Thursday, February 21, 2008

وغنى الدم

" إلى روح الشهيد المجاهد عماد فايز مغنية "
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
البحر يتلعثم بين قدميك /
من أمامك /
في اتجاهك /
وأنت تعاند النخيل
وتطير باتجاه الشمس
والريح في حالة إشراق صوفي
كرصاصة تمر من قلبي إلى قلبي
وأنت الدهشة كأنا ...
( 2 )
الشمس تتناسل من أظافر قدميك
من أناملك الأرز
وأنتمي إلى أبجديتك " وليسيئوا ... "
فتخطف رحيق الورد من فم الأفعى
وتنتصب مثل مسدس عبقري
وترتقي شجر الزيتون ،
والسماء في حالة هيجان أنيق ! ...
( 3 )
تهذب الريح ،
وتقشر الرصاصة مثل حبة تين
والمساء تزحف باتجاهك
تحملك إلى سور الحب
وأبابيل تحاصر الأفعى في يديه الزجاج
( 4 )
هكذا ،
تختال الأفعى سهما أحمر
وأنت تسكن أبجديتي كزنبقة
أقبل قدميك ...
أقبل دمك ...
وفي دمي سؤال ، وسيف أبجدية
هكذا ،
تدخل معمار القصيدة ، وشكلك زئبقي ،
وأصرخ أنك الأرز في سمواته
وغبارك يكثف لوني من أقطار السموات والأرض
والقصيدة في حالة سيولة بنيوية ! ...
( 5 )
وأنت تغوص في عين الحلم
فأراك مرآة ضوء
ها جسدك يشع مسدسا ذكيا ، وقنبلة
وأنا أجالس الشجر في أول الصلاة
أنت متوهج هذه الليلة
وهذا الفجر زيت قنديلك
دمك في رصاصة ...
دمك في قنبلة ...
فأنت في طريقك إلى كربلاء
سأحمل أشجارك وانتصب غيمة خضراء
اقترب كي أراك مثل برتقالة ،
شجرة أرز زرقاء تحلم بالأفق
والنوافذ معبأة بالدخان
اقترب كي أراك دمعة في عين القرنفل
فأنا حين أحبك أغدو شجرة زيتون
وكل شيء قبلة القلب
اقترب كي أراك والغيم في حالة عطش
والقمر بخضرة الروح
أيا أنت ،
خذني مثل شهوة الشمس
فأنت شفرة النص الجميل
والأفق شجرة مذبوحة تحت جفنيك ! ...
( 6 )
من كثافة دمك تولد كشجرة أرز خضراء
وأنت على الدرب تصهل
ونافذتك زرقاء في فضاءات الروح
تمشي مثل نهر ، وعيونك جمرات خضراء
أصحو ، فأسمع رنين بابك
فأغمض عليك الروح
وأتهجى اسمك : ع م ا د ... كعطش قبلة
شاخت الأفعى في قلبك / قلبي
وروحي كحل طلقاتك
والعشب يجهر باسمك بخشوع
ويضمك مثل طمأنينة القرآن
رحيقك ذاكرة ...
رؤياك جناح نورس
والسماء تحط على كتفيك ! ...
( 7 )
هكذا ، تشبه زمزم ، وأنت تخترق شعاب القلب ! ...
( 8 )
دمك دوائر تتسع ، وتتسع ...
ت
ت
س
ع
وغيمة تستريح قليلا من ظمأك اليومي
وتستدرج الريح إلى عرين اللغة ،
وكمائن الغرقد ...
ربما تسلقت البحر - الشفق
وملابسك أوراق ندى ...
وربما فتحت الذاكرة – الحلم
وشراعك بلون الزنبق ...
غادرتنا
ونحن متورطون كالقرآن فيك حد العشق
ومذبوحين إلى تجليات الفرح الإلهي ! ...
دمك يتسع فضاءات جغرافيا ، وروحا
وتاريخا مكتوبا بكحل القلب ! ...
( 9 )
وأنت تستنشق الندى الأحمر
ونحن نشتري الريح
وما للشجر من أطفال وسيمين
وأنت تمكن القمر والقصيدة من جفون الأفعى
ويمارس طقوسه دون أن يشعر الندى
والحديد يبكي من شدة العجز
والحديد يتسمر كالمطر مثل بصمة تلمع أفكاري
وأنت تندفع كالسهم باتجاه الشمس
أناديك ، وأنت في جموح الغزالة
ومثل نسر مكتظ بالنور
والعسل المصفى
وأنت أمير النور
وإمام النسور ،
ونص مفتوح للريح
وأبجدية تسند المعنى الأخضر
وأنت تبحث عن أناقتك – الدم
والحسين ينتظرك على حدود كربلاء ! ...
ويبتسم إليك من مسافة كذا وكذا ...
( 10 )
الشمس تزحف باتجاهك ألزنبقي
وتختفي في سبابتك البيضاء
وصباحك منسدل كصباح يشبه الدم
فتقطف الأفعى باحتراف
وبكاء نبات السرخس
فتقفل القمر في جيب معطفك الوردي
وتبكي بنظاراتك الطبية ! ...
وأنت تمتلك الأرض والشجر
وما في يمينك من سموات خضراء
فتتكسر الأفعى فوق أظافرك / أناملك
وأنت تعبر البحر
فأنا واقع في أسر عطشك / تعبك اليومي
فقربك فراشة حمراء
ويغدو الضباب في مكان مرتفع – واطئ
وتختلس معطفك الشتوي من الريح الشمالية
وتطفو مثل ذاكرة جنوبية ،
وعشب عبقري جميل ! ...
( 11 )
نوافذك معبأة بالشمس
والزجاج يستوعب شدة زرقة السماء
وما فيها من عشب أحمر
وأنا أقرأ الظل البارد
وما بين الريح من مسافات
وأرقام تحفر اسمك النبي في شدة البرودة
والشتاء ينحني عند حواف جسدك
وينتصب في لذة وفرح
وتكسر سيف أفعى
الصباح باب من قصب ، ويمامات
والهواء يحاول أن يجفف صوتك الدافئ !
وأنت تتنفس ليلة زفافك ببطء ...
ربع قرن وأنا أنتظرك كالجمر
والمطر يصفق للرصاص ، والليل
والدم يندفع من جسدك الأخضر
هل سأنهض الآن ؟؟! ...
هل سأتهجد قبيل صلاة الفجر ؟؟! ...
هذا الصباح ، الأفعى تحاول أن تنتزع الماء من فمك / فمي
والبحيرات القديمة فاتنة
والمياه مالحة عفنة ...
اسمك فوق المسدس ، والمسدس في المقعد الخلفي في السيارة
سرك الصوفي مئذنة
وأنت تطوي الفجر
وتتصفح البحر ككتاب أحمر أنيق
هو ذا
هو ذا نور السموات والأرض
الأفعى تتقدم باتجاه ماء القمر
وتحاول قتل السموات ، والأرض
وكسر رباعية النبي !
والريح أكمام وردة
هكذا ،
تحتضن العشب الأحمر
وأنت تسكن زهرة لوتس
وعباءة شجيرة زيتون !
أهمس : رضوان
وأنت تعرج شجرة أرز
ونلتقي صلاة في جوف الدم / الندى / الرصاص / الغسق / ... الخ الخ
( 12 )
ها أنت تلبس خبز الشهادة
وجسدك يطفئ عواء الأفعى
وما في الريح من سراب وعتمة
وجها لوجه تشتهي مواسم التاريخ
والضوء أعراس دم
فتقبر الأفعى وتهرب كهمس المطر
لا شيء أجمل من الضوء في دمك / دمي
والمرايا مجروحة
تمحو الليل بشهوة الصلاة
والصمت بوح قمر أزرق
( 13 )
شجر يتدفق من عويل الريح
والريح سلسبيل
هو ذا العطش
هو ذا الهواء
هو ذا ...
والماء في برزخ الهواء
تشاكس السراب وتتدلى صدى
وسلطعون يمحو فوضى الفراغ
فترتدي سنابل القمح جماجم أفاعي
وتتوهج شتات
تركض على سطح القمر
وتعبئ عيوني بالطفولة والبراءة
هنا خبز الشهادة
والوقت نشيد الهجير ...
والصلاة عمود نور ...
إليك ... إليك ...
إليك ...
( 14 )
ستعلمني حروف الأبجدية
وآخر أخبار الهدهد ،
والبلابل ،
والحمام الزاجل ...
أنتظرك في صلاة الفجر ...
أنتظرك كالشمس ...
أنتظرك كالقمر ...
أنتظرك كالعطش ...
أنتظرك ...
( 15 )
أصغي إلى زئيرك المطر
وأنت تمتد جسد حقول أرز
أحيانا ، يغافلني الحزن الأبيض
فأضطر إلى مصاحبة ضفائرك الشجر
وأنا أتذكر قميصك الرصاص
ومعطفك القنبلة
وخاتمك النبوءة ! ...
هل بإمكانك إرشادي
إلى القمر ؟ ،
وإلى عش الهدهد ؟ ،
وأنت نبي الثورة !
والسماء بضعة منك !! ...
( 16 )
هذا الصباح ، فاجأتني العصافير الرمادية ،
وأنا أراك في عب الشجر
والريح تتعرى كتبا ،
وأرشيف أوراق دم مطلية بالغبار
ومعارج نصوص
تتمزق ، عفوا ، تتكاثف بين أمواج الماء مراوح ندى
وتحت الضلع الأيمن أخبأك مثل جبل أحد
والرعد الأحمر أشرعة ! ...
ولؤلؤة ...
وأنت ترتشف خمسة وعشرين مستحيلا
وموازين الريح فوق أظافرك ! ...
فوق أظافرك ...
( 17 )
بيني وبينك قمر
والريح في يدك السماء وردة حمراء
أنت الذي تحمل الصقيع
كم هو الأجمل هذا السفر
ثمة ضوء في أول الليل
ولعبة الشطرنج تتسع لأعشاب البحر
والأرض تضيق صداقة
وحزني مشرق ! ...
الضوء بياض البداية
الفصاحة هشاشة الريح
والليل ينهار أمامك
المطر يدثرك بحضرة ناي الدرويش
فتكبح الصمت
يقولون : أنك سليل الشهادة
البحر ثرثرة هدهد
والدهشة عشب الهواة
ستملأ هذا البياض
والبحر خائف
وأنت تجئ من القمر خبزا يملأ منقار الهدهد
للسؤال رعشة السؤال
وللابتسامة قنبلة فوق رقعة الشطرنج
للعاشقين لغة الحسين
وللرماح طهر الصلاة ! ...
( 18 )
قال السحاب : سيصهل ...
في دمه الشمس تشرق ، ويصهل
في يديه القرنفل ، ذات القرنفل
في قنابله الشهادة ، ذات الشهادة والعشق
من زرقة البحر ، يصهل
من لهيب العشب ، يصهل
من سجود الصلاة ، يصهل
من ظمأ الصيام ، يصهل
يصهل .../
يصهل ...
( 19 )
والأفعى تجلس بالقرب من مفترق القمر
والناي شغاف القلب
ثمة ما يليق بالمطر ، والعشب
والورد ساهر على سواحل الشام
كي تكون القنبلة رهين النخيل
أراودك قرب الليل
غزلان بالقرب من النبع ،
والنبع وردة جورية ...
والليل نطف الخيل والضوء ! ...
توقظ الشمس ...
توقظ الندى ...
توقظ قرنفلة ...
وتروي حكاية الصمت بلغة دمك
لديك حقول الأرز
وشبابيك تلاحق اللوز ،
والشمس
والقمر يشع دمك النور ،
وصوتك سلسبيل بالصهيل ...
غيمتك لم تنته بعد ، عفوا ، تمتد بحجم السماء والأرض
ولغتك سنابل الرصاص
وأبجدية على مفترق البحر
وكانت صلواتك ، الليل والصيام
تربي الفرح
تزرع العشق
والحزن فوهة مسدسك
وقنبلة تحتضن العشب
وتمرغ الأفعى في الوحل
حزن يليق بجلالك ...
فرح يليق بجلالك ...
كي تكون الأرض للحسين
جسدك مملوء بالطواويس
أبصرت القرآن فوق زندك
والمسدس تاج روحك ...
نايك قادم
نحلك قادم
نملك قادم
وأنت تسقي عطش الحسين
وتربط على قلبك القمر
والشمس صفحة الظل
المرايا تسقي الحزن
وتبعث الأفعى في حالة شيخوخة
ما عاد المطر يتجرع الموت
وأنا أسمع نار الإلهام
وحكايات قوس قزح
وغيمة تلون البؤس أرشيف عسل مصفى ! ...
أبصرتك كالغصن ، وكروم اللوز ،
وحقول الأرز هاجس الأفعى
والعصافير الحمراء تدخل دهليز هذا التناقض
ما كنت تعطي الأمان للدليل
والمدى قرآن يديك
هنا بداية الشمس
من نطفة دمك الشهي
في فوهة مسدس وصاروخ
وأنت تكمل زينة الحسين
وتفتح للنسور درب التبانة ، والقمر
من جسدك المحترق نبدأ حتى نرى كما الهدهد
كيف يغدو نور الحسين
نحن نبدأ القصيدة ولا تنتهي
فكل امرئ يصبح شهيدا إذا مسه العشق
ورواه بدمه
سهلة هي الأسئلة في بنيوية لعبة الأمم ، وهي تفسر فاكهة الدهشة
وتغدو القصيدة أجمل ! ...
وكربلاء كهرمان قدميك ...
للعاشقين عباءة الحسين ...
للقرآن روح الحسين ...
للرماح طهر الحسين ...
للسيوف نقاء الحسين ...
يا
سيوف
خذيني ...
20 / 2 / 2008م
ملحوظة : استشهد المجاهد عماد فايز مغنية على يد الموساد الإسرائيلي في العاصمة دمشق / سوريا في 12 / 2 / 2008م .


No comments: