Thursday, July 12, 2007

نشوة الشمس
" إلى الشهيد المجاهد عمار شاهين "
عبد ربه محمد سالم اسليم
قطاع غزة – فلسطين
Isleem61@hotmail.com
( 1 )
/ اليوم / تمر بجانب لغتي ،
و/ الشجر / في حالة استنفار !!! ...
يرجم الريح ،
والتاريخ شاهد !!!
وأنت تعبث بالصمت ،
ومفردات دموعي
والليل يغرق في فتنة المرايا
والنرجس
حين تقفز من رئتي
وتكسو الريح بالصهيل
والسنابل
وعبث العطش
فتلبس الخمر المذهب بالشهادة ! ...
/ احترس / ، أنت - الآن - فوق السماء
تصنع من لغتي سجنا للفراشات
والحب يبحر فيك
ودمك المعشق يزهر ...
وخمرك تملأ روحي وعصافير جسدي !!! ...
على عاتق النهار كنت تحمل شجر الزيتون
وتتذوق قطرات المطر
والبحر عذب فيك !!! ...
الجليد بين يديك يشتعل بالأسئلة
وقلبك خده حار كزيت الزيتون
وأنت تختال كالعنقاء بين الشجيرات الخضراء !
وتحلم بتفاصيل الشهادة
تركض نحو الله !!!
حتى تصبح عينيك نهارا
ومسدسك حلم القصيدة !!! ...
رفعت الشمس بين يديك
فضحكت وانحنيت قليلا بكل تواضع النبوءة ! ...
دموعك النور ...
جرحك النهر ...
وأنت خلف المدى قمر
ورؤى بوح
جفف جراحك لا تكتفي بالياسمين !
غذ الخطى ...
واقفز فوق السياج ،
والأشواك ،
والشجر اليابس
وانتعل حصارك ...
لا تنكسر ..
لا تنحني ...
وأخفض الصمت قليلا
ودغدغ المرايا كصوفي عنيد !!! ...
وأنت شجر يحمل العصافير
وتموسق الفراشات !!! ...
في فروسيتك ندى
وجراحك بهاء
أرشك بماء النور
والتعب يسيل من فضاء عينيك
وأنت تثمل من شدة القنص !!! ...
ما زلت أراك تستل مسدسك
وتصوب
والأرض سمسم صلد
فترسل رسائلك للقمر
وتسرق من جفني الصلع !!! ...
خارج فضاء دمك
كل الشموس منفى ،
وظل أصفر !!! ...
وصحراء قاحلة ! ...
والسماء الصغيرة بين يديك
نورس أخضر !!! ...
( 2 )
للفوضى نشوة المطر
ونشوة الصقور
ونشوة الشمس !! ...
ورغيف خبز شعير النبوة !!! ...
ولي الركض في رمان المساء !!! ...
ها أنت أمام الله تفتنك ضحكته اليقين
على شاطئ اللغة
فتقهقك لمكانك المحبب لديك
بين وجهي والشمس
كنت تفحص الأساطير
تلمس الشجر المخبأ بالرصاص
وتخطو
مثل
مصابيح
الشارع
ومثل قمر تهجم على الأفعى !!! ...
وتسير نحو إله لا يراك !!! ...
( 3 )
تسكرني نصف ابتسامة يلقيها النور إليك
والقصيدة تهاجم الأفعى !!! ...
والعصافير تزهر في دمك !!! ...
الشهادة وحدت الشجر
وما زلت أطرق بابها
ولكنها
لم تزال تراودني !!! ...
جرئ أنت كصلاة بسيطة
والبحر يقتلك في لحظة وهو شارد
تجئ الآن وقد أخضرت البيادر في الروح
وماتت الصحراء بين شفتيك ! ...
أتذكر شعرك الجميل ،
وأني واعدتك هذا الصباح بين شجيرات الزيتون !!! ،
والجفاف ينتفض في الرماد
ارحل في صدري وأترك عنوانك القيامي
لأحتسي خمرك النبوي ! ...شهادتك ملء بيادر القلب ،
وأعترف في حضرة دمك أنك أنا ...
هذا ربيع الصوان ،
والقدس عروسك !!! ...
ندخل معا عباءة العطش
والمسدس مغموس بدمك !
بصراحة : أتعرى من الصمت
وأنا أسمع لسعات الغياب / الحضور
كي ينتصب فينا النعناع
ليلة مثل قطرة ندى أعصرها
بثمالة
شظايا روحك ! ...
وأصحو في سمواتك السبع
والبحر الأحمر يجري أمامك
والزنابق مثل مكر الله !!! ...
( 4 )
وبدأت في تصفح الحانة !!! ...
والهواء على بعد خمس سنتيمترات من البحر ،
فتغرق جراري في صمت زيتي مريب ! ...
وهكذا ،
تقهقر الليل إلى الأمام خطوة واحدة
وثلاث خطوات إلى الخلف
وانحنى يسكب لي كأس خمر أحمر ! ...
والنقاش بلا جدران ،
ولا سقف جغرافي أو زمني !!! ...
وأفترق وجه المدينة
تحلم بالرجوع إلى الاستشهاد
لم ألق في جسدك غير الجراح
والرصاص الكهل
دون هذا الباب !!! ...
من أين ينبع الضوء ؟!
أم من بين رصاصك ،
أم من زنابق غبارك
صباح معجون بالشمس
وسادتك القمر
والأرض الصغيرة فراشة يديك
عندما ينكسر البحر ! ...
يداك خط الاستواء
ودمك صدى الهاوية ،
والبحر محاصر بأشلائك الحمراء ! ...
( 5 )
ولا أدري ،
أدمي مطر
أم دمك شجر ينزف
وأنت تعشق كالعصافير شجر الزيتون
والبرتقال
وشاي النعناع
والرصاص المعطر بالتعب !!! ...
( 6 )
تعبر النهر مع الشمس ،
وتمضي إلى حدود القلب ،
والعرش ! ...
والورد بعضا من روائحك !!! ...
عبيرك برائحة القصيدة ،
والقصيدة بنكهة رقمية !!! ...
وأنت كائن أخضر ...
( 7 )
هو أنت ، هذا الكائن الرقمي
يملأ المسدس بالعشق ،
ويخضر مئذنة
ونبوءة بيضاء !!! ...
( 8 )
وأستجير بخيولك أن تشاركني هذا الصباح
وجثتي ملقاة بين مفردات الأبجدية
وأنت عمود النور ! ...
زمزم تقراك
وعشقك يوغل في اليقين
ويحاصر الصمت العبثي
وجنون القرنفل !!! ...
( 9 )
أحضنك خزامي صدري ،
وأبكيك نافورة هواجس ،
وأتلاشى فيك
شهقة نرجس !!! ...
الشمس تشرق في رصاصك
وأنت تحمل جرحك وتآخي العصافير
وترد تحية المطر !!! ...
( 10 )
تحطم نافذة الغياب !!! ...

( 11 )
وكنت إذا رآك البحر يهرب ...
( 12 )
توزع الرصاص على الخيول
وتنقر بأصبعك على الزجاج تتذوق حلمك ،
والقمر يضحك كعصفور ملون
تجر العصافير لمشاكسة الأفعى
كأنك عطر صوفي ...
تضحك وتتطاول لتحمل موتي
بذكاء الورد
وخداع الزنابق
وعنفوان الدراويش !! ...
وكنت تتواضع كشجرة لوز مغطاة بالعسل ! ...
تضئ النهار والسمك في جيبك أفعى !!! ...
( 13 )
تهرع بين الشجر
تسقيني من الصدى
والظمأ يحتال بمكر المطر !!!
دع يديك تصوب مسدسي !
والشمس تتحرش بالمدى
والريح
فنتذكرك مثل فينيق أخضر
وهذا الشجر مكتمل الفروسية
وهذا البحر ناقص
أسائل الشمس عنك
والندى هو المجاز
تهادي غيماتك للتأويل
وأنت ضالع بالتصويب نحو المدى
ونحن ننحت النسيان رؤى !!! ...
لمثلث منفرج الزاوية !
نتذكر تفاصيل فرح عينيك
حين يشرق الليل
في انتظار قناديلنا الخضراء !!!
كنت تجيد التحية
وتكتب أسماءنا الخضراء في قلبك مثل نوارس
لتغادرنا قبل أن تستيقظ الشمس من نومها !
والأرض تشبهك كالله !!! ...
نحن روحان حللنا بدنا !!! ...
( 14 )
سرك ما زال طموح العذارى !!! ...
وشرابك المفضل تنهيدة شاي معطر بالهال !!! ...
فأتلو سرك على رؤوس أصابعي
وأنت في عين السنونو !!!
حين شاهدك الشجر تصوب مسدسك !!! ...
كنت تطارد الأفعى ،
وهي تخشى الاقتراب من مراياك
والسماء تغرق في ظهرك !!! ...
( 15 )
دمك صوان أخضر الحواف
والسماء عارية !!!
عندما كنت تبتسم للأطفال
والشوارع
ونوافذ الفقراء
تملأ غرفتك برائحة الشهداء
وصور الأنبياء
تكتب في كراستك المدرسية عواء الشجر الناشف !
وتلبس حذاءك على شكل أسد!
تخيط روحك بالشمس !
وتغسل كل يوم أحذية الأنبياء المتسخة بالشوكولاطة !!! ...
وأنا رهين المحبسين !!! ...
أقاوم شهوة الحياة ،
وأرمي البحر بشهوة الموت والشهادة !!! ...
( 16 )
هديلك
يصعد
في
دمي
والبخور كأس أحمر
وخبز ثورة !!! ...
تتجلى ماء
وعطشا
وزنابق بيضاء
وقيامة
( 17 )
تكتب قصيدتك في خمس دقائق
وتمضي نبيا !!! ...
فأحبك ...
أحبك ...
أحبك ...
8 / 7 / 2007م
ملحوظة : استشهد المجاهد عمار شاهين شرق البريج في 5 / 7 / 2007م


No comments: