي في عبور بحور الكلمات
وتزويج الشجر للخيول الصغيرة
هرم يجتاح الخيول الكبيرة والمهر
وما زالت في فوهة السراب خط مسدس
ودمعة تميل إلى العنوسة
والبحر قيد أناملي
( 6 )
لا أعرف كيف أتحرر من همس القرنفل
والقرنفل عامود كهرباء ! ...
وفي جدار بيتي يبدو كالمرايا ...
يمشي منحني الظهر
والخبز ربيع الأمس
أجدل ذاكرتي بسلسلة من الأفاعي الهرمة
وما يزال النهر يجري قيد أنملة ! ...
( 7 )
أواجه السحاب بطول ذراعي
وركبتي من صوان ملفوفة بورق القرآن
هذه هي طبيعة الوضوء
وما في النهر المجاور من أحراش
وبنادق صيد
ورماح
( 8 )
النهر يشق طريقه إلى الشمس
ويمضغ الحصا مثل زرافة !
ويضع رأسه في الرمال
ويتقدم باتجاه المطر
كفي على هيئة وضوء
أجيب الشجر من مسافة كذا وكذا
وجهنم محفوفة بسيفي الزيتوني
أفتح الطريق قبل أن تضيع مني نحو الريح
والشجر يبدأ في ، ويسبقني باتجاه القمر الكفيف
تحاول أفعى مبصرة أن تتزوجه بعد طلاقه مني
وأنا أدعو الريح للهروب من القمقم
سليمان يتقدم بقدمه الناعمة
ويدعو النمل للاختباء في صدري حتى يمر إلى الشمس
ويخطب إحدى حوريات البحر ! ...
فأتذكر غيمة تزوجت الرسول وهو في الطريق
المطر يضلل الطريق إلى فمي
هكذا ،
أجد جسدي نوتة موسيقية
وألحان ضباب مبصر ! ...
شمس عمياء تقود الطريق إلى الطريق
والبطريق ما زال يحبو
وينشد الصعود إلى نافذة النبي
والفراغ يصلي باتجاه القرنفل ! ...
( 9 )
أعدو مثل رحيق القمر
والقمر يعاني من العرج الشديد
وما زال أمامي فسحة من الابتسامة
أضرب كفا بكف
وبين يدي مسدس عتيق
يهاجمني الماء فألتجئ إلى شجرة الزيتون
وهدهد يدلني على هامش الصمت
وما في الكلام من زبد
فأسرع الخطى نحو البحر قبل أن تشرق الشمس
والنسيم يهب مثل تسانومي ! ...
فآكل قطعة لحم مقدد
وأمضي
يمضي النور خلفي
ويتبعني الهدهد أمامي
على خد المسدس نفترق
أنا شجرة
وظلي سلطعون
وقدمي نافذة معبأة بالضباب
وزيت البنفسج ! ...
( 10 )
أمضي إلى ظل شجرة كينيا
وأستلقي بين الهواء كالخضر يشمر لهدم الجدار
وضوء
وضوء
( 11 )
خلف الغابة مرآة
وخلف المرآة نوارس
فشكرا للمسدس
ولشمس تبتكر الوضوء
وأنا أمشي بحذاء النبي
والماء إلى نصف المرآة
فأغرق في جسد الطريق بريشة فينيق
فأسكن رماد قرنفلة
أقذف البحر بالرماد
فينصرف الموج
أبتكر مسدسي ...
أبتكر موعدي مع الله ...
وأبتكر ...
ولغتي ساحرة كإله نصفه امرأة
( 12 )
الكمنجة فرح جميزة
وسرير يركض في عيني النهر ضفاف
يكبو مثل ظل الشمس
ألمح – الآن – الضوء يفر ناي
ويضع أأصبعه في أذنيه
ويبدأ الطواف حول دمي الفينيق
وحينما يستقر دمي كالمسدس في ورق القرآن
دست فوق خد الحجر
والشجر يصحو نوارس
ونهرا يسير بجانبي تابوتا
وكتابا مفتوحا
فأوزع جسدي على الشجر
وأخص قميصي لناقة الرسول
فرأيت كل حجر موجة
وكل موجة قطف بلح
أقرأ ماء الخيول
وكتابا لا تقرؤه إلا الضفادع
( 13 )
أفعى يتقدم ، يحمل نوارس نصف ميتة
ويتنفس زهرة عمياء
هو ذا
هو ذا الغرقد
فينفتح المكان على هيئة تنين
وباض في خلوتي نعامة صفراء
نسيت أناقتي ...
نسيت لغتي ...
نسيت غباري ...
ونسيت ...
وسيجارتي وسادة من رماد
طاردني من شجرة إلى شجرة ...
طاردني من بيت لبيت ...
وفي السقف دخان مسبحة
هو ذا
هو ذا الغرقد ...
( 14 )
وأدخل المرآة
وأغلق النوافذ خلفي
ومزاريب الماء سموات
وأستريح على عرش الشهادة !
وما في جيب سروالي المثقوب من قرنفل
وماء مزن
وشظايا جنون
( 15 )
أعدو سبعين ربيعا
وما أزال أراهن على الشتاء
والخريف حبات مسبحة
ورمش حورية عذراء ...
( 16 )
أودع الشجر
وآوي إلى المرايا
وأنام ...
أنام ..
أنام .
20 / 1 / 2008م










No comments: